دفعه إلى حد اعتبار مجزرة خان شيخون «مفبركة 100 في المئة»

«الانفصام» يتملّك من الأسد... والضغوط تُحاصر روسيا

u0627u0644u0633u0648u0631u064au0629 u0646u0648u0631 u0648u0637u0641u0644u0647u0627 u0631u064au0627u0636 u0641u064a u0648u0633u0637 u0631u0648u0645u0627 u062du064au062b u064au0642u064au0645u0627u0646 u0628u0639u062fu0645u0627 u0627u0635u0637u062du0628u0647u0645u0627 u0627u0644u0628u0627u0628u0627 u0645u0639 u0645u062cu0645u0648u0639u0629 u0645u0646 u0627u0644u0644u0627u062cu0626u064au0646 u0627u0644u0633u0648u0631u064au064au0646 u0645u0646 u062cu0632u064au0631u0629 u0644u064au0633u0628u0648u0633 u0627u0644u064au0648u0646u0627u0646u064au0629 u0627u0644u0639u0627u0645 u0627u0644u0645u0627u0636u064a   (u0627 u0641 u0628)
السورية نور وطفلها رياض في وسط روما حيث يقيمان بعدما اصطحبهما البابا مع مجموعة من اللاجئين السوريين من جزيرة ليسبوس اليونانية العام الماضي (ا ف ب)
تصغير
تكبير
الرئيس الأميركي: الأمور ستسير على ما يرام مع موسكو وسيتعقل الجميع بالوقت المناسب

موسكو تقر ضمناً بأن حليفها ديكتاتور: تنحية طاغية قد لا تقود بالضرورة إلى نتائج إيجابية
دمشق، موسكو، واشنطن - وكالات - يبدو أن مرض الانفصام أو «الشيزوفرانيا» (الانفصال عن الواقع) الذي يعاني منه رئيس النظام السوري بشار الأسد منذ سنوات، قد تملك منه إلى حد كبير، بحيث دفعه إلى حد اعتبار أن «الهجوم الكيماوي» على مدينة خان شيخون الذي أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى «مفبرك» تماماً، بهدف استخدامه كـ«ذريعة» لتبرير الضربة الأميركية على قاعدة الشعيرات التابعة لجيشه.

ويتناقض ما أعلنه الأسد في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس)، بثتها أمس، مع التحاليل والمعطيات المؤكدة، سيما التي أجريت في تركيا على الجرحى من الضحايا، وأثبتت استخدام غاز السارين في تلك الضربة.


حتى أن حليفته موسكو لم تذهب إلى اعتبار أن الهجوم «مفبرك» بل قدمت رواية مختلفة عن قصف طيران النظام مخزن أسلحة تابع للمعارضة يحتوي مواد سامة.

ففي أول مقابلة بعد الهجوم الذي اتهمت واشنطن والدول الأوروبية نظام دمشق بشنه، وتبعه تنفيذ الجيش الاميركي ضربة صاروخية على قاعدة الشعيرات في حمص، قال الأسد «بالنسبة لنا الأمر مفبرك مئة في المئة. انطباعنا هو ان الغرب والولايات المتحدة بشكل رئيسي متواطئون مع الارهابيين وقاموا بفبركة كل هذه القصة كي يكون لديهم ذريعة لشن الهجوم».

وأضاف «المعلومات الوحيدة التي بحوزة العالم حتى هذه اللحظة هي ما نشره فرع القاعدة»، في إشارة الى «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقا) التي تسيطر مع فصائل اسلامية ومقاتلة على محافظة ادلب.

ونفى الأسد امتلاك نظامه أسلحة كيماوية، مضيفاً «في العام 2013 تخلينا عن كل ترسانتنا... وحتى لو كان لدينا مثل تلك الاسلحة، فما كنا لنستخدمها».

وأبدى استعداده للقبول بتحقيق دولي بشأن الهجوم شرط أن يكون «غير منحاز».

وعن الضربة الأميركية، أكد الأسد انها لم تؤثر على القوة النارية للجيش السوري، معتبراً أن الولايات المتحدة «ليست جادة» في التوصل الى حل سياسي.

جاء ذلك غداة استخدام روسيا، للمرة الثامنة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، ليل أول من أمس، لمنع محاسبة نظام دمشق عن ضربة خان شيخون.

وكان لافتاً أن الصين امتنعت عن التضامن مع روسيا واستخدام «الفيتو» (اكتفت بالامتناع عن التصويت)، في قرار عزاه مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إلى تحسن علاقاتها مع الولايات المتحدة، سيما بعد القمة الأخيرة بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جينبينغ.

وحظي مشروع القرار بموافقة 10 دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليابان وإيطاليا والسويد ومصر والسنغال وأوروغواي وأوكرانيا، مقابل رفض دولة واحدة، هي بوليفيا، إلى جانب روسيا، وامتناع إثيوبيا وكازاخستان، بجانب الصين، عن التصويت.

وعقب التصويت، وجهت واشنطن ثلاث رسائل إلى موسكو وحليفتها دمشق ربما تكشف الكثير عن مستقبل السياسية الأميركية في سورية.

في رسالتها الأولى إلى موسكو، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي «باستخدام روسيا حق النقض تكون قد قالت لا للمساءلة، ولا للتعاون مع التحقيق الأممي المستقل، ولا لقرار كان من شأنه أن يساعد على تعزيز السلام في سورية. لقد اختارت روسيا مرة أخرى الوقوف بجانب الأسد حتى مع أن بقية العالم- بما في ذلك العالم العربي – احتشد معاً، وبغالبية ساحقة، في إدانة هذا النظام القاتل».

أما في رسالتيها إلى الأسد وأركان نظامه، فقالت: «ليس لديكم أصدقاء في العالم بعد أعمالكم الوحشية والولايات المتحدة تراقب أعمالكم عن كثب. إن أيام الغطرسة وتجاهل الإنسانية قد ولت، ولن نستمع إلى أعذاركم بعد الآن، وأقترح عليكم النظر جلياً في هذا التصويت بعناية فائقة، وأن تستجيبوا لهذا التحذير».

وفي باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن روسيا «تتحمل مسؤولية ثقيلة» بعد استخدامها «الفيتو» للمرة الثامنة، متهماً إياها بأنها تحمي «حليفها الاسد بشكل منهجي».

كذلك، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك ايرولت ان «هذا القرار (الفيتو) غير مفهوم وغير مبرر»، فيما أعرب نظيره البريطاني بوريس جونسون عن استيائه من لجوء روسيا إلى «الفيتو»..

في سياق متصل، أعرب الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أمس، عن قناعته بأن الامور «ستسير على ما يرام» مع روسيا، وان الصين «ستتعامل بشكل جيد» مع مسألة كوريا الشمالية وذلك في تغريدتين صباحيتين.

وكتب ترامب «الامور ستسير على ما يرام بين الولايات المتحدة وروسيا» بعدما أقر أول من أمس بأن العلاقات بين القوتين في ادنى مستوياتها.

وأضاف «في الوقت المناسب، سيعود الجميع إلى التعقل وسيكون هناك سلام دائم».

وفي موسكو، تكشفت الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة، في ختام المحادثات ليل اول من امس بين وزيري خارجيتي البلدين سيرغي لافروف وريكس تيلرسون.

وفي مؤتمر صحافي تبادل خلاله الرجلان بالكاد النظرات، أعرب تليرسون عن أسفه «لتدني مستوى الثقة بين البلدين»، مضيفاً ان «القوتين النوويتين العظميين لا يمكنهما إقامة هذا الشكل من العلاقات».

ودعا إلى رحيل الأسد بشكل «منظم»، مضيفاً «نحن ندرك أن ذلك سيتطلب وقتا معينا. لكن النتيجة لا تبقي للأسد دورا في حكومة سورية، فالمجتمع لن يقبل ذلك، ولن نقبله نحن».

من جهته، أكد لافروف أن بلاده لا تتمسك بالأسد أو بأي شخص آخر وإنما تريد تسوية سياسية للأزمة، مذكراً بالفوضى التي نجمت عن سقوط صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا.

وأقر ضمناً بأن الأسد ديكتاتور، قائلاً إن «تنحية طاغية أو ديكتاتور قد لا تقود بالضرورة إلى نتائج إيجابية».

وفي مؤشر نادر على التهدئة بعد المحادثات، قال لافروف «ان الرئيس (فلايديمر) بوتين أكد استعداده لاحياء» نظام تجنب الحوادث الجوية الذي كان سارياً في سورية، حتى الهجوم الصاروخي الاميركي على قاعدة الشعيرات.

كما أعلن تيلرسون أن موسكو وواشنطن ستشكلان «فرق عمل بشأن المشاكل الصغيرة (..) حتى يمكننا الاهتمام بالقضايا الاكثر جدية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي