مجلس إدارته ومديرو اللعبات ومرشحو الاتحادات جميعهم من قبيلة واحدة

التضامن بشعاره الجديد... «الرشيدي» أنفع!

تصغير
تكبير
| كتب أحمد المطيري |
لا أحد ينكر وجود أندية للقبائل على الساحة الرياضية والامثلة متعددة وحاضرة، لكن ربما بالعالم كله لم يجرؤ ناد من هذه الاندية الاعلان بشكل واضح عن جذوره وانتماءاته مثلما أعلن نادي التضامن في هذه الدورة لمجلس ادارته التي ستمتد الى 2012 أنه «رشيدي» ولا عزاء لباقى أبناء القبائل والمناطق والاسر المنتمين إليه، فمجلس ادارته المكون من 11 عضوا كلهم من قبيلة واحدة «الرشايدة» وامتد هذا الحضور القبلي على رأس هرم القيادة في الاستئثار بالمناصب الاشرافية فقبضوا بيد من حديد على كل لدارات الالعاب، ومن لم يأخذ حقه من أبناء هذه القبيلة في «الكيكة»، عين سفيرا للقبيلة «آسف.. لنادي التضامن» في الاتحادات الرياضية، وهذا المسلك ربما سوف تترتب عليه أضرار بالغة ليس على المستوى الرياضي فقط وإنما الاجتماعي، وربما هذا المنحنى كان في بال باقي أندية القبائل والمذاهب في الكويت فتعاملوا مع الامر بكياسة وتوازن، فالنصر ناد معروف عنه يقبع في المنطقة التي يسكن فيها معظم أبناء قبيلة « مطير» ورغم هذا فمجلس ادارته على مدى تاريخه ومنذ انشائه كان بانوراما لواقع الكويت وكان يضم كل أبناء القبائل، ولم يستأثر المطران لانفسهم في مثل ماحدث في نادي التضامن، والعربي المعروف انتماؤه كان طوال عمره مزيجاً من أبناء الكويت من مختلف المذاهب، بل كان حضنا كبيراً للشيوخ ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشقيقان نايف و بندر جابر الاحمد والشيخ أحمد الفهد الذي كانت أولى خطواته في عالم الرياضة من منصته عندما كان رئيس اللجنة الرياضية ثم نائبا لرئيس مجلس الادارة أحمد عبدالصمد.
ومافعله التضامن هل يعيدنا الى عصر ماقبل الدولة عندما كانت توزع مناطق الجزيرة العربية بأسماء قبائلها، وما قام به التضامن هل تكون بداية لتسير باقي القبائل على نهجه وتتحول مسميات الاندية بدلا من القادسية والعربي وكاظمة والسالمية الى أندية مطران وشمر وعنزة وظفران وعجمان وحرب، ونطبق الاحتراف كما يريده الاتحاد الاسيوي لكن في الاسماء وليس بالمضمون، وربما تتطور الفكرة فيعلن رشايدة السودان والجزائر ومصر وتونس تشكيل أندية وإقامة بينهم دوري تحت اشراف مجلس القبيلة بدلا من «الفيفا»، وعلى غرارهم ينشئ أبناء قبيلة مطير أندية لهم في الكويت والسعودية وقطر والبحرين واليمن، ويقام بينهم دوري يشرف عليه مجلس القبيلة بدلا من اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون.
نعم الكويت دولة ديموقراطية والسيادة فيها لمن تفرزه أصوات صناديق الانتخابات، نعم ما جاء به «الرشايدة» في نادي التضامن قام بفعله الفلسطينيون في الاردن عندما أنشأوا نادي الوحدات، والاخوة في لبنان عندما أنشأوا نادي الانصار والنجمة ونادي شبيبة القبائل في الجزائر وعالميا خير دليل برشلونة شكله أبناء منطقة الكاتالوني في تحد صارخ لسلطة الديكتاتوري فرانكو... ولكن المفروض لا يترك هذا الامر على اتساعه لاسيما وأنه سوف يولد حساسية، الكويت في غنى عنها ويكفي مانجنيه من هذا التصنيف في مجلس الامة.
بالفعل مايقوم به مجلس إدارة التضامن الحالي لا يتقبله عقل أو منطق وبعيد كل البعد عن الذوق وفيه من الاستخفاف والاستهانة لمن لا يحمل لقب «الرشيدي»!! فهل يعقل أن يكون مجلس ادارة بأكمله ومديرو جميع اللعبات ومرشحو الاتحادات من قبيلة واحدة ويتم الاعلان عنهم عبر الاعلام المرئي والمقروء أمر مضحك ومبك كيف لا والتضامن عبر تاريخه كان ولادا للموهوبين من مختلف القبائل والمناطق من اللاعبين أبرزهم الفارس الاسمر فتحي كميل الذي لم ولن تنجب الكرة الكويتية مثله ونعيم سعد والعديد من العناصر التي سجلت للرياضة أفضل الانجازات، وكذلك الكفاءات الادارية التي كان لها الفضل الاكبر في وصول هؤلاء الكوكبة اللامعة الى العالمية واخرهم بطل المطرقة علي الزنكوي، ولا يمكن لاحد أن ينكر نجومية أبناء شبيب (سعد وباتل وخالد) وأبناء مرزوق (مبارك وحمد وعلي) والغزال عبدالله وبران من قبيلة «الرشايدة» المشهود لها بأنها دائما ماتكون تنجب أفضل النجوم واخرهم الشقيقان المبدعان خالد وفهد الرشيدي، كل هؤلاء كان لهم سجل مميز في مسيرة القدم الكويتية.
نحن بطبيعة الحال لا يمكن لنا الطعن بمجلس الادارة ومديري اللعبات ومرشحي الاتحادات كأشخاص ونكن لهم كل تقدير ونحترم تاريخهم الرياضي، ولكن بنفس الوقت كان يفترض على المجلس الحالي ألا يجعل النادي شركة مقفلة لابناء قبيلته فقط وتجاهل البقية الأخرى التي تريد أن تحظى بفرصة العمل لخدمة النادي الذي ترجع ملكيته الى الحكومة التي أنشأته لأهداف اجتماعية وتربوية ورياضية تجمع وتؤلف بين كل فئات المجتمع المحيطة بأسواره وتمنح الجميع الفرصة للاكتساب والانتفاع من أهدافه السامية التي ضرب المجلس الحالي تلك الاهداف عرض الحائط من أجل التجمل والمصالح الشخصية من جيب «الحكومة»!!
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي