شكر ماكين على رسالة التعازي «الودودة للغاية» التي وجهها إليه

أوباما يبكي جدته «توت» أمام أنصاره ويصفها بـ «النموذج البطل الهادئ»

u0627u0644u062fu0645u0648u0639 u062au0646u0647u0645u0631 u0639u0644u0649 u0648u062cu0647 u0623u0648u0628u0627u0645u0627t (u0627 u0628)r
الدموع تنهمر على وجه أوباما (ا ب)
تصغير
تكبير
واشنطن - ا ف ب - عشية الانتخابات الرئاسية التاريخية في الولايات المتحدة، اعلن المرشح الديموقراطي للبيت الابيض باراك اوباما، ليل الاثنين، وفاة جدته مادلين دانهام (86 سنة) التي كانت تعاني من مرض السرطان.
وحيا اوباما جدته ووصفها، فيما كانت دموعه تسيل، بانها نموذج لـ «البطل الهادئ» للولايات المتحدة.
وتعهد امام الاف من انصاره الذين تجمعوا في شارلوت فيل (كارولاين الشمالية) بان يعمل من اجل الاميركيين المجهولين مثلها في حال انتخابه.
وبدا اوباما، المعروف عنه انه يحتفظ برباطة جأشه في كل المواقف، متأثرا وهو يتحدث عن جدته التي تولت تربيته خلال فترة من عمره والتي فارقت الحياة قبل ساعات بعد صراع مع مرض السرطان عن عمر يناهز 86 عاما.
وبصوت متهدج، وجه اوباما الشكر لمنافسه الجمهوري جون ماكين على رسالة التعازي «الودودة للغاية» التي وجهها اليه.
وتحدث اوباما امام انصاره عن سيرة حياة جدته منذ ميلادها في العام 1922 والمصاعب التي واجهتها اثناء الكساد الكبير وتلك التي مرت بها عندما كان جده يحارب في اوروبا اثناء الحرب العالمية الثانية وكانت مضطرة لان تربي بمفردها ابنتها مع استمرارها في العمل.
وقال: «كانت بالغة التواضع وبالغة المباشرة ايضا، كانت واحدة من هؤلاء الابطال الهادئين الموجودين لدينا في الولايات المتحدة، انهم ليسوا معروفين ولا ترد اسماؤهم في الصحف ولكنهم يعملون كل يوم بجدية ويتحملون مسؤولية عائلاتهم ويضحون من اجل ابنائهم واحفادهم، انهم لا يبحثون عن عدسات الكاميرات وانما يحاولون فقط القيام بما يعتقدون انه صحيح». واضاف انه في الجمع الذي يستمع اليه في شارلوت فيل «هناك الكثير من الابطال الهادئين مثلها».
وتابع منتزعا تصفيق الحاضرين «هذه هي الولايات المتحدة ومن اجل هذا نكافح».
وفي وقت سابق، قال اوباما واخته مايا سوتورو في بيان «اننا نعلن بكثير من الحزن ان جدتنا مادلين دانهام توفيت بسلام بعد صراع مع مرض السرطان».
وكان اوباما علق حملته الانتخابية لمدة يوم ونصف اليوم الشهر الماضي لزيارة جدته في هاواي خوفا من ان تفارق الحياة قبل الانتخابات.
واضاف البيان: «كانت الركن الاساسي لاسرتنا وكانت سيدة تتميز بقدر غير عادي من التواضع والقوة والقدرة على الانجاز». واوضح ان باراك اوباما واخته سيحترمان رغبة الجدة في ان تجرى مراسم تشييعها في اطار عائلي وسيقومان بذلك في وقت لاحق. ولم يحدد البيان موعد التشييع والدفن.
واعلن ماكين وزوجته سيندي تعازيهما الى اوباما واسرته.
واكد جون وسيندي ماكين في بيان «اننا نتوجه باخلص التعازي الى باراك اوباما واسرته لغياب جدتهم المجبوبة واننا نفكر فيهم ونصلي من اجلهم في وقت يحيون فيه ذكرى شخص كان له اعمق التاثير على حياتهم».
وقالت الناطقة باسم باراك اوباما ليندا دوغلاس ان مادلين دانهام توفيت بين التاسعة والعاشرة بتوقيت غرينتش، اي قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية.
واضافت دوغلاس ان اوباما ابلغ بنبأ وفاة جدته الاثنين قبيل تجمع انتخابي في جاكسونفيل في فلوريدا.
واضاف اوباما واخته في بيانهما انهما «يشكران كل من ارسل باقات زهور وبطاقات وكل من صلى من اجلها خلال هذه الفترة الصعبة».
وفي البيان نفسه ، طلبا من كل من يريد ارسال زهور التبرع بقيمتها لمصلحة احد مراكز الابحاث المعنية بمرض السرطان.
والى جوار امه آن دانهام، وهي اميركية بيضاء من كنساس، قامت مادلين دانهام بتربية باراك اوباما ورعايته رغم طفولته الصعبة بعد ان هجر والده الكيني الاسرة.
وكان اوباما وجه تحية مؤثرة الى جدته خلال مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي عقد في دنفر في اغسطس الماضي. ويطلق اوباما اسم «توت» على جدته.
وقال المرشح الديموقراطي انذاك «انها هي التي علمتنى معنى ان يعمل المرء بجدية، وهي التي كانت تحرم نفسها من شراء سيارة جديدة او ثوب جديد حتى يتسنى لي ان انعم بحياة افضل».


مادلين دانهام... همزة الوصل بين أوباما وأميركا البيضاء

واشنطن - ا ف ب - لعبت مادلين دانهام جدة باراك اوباما التي توفيت الاثنين، عن 86 عاما، دورا رئيسيا في حياة المرشح الديموقراطي الذي تركته قبل ساعات من انتخابات تاريخية ترجح استطلاعات الرأي فوزه فيها ليصبح اول اميركي اسود يصل الى البيت الابيض في تاريخ الولايات المتحدة.
وربت جدة باراك اوباما حفيدها على قيم الاميركيين البيض المحافظة.
ولدت مادلين لي باين في 26 اكتوبر 1922 في كنساس في قلب الريف الاميركي المحافظ. ولم تتمكن الجدة التي كانت تصارع مرض السرطان من المشاركة في الحملة الانتخابية لحفيدها لكن اوباما كثيرا ما وجه التحية علنا الى هذه السيدة التي بدأت حياتها كسرتيرة قبل ان تصبح نائبة رئيس بنك هاواي في العام 1970.
قامت دانهام وزوجها ستانلي بتربية باراك اوباما في شقتهما في هاواي حيث استقرا بعد الحرب العالمية الثانية مع ابنتهما آن.
ويقول ديفيد ماندل، مؤلف كتاب عن سيرة حياة اوباما، ان مادلين دانهام لم تكن راضية عن زواج ابنتها آن في العام 1960 بكيني جاء ليجري دراسات في الولايات المتحدة خصوصا ان هذه الزيجة تمت في وقت كان فيه الزواج المختلط ما زال محظورا في العديد من الولايات الاميركية.
وبعد قليل غادر الاب، باراك اوباما الكبير، منزل العائلة فيما لم يكن ابنه اتم بعد السنة الثانية من عمره.
وسافرت آن للاقامة في جاكرتا حيث كبر باراك الصغير الى ان اصبح عمره 10 سنوات.
وعند بلوغه هذا العمر، عاد الى هاواي حيث تولى جده وجدته تربيته ودفع مصاريف مدرسة ثانوية خاصة كان يذهب اليها ابناء الصفوة من الاميركيين البيض.
وفي سيرته التي كتبها في 1995 بعنوان «احلام ابي»، قال اوباما انه عرف في سن المراهقة معنى الافراط في تناول المشروبات الكحولية والمخدرات رغم ان جدته التي اقام لديها الى ان ذهب الى جامعة لوس انجلوس عام 1979 كانت تحارب هذا السلوك.
وفي فترة المراهقة ايضا اكتشف ان العنصرية متجذرة داخل عائلته نفسها. ويروي في مذكراته ان جده اسر له يوما ان جدته ترفض الذهاب الى العمل بالباص لانها تخشى من ان يضايقها متسول اسود.
وكتب اوباما ان هذا الاعتراف من جانب جده كان بمثابة «لكمة في صدره».
غير ان اوباما لم يتردد في اللجوء الى جدته مطلع العام الحالي عندما تعرض لهجوم بسبب علاقته مع قس كنيسته جيريميا رايت الذي يدلي بتصريحات نارية ضد الاميركيين البيض.
وقال اوباما في خطاب «لا استطيع ان اتنكر له كما لا استطيع ان اتنكر لجدتي البيضاء وهي سيدة اعترفت ذات مرة انها تخشى مقابلة السود في الشارع واطلقت اكثر من مرة عبارات عنصرية اغضبتني».
وفقد باراك اوباما والده في العام 1982 ووالدته في العام 1995.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي