الحقيقة من أجل التغيير
هذا نداء يائس للسياسيين: لتنطقوا بالحقيقة من فضلكم، حاولوا نسيان كل شعارات المستشارين والباحثين الاجترارية وتغلبوا على خوفكم من «ماذا سيقولون عنا»، ولتتحلوا بالشجاعة وتقولوا من أجل التغيير هذه المرة، كل الحقيقة الصادرة من القلب. جربوا لمرة واحدة السير على طريق غير الذي تعودتم عليه، طريق الاستقامة والنزاهة وليس طريقكم المعتاد الذي عهدناه فيكم. ما الذي يمكن أن تخسروه إذا فعلتم ذلك؟ ليس هناك من يجر الحشود من ورائه من بينكم، ولا يظهر أي منكم كاملا كبيرا. موقف الجمهور منكم في كل الأحوال يتأرجح بين اللامبالاة المرضية والاحتقار الكبير، وكلاهما لا يحملان إلا الشر لكم وللدولة ولديموقراطيتها الهشة.
«سياسة أخرى»؟ هذا قد يكون فرصتكم الأخيرة لانقاذ كرامة الاختصاص الذي اخترتموه لأنفسكم، والذي وصل إلى الحضيض كما تعرفون. الآن بالتحديد، عشية المعركة الانتخابية العاجلة القسرية التي لن تتمخض عن ذرة من التغيير المنشود كما يبدو، والبريئة من أي جدل فكري حقيقي مثير للضجر والسأم، ومفروض بصورة تبعث على الارهاق، آن الأوان لتجربة شيء آخر غير الأمور التي اعتدتم عليها، أن تقولوا لنا الحقيقة البسيطة الناصعة النظيفة. لحظة من أجل الحقيقة ولو لبرهة من الزمن.
هذه الدعوة تمتلك أهمية معينة بعد أن انهارت الحكومة السابقة بسبب الفساد، الفساد الأكبر والذي يفوق قضية البيت في شارع كرميا، والبطاقات في «ريشون تورز» معا هو فساد اولئك الذين يحجمون عن قول الحقيقة للشعب. نحن وأنتم نستحق سياسة أخرى، وهي لن تكون مغايرة أبدا إذا واصلتم عادتكم البائسة في مجافاة الحقيقة، وعدم مصارحة الشعب بما تظنون وتعتقدون.
تسيفي ليفني، وبنيامين نتنياهو، وايهود باراك، وايلي يشاي، هذا النداء موجه لكم. ألا يوجد بينكم أحد يقول ما يفكر به في قرارة نفسه، أو ما يقوله في الغرف المغلقة وراء الكواليس وفي المقاصف. لقد آن الأوان لقول الحقيقة الوحيدة أمام التلفاز، وفي الاجتماعات البيتية، والمظاهرات الشعبية، وأقرب المقربين. أنتم أحيانا تحلون ضيوفا علينا في الصحف، وأحيانا نحن نتحدث إليكم، «دون ذكر الاسم»، أو «ليس من أجل النشر»، وهنا وهناك نجد أنفسنا في محادثات معكم في المناسبات الاجتماعية، وعندها تظهر لنا صورة مختلفة لكم، صورة مغايرة للصورة المعلنة المعروفة.
لماذا بحق السماء تطلبون عدم نشر اسمكم، ولماذا تطلبون عدم نشر المعلومة أحيانا؟ لماذا يجب أن يكون هناك فرق بين ما تصرحون به أمام الأضواء وبين ما تهمسون به للمقربين، ولماذا تتغير لغة جسدكم السياسية عندما تتسلط الأضواء عليكم؟ هذه درجة كبيرة من النفاق والتعالي على الناخبين.
لقد آن الأوان لأن تقول ليفني أخيرا بصورة واضحة وقاطعة إذا كانت على استعداد للانسحاب من كل الجولان مقابل السلام الكامل مع سورية، وأن يقول باراك لنا إذا كان مستعدا لاقامة دولة فلسطينية في حدود يونيو 1967، وأن يقول نتنياهو ما هو بديله الحقيقي لحل الدولتين، وأن يوضح لنا ايلي يشاي لماذا تفوق قداسة البلاد حسب اعتقاده قداسة حياة الإنسان خلافا لما يعتقده أستاذه وحاخامه منذ أعوام كثيرة، وأن يقول نتنياهو، الذي تربى في بيت المؤرخ الكبير، لنا إذا كانت كتب التاريخ التي قرأها تتضمن سابقة لشعب يقاتل من أجل حريته وتقرير مصيره قد اكتفى بالسلام الاقتصادي؟ على كل أنصار عدم تقسيم القدس، كلهم تقريبا، أن يقولوا لنا متى زاروا مخيم شعفاط للاجئين في العاصمة الموحدة آخر مرة، ولماذا يقولون ان هذا المخيم يعود لنا نحن، وليقولوا لنا كيف سيحلون معضلة الحفاظ على الأغلبية اليهودية في الوقت الذي يضمون فيه ربع مليون فلسطيني.
يتوجب أيضا أن يقولوا الحقيقة في شؤون أخرى. ليقول لنا يشاي إذا كان يريد دولة توراتية، وإذا كان يريدنا جميعا أن نتعلم في المعهد الديني من دون عمل ومن دون إبداع. وماذا يعتقد يشاي بشأن الاشكناز، وماذا يفكر نتنياهو بشأن العرب. ما هو موقف ليفني من
المستوطنين، وما هو موقف نتنياهو من اليساريين؟ كل هذه أسئلة يجب أن تطرح علانية أو عبر الصحافة، إلا انها لا تطرح لسبب ما.
يا للسخافة: المرة الأخيرة التي قال فيها سياسي الحقيقة هنا كانت عندما أجرى اولمرت مقابلته الأخيرة: «يتوجب الانسحاب من كل المناطق في شرقي القدس وفي الجولان». قالها مصرحا بالحقيقة لأول مرة في حياته السياسية فقط عندما أوشكت على الانتهاء. يقولونها فقط عند الانصراف.
جدعون ليفي
«هآرتس»
«سياسة أخرى»؟ هذا قد يكون فرصتكم الأخيرة لانقاذ كرامة الاختصاص الذي اخترتموه لأنفسكم، والذي وصل إلى الحضيض كما تعرفون. الآن بالتحديد، عشية المعركة الانتخابية العاجلة القسرية التي لن تتمخض عن ذرة من التغيير المنشود كما يبدو، والبريئة من أي جدل فكري حقيقي مثير للضجر والسأم، ومفروض بصورة تبعث على الارهاق، آن الأوان لتجربة شيء آخر غير الأمور التي اعتدتم عليها، أن تقولوا لنا الحقيقة البسيطة الناصعة النظيفة. لحظة من أجل الحقيقة ولو لبرهة من الزمن.
هذه الدعوة تمتلك أهمية معينة بعد أن انهارت الحكومة السابقة بسبب الفساد، الفساد الأكبر والذي يفوق قضية البيت في شارع كرميا، والبطاقات في «ريشون تورز» معا هو فساد اولئك الذين يحجمون عن قول الحقيقة للشعب. نحن وأنتم نستحق سياسة أخرى، وهي لن تكون مغايرة أبدا إذا واصلتم عادتكم البائسة في مجافاة الحقيقة، وعدم مصارحة الشعب بما تظنون وتعتقدون.
تسيفي ليفني، وبنيامين نتنياهو، وايهود باراك، وايلي يشاي، هذا النداء موجه لكم. ألا يوجد بينكم أحد يقول ما يفكر به في قرارة نفسه، أو ما يقوله في الغرف المغلقة وراء الكواليس وفي المقاصف. لقد آن الأوان لقول الحقيقة الوحيدة أمام التلفاز، وفي الاجتماعات البيتية، والمظاهرات الشعبية، وأقرب المقربين. أنتم أحيانا تحلون ضيوفا علينا في الصحف، وأحيانا نحن نتحدث إليكم، «دون ذكر الاسم»، أو «ليس من أجل النشر»، وهنا وهناك نجد أنفسنا في محادثات معكم في المناسبات الاجتماعية، وعندها تظهر لنا صورة مختلفة لكم، صورة مغايرة للصورة المعلنة المعروفة.
لماذا بحق السماء تطلبون عدم نشر اسمكم، ولماذا تطلبون عدم نشر المعلومة أحيانا؟ لماذا يجب أن يكون هناك فرق بين ما تصرحون به أمام الأضواء وبين ما تهمسون به للمقربين، ولماذا تتغير لغة جسدكم السياسية عندما تتسلط الأضواء عليكم؟ هذه درجة كبيرة من النفاق والتعالي على الناخبين.
لقد آن الأوان لأن تقول ليفني أخيرا بصورة واضحة وقاطعة إذا كانت على استعداد للانسحاب من كل الجولان مقابل السلام الكامل مع سورية، وأن يقول باراك لنا إذا كان مستعدا لاقامة دولة فلسطينية في حدود يونيو 1967، وأن يقول نتنياهو ما هو بديله الحقيقي لحل الدولتين، وأن يوضح لنا ايلي يشاي لماذا تفوق قداسة البلاد حسب اعتقاده قداسة حياة الإنسان خلافا لما يعتقده أستاذه وحاخامه منذ أعوام كثيرة، وأن يقول نتنياهو، الذي تربى في بيت المؤرخ الكبير، لنا إذا كانت كتب التاريخ التي قرأها تتضمن سابقة لشعب يقاتل من أجل حريته وتقرير مصيره قد اكتفى بالسلام الاقتصادي؟ على كل أنصار عدم تقسيم القدس، كلهم تقريبا، أن يقولوا لنا متى زاروا مخيم شعفاط للاجئين في العاصمة الموحدة آخر مرة، ولماذا يقولون ان هذا المخيم يعود لنا نحن، وليقولوا لنا كيف سيحلون معضلة الحفاظ على الأغلبية اليهودية في الوقت الذي يضمون فيه ربع مليون فلسطيني.
يتوجب أيضا أن يقولوا الحقيقة في شؤون أخرى. ليقول لنا يشاي إذا كان يريد دولة توراتية، وإذا كان يريدنا جميعا أن نتعلم في المعهد الديني من دون عمل ومن دون إبداع. وماذا يعتقد يشاي بشأن الاشكناز، وماذا يفكر نتنياهو بشأن العرب. ما هو موقف ليفني من
المستوطنين، وما هو موقف نتنياهو من اليساريين؟ كل هذه أسئلة يجب أن تطرح علانية أو عبر الصحافة، إلا انها لا تطرح لسبب ما.
يا للسخافة: المرة الأخيرة التي قال فيها سياسي الحقيقة هنا كانت عندما أجرى اولمرت مقابلته الأخيرة: «يتوجب الانسحاب من كل المناطق في شرقي القدس وفي الجولان». قالها مصرحا بالحقيقة لأول مرة في حياته السياسية فقط عندما أوشكت على الانتهاء. يقولونها فقط عند الانصراف.
جدعون ليفي
«هآرتس»