سعد المعطش / رمح الشمال / حكومة الجبنة الزرقاء

تصغير
تكبير
قبل أعوام كان هناك إعلان تلفزيوني يبث على أكثر من قناة تلفزيونية، لأحد أنواع الجبن المعلب، فقد تم تصوير مجموعة من الطهاة بلباسهم الأبيض، وطرابيشهم البيضاء الطويلة، وهم يقفون أمام قدر كبير جداً يصنعون تلك الجبنة، وكان هناك رئيس لهؤلاء الطهاة ينتظر أن يعطي رأيه في ما يصنعونه، فيأتون إليه بقطعة من الجبن، وكلهم لهفة لمعرفة رأيه، وعندما يتذوق تلك القطعة الصغيرة يهتف الطهاة بكلمة «لذيذة»، ويفاجئهم رئيسهم بكلمة «لا»، فيعودون مرة أخرى للعمل على تحسين «جبنتهم»، وعندما يعودون في المرة الثانية يهتفون «رائعة»، ولكنه يصدمهم حين يقول مرة أخرى «لا»، ولكن استغرابهم يزول حين يقول لهم إنها أكثر من ذلك، أي أن «جبنتهم» أكثر من رائعة.
لقد تذكرت تلك الدعاية التجارية، وأنا أشاهد ما تفعله الحكومة في شعبها، فكل شيء فيه مصلحة الشعب تجد أن الحكومة تقف ضده، وتستخدم الأدوات كلها التي تمتلكها من خلال أعضاء «الجمعية الاقتصادية»، أو من خلال الأقلام الصحافية المأجورة، والتي يتم شراء بعضها بساعات «الرولكس»، و«الشوبارد»، ومن بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يأتمرون بأمر الحكومة، ولن ينسى الشعب الكويتي من وقف ضد شراء فوائد القروض قبل عامين، واليوم تقف الحكومة ونوابها بما أوتوا كله من قوة من أجل مصلحة «هوامير» البورصة، وأصحاب البنوك، وتثبت حكومتنا أن ما ينطبق على تلك الجبنة اللذيذة ينطبق عليها، مع الفارق بين رائحة الجبن ورائحة الحكومة، والاعتذار للجبن بجميع أنواعه.
نعم إنها ليست حكومة عدوة لشعبها فقط، ولكنها تريد إفلاس البلد من أجل ألا يغضب عليها التجار المتحكمون بها، بل «هي أكثر من ذلك». أدام الله «الأجبان» اللذيذة، ولا دامت الحكومات الجبانة التي تعادي شعوبها.
سعد المعطش
كاتب كويتي
Saadq8@msn.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي