خواطر قلم

شيخة 51

تصغير
تكبير
«بنات فريق إنساني الكويتي»، كان هذا عنوان المقال السابق، والذي عرضت فيه أسلوب التجديد في العمل التطوعي والإضافة النوعية فيه، الذي انتهجته بعض بناتنا من خلال مشروعهن الإغاثي المميز، ومقال اليوم نعرض فيه الفعالية التي شاركت فيها بوقت قصير لكنها كانت ثرية بالنسبة لي، تعالوا لنرى إبداعات بنات هذا البلد في تفجير ينابيع الخير في نفوس الشباب.

في شرحهن لي قالت الفتيات:


يؤمن الفريق أن العنصر الشبابي قادر على تغيير الخارطة وقلب الموازين، لذا فنحن نبحث عن إيصال الرسالة بكل الوسائل المعاصرة الجديدة والمبتكرة والقريبة من الشباب، واستخدام جميع الأساليب في مخاطبة العنصر الشبابي الذي يعشق ويحب التحدي في سبيل أن يحمل الشباب هم هذه الأمة، وأن يكون عنصراً فعالاً في حل مشاكلها ومعاناتها.

‏‎من هنا تولدت فكرة #شيخة_51.

‏‎وهي أيقونة «إنساني» في رمضان.

‏‎شيخة هي طفلة كويتية تحدت الوقت العام الماضي في حملة #24_ساعة و حققت حلم 51 طفلاً لاجئاً في الحصول على مقعد دراسي.

‏‎هذا العام انطلق تحدي شيخة 51 وكان السؤال من يتحدى شيخة في أقل من 24 ساعة في تحصيل مبالغ المقاعد الدراسية؟

‎الفكرة طُرحت في ملتقى إنساني قبل رمضان بأسبوع، عبارة عن قسائم صرف تحت مسمى «كوبونات إنساني» تم تصنيفها وفق 4 فئات:

‎الماسي قيمته 25 ألف دينار.

‏‎الذهبي 10 آلاف دينار.

‏‎الفضي 2000 دينار.

‏‎البرونزي 1000 دينار.

‏‎كل كوبون يسجل عليه تاريخ ووقت التحدي، مثلا الكوبون الفضي تاريخ 9 رمضان من الساعة 12 صباحاً وحتى 6 مساءً يرسل للمتسابق رابط التحدي للتبرع ويجب تحصيل المبلغ خلال هذه الفترة.

وقد تم توزيع كوبونات على الحضور بقيمة نصف مليون دولار! وهنا الفكرة كيف تقوم بعمل عظيم في نصف ساعة فقط؟

‏‎شارك في هذه الكوبونات 50 فريقاً تطوعياً، وكل فريق شكّل فرقاً أخرى معه كمجموعة من المتطوعين، نشروا فكرة «إنساني» ومعاناة الحرمان من التعليم وتبنوا الفكرة، ليصل عددهم إلى 1000 متطوع... انتشرت الفكرة في «السوشيال ميديا» وصار الناس يتابعون الحملة يومياً.

‎لم تقف فكرة انساني وحملة شيخة 51 عند هذا الحد، بل كان يرافق هذا التسابق استديو «إنساني» وغرفة عمليات يومياً يُتابع فيها المتطوعون روابط التبرع والحسابات والمتسابقين.

‏‎استديو إنساني كان يستضيف يومياً أساتذة وأكاديميين في شتى ومختلف المجالات، كل منهم يتكلم عن تخصصه وعلاقته بالعمل الخيري الشبابي، بالإضافة إلى استضافة المتسابقين المشاركين في التحدي وتشجيع الشباب على خوضه.

‏‎الغريب أنه آخر يوم تحد كان ليلة 25 رمضان، وشارك فيها أطفال أقل من 11 عاماً، بعد مشاهدة حلقات الاستديو ورغبة في تحدي شيخة.

‏‎أطفال أقل من 11 عاماً وصلت لهم الفكرة وزرعت فيهم، فكان هذا الإنجاز يُحسب للفريق،

‏‎والأجمل أن فكرة إنساني شارك فيها متسابقون من دول الخليج وخارج الكويت، من البحرين وقطر وعمان، الجميع شارك في التحدي بكوبون ذهبي وحققوا ما يفوق 600 مقعد دراسي.

‏‎خلف الكواليس كانت هناك لجان تعمل ليل نهار من الشباب... في الإدارة والمتابعات و التصميم والتصوير والمونتاج والحسابات و«السوشيال ميديا» والنشر والكتابة... كان تحدياً أن تكون مسؤولة الحملة الإعلامية من البحرين، ومسؤول مركزية المسابقة في السعودية و‎كلهم جمعهم هم واحد، وهو همّ فقراء الأمة ومعوزيها.

متابعتي لهذه التجربة المميزة تدفعني للتساؤل عن حجم النجاحات والإنجازات التي سيحققها أبناؤنا وبناتنا إذا أتيحت لهم الفرصة، فهم يمتلكون رؤى ممتازة في الانخراط بالعمل التطوعي، ولديهم القدرة على التميز والإبداع في التخطيط وجذب المتطوعين وتحقيق الأهداف.

وهذا النجاح الذي رأيته ولامسته يدفعني لدعوة الآباء والأمهات والمسؤولين لمنح أبنائنا فرصة الإبداع في الأعمال التطوعية حتى يستشعروا أنهم جزء من المجتمع ويتحملوا مسؤولياتهم من خلال الخدمة المجتمعية وإشاعة ثقافة المحبة التي كلما اتسع تمددها تراجعت مقابلها مساحة الكراهية التي وجدت لها مرتعاً في بلادنا.

mh_awadi@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي