مقابلة / «(جلوبل) من أقل شركات الاستثمار معاناة من أزمة السيولة»
القوقة لـ «الراي»: برنامج التمويل المطروح جيد وبنوك عدة أبدت استعدادها لتقديم الأموال فوراً
![u0627u0644u0642u0648u0642u0629 u0628u062fu0627 u0645u062au0641u0627u0626u0644u0627u064b u0628u0627u0644u0628u0631u0646u0627u0645u062c](https://www.alraimedia.com/HTTP/mawaqaa/Website/ArticleFiles/Attachments/2008/11/6/orgf/3923720170828072621389.jpg)
القوقة بدا متفائلاً بالبرنامج
![تصغير](/theme_alraimedia/images/icon/reduceIcon.png)
![تكبير](/theme_alraimedia/images/icon/enlargeIcon.png)
|كتب رضا السناري|
اعتبر نائب الرئيس التنفيذي في شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) عمر القوقة أن برنامج التمويل المطروح لشركات الاستثمار التي انقطعت خطوط تمويلها الخارجية «جيد ومناسب لحل المشكلة الحالية، ويفي إلى حد كبير بالغرض في تجاوز شركات الاستثمار لأزمة سيولتها غير المسؤولة عنها»،
وقال القوقة في مقابلة مع «الراي» أمس «ان الجميع سيخرج من الازمة منتصرا وسيحصل السوق على دفعة جيدة إلى الامام في حال التطبيق الامثل لهذا البرنامج».
وكشف القوقة أن «بعض شركات الاستثمار تلقت تطمينات من البنوك حول سرعة التمويل الفوري، وهذا في حد ذاته بادرة ايجابية توحي بنية المصارف التحرك سريعا». وامل من المصارف «أن تكون ورشة التحليلات سريعة، من اجل ان تحرك السيولة السوق». وأضاف «أنا على ثقة ان البنوك ستفعل ذلك فمن يراجع تاريخ البنوك الكويتية يجد انها دوما على قدر المسؤولية التي منحها لها محافظ المركزي في معالجة ملف تمويل شركات الاستثمار».
واعتبر القوقة «أن سوق الكويت للاوراق المالية وصل إلى اسوأ مراحل تراجعه»، متوقعاً «أن يدخل في الفترات المقبلة في استعادة عافيته لكن بشكل تدريجي، وقد يكون متذبذباً بين فترة وآخرى». ناصحاً «من لديه كاش» من صغار المستثمرين أن «يستثمر فهناك فرص مغرية في السوق المحلي، شريطة الا يكون المال المستثمر من الاقتراض».
ورأى «أنه من الضروري ان تستمر الهيئة العامة للاستثمار في مواصلة الدعم، خصوصا ان استمرار دعم الهيئة من شأنه ان يحقق الاهداف المرجوة للسوق».
وعن «جلوبل» وموقعها من أزمة الائتمان، قال القوقة «نسبة قروض «جلوبل» مقابل حقوق مساهميها تمثل واحدا إلى واحد، ما يعني ان حجم مديونتها تساوي حقوق مساهميها، وهذا المعدل منخفض جدا ويمثل مستوى مخاطرة متدنياً جداً بكل المقاييس».
وإذ لم يستبعد «ان يكون العام 2009 السنة الاصعب في معدلات نمو الشركة مقابل ايراداتها في الاعوام الثلاثة الماضية، أكد أن «الشركة وبجهود العاملين عليها ستكون في منأى نهائيا عن اي تلاطم للامواج، سواء بالنسبة لارباحها او مشاريعها، وستستمر بحكم تواجدها في 16 سوقا في الحفاظ على مسيرة توسعها العالمي».
وكشف أن «جلوبل» حصلت على موافقات السلطات الماليزية النهائية الترخيص لها بتأسيس شركة لادارة الاصول وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية، ليكون السوق الماليزي السوق رقم 17 على خارطة توسعات «جلوبل» العالمية، معرباً عن اعتقاده «أن العام المقبل لن يشهد إدراجات إضافية للشركة في أسواق جديدة».
• في البداية كيف تنظرون إلى تفاصيل ملف الحل الذي قدمه فريق محافظ المركزي في خصوص تمويل شركات الاستثمار عن طريق البنوك من خلال المال الحكومي؟
-نعم، لكن اود ان اشير إلى ضرورة عدم النظر إلى هذا القرار منفردا، اذ انه يتعين النظر اليه ضمن مجموعة خطوات اتخذتها الحكومة الكويتية منذ بداية تحرك الحكومة لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية على السوق المحلي بدءاً من تدخل الهيئة العامة للاستثمار في دعم سوق الكويت للاوراق المالية ومرورا بتوفير بنك الكويت المركزي للسيولة إلى البنوك، ثم ضمان الودائع، واخيرا تمويل شركات الاستثمار التي تحتاج إلى السيولة من المال الحكومي.
الحل يعتبر جيداً ومناسباً لحل المشكلة الحالية، ولربما كانت شركات الاستثمار تطمح إلى الحصول على التمويل المباشر من الهيئات الحكومية لاختصار عامل الوقت الذي يمكن أن يستنفد في إتمام عمليات التمويل مع البنوك.
وبرأيي الشخصي، اعتقد ان مخرجات حل التمويل المطروح على شركات الاستثمار ناجح إلى حد كبير، لا استطيع ان اقول انه يلبي كل الطموحات، الا انني أعتقد ان الجميع سيخرج من الازمة منتصراً، وسيحصل السوق على دفعة جيدة إلى الامام في حال التطبيق الامثل لهذا البرنامج. ويمكن القول ان برنامج التمويل المطروح جيد وفرص نجاحه كبيرة، كما انه يفي إلى حد كبير بالغرض في تجاوز شركات الاستثمار لأزمة سيولتها غير المسؤولة عنها، خصوصا بعد تراجع خطوط الائتمان الخارجية عن التدفق بسبب الازمة العالمية.
التلكؤ غير مبرر
• بعض المسؤولين في شركات الاستثمار ابدوا تخوفهم من ان تتلكأ البنوك في تنفيذ البرنامج وهو الامر الذي سيؤدي حسب قولهم إلى افلاس بعض الشركات؟
-لا اعتقد ان من مصلحة احد التلكؤ في تنفيذ ما اتفق عليه، فالجميع متفهم لطبيعة المشكلة واسبابها، ومن ثم اي تأخر في التمويل سيكون غير مبرر، لا سيما وان البنوك على معرفة تامة بان التمويل يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق الاستقرار، واود ان اشير في هذا الخصوص إلى ان بعض شركات الاستثمار تلقت تطمينات من البنوك حول سرعة التمويل الفوري، وهذا في حد ذاته بادرة ايجابية توحي بنية المصارف التحرك سريعا، وفي هذا الخصوص نأمل من المصارف ان تكون ورشة التحليلات سريعة، من اجل ان تحرك السيولة السوق، وانا على ثقة ان البنوك ستفعل ذلك فمن يراجع تاريخ البنوك الكويتية يجد انها دوما على قدر المسؤولية التي منحها لها محافظ المركزي في معالجة ملف تمويل شركات الاستثمار.
• كيف تقيمون حقيقة تأثير الازمة العالمية على بورصة الكويت، وهل هناك احتمال لتمادي الازمة إلى اعمق من هذه المستويات التي بلغها السوق اخيرا؟
- من خلال سرعة الاقرار الذي تميز بها فريق العمل الحكومي يتضح ان الكل مهتم بحماية اسعار الاصول وتقليل الخسائر، وامكانية منع الافلاسات، فـ «خروج المساهمين الصغار سيؤثر على الاقتصاد»، وان كان من الصعب التنبؤ بدقة في الاوقات الحالية بوجهات مؤشرات الاسواق، الا انه ومن خلال قراءة الاوضاع من الواضح ان سوق الكويت للاوراق المالية وصل إلى اسوأ مراحل تراجعه، ومن المتوقع ان يدخل في الفترات المقبلة في استعادة عافيته لكن بشكل تدريجي، قد يكون متذبذبا بين فترة واخرى.
شمولية البرنامج
• هل تعتقد ان الهيئة العامة للاستثمار مطالبة بمزيد من التدخل في دعم السوق الكويتي؟
- لاكتمال وشمولية برنامج الحل المطروح في الكويت في مواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية ارى انه من الضروري ان تستمر الهيئة العامة للاستثمار في مواصلة الدعم، خصوصا ان استمرار دعم الهيئة من شأنه ان يحقق الاهداف المرجوة للسوق، من حيث تخفيف حدة تداعيات الازمة المالية على السوق المحلي كما ان هذا التوجه يساهم في دعم الشركات الكويتية وبقائها على خط النمو.
• وبماذا تنصح المساهم الصغير؟
-من لديه كاش يستثمر فهناك فرص مغرية في السوق المحلي، شريطة الا يكون المال المستثمر من الاقتراض.
الأرقام لا تكذب
• وماذا عن «جلوبل» وموقعها من الأزمة المالية العالمية؟
- «جلوبل» من الشركات الكبرى سواء من حيث حجم أصولها أو حقوق مساهميها، وذلك ليس على صعيد الكويت فحسب ولكن على صعيد المنطقة.
وأشير هنا إلى أن نسبة قروض «جلوبل» مقابل حقوق مساهميها تمثل واحدا إلى واحد، ما يعني ان حجم مديونيتها تساوي حقوق مساهميها، وهذا المعدل منخفض جدا ويمثل مستوى مخاطرة متدنياً جداً بكل المقاييس، علماً أن المتوسط الدارج في قطاع الاستثمار الكويتي 2 إلى واحد، وهو أيضاً معدل منخفض، ومن ثم تعد نسبة مديونية «جلوبل» إلى حقوق مساهميها منخفضة جداً وإلى درجة استثنائية. ولا يفوتني في هذا الخصوص الاشارة إلى ان قروض الشركة انخفضت في مايو الماضي من 2.2 إلى المعدل الحالي، على إثر اصدار سندات الايداع التي طرحتها الشركة في الاسواق العالمية وادرجتها في بورصة لندن، وهذا في حد ذاته دلالة على متانة ملاءة «جلوبل» الائتمانية.
• بعض الاصوات في شركات الاستثمار تخشى من ان تستغل البنوك سلاح المال لمصلحتها خصوصا وان البعض يرى في المصارف منافسا بعد ان اتجهت في الفترة الاخيرة إلى تأسيس شركات استثمارية فهل تنظر «جلوبل» إلى هذا الجزء من الكوب؟
-بالطبع لا، والاسباب في ذلك عديدة، واولها ان الشركة لديها من المتانة والملاءة ما يؤهلها للحصول على التمويل المناسب للحفاظ على عمليات نموها، اضافة إلى ان «جلوبل» تتمتع بعلاقة وطيدة مع غالبية البنوك الكويتية، ونفخر بهذه العلاقة، الممتدة منذ سنوات، ونحن على ثقة في ان بنوكنا الوطنية تقدر ان عمليات النمو تحتاج إلى التمويل.
• كم يبلغ حقوق مساهمي «جلوبل» وقيمتها السوقية الحالية وترتيبها في هذا الخصوص بين الشركات الكويتية؟
-وفقا للارقام تحتل «جلوبل» المركز السادس بين الشركات عامة من حيث حقوق المساهمين، برصيد 677.614 مليون دينار، فيما تأتي في المرتبة الـ 12 من حيث القيمة السوقية حسب اقفالات جلسة الامس، بقيمة تبلغ 701.654 مليون دينار، ولعل في الارقام ما يؤكد متانة الشركة وقوتها.
مسيرة نمو
• بصراحتكم المعهودة هل ستتأثر «جلوبل» بتداعيات الازمة المالية، لا سيما على صعيد معدلات الارباح؟
-في الحقيقة كرسنا جميع جهودنا في الشهرين الماضيين لان نسبح بامان وسط امواج الازمة الهائجة واعتقد اننا نجحنا، كما اعتقد انه من قراءة معطيات الشركة الحالية نتوقع استمرار «جلوبل» في مسيرة نموها، وما دمنا نتحدث بصراحة لا اخفى انه من المتوقع الا تكون معدلات النمو في 2009 هي نفسها التي ستحققها الشركة هذا العام، في ظل الظروف المالية التي تمر بها الاسواق العالمية، ولا استبعد ان يكون العام 2009 السنة الاصعب في معدلات نمو «جلوبل» مقابل ايراداتها في الاعوام الثلاثة الماضية، بيد انني على ثقة بان الشركة وبجهود العاملين عليها ستكون في منأى نهائيا عن اي تلاطم للامواج، سواء بالنسبة لارباحها او مشاريعها، وستستمر بحكم تواجدها في 16 سوقا في الحفاظ على مسيرة توسعها العالمي، وكذلك في الحفاظ على النجاح الذي تقوده الشركات الكويتية في الاسواق العالمية، لا سيما وان «جلوبل» من الشركات القيادية من حيث الوطنية، وحرصها على هويتها الكويتية.
• من الملاحظ ان ادارة الاستثمار في العديد من الشركات الاستثمارية توقفت عن نشاطها والبحث عن فرص جديدة بسبب قلة السيولة وبعضها بسبب التحفظ ماذا عن نشاط ادارة السيولة في «جلوبل»؟
-في احسن حال. ومن ابسط الامثلة على نشاط ادارتها الاستثمارية حصول «جلوبل» اول من امس على موافقات السلطات الماليزية النهائية الترخيص لها بتأسيس شركة لادارة الاصول وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية، ليكون السوق الماليزي السوق رقم 17 على خارطة توسعات «جلوبل» العالمية، ويأتي توجه «جلوبل» إلى الاستثمار في نشاط ادارة الاصول الاسلامية بالسوق الماليزي إلى اهمية الاخير لا سيما وانه بات مستهدفا من صناديق المعاشات الكبرى.
ويمكن القول حول نشاط ادارة استثمارنا ان الفكرة العامة امامنا ان نستمر في الوصول إلى اكبر عدد من الاسواق، وان تكون «جلوبل» سفيرا للاقتصاد الكويتي في الاسواق العالمية، ففي النهاية تستهدف الشركة خدمة بلادها، وتفخر بهويتها الكويتية.
• ماذا عن الحصة المستهدفة من سوق ادارة الاصول الاسلامية في ماليزيا؟
-لا يوجد قيمة محددة، الا انه يمكن القول انها ستكون مرضية جدا ومناسبة لحجم الشركة الاستثماري والعالمي.
• بعد نجاح تجربة لندن هل تتجهون إلى ادراج اسهم الشركة في سوق جديدة في العام المقبل؟
- اعتقد أن إدراجنا في أربع أسواق عالمية كافٍ حالياً، إلا أنني أود أن أبين أن الإدراج في الأسواق يعني بالنسبة لنا وعي المستثمرين باسم «جلوبل»، مما يشكل بالنسبة لأي شركة استثمار قيمة أساسية، إضافة إلى أنه غالباً ما يعطي قيمة غير اعتيادية في تلك الأسواق.
وفي إطار ما يحدث في الأسواق العالمية أعتقد أن العام المقبل لن يشهد إدراجات إضافية لـ «جلوبل» في أسواق جديدة، فاليوم عندما نعلن عن نتيجة مالية مثلاً، يجب أن نوحد النشر في أربع أسواق، اثنتان منها عالمية، واثنتان منها إقليميتان، وهذا بحد ذاته مسؤولية.
الصحافة مهمة في بث التفاؤل
وعليها حسن الاستفادة
من الديموقراطية
شدد القوقة على اهمية ان تكون رسالة الاعلام موجهة نحو الهدف الصحيح، وبزاوية المعالجة التي تخدم الصالح العام، وقال «دور الاعلام وعلى رأسه الصحافة مهم جدا في بث الروح التفاؤلية، خصوصا عندما يتعرض النظام الاقتصادي العالمي إلى مشكلة».
على الصعيد نفسه اشار القوقة إلى ان الحرية التي تتمتع بها الصحافة في الكويت، يعكس المناخ الديموقراطي الموجود في الكويت، الا انه شدد ايضا على ضرورة حسن الاستفادة والتوجيه الحقيقي للمعلومة.
المصارف وفريق العمل يعملان بـ«النفس» ذاته
تمنى القوقة ان تتعامل البنوك مع برنامج تمويل شركات الاستثمار بنفس نفس فريق العمل، الذي حرص على السرعة في اخراج الحل، منوها إلى ان البرنامج الذي طرحته الحكومة الكويتية المكون من دعم الهيئة العامة للاستثمار للبورصة، وتوفير السيولة للبنوك وضمان الودائع، وحل ملف تمويل شركات الاستثمار يعد افضل البرامج في المنطقة.
شكراً لجهود المحافظ وفريق العمل
اعرب القوقة عن شكره إلى محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح وجميع اعضاء فريق الانقاذ وكل من ساهم في اخراج برنامج تمويل شركات الاستثمار بشكله النهائي، لافتا إلى ان القرارات اعدت في اقل من عشرة أيام، وهذا يؤكد الحرص الكبير وتفهم فريق العمل لحجم المشكلة وضرورة تعاطي المعنيين في الكويت مع حاجة شركات الاستثمار إلى السيولة بعد تراجع خطوط ائتمانها الخارجية. وعاود القوقة على شكرة للمحافظ لا سيما وان مشكلة بنك الخليج لم تعيقه في المضي وبسرعة في اخراج برنامج تمويل شركات الاستثمار.
اعتبر نائب الرئيس التنفيذي في شركة بيت الاستثمار العالمي (جلوبل) عمر القوقة أن برنامج التمويل المطروح لشركات الاستثمار التي انقطعت خطوط تمويلها الخارجية «جيد ومناسب لحل المشكلة الحالية، ويفي إلى حد كبير بالغرض في تجاوز شركات الاستثمار لأزمة سيولتها غير المسؤولة عنها»،
وقال القوقة في مقابلة مع «الراي» أمس «ان الجميع سيخرج من الازمة منتصرا وسيحصل السوق على دفعة جيدة إلى الامام في حال التطبيق الامثل لهذا البرنامج».
وكشف القوقة أن «بعض شركات الاستثمار تلقت تطمينات من البنوك حول سرعة التمويل الفوري، وهذا في حد ذاته بادرة ايجابية توحي بنية المصارف التحرك سريعا». وامل من المصارف «أن تكون ورشة التحليلات سريعة، من اجل ان تحرك السيولة السوق». وأضاف «أنا على ثقة ان البنوك ستفعل ذلك فمن يراجع تاريخ البنوك الكويتية يجد انها دوما على قدر المسؤولية التي منحها لها محافظ المركزي في معالجة ملف تمويل شركات الاستثمار».
واعتبر القوقة «أن سوق الكويت للاوراق المالية وصل إلى اسوأ مراحل تراجعه»، متوقعاً «أن يدخل في الفترات المقبلة في استعادة عافيته لكن بشكل تدريجي، وقد يكون متذبذباً بين فترة وآخرى». ناصحاً «من لديه كاش» من صغار المستثمرين أن «يستثمر فهناك فرص مغرية في السوق المحلي، شريطة الا يكون المال المستثمر من الاقتراض».
ورأى «أنه من الضروري ان تستمر الهيئة العامة للاستثمار في مواصلة الدعم، خصوصا ان استمرار دعم الهيئة من شأنه ان يحقق الاهداف المرجوة للسوق».
وعن «جلوبل» وموقعها من أزمة الائتمان، قال القوقة «نسبة قروض «جلوبل» مقابل حقوق مساهميها تمثل واحدا إلى واحد، ما يعني ان حجم مديونتها تساوي حقوق مساهميها، وهذا المعدل منخفض جدا ويمثل مستوى مخاطرة متدنياً جداً بكل المقاييس».
وإذ لم يستبعد «ان يكون العام 2009 السنة الاصعب في معدلات نمو الشركة مقابل ايراداتها في الاعوام الثلاثة الماضية، أكد أن «الشركة وبجهود العاملين عليها ستكون في منأى نهائيا عن اي تلاطم للامواج، سواء بالنسبة لارباحها او مشاريعها، وستستمر بحكم تواجدها في 16 سوقا في الحفاظ على مسيرة توسعها العالمي».
وكشف أن «جلوبل» حصلت على موافقات السلطات الماليزية النهائية الترخيص لها بتأسيس شركة لادارة الاصول وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية، ليكون السوق الماليزي السوق رقم 17 على خارطة توسعات «جلوبل» العالمية، معرباً عن اعتقاده «أن العام المقبل لن يشهد إدراجات إضافية للشركة في أسواق جديدة».
• في البداية كيف تنظرون إلى تفاصيل ملف الحل الذي قدمه فريق محافظ المركزي في خصوص تمويل شركات الاستثمار عن طريق البنوك من خلال المال الحكومي؟
-نعم، لكن اود ان اشير إلى ضرورة عدم النظر إلى هذا القرار منفردا، اذ انه يتعين النظر اليه ضمن مجموعة خطوات اتخذتها الحكومة الكويتية منذ بداية تحرك الحكومة لمواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية على السوق المحلي بدءاً من تدخل الهيئة العامة للاستثمار في دعم سوق الكويت للاوراق المالية ومرورا بتوفير بنك الكويت المركزي للسيولة إلى البنوك، ثم ضمان الودائع، واخيرا تمويل شركات الاستثمار التي تحتاج إلى السيولة من المال الحكومي.
الحل يعتبر جيداً ومناسباً لحل المشكلة الحالية، ولربما كانت شركات الاستثمار تطمح إلى الحصول على التمويل المباشر من الهيئات الحكومية لاختصار عامل الوقت الذي يمكن أن يستنفد في إتمام عمليات التمويل مع البنوك.
وبرأيي الشخصي، اعتقد ان مخرجات حل التمويل المطروح على شركات الاستثمار ناجح إلى حد كبير، لا استطيع ان اقول انه يلبي كل الطموحات، الا انني أعتقد ان الجميع سيخرج من الازمة منتصراً، وسيحصل السوق على دفعة جيدة إلى الامام في حال التطبيق الامثل لهذا البرنامج. ويمكن القول ان برنامج التمويل المطروح جيد وفرص نجاحه كبيرة، كما انه يفي إلى حد كبير بالغرض في تجاوز شركات الاستثمار لأزمة سيولتها غير المسؤولة عنها، خصوصا بعد تراجع خطوط الائتمان الخارجية عن التدفق بسبب الازمة العالمية.
التلكؤ غير مبرر
• بعض المسؤولين في شركات الاستثمار ابدوا تخوفهم من ان تتلكأ البنوك في تنفيذ البرنامج وهو الامر الذي سيؤدي حسب قولهم إلى افلاس بعض الشركات؟
-لا اعتقد ان من مصلحة احد التلكؤ في تنفيذ ما اتفق عليه، فالجميع متفهم لطبيعة المشكلة واسبابها، ومن ثم اي تأخر في التمويل سيكون غير مبرر، لا سيما وان البنوك على معرفة تامة بان التمويل يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق الاستقرار، واود ان اشير في هذا الخصوص إلى ان بعض شركات الاستثمار تلقت تطمينات من البنوك حول سرعة التمويل الفوري، وهذا في حد ذاته بادرة ايجابية توحي بنية المصارف التحرك سريعا، وفي هذا الخصوص نأمل من المصارف ان تكون ورشة التحليلات سريعة، من اجل ان تحرك السيولة السوق، وانا على ثقة ان البنوك ستفعل ذلك فمن يراجع تاريخ البنوك الكويتية يجد انها دوما على قدر المسؤولية التي منحها لها محافظ المركزي في معالجة ملف تمويل شركات الاستثمار.
• كيف تقيمون حقيقة تأثير الازمة العالمية على بورصة الكويت، وهل هناك احتمال لتمادي الازمة إلى اعمق من هذه المستويات التي بلغها السوق اخيرا؟
- من خلال سرعة الاقرار الذي تميز بها فريق العمل الحكومي يتضح ان الكل مهتم بحماية اسعار الاصول وتقليل الخسائر، وامكانية منع الافلاسات، فـ «خروج المساهمين الصغار سيؤثر على الاقتصاد»، وان كان من الصعب التنبؤ بدقة في الاوقات الحالية بوجهات مؤشرات الاسواق، الا انه ومن خلال قراءة الاوضاع من الواضح ان سوق الكويت للاوراق المالية وصل إلى اسوأ مراحل تراجعه، ومن المتوقع ان يدخل في الفترات المقبلة في استعادة عافيته لكن بشكل تدريجي، قد يكون متذبذبا بين فترة واخرى.
شمولية البرنامج
• هل تعتقد ان الهيئة العامة للاستثمار مطالبة بمزيد من التدخل في دعم السوق الكويتي؟
- لاكتمال وشمولية برنامج الحل المطروح في الكويت في مواجهة تداعيات الازمة المالية العالمية ارى انه من الضروري ان تستمر الهيئة العامة للاستثمار في مواصلة الدعم، خصوصا ان استمرار دعم الهيئة من شأنه ان يحقق الاهداف المرجوة للسوق، من حيث تخفيف حدة تداعيات الازمة المالية على السوق المحلي كما ان هذا التوجه يساهم في دعم الشركات الكويتية وبقائها على خط النمو.
• وبماذا تنصح المساهم الصغير؟
-من لديه كاش يستثمر فهناك فرص مغرية في السوق المحلي، شريطة الا يكون المال المستثمر من الاقتراض.
