الأميركيون السود احتفلوا ... وقرعوا الطبول أمام البيت الأبيض

u0627u062du062au0641u0627u0644u0627u062a u0623u0645u0627u0645 u0627u0644u0628u064au062a u0627u0644u0623u0628u064au0636 t(u0627 u0641 u0628)r
احتفالات أمام البيت الأبيض (ا ف ب)
تصغير
تكبير
واشنطن - رويترز، يو بي اي، ا ف ب - في الكنائس والحانات وفي الشوارع والمنازل، احتفل الاميركيون الافارقة بالفوز التاريخي لباراك اوباما في انتخابات الرئاسة الاميركية، بالدموع واطلاق ابواق السيارات وصيحات البهجة.
في واشنطن العاصمة، تجمع مئات الشباب مساء الثلاثاء امام البيت الابيض، رغم الامطار، وهم يهتفون على قرع الطبول، «اوباما... اوباما» احتفالا بانتصار اول اميركي اسود يصل الى البيت الابيض. وقاد مؤيدو اوباما سياراتهم في الشوارع في وسط واشنطن لساعات وهم يطلقون ابواق السيارات ويمرحون.
وكان الشبان الذين تدفقوا من الشوارع المجاورة بعيد اعلان فوز اوباما يهتفون «يو اس ايه يو اس اي» ويرددون النشيد الوطني ويلتقطون صورا لبعضهم البعض تحت لافتات دعائية لاوباما امام سور البيت الابيض حيث كان الرئيس المنتهية ولايته جورج بوش يتابع الانتخابات الرئاسية.

وجاء هؤلاء الشباب من الجامعات القريبة، واخذوا يرددون شعار حملة اوباما «نعم نستطيع».
وقالت لورا كييفر (18 عاما) انها سعيدة لانها من ولاية اوهايو التي لعبت دورا رئيسا في فوز اوباما بترشيح الحزب الديموقراطي اولا ثم في الفوز بالرئاسة. واضافت: «ارتمى الجميع في احضاني» عند اعلان انتصار المرشح الديموقراطي.
وانضم بعض انصار ماكين الى الحشد. وقالت بريتني موريت، التي كانت ترتدي قميصاً يحمل صورة الرئيس المنتخب وقد شطبت عليها بخطوط حمراء، «اذا انتظرت اكثر من ذلك اعتقد انني ساتقيأ».
وكان اخرون اكثر عدوانية، اذ اخذ ماكسويل انطوني يلوح بعلم سوفياتي، في اشارة الى الاتهامات التي وجهها ماكين خلال الحملة الى اوباما بانه «اشتراكي» وهو ما يكاد يكون شتيمة في الولايات المتحدة.
ولم يشارك انطوني في الاقتراع، لكن عندما يتحدث عن الرئيس المنتخب يقول «الرفيق اوباما».
وفي اتلانتا، في الكنيسة القديمة لزعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، انطلق هتاف مدو تحية لاعلان فوز اوباما استمر دقائق. وقال القس رافاييل وورنوك: «في الليلة السابقة على اغتيال (مارتن لوثر) كينغ قال، ذهبت الى قمة الجبل ونظرت وشاهدت الارض الموعودة. ربما لن اذهب الى هناك معك». وتابع «الليلة حققنا وعد اميركا».
وفي غرانت بارك في شيكاغو، وقف القس جيسي جاكسون بين حشد من مئات الالوف من مؤيدي اوباما والدموع تنهمر على وجهه.
وجاكسون الذي سعى للترشح للرئاسة مرتين شهد اغتيال كينغ في ممفيس منذ 40 عاما.
وبالنسبة الى اي شخص على دراية بتاريخ العبودية في الولايات المتحدة والحرب الاهلية في القرن التاسع عشر التي مزقت البلاد، فان فوز اوباما يعد علامة بارزة. والعبودية ونظام الفصل العنصري الوحشي الذي اعقبها الذي ساد الجنوب حتى الستينات لوث لفترة طويلة سمعة البلاد التي تفخر بالافكار الديموقراطية.
وكتب توماس فريدمان، في صحيفة نيويورك تايمز: «حدث ان في الرابع من نوفمبر 2008 بعد الساعة 11 مساء بقليل بتوقيت شرق الولايات المتحدة انتهت الحرب الاهلية الاميركية عندما فاز رجل اسود -- باراك حسين اوباما -- باصوات المجمع الانتخابي ليصبح رئيس الولايات المتحدة».
وقالت شينيكا مايس (32 عاما) المدرسة في المدارس الابتدائية في اتلانتا: «هذا بالتأكيد تاريخ يصنع. هذه الليلة ستحفر في ذاكرتي وذاكرة اطفالي».
وفي بلد منقسم حزبيا، تحسر كثير من المحافظين على هزيمة ماكين، لكن مؤيدي اوباما سعدوا بفوزه لانه سيكون اول رئيس اسود في التاريخ الاميركي. وقالت فانيسا فورد التي تعمل في شركة كوكاكولا: «جدي لابي ولد عبدا، ولذلك فان بالنسبة الي ان ارى هذا يحدث يعني ان هناك املا لاميركا».
وفي نيويورك، تدفق اشخاص من كل الاجناس من برودواي من جامعة كولومبيا الى مكتب حملة اوباما في شارع 105 وهم يرددون اسم «اوباما».
كما احتشد آلاف الاشخاص حول شاشة كبيرة في شارع 125 في هارلم، العاصمة غير الرسمية لاميركا السوداء. وأطلق سائقو السيارات الاجرة ابواق سياراتهم.
وفي مدن اخرى على الساحل الشرقي ومن بينها بوسطن وميامي، تدفقت حشود من الشبان على الشوارع للمشاركة في الاحتفالات.
وفي شيكاغو مقره الحالي، القى اوباما كلمة الفوز امام اكثر من 200 الف شخص. وانتظر كثيرون منهم ساعات كثيرة لكي يروه وهم يشعرون انها ستكون علامة فارقة في التاريخ.
وكانت العبارة المكتوبة على قمصان المحتشدين في المتنزه الذي ألقى فيه أوباما خطاب النصر تلخص الأمر كله: «أمل جديد... كنت هناك عندما حدث التغيير في غرانت بارك».
فبعد أن أعلنت كبرى شبكات البث فوز أوباما، بالانتخابات ليكون الرئيس الـ 44 في تاريخ الولايات المتحدة، اجتاحت فرحة عارمة حديقة «غرانت بارك» في شيكاغو حيث احتشد مئات الآلاف من أنصاره مساء الثلاثاء للاحتفال.
وبالنسبة الى دورنيس بويت، فان انتخاب رجل اسود يعطي املا لابنائها وبناتها. وقالت: «قد يصبح من الممكن بالنسبة الى الناس ان يروهم بطريقة مختلفة ويتغاضون عن لون بشرتهم».
وتقول جيسيكا روز (26 عاما)، وهي من أصل أفريقي خرجت للاحتفال مع الحشود في شيكاغو: «لم أعتقد أبدا أني سأشهد مثل هذا الحدث في حياتي. كلما فكرت في ما مر به أجدادي وعماتي وأعمامي ثم نظرت لما يحدث اليوم، إنه لأمر عظيم.أنا سعيدة وأعلم أنهم سعداء.الأمر يبدو وكأنه قصة خيالية».
وتصاعد التوتر شيئا فشيئا على مدى ساعات المساء، حيث احتشد الكثير من أنصار أوباما أمام الشاشات العملاقة ليروا مرشحهم يحصد الولاية تلو الأخرى. واصطف نحو 65 الفا من الانصار، ممن حجزوا تذاكر للدخول في الساحة التي ألقى فيها أوباما كلمته في شيكاغو، كيلومترات عدة حول الحديقة التاريخية.
كما تجمع مئات الآلاف خارج الحديقة حول شاشات التلفزيون العملاقة، عندما كانت شبكة «سي ان ان» تعلن فوزه في ولاية تلو الأخرى، قبل أن تعلن في النهاية فوزه في الانتخابات.
ووجدت الفرحة طريقها لقلوب البيض والسود على حد سواء، ليس فقط لانتخاب أول رئيس أميركي من أصل أفريقي، لكن أيضا لارتياحهم لقرب انتهاء ثمانية أعوام هي عمر إدارة الرئيس جورج بوش.
وفي ولاية تكساس، خرجت سوزي ادمياستون (59 عاما) وراندالين كلارك (39 عاما) للمشاركة في الاحتفالات التاريخية بفوز أوباما، وللتأكيد أن «هناك ديموقراطيين في تكساس»، مسقط رأس بوش وأحد معاقل المحافظين في الولايات المتحدة. وتساءلت ادمياستون «بأي لون ستتلون السماء غدا؟ لا بد أنه سيكون هناك شيء مختلفاً». وأضافت: «الأمر يشعرني وكأن تقدما حدث منذ (انطلاق) حركة الحقوق المدنية».
واكد تيفاني غولار (29 عاما)، وهو أميركي من أصل أفريقي وآخرون، أن مع المهام التي تنتظر الرئيس المقبل بما فيها الاقتصاد المتداعي وحربان مروعتان «فلن يكون الأمر سهلا».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي