طهران: المفتاح في أيدينا

تصغير
تكبير
غداة يوم الانتخابات للرئاسة الأميركية ستنطلق سياستها بالنسبة لإيران في درب جديد. في المدى القصير سيتبين إذا كانت إرادة الرئيس المنصرف جورج بوش، فتح مكتب مصالح ديبلوماسي في طهران ستتحقق. في المدى الفوري ستبدأ الإدارة الجديدة في مراحل بناء المدماكين الحيويين لتدشين خطواتها: مدماك المضمون الذي سيتضمن تفصيل الأهداف ومراحل التقدم نحو تطبيقها، ومدماك الطريقة الذي سيعنى بالوسائل، في مستويات المعالجة وبأساليب تشكيل الاتصالات وطريقة إدارتها.
في الطريق الذي سارت عليه طهران في نصف اليوبيل الأخير خلقت تعلقا بينها وبين إسرائيل في كل ما يتعلق بتجسيد تطلعاتها السياسية والاستراتيجية. بتعبير آخر، لا أمل لإيران في أن تحقق شيئا من أهدافها الاستراتيجية في الشرق الأوسط طالما كانت تحدد إسرائيل كعدوها المهم وذي المغزى للغاية.
إيران تسعى لنفسها بمهمة «الدرع الاقليمي»، ولكنها طالما بقيت تعتبر إسرائيل خصمها الاكثر مرارة، سيتعين عليها مواصلة التصدي لها في الساحة الفلسطينية وفي كل حجم المعركة الشمالية، لبنان، «حزب الله»، سورية، وكذا في أوساط العالم العربي السني المعتدل، الذي يقترب من إسرائيل استراتيجيا عاما إثر عام.
فضلا عن ذلك فان إيران تتطلع للحصول على اعتراف دولي بنظامها الحالي، وضمانة ألا تستثمر جهودا خارجية لاسقاطه، ومشكوك أن يتوافر هناك من يرغب في منحها مطلبها، ليس فقط طالما تنكب على برنامجها في المجال النووي، بل وأيضا طالما كانت تعمل ضد إسرائيل في المجال العسكري: تبني، توجه وتسلح «حماس»، و«حزب الله»، وتشجعهما على الصدام مع إسرائيل، سواء في مسار الإرهاب أم في مسار المواجهة الجبهوية على طول حدود إسرائيل.
وعليه يبدو أنه بقدر ما تدخل المداولات بين الولايات المتحدة، وإيران إلى مسارها وتبحث ليس فقط المطالب الحازمة للولايات المتحدة من إيران بل وأيضا مطالب إيران من الرئيس الجديد في البيت الأبيض سيتبين للطرفين بأن الطريق من واشنطن إلى طهران وبالعكس تمر عبر القدس.
ومثلما في حالات عديدة في التاريخ العالمي، فإن أوضاع المواجهة والأزمة الناشئة في المنظومة الدولية تستدعي معا، سواء المخاطر الأكبر، أم الفرص الأكثر وعدا. قضية إسرائيل لا تنحصر فقط في معركتها ضد نية إيران تحقيق قدرة نووية عسكرية. لديها حاجة عليا للتأكد من أن الأثمان التي ستدفع لطهران، إذا ما كفت عن أفعالها، لن تمس بمصالحها الحيوية.
للوهلة الاولى، هذا اللقاء للملابسات يضعنا أمام مخاطر كبيرة في شكل موافقة دولية على قبول الإرادة الإيرانية في جملة من المواضيع الأمنية وغيرها المتعلقة بنا. ولكن جوهر المواجهة وطرق تحققها في جملة المجالات، التي اختار حكماء الدين ورؤساء حراس الثورة في طهران طواعية الصراع ضد مجرد وجود إسرائيل لتحقيقها، يضع في يد حكومة إسرائيل المفتاح للبوابة التي عبرها سيتعين على إيران السير كي تحقق شيئا من كل ما ترغب في تحقيقه. نيتهم كانت مغايرة، ولكن الدولاب انقلب عليهم.
هذا العام، القريب، الأخير، قبل تحقيق البرنامج النووي لطهران، سيكون في الوقت نفسه الأكثر أهمية في علاقات العالم بأسره مع النظام الإيراني. ينبغي لنا أن نتمسك بالأمل والإيمان بأن تكون هذه هي اللحظة الكبرى للديبلوماسية الإسرائيلية، وأن تتمكن هذه من استغلال المكانة المميزة التي منحتها القيادة الإيرانية لإسرائيل كي تستخلص أكبر فائدة ممكنة.
افرايم هليفي
«يديعوت احرونوت»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي