«الراي» تتابع فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي (3)
بول شاوول : الأحزاب السياسية حوّلت المسرح العربي الى بوق يروج لأفكارها

بول شاوول


| القاهرة - من دعاء فتوح |
« المجتمع العربي بشرائحه قد تحول إلى سلطة خاصة خارج الدولة من المد الأصولي الديني مسيحياً كان أو مسلماً، تهدد الدولة، والمجتمع المدني».. هذا الرأي طرحه الكاتب المسرحي، والشاعر والناقد والإعلامي اللبناني «بول شاؤول».. خلال مناقشة المحور الثالث والأخير للندوة الرئيسية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي - والذي انتهت فعالياته قبل أيام - والتي جاءت تحت عنوان « المسرح المستقل ومعضلات ومشكلات استمراره».
الندوة، أدارها الممثل المسرحي المصري أحمد عبدالحليم، بحضـــور كلٍّ من الباحثة الأميركية «مـــارجـــريت لــيتـــفين»، والبـــاحـــث المكســـيكي «رودولفو أبريجون»، والباحثة الإيطالية «روسيلا بتيستي».
شاؤول، أكد أن المجتمع هو الذي يقبل على المسرح التجاري ويحميه، ولا يقبل على المسرح الجاد أو التجريبي، ومشكلات التمويل المادي التي تواجه المسرح المستقل في حقيقة الأمر تعد أضعف المشكلات، إلا أنها أدت إلى لجوء الفرق المستقلة إلى تمويلات من مصادر أجنبية مجهولة الهوية تؤثر على المضمون، وتحول الإرث الفكري والتاريخي إلى فولكلور،أو تحاول التركيز على المناحي السلبية في المجتمع من دون إعمال نقدي.
وأضاف: العولمة تضرب خصوصية المسرح، ونحن لدينا خصوصية مختلفة عن المسرح في العالم، ومسرحنا يجب أن يكون انطلاقاً من مشاكلنا الخاصة ..، فالمسرح العربي مهدد بالانقراض.
وقال: هذه المصادر الأجنبية تتماس مع أفكار العولمة لتجعل دور المسرح هو التسلية فقط، ففقد المسرح دوره التنويري ليصبح بوقاً سطحياً في أيدي السلطات، والأحزاب السياسية المختلفة التي جعلت منه وسيلة للترويج لأفكارها .
الباحثة الأميركية «مارجريت ليتفين».. ركزت على المشكلات التي تواجه المسرح الناتج عن تداخل الثقافات، وأزمة التواصل بين المجتمعات العربية والغربية التي أدت إلى أن السياق العالمي اتجه إلى تشويه استقبال أعمال صناع المسرح العربي أو المسلم.
كما أكدت أهمية مهرجان القاهرة الدولي، وغيره من المهرجانات العربية لدعم التواصل قائلة: «أعتقد أن الأحداث والتجمعات المسرحية مثل هذا المهرجان لها عظيم الأهمية، خاصة في هذا السياق العالمي الذي يعزز وجود معارضة ثنائية بين العالمين . فنجد هنا في مهرجان القاهرة مشاركين من غرب أوروبا، ومن أفريقيا، ومن أميركا اللاتينية، ومن شرق أوروبا، وغيرها يقدمون عروضهم لبعضهم البعض، وإلى الجمهور المصري والعربي أيضا محطمين بذلك التقسيم الممل وغير الدقيق للعالم إلى عالم عربي، وعالم غربي.
وأوضحت مارجريت.. أن المجتمع الغربي بعد أحداث 11 من سبتمبر اتجه إلى الاهتمام بشكل غير مسبوق بصناع المسرح العربي من قبل الجمهور، ومنظمي المهرجانات، وهناك عدة أمثلة، منها مسرحية «اللعب في الدماغ» سنة 2004 للمخرج والممثل المصري خالد الصاوي، ومسرحية «مؤتمر لهاملت» للكاتب والمخرج الكويتي صاحب الجنسية البريطانية سليمان البسام.. التي فازت بعدة جوائز في إيدينبرج، ومهرجان القاهرة التجريبي 2002.
وأكدت.. أن صناع المسرح العربي الآن في الغرب قادرون على ألا يصبحوا ضحايا سلبيين لسوء فهم التداخل الثقافي، إذا كان صانع المسرح ذكياً بما يكفي يمكنه التعامل مع سوء الفهم هذا واستخدامه في إبداع عمل فني وإعادة تفسيره للجمهور.
واتخذت مسرحية «ريتشارد الثالث»... تراجيديا عربية لسليمان البسام كمثال.. لأنها تركز على فكرة الاحتياج الشديد إلى التبادل الثقافي، وأحداثها تقع في الخليج، وتقدم للجمهور الغربي تمهيداً عن الخصائص الثقافية للعراق، والكويت، والسعودية، والبحرين، وقطر، من موسيقى حية، وملابس تقليدية، وحديثة للأغنياء الجدد، وبعض الطقوس كجلسة النساء الصباحية، وفسر كل تلك التفاصيل للمشاهد البريطاني مع وضع ملاحظات عن استخدام النصوص القرآنية في العرض، وأماكن الأحداث، والأغاني والملابس.
« المجتمع العربي بشرائحه قد تحول إلى سلطة خاصة خارج الدولة من المد الأصولي الديني مسيحياً كان أو مسلماً، تهدد الدولة، والمجتمع المدني».. هذا الرأي طرحه الكاتب المسرحي، والشاعر والناقد والإعلامي اللبناني «بول شاؤول».. خلال مناقشة المحور الثالث والأخير للندوة الرئيسية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي - والذي انتهت فعالياته قبل أيام - والتي جاءت تحت عنوان « المسرح المستقل ومعضلات ومشكلات استمراره».
الندوة، أدارها الممثل المسرحي المصري أحمد عبدالحليم، بحضـــور كلٍّ من الباحثة الأميركية «مـــارجـــريت لــيتـــفين»، والبـــاحـــث المكســـيكي «رودولفو أبريجون»، والباحثة الإيطالية «روسيلا بتيستي».
شاؤول، أكد أن المجتمع هو الذي يقبل على المسرح التجاري ويحميه، ولا يقبل على المسرح الجاد أو التجريبي، ومشكلات التمويل المادي التي تواجه المسرح المستقل في حقيقة الأمر تعد أضعف المشكلات، إلا أنها أدت إلى لجوء الفرق المستقلة إلى تمويلات من مصادر أجنبية مجهولة الهوية تؤثر على المضمون، وتحول الإرث الفكري والتاريخي إلى فولكلور،أو تحاول التركيز على المناحي السلبية في المجتمع من دون إعمال نقدي.
وأضاف: العولمة تضرب خصوصية المسرح، ونحن لدينا خصوصية مختلفة عن المسرح في العالم، ومسرحنا يجب أن يكون انطلاقاً من مشاكلنا الخاصة ..، فالمسرح العربي مهدد بالانقراض.
وقال: هذه المصادر الأجنبية تتماس مع أفكار العولمة لتجعل دور المسرح هو التسلية فقط، ففقد المسرح دوره التنويري ليصبح بوقاً سطحياً في أيدي السلطات، والأحزاب السياسية المختلفة التي جعلت منه وسيلة للترويج لأفكارها .
الباحثة الأميركية «مارجريت ليتفين».. ركزت على المشكلات التي تواجه المسرح الناتج عن تداخل الثقافات، وأزمة التواصل بين المجتمعات العربية والغربية التي أدت إلى أن السياق العالمي اتجه إلى تشويه استقبال أعمال صناع المسرح العربي أو المسلم.
كما أكدت أهمية مهرجان القاهرة الدولي، وغيره من المهرجانات العربية لدعم التواصل قائلة: «أعتقد أن الأحداث والتجمعات المسرحية مثل هذا المهرجان لها عظيم الأهمية، خاصة في هذا السياق العالمي الذي يعزز وجود معارضة ثنائية بين العالمين . فنجد هنا في مهرجان القاهرة مشاركين من غرب أوروبا، ومن أفريقيا، ومن أميركا اللاتينية، ومن شرق أوروبا، وغيرها يقدمون عروضهم لبعضهم البعض، وإلى الجمهور المصري والعربي أيضا محطمين بذلك التقسيم الممل وغير الدقيق للعالم إلى عالم عربي، وعالم غربي.
وأوضحت مارجريت.. أن المجتمع الغربي بعد أحداث 11 من سبتمبر اتجه إلى الاهتمام بشكل غير مسبوق بصناع المسرح العربي من قبل الجمهور، ومنظمي المهرجانات، وهناك عدة أمثلة، منها مسرحية «اللعب في الدماغ» سنة 2004 للمخرج والممثل المصري خالد الصاوي، ومسرحية «مؤتمر لهاملت» للكاتب والمخرج الكويتي صاحب الجنسية البريطانية سليمان البسام.. التي فازت بعدة جوائز في إيدينبرج، ومهرجان القاهرة التجريبي 2002.
وأكدت.. أن صناع المسرح العربي الآن في الغرب قادرون على ألا يصبحوا ضحايا سلبيين لسوء فهم التداخل الثقافي، إذا كان صانع المسرح ذكياً بما يكفي يمكنه التعامل مع سوء الفهم هذا واستخدامه في إبداع عمل فني وإعادة تفسيره للجمهور.
واتخذت مسرحية «ريتشارد الثالث»... تراجيديا عربية لسليمان البسام كمثال.. لأنها تركز على فكرة الاحتياج الشديد إلى التبادل الثقافي، وأحداثها تقع في الخليج، وتقدم للجمهور الغربي تمهيداً عن الخصائص الثقافية للعراق، والكويت، والسعودية، والبحرين، وقطر، من موسيقى حية، وملابس تقليدية، وحديثة للأغنياء الجدد، وبعض الطقوس كجلسة النساء الصباحية، وفسر كل تلك التفاصيل للمشاهد البريطاني مع وضع ملاحظات عن استخدام النصوص القرآنية في العرض، وأماكن الأحداث، والأغاني والملابس.