إضاءات / بين التفاؤل والتشاؤم... وجهة نظر!



«أشعر بخيبة الأمل وأنا أرى الأعياد العالمية تتلاحق وكأنها حمة أصابتنا بينما نحن عاجزون عن صد هجماتها المتكررة سنويا، إننا نحتفل باليوم العالمي للشعر... الكتاب... التراث... وعلى شاكلة ذلك الكثير من الأيام، بينما نرى الثقافة الإنسانية بآدابها وفنونها الجادة... في حالة انحدار، وتسرب المتابعين لها بين كل يوم وآخر».
ربما تكون هذه النظرة- التي تلقيتها من صديق مقرب مني جدا- فيها من التشاؤم الكثير، وهي النظرة التي أبغضها، حسب تركيبتي النفسية التي تميل كل الميل إلى التفاؤل، وحسب طموحاتي التي أريدها أن تكون مبشرة وليست منفرة.
قلت له: يا صديقي لا تكن نظرتك محبطة لك ولغيرك من الذين يشاركونك الحياة، كن متفائلا، ولا تنظر من نافذة واحدة، ربما لا تطل على الحديقة التي تريدها، جرّب النظر من نافذة أخرى في موقع آخر، فقد ترى ما تريد!
ولكنه بإصرار قال لي: انظر إلى الساحة الثقافية والإبداعية، ولاحظ ما فيها من فتور، وضعف، ومن يشتغلون على الثقافة والإبداع إنهم قلة نطلق عليهم النخبة، وهذه القلة لا تقارن بالكثرة المبتعدة عن هذه المجالات، ومن ثم انشغالها الأساسي في أمور لا تقدم أي دعم لمفهوم الثقافة، وأكبر دليل على ذلك المنتديات والأمسيات والمحاضرات وغيرها التي تقيمها المؤسسات الثقافية المعنية، لاحظ الجمهور القليل الذي يتابعها، وبعد كل هذا تقول لي تفاءل؟... من أين لي أن أتفاءل يا صديقي؟!
تذكرت أنني كتبت في هذا المعنى مقالا أو أكثر، ولكني لم أصل إلى هذه المرحلة من الاحباط التي يحس بها صديقي، فبادرته بالقول: ولماذا لا تكن عندك الثقة في هذه القلة أو النخبة التي تراها هي التي تتابع الشأن الثقافي والإبداعي، مع العلم بأنني أراهم مؤثرين، ويجتهدون كثيرا في توصيل أفكارهم إلى الجمهور، وهم الآن- خصوصا في الكويت- يعملون باجتهاد وثقة في ما يمتلكون من قدرات إبداعية وأفكار في توجيه المجتمع، والدعاية للثقافة والمعرفة، وهذا واضح يا صديقي حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
نظر إليّ صديقي في ضيق وهو غير مقتنع بكلامي وقال: لأنك تعمل في المجال الأكاديمي، وترى ما لا نراه نحن... هناك فرق بين ما تقوله من وجهة نظر أكاديمية وبين الواقع، يا صديقي القلة التي أقصدها لا تستطيع التأثير على الكثرة، فالمثل يقول: الكثرة تغلب الشجاعة، فماالذي يفعله العشرات أو حتى المئات من الوجوه المبدعة النابهة، أمام الآلاف من الذين تجاهلوا تماما موضوع الثقافة والإبداع وانشغلوا بالترفيه والتسلية والبحث عن المال، وغير ذلك من مشاغل الحياة.
حقيقة تجادلت مع صديقي كثيرا وكلما اعتقدت أنه اقتنع بوجهة نظري المتفائلة، أراه أكثر صلابة في اقناعي أنا شخصيا بوجهة نظره المتشائمة، ولما وجدت أن طريق الحوار بيننا أصبح مسدودا، ورأيته بدأ في الغضب- كعادتنا العربية عند النقاش- آثرت الانسحاب، ومن ثم تغيير دفة الحديث إلى موضوع آخر.
وما أريد قوله إن كل شيء في هذا الوجود يمكن النظر إليه من وجهين الأول متفائل والثاني متشائم، مهما كانت صفة وحالة هذا الشيء، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن التفاؤل يحمل في طياته الأمل والحلم، بينما يصيبنا التشاؤم بالإحباط!
* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت
[email protected]
ربما تكون هذه النظرة- التي تلقيتها من صديق مقرب مني جدا- فيها من التشاؤم الكثير، وهي النظرة التي أبغضها، حسب تركيبتي النفسية التي تميل كل الميل إلى التفاؤل، وحسب طموحاتي التي أريدها أن تكون مبشرة وليست منفرة.
قلت له: يا صديقي لا تكن نظرتك محبطة لك ولغيرك من الذين يشاركونك الحياة، كن متفائلا، ولا تنظر من نافذة واحدة، ربما لا تطل على الحديقة التي تريدها، جرّب النظر من نافذة أخرى في موقع آخر، فقد ترى ما تريد!
ولكنه بإصرار قال لي: انظر إلى الساحة الثقافية والإبداعية، ولاحظ ما فيها من فتور، وضعف، ومن يشتغلون على الثقافة والإبداع إنهم قلة نطلق عليهم النخبة، وهذه القلة لا تقارن بالكثرة المبتعدة عن هذه المجالات، ومن ثم انشغالها الأساسي في أمور لا تقدم أي دعم لمفهوم الثقافة، وأكبر دليل على ذلك المنتديات والأمسيات والمحاضرات وغيرها التي تقيمها المؤسسات الثقافية المعنية، لاحظ الجمهور القليل الذي يتابعها، وبعد كل هذا تقول لي تفاءل؟... من أين لي أن أتفاءل يا صديقي؟!
تذكرت أنني كتبت في هذا المعنى مقالا أو أكثر، ولكني لم أصل إلى هذه المرحلة من الاحباط التي يحس بها صديقي، فبادرته بالقول: ولماذا لا تكن عندك الثقة في هذه القلة أو النخبة التي تراها هي التي تتابع الشأن الثقافي والإبداعي، مع العلم بأنني أراهم مؤثرين، ويجتهدون كثيرا في توصيل أفكارهم إلى الجمهور، وهم الآن- خصوصا في الكويت- يعملون باجتهاد وثقة في ما يمتلكون من قدرات إبداعية وأفكار في توجيه المجتمع، والدعاية للثقافة والمعرفة، وهذا واضح يا صديقي حتى على مواقع التواصل الاجتماعي.
نظر إليّ صديقي في ضيق وهو غير مقتنع بكلامي وقال: لأنك تعمل في المجال الأكاديمي، وترى ما لا نراه نحن... هناك فرق بين ما تقوله من وجهة نظر أكاديمية وبين الواقع، يا صديقي القلة التي أقصدها لا تستطيع التأثير على الكثرة، فالمثل يقول: الكثرة تغلب الشجاعة، فماالذي يفعله العشرات أو حتى المئات من الوجوه المبدعة النابهة، أمام الآلاف من الذين تجاهلوا تماما موضوع الثقافة والإبداع وانشغلوا بالترفيه والتسلية والبحث عن المال، وغير ذلك من مشاغل الحياة.
حقيقة تجادلت مع صديقي كثيرا وكلما اعتقدت أنه اقتنع بوجهة نظري المتفائلة، أراه أكثر صلابة في اقناعي أنا شخصيا بوجهة نظره المتشائمة، ولما وجدت أن طريق الحوار بيننا أصبح مسدودا، ورأيته بدأ في الغضب- كعادتنا العربية عند النقاش- آثرت الانسحاب، ومن ثم تغيير دفة الحديث إلى موضوع آخر.
وما أريد قوله إن كل شيء في هذا الوجود يمكن النظر إليه من وجهين الأول متفائل والثاني متشائم، مهما كانت صفة وحالة هذا الشيء، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن التفاؤل يحمل في طياته الأمل والحلم، بينما يصيبنا التشاؤم بالإحباط!
* كاتب وأكاديمي في جامعة الكويت
[email protected]