خبر «الصحة»... «مشلولة» الذي نشر في «الراي» عدد الأثنين 10 أبريل 2017، لم يكن أمرا مستغرباً حدوثه في جهة حكومية.
يقول الخبر إن الوزارة تعاني من فراغ كبير على مستوى القياديين بخروج 4 وكلاء مساعدين في إجازة، فضلا عن خروج الوزير والوفد المرافق له بمهمة رسمية لكوريا.
هل يعلم وزير التربية بخروج 4 وكلاء مساعدين؟ وهل هناك خط ثانٍ من القياديين مخولين بالتوقيع والاعتماد؟ وهل تحتمل وزارة كوزارة الصحة هذا الفراغ القيادي؟ وهل هناك جدول للإجازات مسبق التنسيق حوله؟
إذا كانت الصحة «مشلولة» وقتياً، فلدينا جهات آخرى كوزارة التربية تعاني من مشكلة مشابهة لكنها «أوسع» و«أغرب»... يعني ليست الصحة وبس!
وزير التربية د. محمد الفارس طلبنا مقابلته لشرح بعض الأمور... وحددت المقابلة بعد فترة وقبل الموعد تم التأجيل من دون تحديد موعد آخر.
لن أخوض في التفاصيل لأننا على المستوى المهني نؤمن بالعمل الاحترافي، فالإستشارة المجانية وإن كانت غير مقبولة تبقى نهجا نحترم اتباعه وننتظر موعداً جديداً مع الوزير الفارس.
هل يعلم وزير التربية ان الوزارة تعاني من فراغ في قياداتها الوسطى؟ فكثير من الوظائف الإشرافية شاغرة منذ عام 2009... تسع سنوات و«زود» والمناطق التعليمية تعاني من هذا الفراغ والغريب الذي لا أجد له أي مبرر، إن الوزارة تصدر إعلاناً تلو الآخر لشغل الوظائف الإشرافية، ألا أن المقابلات لا تتم؟
طيب «إذا ما تبون تعينون وتسدون الشواغر... لماذا تصدرون الإعلان من الأساس؟».
في العمل المؤسسي الموظف المجد في عمله ينتظر الفرج لعل وعسى أن يحصل على التقدير... هذا إذا كانت هناك مقابلات وبدل تمثيل وإن كان لفترات متقطعة.
عدم إجراء المقابلات، أصاب الكفاءات بخيبة أمل وهو ما يؤثر سلبا على نفسيات العاملين، وبالتالي ينعكس هذا الشعور على الأداء وهو مؤشر واضح على ضعف المستوى القيادي وغير هذا التبرير غير مقبول.
وهذه الأيام تجرى المقابلات للوظائف الإشرافية لجميع الأقسام باستثناء التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية. وعند السؤال يأتي الرد بأن هناك فائضاً كبيراً جداً. فلماذا لم تطلب الوزارة من الجامعة والتطبيقي وقف القبول في تخصص التربية الإسلامية إذا كان سوق العمل الوحيد«مدارس الكويت»تعاني من تكدس!
ولماذا لا تطلب الوزارة وقف بعض التخصصات، كاللغة الفرنسية والدراسات العملية لأسباب مرتبطة بمستوى التحصيل العلمي؟
تخيل موظف/موظفة أو معلم/معلمة، يبقى«يكدح»لمدة تتجاوز 20 عاما، وفي الآخر لا يجد فرصة في الترقي وغيره من«قفزة»إلى أخرى، والتوجيه يعلم بهذه المعضلة ناهيك عن قصر نظر وشخصانية بعض مديري المدارس ممن عوض عن تخفيف العبء عن أصحاب الخبرة يذهب التخفيف لحديثي العهد عند دخول المستجدين.
أعتقد أن المسألة لا تخلو من سوء تقدير وضعف رقابة على أداء بعض مديري المدارس والقياديين من عدم متابعة السبب وراء بقاء الشواغر في الوظائف الإشرافية لمدة تتجاوز التسع سنوات.
وعليه... إن كانت«الصحة»...«مشلولة»، فأعتقد أن التربية تحتاج إلى وصف لحالتها التي يرثى لحالها، والأثر السلبي له من الطبيعي جدا أنه سينعكس على أبنائنا الطلبة الضعفاء: فمن يفهم كيف تدار بها المنظومة الإدارية في وزارة التربية نرجو منه شرح حقيقة الأمر وأسباب هذا الفراغ غير المبرر... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi