ترامب يعتبر هجوم خان شيخون «إهانة مروعة للإنسانية» ويلمّح إلى إمكان تغيير سياسته في الملف السوري
روسيا تتحدى العالم دفاعاً عن «كيماوي بشار»

مقبرة جماعية لضحايا مجزرة خان شيخون (ا ف ب)


واشنطن والمعارضة السورية ترفضان رواية موسكو «الخيالية» عن قصف النظام مستودع مواد سامة
عواصم - وكالات - وسط عاصفة الإدانات الدولية والعربية والإسلامية لـ «المجزرة الكيماوية» في إدلب، انبرت روسيا، أمس، للدفاع عن حليفها «النظام السوري»، في حملة منظمة بدأت بتقديم رواية غير منطقية لقصف خان شيخون، ووصلت إلى رفض مشروع قرار قدمته الدول الأوروبية في مجلس الأمن.
واستبقت روسيا جلسة مجلس الأمن الطارئة التي عقدت مساء أمس، برفض مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ويدين الهجوم الكيماوي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان «النص المطروح غير مقبول على الاطلاق»، مضيفة انه «يستبق نتائج التحقيق ويشير بشكل مباشر الى المذنبين»، واصفة إياه بأنه «مناهض لسورية» ومن شأنه تصعيد الوضع.
ونددت زاخاروفا بالمشروع بصفته محاولة «لتأجيج» الوضع السياسي في سورية، معلنة أن موسكو «لا ترى أي ضرورة محددة لتمرير المشروع في الوقت الحالي». وأشارت الى ان القرارات التي تم تبنيها سابقاً ستسمح بإجراء تحقيق.
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار الى مجلس الامن يطالب باجراء تحقيق سريع بعد ان اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم الذي يشتبه انه كيماوي وأسفر عن مقتل نحو 100 شخص على الأقل بينهم الكثير من الأطفال.
ويطلب المشروع من دمشق أن يسلّم المحققون خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها. كما يهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف بلاده من رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يتغير.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان «روسيا وقواتها المسلحة تواصل عملياتها لدعم جهود مكافحة الارهاب التي يقوم بها الجيش السوري من أجل تحرير البلاد».
وأضاف ان «روسيا ستقدم بطريقة مفصلة المعطيات التي سبق وان ذكرتها وزارة الدفاع» الروسية.
وكان بيسكوف يشير إلى بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية صباح أمس، ذكرت فيه أن الغاز السام تسرب من مستودع أسلحة كيماوية تابع للمعارضة في خان شيخون بعدما قصفته الطائرات السورية.
وأضافت ان المستودع كان يحتوي على «مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة»، من غير أن توضح ما إذا كان طيران النظام استهدف المستودع بصورة متعمدة أو عرضية.
وأشارت الوزارة إلى أن «ترسانة الأسلحة الكيماوية» كانت موجهة الى مقاتلين في العراق، مؤكدة أن معلوماتها «موثوقة تماماً وموضوعية».
في المقابل، أكد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن الرواية الروسية غير معقولة، قائلاً «نرى أنها غير معقولة. لا نصدقها». واضاف في تصريحات لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن نطام الأسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي.
من جهته، اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن الهجوم الكيماوي هو أمر «مروع ورهيب». وقال في المكتب البيضوي حيث كان يستقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، مساء أمس، «إنه إهانة مروعة للانسانية».
ولدى سؤاله عن احتمال تغيير السياسة الاميركية في الملف السوري، اكتفى بالقول «سنرى».
بدوره، أكد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس أن الهجوم الكيماوي «كان عملاً شنيعاً وسيتم التعامل معه على هذا الاساس».
وكانت المعارضة السورية سبقت واشنطن في رفض رواية موسكو، حيث قال نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض عبد الحكيم بشار، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «هناك من يدعي أن النظام السوري قصف مستودعا للأسلحة، وهذا كذب»، مطالباً بتطبيق الفصل السابع على النظام، وفرض حظر جوي في سورية لمنع الطيران من مواصلة استهداف المدنيين.
واعتبر أن التصريحات الأميركية الأخيرة «تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، في إشارة إلى إعلان واشنطن أن إسقاط نظام الأسد لم يعد أولوية بالنسبة إليها، مضيفاً «حتى الآن هذه الإدارة (ترامب) لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة».
وأكد أن «خطورة النظام على الشعب السوري اكبر من اي جهة اخرى مثل جبهة النصرة (التي تعرف الآن بجبهة تحرير الشام) و(داعش)».
واضاف «طالما هذا النظام موجود لا يمكن هزيمة الارهاب حتى لو تم القضاء على النصرة وداعش سيخلق النظام منظمات أخرى ليقول للعالم إما أنا وإما الإرهاب».
وجدد التأكيد على ان النظام مسؤول عن هجوم خان شيخون، متسائلاً «أي مجرم في هذا العصر يفوق إجراما عن الاسد؟ لا اعتقد انه بعد الحرب العالمية الثانية وجرائم التطهير العرقي في البلقان يوجد اي جهة اخرى غير النظام السوري تمارس مجازر مثل البوسنة والهرسك».
واعتبرت المعارضة السورية بسمة قضماني أيضاً أن الهجوم الكيماوي هو «نتيجة مباشرة» للتصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة، قائلة «إن هذا (الهجوم) نتيجة مباشرة للتصريحات الأميركية بأن الأسد لا يمثل أولوية ولمنحه الوقت والسماح له بالبقاء في السلطة».
إلى ذلك، وصف القيادي في جماعة «جيش إدلب الحر» المسلحة حسن حاج علي البيان الروسي بأنه «كذبة».
وقال لوكالة «رويترز» «الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة»، وان «المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقار عسكرية ولا أماكن تصنيع» تابعة للمعارضة. وشدد على أن «المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد».
وعلى الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية نفذت صباح أمس خمس ضربات على مناطق في مدينة خان شيخون «غداة يوم الثلاثاء الأسود»، على حد قوله.
«منظمة الصحة»: ظهور أعراض «غازات الأعصاب» على بعض الضحايا
جنيف، أنقرة - ا ف ب، رويترز، كونا - أعلنت منظمة الصحة العالمية في جنيف، أمس، أن بعض ضحايا الهجوم الذي يشتبه أنه كيماوي في سورية بدت عليهم أعراض فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب.
وأوضحت المنظمة الدولية ان الهجوم الذي أوقع نحو 100 قتيل من المدنيين أول من أمس في خان شيخون بمحافظة ادلب اشتمل على ما يبدو على أسلحة كيماوية، مشيرة إلى «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب سامة».
يشار إلى أن غاز السارين مركب يحتوي على الفسفور العضوي وهو غاز أعصاب، في حين أن غاز الخردل وغاز الكلور اللذين يعتقد أن النظام استخدمهما أيضاً في السابق ليسا كذلك.
وأضافت المنظمة، في بيانها، أنه من المرجح أن نوعا من المركبات الكيماوية استخدم في الهجوم، لأن الضحايا لم يصابوا بجروح خارجية ظاهرة ولقوا حتفهم جراء تلاحق سريع لأعراض مماثلة لأعراض غاز السارين تشمل ضيقاً حاداً في التنفس.
وأشارت إلى أن خبراءها في تركيا يقدمون الإرشاد للعاملين في القطاع الصحي في إدلب بشأن تشخيص وعلاج المرضى، كما أرسلت أدوية مثل أتروبين، وهو ترياق لحالات التعرض لمركبات كيماوية، بالإضافة لمنشطات لعلاج الأعراض.
بدوره، أكد وزير الصحة التركي رجب أكداغ وجود دلائل على استخدام الاسلحة الكيماوية في القصف على خان شيخون.
هذا هو طيار الأسد مُرتكب المجزرة!
دبي - «العربية» - أجمع ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، على أن الطيار التابع لجيش الأسد، الذي ارتكب مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، اول من امس، يدعى العقيد محمد يوسف حاصوري.
وأكد الناشطون أن العقيد حاصوري هو قائد سرب طائرات «سوخوي» بمطار الشعيرات، وأن لطائرته التي قصف فيها خان شيخون بصواريخ الكيماوي، رمزاً هو «قدس1».
ورغم أنه لم تتأكد هذه المعلومات، إلا أن صفحات ناشطين أبرزت معلومات إضافية عن العقيد قاصف إدلب بصواريخ الكيمياوي، وقالت إنه، أصلاً، من مدينة تلكلخ إلا أنه مقيم في محافظة حمص، مؤكدة أنه يقيم هناك في حي يدعى السكن الشبابي.
يشار إلى أن اسم الطيار، سبق وورد في لائحة اتهام سطّرها القاضي المنشق عن نظام الأسد، خالد شهاب الدين، حيث أورد اسمه ضمن لائحة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سورية، واضعاً بطاقة تعريف له بأنه «العقيد محمد الحاصوري من مدينة تلكلخ، وينحدر من طائفة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبأنه يتبع للسرب 685 سوخوي»، حسب ما ورد في لائحة الاتهام التي تعود إلى وقت سابق.
إيران تندد بأي «استخدام للكيماوي»
طهران - ا ف ب - أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أمس، أن بلاده «تدين بشدة أي استخدام للسلاح الكيماوي، أيا كان المنفذون او الضحايا».
وأكد قاسمي ضرورة «نزع الاسلحة الكيماوية من الجماعات المسلحة الإرهابية» في سورية، حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشار قاسمي الى «نقل وتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الجماعات الإرهابية في سورية» في الماضي.
وأضىاف ان إيران تعتقد أنه بعد «نزع السلاح الكيماوي من الحكومة السورية (...) فإن تجاهل الحاجة إلى نزع السلاح الكيماوي من الجماعات المسلحة الارهابية يسيء الى آلية نزع سلاح سورية».
ودعا إلى تجنب «اي دعاية او حكم متسرع وأي تهمة تصب في مصلحة (...) بعض الجهات» في النزاع السوري.
ما هو غاز السارين؟
دبي – «العربية» - اكتشف غاز السارين في ألمانيا العام 1938 وهو شديد السمية، لا رائحة ولا لون له.
يبدأ تأثير بخار غاز السارين في غضون ثوانٍ، فيما يستغرق تأثير السائل منه دقائق عدة.
عند شم الغاز أو ملامسته الجلد، وهو فسفوري عضوي، فإنه يعطل السائل العصبي بين الغدد والعضلات فتصبح في حالة تنبيه فوق العادة.
ويمكن للجرعة الخفيفة منه أن تؤدي إلى سيلان الأنف والدموع وصولاً إلى الهذيان والتعرق الزائد، وكذلك إلى الدوار والتقيؤ وصعوبة في التنفس.
أما الجرعة المميتة منه فهي نصف ملليغرام للشخص البالغ. وتتراوح مدة الأعراض بين دقيقة و10 دقائق، يتخللها فقدان الوعي والتشنج وشلل الجهاز التنفسي، وبالتالي الوفاة.
19 قتيلاً بينهم أطفال في غارات الغوطة
سقبا (سورية) - ا ف ب - قتل 19 مدنياً، بينهم ستة أطفال، في قصف جوي عنيف لقوات النظام استهدف لليوم الثاني على التوالي الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الانسان» «ان الغوطة الشرقية قرب دمشق تتعرض منذ الاثنين (الماضي) لقصف جوي ومدفعي عنيف لقوات النظام».
وأسفر القصف الجوي، أول من أمس، عن مقتل 19 مدنياً، هم 14 قتلوا في المنطقة الواقعة بين بلدتي سقبا وحمورية، فيما قتل مدنيان في مدينة دوما وثلاثة آخرون في بلدات حمورية وكفربطنا وجسرين.
ويأتي ذلك غداة مقتل 28 مدنيا في غارات جوية استهدفت مناطق عدة في الغوطة الشرقية بينهم 22 قتلوا في دوما وحدها.
وأصيب خلال اليومين الماضيين، حسب المرصد، 165 شخصاً بجروح.
وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» في سقبا متطوعين في الدفاع المدني وسكان يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى تدمر بشكل كامل.
واستبقت روسيا جلسة مجلس الأمن الطارئة التي عقدت مساء أمس، برفض مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ويدين الهجوم الكيماوي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ان «النص المطروح غير مقبول على الاطلاق»، مضيفة انه «يستبق نتائج التحقيق ويشير بشكل مباشر الى المذنبين»، واصفة إياه بأنه «مناهض لسورية» ومن شأنه تصعيد الوضع.
ونددت زاخاروفا بالمشروع بصفته محاولة «لتأجيج» الوضع السياسي في سورية، معلنة أن موسكو «لا ترى أي ضرورة محددة لتمرير المشروع في الوقت الحالي». وأشارت الى ان القرارات التي تم تبنيها سابقاً ستسمح بإجراء تحقيق.
وكانت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وزعت مسودة مشروع قرار الى مجلس الامن يطالب باجراء تحقيق سريع بعد ان اتهمت المعارضة السورية والعديد من الدول الغربية النظام السوري بالمسؤولية عن الهجوم الذي يشتبه انه كيماوي وأسفر عن مقتل نحو 100 شخص على الأقل بينهم الكثير من الأطفال.
ويطلب المشروع من دمشق أن يسلّم المحققون خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حينها. كما يهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من شرعة الامم المتحدة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موقف بلاده من رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يتغير.
بدوره، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف ان «روسيا وقواتها المسلحة تواصل عملياتها لدعم جهود مكافحة الارهاب التي يقوم بها الجيش السوري من أجل تحرير البلاد».
وأضاف ان «روسيا ستقدم بطريقة مفصلة المعطيات التي سبق وان ذكرتها وزارة الدفاع» الروسية.
وكان بيسكوف يشير إلى بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية صباح أمس، ذكرت فيه أن الغاز السام تسرب من مستودع أسلحة كيماوية تابع للمعارضة في خان شيخون بعدما قصفته الطائرات السورية.
وأضافت ان المستودع كان يحتوي على «مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة»، من غير أن توضح ما إذا كان طيران النظام استهدف المستودع بصورة متعمدة أو عرضية.
وأشارت الوزارة إلى أن «ترسانة الأسلحة الكيماوية» كانت موجهة الى مقاتلين في العراق، مؤكدة أن معلوماتها «موثوقة تماماً وموضوعية».
في المقابل، أكد مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أن الرواية الروسية غير معقولة، قائلاً «نرى أنها غير معقولة. لا نصدقها». واضاف في تصريحات لوكالة «رويترز» إن الولايات المتحدة ما زالت تعتقد أن نطام الأسد مسؤول عن الهجوم الكيماوي.
من جهته، اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب أن الهجوم الكيماوي هو أمر «مروع ورهيب». وقال في المكتب البيضوي حيث كان يستقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، مساء أمس، «إنه إهانة مروعة للانسانية».
ولدى سؤاله عن احتمال تغيير السياسة الاميركية في الملف السوري، اكتفى بالقول «سنرى».
بدوره، أكد وزير الدفاع الاميركي جيمس ماتيس أن الهجوم الكيماوي «كان عملاً شنيعاً وسيتم التعامل معه على هذا الاساس».
وكانت المعارضة السورية سبقت واشنطن في رفض رواية موسكو، حيث قال نائب رئيس الائتلاف السوري المعارض عبد الحكيم بشار، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «هناك من يدعي أن النظام السوري قصف مستودعا للأسلحة، وهذا كذب»، مطالباً بتطبيق الفصل السابع على النظام، وفرض حظر جوي في سورية لمنع الطيران من مواصلة استهداف المدنيين.
واعتبر أن التصريحات الأميركية الأخيرة «تعطي فسحة للنظام لارتكاب المزيد من الجرائم»، في إشارة إلى إعلان واشنطن أن إسقاط نظام الأسد لم يعد أولوية بالنسبة إليها، مضيفاً «حتى الآن هذه الإدارة (ترامب) لم تفعل شيئاً بل بقيت متفرجة».
وأكد أن «خطورة النظام على الشعب السوري اكبر من اي جهة اخرى مثل جبهة النصرة (التي تعرف الآن بجبهة تحرير الشام) و(داعش)».
واضاف «طالما هذا النظام موجود لا يمكن هزيمة الارهاب حتى لو تم القضاء على النصرة وداعش سيخلق النظام منظمات أخرى ليقول للعالم إما أنا وإما الإرهاب».
وجدد التأكيد على ان النظام مسؤول عن هجوم خان شيخون، متسائلاً «أي مجرم في هذا العصر يفوق إجراما عن الاسد؟ لا اعتقد انه بعد الحرب العالمية الثانية وجرائم التطهير العرقي في البلقان يوجد اي جهة اخرى غير النظام السوري تمارس مجازر مثل البوسنة والهرسك».
واعتبرت المعارضة السورية بسمة قضماني أيضاً أن الهجوم الكيماوي هو «نتيجة مباشرة» للتصريحات الأميركية في الآونة الأخيرة، قائلة «إن هذا (الهجوم) نتيجة مباشرة للتصريحات الأميركية بأن الأسد لا يمثل أولوية ولمنحه الوقت والسماح له بالبقاء في السلطة».
إلى ذلك، وصف القيادي في جماعة «جيش إدلب الحر» المسلحة حسن حاج علي البيان الروسي بأنه «كذبة».
وقال لوكالة «رويترز» «الكل شاهد الطيارة وهي تقصف بالغاز ونوع الطيارة»، وان «المدنيين الموجودين كلهم يعرفون أن المنطقة لا يوجد فيها مقار عسكرية ولا أماكن تصنيع» تابعة للمعارضة. وشدد على أن «المعارضة بمختلف فصائلها غير قادرة على صناعة هذه المواد».
وعلى الأرض، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية نفذت صباح أمس خمس ضربات على مناطق في مدينة خان شيخون «غداة يوم الثلاثاء الأسود»، على حد قوله.
«منظمة الصحة»: ظهور أعراض «غازات الأعصاب» على بعض الضحايا
جنيف، أنقرة - ا ف ب، رويترز، كونا - أعلنت منظمة الصحة العالمية في جنيف، أمس، أن بعض ضحايا الهجوم الذي يشتبه أنه كيماوي في سورية بدت عليهم أعراض فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب.
وأوضحت المنظمة الدولية ان الهجوم الذي أوقع نحو 100 قتيل من المدنيين أول من أمس في خان شيخون بمحافظة ادلب اشتمل على ما يبدو على أسلحة كيماوية، مشيرة إلى «مؤشرات تتناسب مع التعرض لمواد عضوية فوسفورية، وهي فئة من المواد الكيماوية تشمل غازات أعصاب سامة».
يشار إلى أن غاز السارين مركب يحتوي على الفسفور العضوي وهو غاز أعصاب، في حين أن غاز الخردل وغاز الكلور اللذين يعتقد أن النظام استخدمهما أيضاً في السابق ليسا كذلك.
وأضافت المنظمة، في بيانها، أنه من المرجح أن نوعا من المركبات الكيماوية استخدم في الهجوم، لأن الضحايا لم يصابوا بجروح خارجية ظاهرة ولقوا حتفهم جراء تلاحق سريع لأعراض مماثلة لأعراض غاز السارين تشمل ضيقاً حاداً في التنفس.
وأشارت إلى أن خبراءها في تركيا يقدمون الإرشاد للعاملين في القطاع الصحي في إدلب بشأن تشخيص وعلاج المرضى، كما أرسلت أدوية مثل أتروبين، وهو ترياق لحالات التعرض لمركبات كيماوية، بالإضافة لمنشطات لعلاج الأعراض.
بدوره، أكد وزير الصحة التركي رجب أكداغ وجود دلائل على استخدام الاسلحة الكيماوية في القصف على خان شيخون.
هذا هو طيار الأسد مُرتكب المجزرة!
دبي - «العربية» - أجمع ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، على أن الطيار التابع لجيش الأسد، الذي ارتكب مجزرة خان شيخون في ريف إدلب، اول من امس، يدعى العقيد محمد يوسف حاصوري.
وأكد الناشطون أن العقيد حاصوري هو قائد سرب طائرات «سوخوي» بمطار الشعيرات، وأن لطائرته التي قصف فيها خان شيخون بصواريخ الكيماوي، رمزاً هو «قدس1».
ورغم أنه لم تتأكد هذه المعلومات، إلا أن صفحات ناشطين أبرزت معلومات إضافية عن العقيد قاصف إدلب بصواريخ الكيمياوي، وقالت إنه، أصلاً، من مدينة تلكلخ إلا أنه مقيم في محافظة حمص، مؤكدة أنه يقيم هناك في حي يدعى السكن الشبابي.
يشار إلى أن اسم الطيار، سبق وورد في لائحة اتهام سطّرها القاضي المنشق عن نظام الأسد، خالد شهاب الدين، حيث أورد اسمه ضمن لائحة المتهمين بارتكاب جرائم حرب في سورية، واضعاً بطاقة تعريف له بأنه «العقيد محمد الحاصوري من مدينة تلكلخ، وينحدر من طائفة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وبأنه يتبع للسرب 685 سوخوي»، حسب ما ورد في لائحة الاتهام التي تعود إلى وقت سابق.
إيران تندد بأي «استخدام للكيماوي»
طهران - ا ف ب - أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أمس، أن بلاده «تدين بشدة أي استخدام للسلاح الكيماوي، أيا كان المنفذون او الضحايا».
وأكد قاسمي ضرورة «نزع الاسلحة الكيماوية من الجماعات المسلحة الإرهابية» في سورية، حيث تدعم إيران نظام الرئيس بشار الأسد.
وأشار قاسمي الى «نقل وتخزين واستخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الجماعات الإرهابية في سورية» في الماضي.
وأضىاف ان إيران تعتقد أنه بعد «نزع السلاح الكيماوي من الحكومة السورية (...) فإن تجاهل الحاجة إلى نزع السلاح الكيماوي من الجماعات المسلحة الارهابية يسيء الى آلية نزع سلاح سورية».
ودعا إلى تجنب «اي دعاية او حكم متسرع وأي تهمة تصب في مصلحة (...) بعض الجهات» في النزاع السوري.
ما هو غاز السارين؟
دبي – «العربية» - اكتشف غاز السارين في ألمانيا العام 1938 وهو شديد السمية، لا رائحة ولا لون له.
يبدأ تأثير بخار غاز السارين في غضون ثوانٍ، فيما يستغرق تأثير السائل منه دقائق عدة.
عند شم الغاز أو ملامسته الجلد، وهو فسفوري عضوي، فإنه يعطل السائل العصبي بين الغدد والعضلات فتصبح في حالة تنبيه فوق العادة.
ويمكن للجرعة الخفيفة منه أن تؤدي إلى سيلان الأنف والدموع وصولاً إلى الهذيان والتعرق الزائد، وكذلك إلى الدوار والتقيؤ وصعوبة في التنفس.
أما الجرعة المميتة منه فهي نصف ملليغرام للشخص البالغ. وتتراوح مدة الأعراض بين دقيقة و10 دقائق، يتخللها فقدان الوعي والتشنج وشلل الجهاز التنفسي، وبالتالي الوفاة.
19 قتيلاً بينهم أطفال في غارات الغوطة
سقبا (سورية) - ا ف ب - قتل 19 مدنياً، بينهم ستة أطفال، في قصف جوي عنيف لقوات النظام استهدف لليوم الثاني على التوالي الغوطة الشرقية قرب دمشق.
وأوضح «المرصد السوري لحقوق الانسان» «ان الغوطة الشرقية قرب دمشق تتعرض منذ الاثنين (الماضي) لقصف جوي ومدفعي عنيف لقوات النظام».
وأسفر القصف الجوي، أول من أمس، عن مقتل 19 مدنياً، هم 14 قتلوا في المنطقة الواقعة بين بلدتي سقبا وحمورية، فيما قتل مدنيان في مدينة دوما وثلاثة آخرون في بلدات حمورية وكفربطنا وجسرين.
ويأتي ذلك غداة مقتل 28 مدنيا في غارات جوية استهدفت مناطق عدة في الغوطة الشرقية بينهم 22 قتلوا في دوما وحدها.
وأصيب خلال اليومين الماضيين، حسب المرصد، 165 شخصاً بجروح.
وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس» في سقبا متطوعين في الدفاع المدني وسكان يبحثون عن ناجين تحت أنقاض مبنى تدمر بشكل كامل.