الفلاح: الاجتماع على المحكم من الدين هو عصمة من الخلاف المذموم
مؤتمر النصرة أوصى بوضع استراتيجية شاملة للتعريف بالنبي ومخاطبة الحكومات لمساندة جهود المنظمة قانونيا وماليا وإعلاميا
| كتب عبدالله راشد |
اكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية الدكتور عادل الفلاح ان المشاركين في المؤتمر اعلنوا توافقهم حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالدعوة والبلاغ واحياء روح التبشير الصادق لدى المسلمين.
وقال الفلاح خلال احتفال اختتام فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية مساء اول امس ان «النصرة مبدأ قرآني محكم، وهي فعل ابتدائي يقتضيه الايمان والحب، وفعل استراتيجي عميق ومستمر».
واضاف ان هناك «مؤسسات وجهات وافرادا حاولوا قدرا من الانصاف، ووقفوا مع قضايا العرب والمسلمين والمظلومين عموما موقفا ايجابيا يتسم بالعدالة ومحاولة التفهم ورعاية الحقوق، ولا يستوي هؤلاء مع من يعلن الحرب ويمارس الظلم والعدوان والعنصرية ضد المسلمين ولهذا علينا السعي لبناء الجسور، ودعم المنصفين، وحملهم على المزيد من العمل لنصرة القضايا العادلة والمواقف الايجابية».
ودعا إلى «تخفيف حدة الخلافات، التي تعصف بالصف الاسلامي حول القضايا الفرعية والاجتهادية، مع بقاء المجادلة والحوار بالتي هي احسن، على الا يُستنزف الوقت والجهد في مسائل مكررة، يعاد انتاج الجدل حولها ولا ينتهي، وصرف الجهد والوقت في ميادين هي احق واولى، كميدان تبليغ الدعوة والرسالة لغير المسلمين، وميدان صناعة الابداع والتفوق في المجتمع الاسلامي».
وقال الفلاح ان «الاجتماع على المحكم من الدين هو عصمة من الخلاف المذموم، والكليات الكبرى، او ما يسميه العلماء بـ «الدين الجامع هي اساس للوحدة، وهي اعظم وارسخ من اي اختلاف فرعي او اجتهادي».
وتابع الفلاح ان «الواجب علينا تقديم صورة واضحة وصحيحة للاسلام، مأخوذة من القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية، لتكون محلا للنشر والبلاغ والترجمة لغير المسلمين، ويمكن الاعتماد هنا على المصحف الكريم وترجماته المتعددة، التي نشرها مجمع الملك فهد في المدينة النبوية، وعلى كتاب هذا رسول الله الذي نشرته منظمة النصرة، وحرصت على ان يكون محتواه مما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واقواله وافعاله ومواقفه، التي تجلّي رسالته، وتبين شخصيته بغير لبس او غموض او اختزال، او اي مصدر آخر موثوق في السنة والسيرة».
واشار إلى ان «النصرة تكون وفق المبادئ السلمية الهادئة، ومهمة العاملين في ميدانها توجيه مشاعر المسلمين وجهة الفعل الرشيد المنضبط المحقق للمصلحة وتجنب ردود الافعال السلبية المدمرة، ونصرة صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم انما تكون باتباع سنته وهديه كما قال تعالى: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم» وكما قال صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
وذكر الفلاح انه «استمرارا لهذا النهج فإن على علماء المسلمين ودعاتهم وقادة الرأي فيهم ان يربوا شباب الامة على العلم الصحيح، والتصرف السليم الملائم، وحمايتهم من الافكار المغالية التي تؤول إلى التكفير والقتل والتفجير، وتضر بواقع المسلمين، وتعوق مسيرة البناء والتنمية والدعوة وتطلق ألسنة الشانئين في الإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام».
وقال الفلاح ان «النصرة الشاملة إنما تكون بنصرة دين الله وانبيائه ورسله جميعا عليهم الصلاة والسلام، ونصرة الصحابة وازواج النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت رضي الله عنهم اجمعين لا نفرق بين أحد منهم وان تجتمع الأمة على هذه المعاني الرفيعة السامية، وتقتدي بأخلاقهم وسلوكهم (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)».
واضاف ان «دعوة الدول الإسلامية والمؤسسات والجمعيات إلى تقديم الانموذج الصادق المعبر عن هذا الانتماء، بالاتجاه إلى البناء والتنمية والعدالة والحرية المسؤولة، ليكون الوجود الإسلامي قدوة حسنة في إدارة الحياة، وحسن التفكير، والقدرة على الاستيعاب، فإن العالم يؤمن بالواقع العملي المشاهد أكثر مما يؤمن بالأقوال، وإذا تحقق في العالم الإسلامي صورة الدولة النموذجية، والمؤسسة النموذجية والفرد النموذجي، فسيكون هذا أبلغ من أي عبارة تقال بشأن الاسلام».
وبيّن ان «من المهم ان يتم ابراز المضامين الاخلاقية والانسانية والحضارية لرسالة الإسلام، واظهار المعاني والقيم العظيمة التي جاء بها، والحديث المستفيض».
وأشار إلى ان «الانكفاء والعزلة لا توصل دعوة، ولا تحمي مجتمعا بل هي دلالة على الضعف، وعلامة الخوف وعنوان الهزيمة، وروح الاشفاق والبشارة والنذارة تقتضي دعم التواصل والتعاون على الخير وقد شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مع المشركين حلف الفضول لانصاف المظلوم وردع الظالم، وقال: «لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت»، كما في الصحيح. فالأمة الرشيدة أمة ايجابية عالمية، إن دعيت لخير اجابت، وإن تركت ابتدأت وبادرت».
ولفت إلى انه «من الاهمية بمكان ان تقوم المؤسسات العديدة والضخمة المتخصصة بتقديم رسالة الإسلام لغير المسلمين بكل الوسائل الممكنة والمتجددة، وان تتعاون هذه المؤسسات في ما بينها، بما يخدم رسالتها العظيمة المقدسة. وان (منظمة النصرة العالمية) لهي واحدة من هذه المؤسسات، قامت لا لتكون بديلا عن أي مجهود سابق، بل لتكون يداً مع تلك الأيادي الممتدة بالخير، الداعية إلى الله والى دينه، المتعاونة مع جميع العاملين للاسلام، دون تمييز مذهبي، أو حزبي، أو اقليمي حتى بات العالم يشهد اليوم تواصلا بشريا منقطع النظير، وقد اسهمت التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال والمواصلات في تقريب الهوة بين شعوب العالم».
من جهته، أكد نائب الامين العام السابق لمنظمة النصرة العالمية الدكتور علي بادحدح ان المنظمة «قامت بالتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح بإقامة المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية تحت شعار «نحو نصرة دائمة» في الفترة من 2 - 4 من نوفمبر الجاري».
وقال بادحدح ان «المنظمة حددت اهداف المؤتمر بإقرار النظام الاساسي لها، واعتماد هياكلها الإدارية وانتخاب مسؤوليها، وتحديد ملامح الخطة العامة والمشروعات العملية في مجالات النصرة المختلفة، واشهار المنظمة والاعلان عنها والتعريف بها والدعاية لها بالاضافة إلى ابراز الرسالة الحضارية للسنة النبوية واطلاق العديد من المشاريع العملية في ميدان النصرة المختلفة الإعلامية والعلمية والاقتصادية».
وبين بادحدح ان المجتمعين خلصوا إلى توصيات عدة منها:
- التأكيد على القيم والمبادئ التي انتهى اليها المؤتمر العالمي الاول لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والذي انعقد في مملكة البحرين.
- العمل على استكمال وضع خطة استراتيجية شاملة للمرحلة المقبلة، للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته عمادها العمل المؤسسي والتكامل والتنسيق بين الجهات العاملة في هذا المجال، وفتح المكاتب التنفيذية الاقليمية لمتابعة العمل وتنفيذ البرامج والخطط.
- العمل على توفير الدعم المالي لمشروعات النصرة المختلفة التي ستقوم بها المنظمة او المؤسسات والمراكز المختلفة في انحاء العالم وذلك من خلال انشاء وحدة اقتصادية ثابتة تعمل لتحقيق هذا الهدف بالطرق المختلفة.
- اقامة لقاءات تنسيقية دورية بين المؤسسات والمراكز الاسلامية العاملة ذات العلاقة والمشاركة في اعمال النصرة بحسب البلدان والاقاليم والتخصصات تحقيقا للتكامل وتوحيدا للجهود ودفعا للتعارض والتكرار.
- انشاء مركز بحوث ودراسات وترجمة متخصص يعنى باظهار القيم الانسانية والحضارية التي دعا اليها النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال جمع الميراث النبوي في هذا الشأن والعناية به تحقيقا وترتيبا، واصدار الدراسات العلمية المتعلقة بجوانبها المختلفة مع الحرص على ربطه بالواقع وتقريبه للناس واظهار ما فيه من جوانب العظمة والكمال والشمول وترجمته إلى اللغات العالمية الحية.
- دعوة جامعات العالم الاسلامي لتدريس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وانشاء الكراسي البحثية المتخصصة في التعريف برسالة النبي صلى الله عليه وسلم في الجامعات غير الاسلامية مع تقديم المقترحات العلمية في عمل المناهج التعليمية المتعلقة بتدريس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفق الاحتياجات المعاصرة.
- مخاطبة الحكومات الاسلامية والتواصل معها لتفعيل دورها في مساندة الجهود المبذولة لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم في المجالات كلها خصوصا في الجوانب القانونية والمالية والاعلامية.
- التعاون والتواصل مع الهيئات السياسية المؤثرة كمنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في اعمال النصرة.
- انشاء وحدة اعلامية متخصصة في اعمال النصرة تقوم على اسس احترافية مهنية وتتولى مهمة الانتاج الاعلامي المتقن في المجالات المرئية والمسموعة والمكتوبة لخدمة الرسالة النبوية، واظهارها للعالم بصورتها الحقيقية الايجابية.
- تكوين لجنة استشارية قانونية تتولى مراجعة الجوانب النظامية والقانونية والقضائية المتعلقة بأعمال النصرة في بلدان العالم وتسعى لاستصدار قرارات دولية تحظر الاساءة للاديان والرموز الدينية.
- تفعيل دور الأئمة والمرشدين في مجالات النصرة والتعريف برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، واعداد برامج تدريبية وتأهيلية لهم ولكل العاملين في مجالات النصرة.
- التأكيد على تفعيل كل اعمال وانشطة النصرة من خلال تأصيل شرعي يراعي احكام الشريعة ومقاصدها في وسطية واعتدال وفي اطار احترام القوانين والانظمة المعمول بها في الدول المختلفة.
- انشاء المجلس النسائي العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم المعني بتفعيل دور المرأة في نصرته والتعريف برسالته والدفاع والحوار مع غير المسلمين واعداد القيادات الواعية في جميع المجالات.
- اظهار الدور الاقتصادي للنصرة باستثمار الوسائل والآليات المختلفة لتنمية الموارد المالية والتواصل مع رجال المال والاعمال لدعم المشاريع وتمويلها.
وختم بادحدح ان المؤتمرين قرروا رفع برقية شكر لمقام صاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد على رعايته الكريمة للمؤتمر ولسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الامة ولوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية داعين الله تعالى ان يحفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين وان يوفقهم لما فيه عزة الدين وصلاح الامة بنصرة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية الدكتور عادل الفلاح ان المشاركين في المؤتمر اعلنوا توافقهم حول القضايا الرئيسية المتعلقة بالدعوة والبلاغ واحياء روح التبشير الصادق لدى المسلمين.
وقال الفلاح خلال احتفال اختتام فعاليات المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية مساء اول امس ان «النصرة مبدأ قرآني محكم، وهي فعل ابتدائي يقتضيه الايمان والحب، وفعل استراتيجي عميق ومستمر».
واضاف ان هناك «مؤسسات وجهات وافرادا حاولوا قدرا من الانصاف، ووقفوا مع قضايا العرب والمسلمين والمظلومين عموما موقفا ايجابيا يتسم بالعدالة ومحاولة التفهم ورعاية الحقوق، ولا يستوي هؤلاء مع من يعلن الحرب ويمارس الظلم والعدوان والعنصرية ضد المسلمين ولهذا علينا السعي لبناء الجسور، ودعم المنصفين، وحملهم على المزيد من العمل لنصرة القضايا العادلة والمواقف الايجابية».
ودعا إلى «تخفيف حدة الخلافات، التي تعصف بالصف الاسلامي حول القضايا الفرعية والاجتهادية، مع بقاء المجادلة والحوار بالتي هي احسن، على الا يُستنزف الوقت والجهد في مسائل مكررة، يعاد انتاج الجدل حولها ولا ينتهي، وصرف الجهد والوقت في ميادين هي احق واولى، كميدان تبليغ الدعوة والرسالة لغير المسلمين، وميدان صناعة الابداع والتفوق في المجتمع الاسلامي».
وقال الفلاح ان «الاجتماع على المحكم من الدين هو عصمة من الخلاف المذموم، والكليات الكبرى، او ما يسميه العلماء بـ «الدين الجامع هي اساس للوحدة، وهي اعظم وارسخ من اي اختلاف فرعي او اجتهادي».
وتابع الفلاح ان «الواجب علينا تقديم صورة واضحة وصحيحة للاسلام، مأخوذة من القرآن الكريم والسنة والسيرة النبوية، لتكون محلا للنشر والبلاغ والترجمة لغير المسلمين، ويمكن الاعتماد هنا على المصحف الكريم وترجماته المتعددة، التي نشرها مجمع الملك فهد في المدينة النبوية، وعلى كتاب هذا رسول الله الذي نشرته منظمة النصرة، وحرصت على ان يكون محتواه مما صح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واقواله وافعاله ومواقفه، التي تجلّي رسالته، وتبين شخصيته بغير لبس او غموض او اختزال، او اي مصدر آخر موثوق في السنة والسيرة».
واشار إلى ان «النصرة تكون وفق المبادئ السلمية الهادئة، ومهمة العاملين في ميدانها توجيه مشاعر المسلمين وجهة الفعل الرشيد المنضبط المحقق للمصلحة وتجنب ردود الافعال السلبية المدمرة، ونصرة صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم انما تكون باتباع سنته وهديه كما قال تعالى: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم» وكما قال صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة وانما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب».
وذكر الفلاح انه «استمرارا لهذا النهج فإن على علماء المسلمين ودعاتهم وقادة الرأي فيهم ان يربوا شباب الامة على العلم الصحيح، والتصرف السليم الملائم، وحمايتهم من الافكار المغالية التي تؤول إلى التكفير والقتل والتفجير، وتضر بواقع المسلمين، وتعوق مسيرة البناء والتنمية والدعوة وتطلق ألسنة الشانئين في الإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام».
وقال الفلاح ان «النصرة الشاملة إنما تكون بنصرة دين الله وانبيائه ورسله جميعا عليهم الصلاة والسلام، ونصرة الصحابة وازواج النبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت رضي الله عنهم اجمعين لا نفرق بين أحد منهم وان تجتمع الأمة على هذه المعاني الرفيعة السامية، وتقتدي بأخلاقهم وسلوكهم (أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده)».
واضاف ان «دعوة الدول الإسلامية والمؤسسات والجمعيات إلى تقديم الانموذج الصادق المعبر عن هذا الانتماء، بالاتجاه إلى البناء والتنمية والعدالة والحرية المسؤولة، ليكون الوجود الإسلامي قدوة حسنة في إدارة الحياة، وحسن التفكير، والقدرة على الاستيعاب، فإن العالم يؤمن بالواقع العملي المشاهد أكثر مما يؤمن بالأقوال، وإذا تحقق في العالم الإسلامي صورة الدولة النموذجية، والمؤسسة النموذجية والفرد النموذجي، فسيكون هذا أبلغ من أي عبارة تقال بشأن الاسلام».
وبيّن ان «من المهم ان يتم ابراز المضامين الاخلاقية والانسانية والحضارية لرسالة الإسلام، واظهار المعاني والقيم العظيمة التي جاء بها، والحديث المستفيض».
وأشار إلى ان «الانكفاء والعزلة لا توصل دعوة، ولا تحمي مجتمعا بل هي دلالة على الضعف، وعلامة الخوف وعنوان الهزيمة، وروح الاشفاق والبشارة والنذارة تقتضي دعم التواصل والتعاون على الخير وقد شهد النبي - صلى الله عليه وسلم - مع المشركين حلف الفضول لانصاف المظلوم وردع الظالم، وقال: «لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت»، كما في الصحيح. فالأمة الرشيدة أمة ايجابية عالمية، إن دعيت لخير اجابت، وإن تركت ابتدأت وبادرت».
ولفت إلى انه «من الاهمية بمكان ان تقوم المؤسسات العديدة والضخمة المتخصصة بتقديم رسالة الإسلام لغير المسلمين بكل الوسائل الممكنة والمتجددة، وان تتعاون هذه المؤسسات في ما بينها، بما يخدم رسالتها العظيمة المقدسة. وان (منظمة النصرة العالمية) لهي واحدة من هذه المؤسسات، قامت لا لتكون بديلا عن أي مجهود سابق، بل لتكون يداً مع تلك الأيادي الممتدة بالخير، الداعية إلى الله والى دينه، المتعاونة مع جميع العاملين للاسلام، دون تمييز مذهبي، أو حزبي، أو اقليمي حتى بات العالم يشهد اليوم تواصلا بشريا منقطع النظير، وقد اسهمت التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال والمواصلات في تقريب الهوة بين شعوب العالم».
من جهته، أكد نائب الامين العام السابق لمنظمة النصرة العالمية الدكتور علي بادحدح ان المنظمة «قامت بالتعاون مع وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت وبرعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح بإقامة المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة النصرة العالمية تحت شعار «نحو نصرة دائمة» في الفترة من 2 - 4 من نوفمبر الجاري».
وقال بادحدح ان «المنظمة حددت اهداف المؤتمر بإقرار النظام الاساسي لها، واعتماد هياكلها الإدارية وانتخاب مسؤوليها، وتحديد ملامح الخطة العامة والمشروعات العملية في مجالات النصرة المختلفة، واشهار المنظمة والاعلان عنها والتعريف بها والدعاية لها بالاضافة إلى ابراز الرسالة الحضارية للسنة النبوية واطلاق العديد من المشاريع العملية في ميدان النصرة المختلفة الإعلامية والعلمية والاقتصادية».
وبين بادحدح ان المجتمعين خلصوا إلى توصيات عدة منها:
- التأكيد على القيم والمبادئ التي انتهى اليها المؤتمر العالمي الاول لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم والذي انعقد في مملكة البحرين.
- العمل على استكمال وضع خطة استراتيجية شاملة للمرحلة المقبلة، للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ونصرته عمادها العمل المؤسسي والتكامل والتنسيق بين الجهات العاملة في هذا المجال، وفتح المكاتب التنفيذية الاقليمية لمتابعة العمل وتنفيذ البرامج والخطط.
- العمل على توفير الدعم المالي لمشروعات النصرة المختلفة التي ستقوم بها المنظمة او المؤسسات والمراكز المختلفة في انحاء العالم وذلك من خلال انشاء وحدة اقتصادية ثابتة تعمل لتحقيق هذا الهدف بالطرق المختلفة.
- اقامة لقاءات تنسيقية دورية بين المؤسسات والمراكز الاسلامية العاملة ذات العلاقة والمشاركة في اعمال النصرة بحسب البلدان والاقاليم والتخصصات تحقيقا للتكامل وتوحيدا للجهود ودفعا للتعارض والتكرار.
- انشاء مركز بحوث ودراسات وترجمة متخصص يعنى باظهار القيم الانسانية والحضارية التي دعا اليها النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال جمع الميراث النبوي في هذا الشأن والعناية به تحقيقا وترتيبا، واصدار الدراسات العلمية المتعلقة بجوانبها المختلفة مع الحرص على ربطه بالواقع وتقريبه للناس واظهار ما فيه من جوانب العظمة والكمال والشمول وترجمته إلى اللغات العالمية الحية.
- دعوة جامعات العالم الاسلامي لتدريس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وانشاء الكراسي البحثية المتخصصة في التعريف برسالة النبي صلى الله عليه وسلم في الجامعات غير الاسلامية مع تقديم المقترحات العلمية في عمل المناهج التعليمية المتعلقة بتدريس سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفق الاحتياجات المعاصرة.
- مخاطبة الحكومات الاسلامية والتواصل معها لتفعيل دورها في مساندة الجهود المبذولة لنصرة نبينا صلى الله عليه وسلم في المجالات كلها خصوصا في الجوانب القانونية والمالية والاعلامية.
- التعاون والتواصل مع الهيئات السياسية المؤثرة كمنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي في اعمال النصرة.
- انشاء وحدة اعلامية متخصصة في اعمال النصرة تقوم على اسس احترافية مهنية وتتولى مهمة الانتاج الاعلامي المتقن في المجالات المرئية والمسموعة والمكتوبة لخدمة الرسالة النبوية، واظهارها للعالم بصورتها الحقيقية الايجابية.
- تكوين لجنة استشارية قانونية تتولى مراجعة الجوانب النظامية والقانونية والقضائية المتعلقة بأعمال النصرة في بلدان العالم وتسعى لاستصدار قرارات دولية تحظر الاساءة للاديان والرموز الدينية.
- تفعيل دور الأئمة والمرشدين في مجالات النصرة والتعريف برسالة النبي صلى الله عليه وسلم، واعداد برامج تدريبية وتأهيلية لهم ولكل العاملين في مجالات النصرة.
- التأكيد على تفعيل كل اعمال وانشطة النصرة من خلال تأصيل شرعي يراعي احكام الشريعة ومقاصدها في وسطية واعتدال وفي اطار احترام القوانين والانظمة المعمول بها في الدول المختلفة.
- انشاء المجلس النسائي العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم المعني بتفعيل دور المرأة في نصرته والتعريف برسالته والدفاع والحوار مع غير المسلمين واعداد القيادات الواعية في جميع المجالات.
- اظهار الدور الاقتصادي للنصرة باستثمار الوسائل والآليات المختلفة لتنمية الموارد المالية والتواصل مع رجال المال والاعمال لدعم المشاريع وتمويلها.
وختم بادحدح ان المؤتمرين قرروا رفع برقية شكر لمقام صاحب السمو امير الكويت الشيخ صباح الاحمد على رعايته الكريمة للمؤتمر ولسمو ولي العهد وسمو رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الامة ولوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية داعين الله تعالى ان يحفظ الكويت وسائر بلاد المسلمين وان يوفقهم لما فيه عزة الدين وصلاح الامة بنصرة نبيها محمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.