الأرقام لا تكذب
• وماذا عن «جلوبل» وموقعها من الأزمة المالية العالمية؟
- «جلوبل» من الشركات الكبرى سواء من حيث حجم أصولها أو حقوق مساهميها، وذلك ليس على صعيد الكويت فحسب ولكن على صعيد المنطقة.
وأشير هنا إلى أن نسبة قروض «جلوبل» مقابل حقوق مساهميها تمثل واحدا إلى واحد، ما يعني ان حجم مديونيتها تساوي حقوق مساهميها، وهذا المعدل منخفض جدا ويمثل مستوى مخاطرة متدنياً جداً بكل المقاييس، علماً أن المتوسط الدارج في قطاع الاستثمار الكويتي 2 إلى واحد، وهو أيضاً معدل منخفض، ومن ثم تعد نسبة مديونية «جلوبل» إلى حقوق مساهميها منخفضة جداً وإلى درجة استثنائية. ولا يفوتني في هذا الخصوص الاشارة إلى ان قروض الشركة انخفضت في مايو الماضي من 2.2 إلى المعدل الحالي، على إثر اصدار سندات الايداع التي طرحتها الشركة في الاسواق العالمية وادرجتها في بورصة لندن، وهذا في حد ذاته دلالة على متانة ملاءة «جلوبل» الائتمانية.
• بعض الاصوات في شركات الاستثمار تخشى من ان تستغل البنوك سلاح المال لمصلحتها خصوصا وان البعض يرى في المصارف منافسا بعد ان اتجهت في الفترة الاخيرة إلى تأسيس شركات استثمارية فهل تنظر «جلوبل» إلى هذا الجزء من الكوب؟
-بالطبع لا، والاسباب في ذلك عديدة، واولها ان الشركة لديها من المتانة والملاءة ما يؤهلها للحصول على التمويل المناسب للحفاظ على عمليات نموها، اضافة إلى ان «جلوبل» تتمتع بعلاقة وطيدة مع غالبية البنوك الكويتية، ونفخر بهذه العلاقة، الممتدة منذ سنوات، ونحن على ثقة في ان بنوكنا الوطنية تقدر ان عمليات النمو تحتاج إلى التمويل.
• كم يبلغ حقوق مساهمي «جلوبل» وقيمتها السوقية الحالية وترتيبها في هذا الخصوص بين الشركات الكويتية؟
-وفقا للارقام تحتل «جلوبل» المركز السادس بين الشركات عامة من حيث حقوق المساهمين، برصيد 677.614 مليون دينار، فيما تأتي في المرتبة الـ 12 من حيث القيمة السوقية حسب اقفالات جلسة الامس، بقيمة تبلغ 701.654 مليون دينار، ولعل في الارقام ما يؤكد متانة الشركة وقوتها.
مسيرة نمو
• بصراحتكم المعهودة هل ستتأثر «جلوبل» بتداعيات الازمة المالية، لا سيما على صعيد معدلات الارباح؟
-في الحقيقة كرسنا جميع جهودنا في الشهرين الماضيين لان نسبح بامان وسط امواج الازمة الهائجة واعتقد اننا نجحنا، كما اعتقد انه من قراءة معطيات الشركة الحالية نتوقع استمرار «جلوبل» في مسيرة نموها، وما دمنا نتحدث بصراحة لا اخفى انه من المتوقع الا تكون معدلات النمو في 2009 هي نفسها التي ستحققها الشركة هذا العام، في ظل الظروف المالية التي تمر بها الاسواق العالمية، ولا استبعد ان يكون العام 2009 السنة الاصعب في معدلات نمو «جلوبل» مقابل ايراداتها في الاعوام الثلاثة الماضية، بيد انني على ثقة بان الشركة وبجهود العاملين عليها ستكون في منأى نهائيا عن اي تلاطم للامواج، سواء بالنسبة لارباحها او مشاريعها، وستستمر بحكم تواجدها في 16 سوقا في الحفاظ على مسيرة توسعها العالمي، وكذلك في الحفاظ على النجاح الذي تقوده الشركات الكويتية في الاسواق العالمية، لا سيما وان «جلوبل» من الشركات القيادية من حيث الوطنية، وحرصها على هويتها الكويتية.
• من الملاحظ ان ادارة الاستثمار في العديد من الشركات الاستثمارية توقفت عن نشاطها والبحث عن فرص جديدة بسبب قلة السيولة وبعضها بسبب التحفظ ماذا عن نشاط ادارة السيولة في «جلوبل»؟
-في احسن حال. ومن ابسط الامثلة على نشاط ادارتها الاستثمارية حصول «جلوبل» اول من امس على موافقات السلطات الماليزية النهائية الترخيص لها بتأسيس شركة لادارة الاصول وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية، ليكون السوق الماليزي السوق رقم 17 على خارطة توسعات «جلوبل» العالمية، ويأتي توجه «جلوبل» إلى الاستثمار في نشاط ادارة الاصول الاسلامية بالسوق الماليزي إلى اهمية الاخير لا سيما وانه بات مستهدفا من صناديق المعاشات الكبرى.
ويمكن القول حول نشاط ادارة استثمارنا ان الفكرة العامة امامنا ان نستمر في الوصول إلى اكبر عدد من الاسواق، وان تكون «جلوبل» سفيرا للاقتصاد الكويتي في الاسواق العالمية، ففي النهاية تستهدف الشركة خدمة بلادها، وتفخر بهويتها الكويتية.
• ماذا عن الحصة المستهدفة من سوق ادارة الاصول الاسلامية في ماليزيا؟
-لا يوجد قيمة محددة، الا انه يمكن القول انها ستكون مرضية جدا ومناسبة لحجم الشركة الاستثماري والعالمي.
• بعد نجاح تجربة لندن هل تتجهون إلى ادراج اسهم الشركة في سوق جديدة في العام المقبل؟
- اعتقد أن إدراجنا في أربع أسواق عالمية كافٍ حالياً، إلا أنني أود أن أبين أن الإدراج في الأسواق يعني بالنسبة لنا وعي المستثمرين باسم «جلوبل»، مما يشكل بالنسبة لأي شركة استثمار قيمة أساسية، إضافة إلى أنه غالباً ما يعطي قيمة غير اعتيادية في تلك الأسواق.
وفي إطار ما يحدث في الأسواق العالمية أعتقد أن العام المقبل لن يشهد إدراجات إضافية لـ «جلوبل» في أسواق جديدة، فاليوم عندما نعلن عن نتيجة مالية مثلاً، يجب أن نوحد النشر في أربع أسواق، اثنتان منها عالمية، واثنتان منها إقليميتان، وهذا بحد ذاته مسؤولية.
الصحافة مهمة في بث التفاؤل
وعليها حسن الاستفادة
من الديموقراطية
شدد القوقة على اهمية ان تكون رسالة الاعلام موجهة نحو الهدف الصحيح، وبزاوية المعالجة التي تخدم الصالح العام، وقال «دور الاعلام وعلى رأسه الصحافة مهم جدا في بث الروح التفاؤلية، خصوصا عندما يتعرض النظام الاقتصادي العالمي إلى مشكلة».
على الصعيد نفسه اشار القوقة إلى ان الحرية التي تتمتع بها الصحافة في الكويت، يعكس المناخ الديموقراطي الموجود في الكويت، الا انه شدد ايضا على ضرورة حسن الاستفادة والتوجيه الحقيقي للمعلومة.
المصارف وفريق العمل يعملان بـ«النفس» ذاته
تمنى القوقة ان تتعامل البنوك مع برنامج تمويل شركات الاستثمار بنفس نفس فريق العمل، الذي حرص على السرعة في اخراج الحل، منوها إلى ان البرنامج الذي طرحته الحكومة الكويتية المكون من دعم الهيئة العامة للاستثمار للبورصة، وتوفير السيولة للبنوك وضمان الودائع، وحل ملف تمويل شركات الاستثمار يعد افضل البرامج في المنطقة.
شكراً لجهود المحافظ وفريق العمل
اعرب القوقة عن شكره إلى محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم عبد العزيز الصباح وجميع اعضاء فريق الانقاذ وكل من ساهم في اخراج برنامج تمويل شركات الاستثمار بشكله النهائي، لافتا إلى ان القرارات اعدت في اقل من عشرة أيام، وهذا يؤكد الحرص الكبير وتفهم فريق العمل لحجم المشكلة وضرورة تعاطي المعنيين في الكويت مع حاجة شركات الاستثمار إلى السيولة بعد تراجع خطوط ائتمانها الخارجية. وعاود القوقة على شكرة للمحافظ لا سيما وان مشكلة بنك الخليج لم تعيقه في المضي وبسرعة في اخراج برنامج تمويل شركات الاستثمار.