شاركت في ورشة العمل الإعلامي التي كانت على هامش المؤتمر الثاني لمنظمة النصرة العالمية مع نخبة من الإعلاميين من العديد من البلدان العربية والأوروبية، وكان السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا جميعا: من أين نبدأ وإلى أين ننتهي في تحقيق نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هل نتوجه إلى الدول الغربية التي ازدادت فيها حدة الهجوم على نبينا الكريم والاستهزاء بتعاليمه، أم إلى الشرق الذي لا يعلم عن ديننا شيئاً، أم إلى البلدان العربية التي هي المرتكز في تحقيق النصرة؟!
وهل نتحدث عن أهداف النصرة أم استراتيجياتها أم الوسائل التي نستطيع من خلالها تحقيق ذلك؟! وإذا اتفقنا على الاستراتيجيات والوسائل فمن الذي يستطيع تحقيق تلك المهمة الشاقة والصعبة، هل هم الحكومات المسلمة أم العلماء أم الدعاة أم عامة الشعب؟! وبعدما توسع بنا النقاش وازدادت الاقتراحات نبهنا أحد الأخوة المتمرسين في العمل الإعلامي إلى ضرورة التواضع في مطالبنا وعدم المبالغة في بناء قصور من الآمال ونحن لا نملك الا إمكانات محدودة، وقد قضت منظمة النصرة سنتين ونصف السنة حتى استطاعت ان تحقق بعض النتائج الملموسة بسبب ضيق اليد وقلة الناصرين، حتى قال احد الحضور بأن منظمة النصرة بحاجة إلى نصرة.
عرض لنا بعض الأخوة الحضور من بلدان بعيدة تجارب جميلة في سبيل النصرة او الدعوة إلى الإسلام كان لها أثر فعال وجميل على شعوب بلدانهم بإمكانات بسيطة منها ما عرضه الأستاذ ممدوح رزيق من الولايات المتحدة لرسالة تلفزيونية أنتجوها لا تستغرق أكثر من نصف دقيقة تقرر مفاهيم مغلوطة لدى الناس: «كل أبيض عنصري، وكل أسود متخلف وكل يهودي بخيل وكل مسلم إرهابي» ثم تساءل: هل توافق على ذلك؟! بعدها تتحدث فتاة مسلمة صغيرة عن انتفاء هذا الكلام مع العقل والواقع، يقول الأخ ممدوح باننا لا نملك الأموال لبث تلك الرسالة على التلفزيونات الأميركية، ولكننا طلبنا منهم بثها بالمجان، فاستجابت لنا مئات التلفزيونات وشاهدها اكثر من 30 مليون مشاهد وتأثروا بها.
لا شك ان مجالات النصرة لرسولنا الكريم كثيرة ومتعددة وواجب كل مسلم أينما كان ان يتبنى ولو وسيلة واحدة وينشرها بين الناس، وسيرى أثرها الكبير.
ولا ننسى ان نقدم الشكر الجزيل لسمو أمير البلاد على رعايته للمؤتمر ولوزارة الأوقاف بقيادة وزيرها الفذ المستشار حسين الحريتي لجهودهم في انجاح المؤتمر ولمنظمة النصرة على تنظيم المؤتمر.
النصرة في حفظ كتاب الله
في الليلة نفسها التي انعقد فيها مؤتمر النصرة كان لشباب جمعية احياء التراث الإسلامي - فرع السالمية جهود مميزة في نصرة هذا الدين وذلك في المسابقة السنوية السادسة برعاية أبناء المرحوم حمود الفيصل المالك الصباح حيث يختارون في كل عطلة صيفية نخبة من ابنائنا الطلبة ليرسلوهم إلى مكة المكرمة لحفظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم والسيرة النبوية وللالتقاء بالمشايخ والعلماء وليعودوا إلى الكويت بالذكريات الجميلة وفوق كل ذلك أسمى عمل يقوم به الإنسان مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» فجزى الله خيراً كل من ساهم في هذا المشروع.
د. وائل الحساوي
wae_al_hasawi@hotmail.com