محللون لا يرون فرقا جوهرياً بين توجهات المرشحين الديموقراطي والجمهوري الشرق أوسطية

النائب الأميركي الإسرائيلي عمانوئيل مرشح لمنصب مهم في «إدارة أوباما»

تصغير
تكبير
تل أبيب - يو بي اي - يعتبر عضو مجلس النواب الأميركي رام عمانوئيل، أحد اقرب المستشارين من المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك أوباما، وهو مرشح لمنصب مهم في الإدارة الجديدة في حال فوز سناتور ايلينوي.
واوردت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، امس، ان أوباما أبلغ مستشاريه أنه في حال فوزه، فإن عمانوئيل سيكون معه في البيت الأبيض. وأضافت أن التقديرات تشير إلى أن عمانوئيل مرشح لتولي منصب مستشار الأمن القومي، أو رئيس الطاقم في البيت الأبيض.
يشار إلى ان عمانوئيل (49 عاما) وهو عضو مجلس النواب عن إيلينوي، هو ابن لطبيب إسرائيلي هاجر إلى الولايات المتحدة، ووالدته يهودية أميركية ناشطة في منظمة حقوق إنسان في شيكاغو، ودرس في صباه في مدرسة يهودية وحرص والده على التحدث معه بالعبرية.
وترأس عمانوئيل، الجهاز المالي في حملة الرئيس السابق بيل كلينتون الانتخابية في مطلع التسعينات، لكنه ترك الحملة لدى اندلاع حرب الخليج الأولى، وتطوع في الجيش الإسرائيلي حتى نهاية الحرب وخدم في قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل.
وبعد انتخاب كلينتون، انتقل عمانوئيل معه إلى البيت الأبيض وأصبح أحد أقرب مستشاري الرئيس الأميركي لفترة ثماني سنوات. والعام 2003 انتخب لمجلس النواب وتم تعيينه في 2006 رئيس الطاقم الانتخابي للحزب الديموقراطي، ونجح حسب «يديعوت أحرونوت»، في إعادة حزبه إلى الغالبية في مجلس النواب. وطلب كلينتون من عمانوئيل، أن يعمل ضمن حملة هيلاري كلينتون في الانتخابات الداخلية في الحزب الديموقراطي، لكنه رفض ودعم أوباما منذ البداية.
من جانب ثان، استبعد محللون إسرائيليون أن يكون هناك فرق جوهري بين توجهات أوباما والجمهوري جون ماكين، حيال الصراع في الشرق الأوسط، خصوصا أنه في الفترة الأولى من ولايته، سيركز الرئيس الجديد على مواجهة الأزمة الاقتصادية.
وقال المدير العام السابق لوزارة الخارجية أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس البروفسور شلومو أفينري لـ «يونايتد برس إنترناشونال»، إنه «رغم أن لهجة ماكين مختلفة عن لهجة أوباما، لكن إذا دققنا في المواضيع الأساس بالنسبة للعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، سنرى أنه لا يوجد فارق جوهري كبير بين مواقف بيل كلينتون ومواقف (الرئيس جورج) بوش في ما يتعلق بطريقة حل الصراع العربي - الإسرائيلي». ورأى أن الأميركيين، سواء كانوا من الحزب الديموقراطي أو الجمهوري، «يدركون أن مفتاح حل الصراع الإسرائيلي - العربي أو الإسرائيلي - الفلسطيني، هو في أيدي الجانبين في مكان الصراع، ورغم أن ليس الجميع في البلاد وخارجها يشاركونني الرأي، لكني أعتقد أنه إدراك صحيح».
واعتبر أن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تكون المبادرة، ويدل على ذلك أن كل الاتفاقيات التي تم توقيعها، بما في ذلك اتفاق أوسلو، لم توقع بمبادرة أميركية وإنما بمبادرة طرفي الصراع، ودور الولايات المتحدة مهم جداً في مراحل معينة من المفاوضات لكن بعدما يكون الجانبان اتفقا على معظم القضايا». وأضاف أن «خلال المفاوضات تبقى قضايا لا يتم التوصل إلى حل في شأنها، ويرى طرفا الصراع أنه أسهل عليهما تقديم تنازلات لطرف ثالث، وهذا حدث خلال المفاوضات بين إسرائيل وكل من المصريين والأردنيين وفي أوسلو أيضاً، لكن كل المحاولات الأميركية منذ سنوات السبعين وحتى مبادرة بوش وانابوليس، جاءت بعد موافقة طرفي الصراع على الاجتماع والتفاوض».
رغم ذلك، قال أفينري ان «في حال انتخاب أوباما فإنه سيحاول تسريع العملية السياسية في الشرق الأوسط وقد يعيّن أحدا ما، قد يكون كلينتون، ليكون مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط، لكني أعتقد أنه سيتضح عاجلا أو آجلا أنه في حال لم يطرأ تغيير على مواقف الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني فإنه لن يتحرك أي شيء».
وشدد على أن «ممارسة الولايات المتحدة ضغطا على طرفي الصراع، أو على أحدهما، لا يفيد، فكلينتون حاول الضغط على (رئيس السلطة الفلسطينية الراحل) ياسر عرفات، وهو مقارنة بإسرائيل أضعف بكثير، لكن كلينتون لم ينجح، وعموما هذا الأمر لا يسري علينا هنا في المنطقة فقط بل يسري أيضا على الصراعات في أماكن أخرى من العالم مثل قبرص وكوسوفو والبوسنة، وخلاصة القول إن الولايات المتحدة ليست قوية للغاية مثلما يعتقد الأعداء والأصدقاء».
من جانبه، رأى المحلل السياسي في صحيفة «هآرتس» ألوف بن، أن «الرئيس الذي سينتخب سيدفع الضريبة الكلامية المطلوبة لحل الدولتين ومحاربة البرنامج النووي الإيراني، وبعد ذلك سيتركز في مهمته الأساسية، وهي إحياء الاقتصاد الأميركي وإنقاذ الاقتصاد العالمي من الأزمة، وفقط بعد استقرار الأسواق وترمم أميركا مكانتها سيكون بإمكان الرئيس الجديد التفرغ لصنع النظام في الحلبة الدولية من موقع القوة». وأضاف أن «الهدف الرئيسي للحكومة الجديدة التي ستقوم في إسرائيل (بعد الانتخابات العامة في فبراير المقبل) سيكون دعم (أي خطوات الرئيس الجديد) والامتناع عن إثارة ضجيج واحتكاكات». ولفت إلى أن هناك أربعة قضايا مطروحة على جدول عمل العلاقات الإسرائيلية الأميركية وهي «العملية السياسية ومشتقاتها والبرنامج النووي الإيراني والمساعدات العسكرية ومبادرات الرقابة على (بيع) الأسلحة، وقد تنشأ عن كل واحدة من هذه القضايا خلافات بين الجانبين لكن تكمن فيها أيضا احتمالات للتعاون وتحقيق انجازات سياسية».
من جهة أخرى، أشار بن إلى احتمالات تأثير نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية على الحملة الانتخابية في إسرائيل. وقال إن في حال انتخاب أوباما، فإن رئيسة حزب «كاديما» وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ستحاول إقناع الجمهور بأن انتخاب منافسها القوي ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو، من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة خطيرة مع إدارة أوباما، بسبب معارضة نتنياهو لعملية السلام وتأييده لقصف إيران.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي