مساحة الكلام / الذاكرة العربية... تفقد محتواها

تصغير
تكبير

لم يعد مجدياً ما نتجت منه دورة الانعقاد الاستثنائية لوزراء الثقافة العرب في الجزائر، لأن المسألة ببساطة شديدة لن تحلها التوصيات، أو حتى القرارات التي تأخذ في كل الأحوال - مكانها في مكان مظلم من أدراج المسؤولين.

والوزراء عقدوا دورتهم في أجواء ضبابية ليبحثوا في مسألة غاية في الأهمية. مفادها بحث المواضيع المدرجة على جدول أعمال الدورة والتي تخص أوضاع التراث المادي وغير المادي في الوطن العربي، بالاضافة الى المواقع التراثية المهددة في القدس والعراق وغيرهما.

وضبابية الانعقاد تظهر في اشكال عدة، من أبرزها الانتهاكات الاسرائيلية التي لم تعد التوصيات ولا المؤتمرات ولا حتى الدورات على أعلى المستويات بقادرة على وقفها.... ففلسطين تفقد في كل يوم وآخر جزءاً من ذاكرتها العربية، من خلال السطو المدروس الذي تمارسه الدولة الاسرائيلية على محتواها من تراث وفلكلور، وآثار.

وعلى هذا الاساس فإن من المستحيل ايقاف هذا النزيف الانساني العربي، بتلك الدورات.

ثم ان العراق... فقد منذ دخول قوى التحالف الدولية بقيادة اميركا أراضيه لتخليصه من الطغيان... أقول فقد الكثير من ذاكرته التاريخية، بفعل النهب الذي تقوم به عصابات بعينها. وان المسألة تتطلب وقفة شديدة، وحاسمة... ليس من أجل اعادة الذاكرة التراثية والحضارية للعراق، ولكن على الأقل وقف المحاولات المنظمة لتفريغها من محتواها نهائيا، ومن ثم نجد - ونحن في غفلة من أنفسنا - ان سنوات تقدر بآلاف السنين قد ضاعت، وانها موجودة في متاحف خاصة أو رسمية.

أقول ان المسألة شائكة... ويمكن حلها عن طريق اصدار توصيات ملزمة، وتحركات ساعية لايقاف الهدر في ذاكرة العالم العربي الثقافية والتراثية والحضارية... فهل من مجيب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي