No Script

العرضان قُدّما على مسرح الدسمة ضمن فعاليات «الكويت الدولي للمونودراما»

«العازفة» وقّعت لحن الحياة ... و«الموناليزا» بكت على شبابها

تصغير
تكبير
فيما وقّعت «العازفة» لحن الحياة ولامست الحس الإنساني... كان «بكاء الموناليزا» يردد في الأرجاء ألا ليت الشباب يعود يوماً

فأخبره بما فعل المشيب

الأنثيان، اختارتا مسرح الدسمة - مساء أول من أمس - مكاناً لسرد قصتيهما، فقدمت فرقة «تياترو» مسرحية «العازفة» وفرقة المسرح الحر مسرحية «بكاء الموناليزا» ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما.

تدور أحداث «العازفة» حول مأساة عازفة «كمان» تعلقت بالآلة التي عشقتها منذ الصغر، حتى أصبحتا اثنتين تجمعهما روح واحدة محبة للعزف، تحدثها وتنصت إليها وتختلف معها في بعض الأحيان، بعد أن اتفقا على ألا يفترقا مهما كانت الظروف والمغريات، لكن تلك العلاقة القائمة على حب الموسيقى والتحليق في سماء الإبداع اصطدمت بعلاقات إنسانية اضطرت العازفة للتخلي عن رفيقة دربها، وحين شعرت بالتيه والوحدة عادت إليها مجدداً.

وتمضي حياة العازفة بين تعلقها بالكمان ورغبتها في أن تعيش حياة طبيعية، لينتهي الأمر بتحطيمها لآلتها المحببة، عندما شعرت أن إنسانيتها باتت على المحك، فقد ضاع عمرها وأصابها الشلل، ولم تعد قادرة على العزف، إلى حد أنها فقدت كل فرصها في التواصل الإنساني.

العمل من إخراج محمد الكندري وتأليف موسى بهمن، في حين تولت بطولته سالي فراج، التي نجحت فرقة «تياترو» في اختيارها لما تتميز به من إمكانات فنية هائلة، كما أنها تعاملت مع شخصية «العازفة» بذكاء شديد، حيث بدت كما لو أنها عاشت الشخصية جيداً وبكل تفاصيلها قبل فترة ليست قصيرة، وتجلى ذلك عبر أدائها وتعابير وجهها وتحركاتها الواعية على خشبة المسرح، متنقلة بين جنباته تحتضن الكمان مثلما تحتضن الأم طفلها الرضيع، قبل أن تُصارع من أجل التخلص منه بصدق، وكانت الآلة تملي عليها ما تفعل بجدية، وهكذا احتلت شخصية العازفة مساحة كبيرة من العمل.

وفي حكاية أخرى، كان بيت الشعر «ألا ليت الشباب يعود يوماً... فأخبره بما فعل المشيب» لشاعر العصر العباسي «أبو العتاهية» لسان حال مسرحية «بكاء الموناليزا».

المسرحية مشروع عمل مشترك بين ليبيا وتونس، للمخرج شرح البال عبدالهادي، ومن تأليف ذو الفقار خضر، وجسدت رندة عبداللطيف من خلالها دور البطولة، في حين تقاسم شرح البال عبد الهادي وأكرم عبد السميع مهمة السينوغرافيا للعرض المسرحي.

ينتمي العمل إلى المونودراما الصامتة، وتدور أحداثه حول امرأة تجاوزت العقد الرابع من العمر، يحاصرها الزمن المتمثل في تلك الساعة، ذات العقارب الكبيرة التي تتوسط المسرح، والصراع الدائم ما بين المرايا المنتشرة في أرجاء المكان ودقات عقارب الساعة وذاكرتها التي تنزف بلا توقف، وتحاول جاهدة بين الحين والآخر إيقاف الزمن متمثلاً في عقارب الساعة، التي تتحرك باستمرار ما ينعكس على جمال المرأة، وعندما يحتدم الصراع تجد نفسها محاصرة داخل اللوحة.

ونجح المخرج بالعمل على السينوغرافيا، ليقدم لنا فرجة مسرحية متكاملة الأركان لناحية الديكور الذي كان معبراً عن العمل، ويملأ فراغ المسرح فيتوسط الفضاء ساعة ذات عقارب ضخمة لترمز الى الزمن، بينما على جانبي المسرح مرايا متعددة، وفي اليمين جزء أقرب إلى غرفة تحتوي أزياء بطلة العمل، أما على مستوى الموسيقى والمؤثرات فإنها واكبت الأحداث واستمرت منذ البداية حتى النهاية لتسير والاضاءة في خطين متوازيين متناغمين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي