حوار / «سمو الأمير توَّج مسيرتي الإعلامية... وحواري معه أهم تقدير في حياتي»
يوسف الجاسم لـ «الراي»: الجهد الوطني غير وافٍ مع الشهداء... وسأُوثِّق بطولاتهم سينمائياً

يوسف الجاسم

... ومتحدثاً إلى الزميل فيصل التركي (تصوير طارق عزالدين)




شغفي بالقضايا التاريخية والثقافية عامة جعلني أختار «الموريسكيون»
حاولنا قدر المستطاع أن نقدم ملخصاً شاملاً ومختصراً في الفيلم من دون المط فيه
فاتني الشيء الكثير... وما زلت أتعلم من الجديد لدى الآخرين
الكثيرون يجهلون تاريخ وأمجاد العرب في بلاد الأندلس
ولدتُ في أسرة متلاحمة... ومستقر مع زوجتي وأولادي
حاولنا قدر المستطاع أن نقدم ملخصاً شاملاً ومختصراً في الفيلم من دون المط فيه
فاتني الشيء الكثير... وما زلت أتعلم من الجديد لدى الآخرين
الكثيرون يجهلون تاريخ وأمجاد العرب في بلاد الأندلس
ولدتُ في أسرة متلاحمة... ومستقر مع زوجتي وأولادي
«الجهد الوطني غير وافٍ مع شهداء الكويت الأبرار... وأنا أسعى إلى أن أوثِّق بطولاتهم على شاشة السينما»!
هذا ما أكده الإعلامي القدير يوسف الجاسم، كاشفاً عن أنه يفكر جدياً في تدوين الملاحم البطولية التي سطرها الشهداء إبان الاحتلال الغاشم، من خلال أحد الأعمال الوثائقية التي سيجتهد لصنعها لاحقاً.
الجاسم، كشف، في هذا الحوار الذي أجرته معه «الراي»، عن باكورة الإنتاج لشركة «ستة على ستة» التي يرأسها، بالتعاون مع شركة «بيكسل فريم» المصرية، وهو الفيلم الوثائقي «الموريسكيون»، الذي يروي حكاية «خروج العرب من بلاد الأندلس في القرن الخامس عشر، بعدما كانوا بناة للحضارة الإسلامية على شواطئ أوروبا، ليعودوا إلى الشواطئ ذاتها الآن لاجئين ومشردين»، معرباً عن أسفه لأن الكثيرين يجهلون تاريخ وأمجاد العرب في بلاد الأندلس في تلك الفترة... إلى جانب نقاط كثيرة أخرى تنقل بينها الإعلامي الكبير تأتي تفاصيلها في هذه السطور:
• في البداية، نود التعرف على تفاصيل الفيلم الوثائقي «الموريسكيون»، الذي أنتجته شركة «ستة على ستة» التي تترأسها، بالتعاون مع شركة «بيكسل فريم» المصرية؟
- يعتبر الفيلم أول إنتاج مشترك بين شركة «ستة على ستة» وشركة «بيكسل فريم» المصرية، حيث تولى الكاتب والسيناريست إيهاب فتحي مهمة كتابة القصة والسيناريو للفيلم، في حين أخرجه المخرج الشاب حسام الجوهري، ويروي حكاية خروج العرب من بلاد الأندلس في القرن الخامس عشر كبناة للحضارة الإسلامية على شواطئ أوروبا، حيث كانت تلك الفترة أشبه بإغلاق ستار حديدي بين العرب والقارة الأوروبية، ثم عودة العرب في الوقت الحالي إلى تلك الشواطئ لاجئين ومشردين وهاربين من جحيم الأوضاع في بلدانهم.
• لماذا وقع اختيارك على هذه القضية بالذات؟
- لأنني شغوف بالقضايا التاريخية والثقافية عامة، وهذا ما كنتُ أسعى حثيثاً إلى طرحه في برامجي التلفزيونية وعبر كتاباتي، لكي يتعرف الجيل الحالي على الحضارة الإسلامية، لأن الكثيرين منهم يجهلون تاريخ وأمجاد العرب في بلاد الأندلس. فالعرب ذهبوا إلى هناك فاتحين وقاموا ببناء حضارة على مدى أكثر من 800 عام، لكنهم طُردوا منها في العام 1492 وطُوردوا وقتذاك في محاكم التفتيش، والمقاربة التي دفعتني لاختيار هذا العمل هو عودة العرب مرة أخرى إلى شواطئ البحر المتوسط في أوروبا، لكنهم جاؤوا هذه المرة يطلبون اللجوء بعدما ابتلع البحر من فرّ منهم على قوارب الموت. كما أردنا من خلال هذا الفيلم أن نستكشف أحوال من تبقى من أحفاد المسلمين في إسبانيا، والتعرف على نظرة المجتمع الإسباني إليهم وكيفية التعامل معهم هناك في الوقت الحالي، لاسيما أننا وبعد البحث الدؤوب التقينا أحد المستشرقين المحدثين، وهو شاب إسباني من «الموريسكيين» مقيم في مصر منذ أكثر من 30 سنة يُدعى بيدرو، إذ يروي هذا الشاب في الفيلم حكاية «الموريسكيين» الذين عادوا من إسبانيا وعاشوا في مصر تحديداً، عطفاً على استضافة إحدى العائلات التي تروي هي الأخرى بعض الأحداث التي مر بها المسلمون في بلاد الأندلس.
• كم استغرقت فترة التحضير للفيلم؟
- منذ أكثر من عامين وأنا أشتغل على هذا الموضوع، ولكن استغرقت مدة التصنيع الفني للفيلم قرابة 7 أشهر، من تحرير نص وتصوير ومونتاج وغيرها من الأمور الفنية والتقنية، عطفاً على تصميم الموسيقى التصويرية، والترجمة إلى اللغة الإنكليزية.
• هل لديكم النية للمنافسة من خلال هذا العمل الوثائقي في مهرجانات عربية أو عالمية؟
- إلى الآن لا نزال في مرحلة الولادة الأولى، ومرحلة تسلُّم الفيلم. فبالرغم من أننا أنتجنا في السابق بعض البرامج التلفزيونية والأعمال الإنسانية على غرار «رحلة الأمل»، غير أن فيلم «الموريسكيون» يعد باكورة أعمالنا الوثائقية، حيث سنسعى أولاً إلى تسويقه في القنوات التلفزيونية، ثم سنفكر إذا ما كنا سنخوض من خلاله غمار المنافسة عبر المشاركة في أحد المهرجانات السينمائية المرموقة أم لا، ولكن لغاية الآن لا نستطيع التأكيد على شيء، ما لم تتضح الرؤية بصورة كاملة في الآتي من الأيام.
• بالرغم من غزارة الأحداث التي شهدها المسلمون في بلاد الأندلس، إلا أن مدة الفيلم لا تتجاوز 46 دقيقة فقط، فهل هي كافية لسرد أحداث بهذا الحجم؟
- حاولنا قدر المستطاع أن نقدم ملخصاً شاملاً ومختصراً في هذا العمل من دون المط فيه، لكي لا يشعر المشاهد بالملل، علماً بأن الفيلم قد يجزَّأ إلى جزأين أو أربعة أجزاء، وفقاً لشروط القناة التي ستتولى بثه.
• ما القضايا الأخرى التي تفكر في إنتاجها وصناعتها في الفترة المقبلة؟
- تشغلني بعض القضايا التاريخية التي تحتاج إلى التدوين في أعمال وثائقية، بعضها عالمي وبعضها الآخر مرتبط بالشأن المحلي، منها قضية شهداء الكويت، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن إبان الاحتلال، فلا يزال الجهد الوطني تجاه هؤلاء الأبطال غير وافٍ، كما أعمل على توثيق بعض الأمور في الوطن العربي في مجالي الثقافة والموسيقى وغيرهما.
• هل تحرص على وضع رؤيتك الخاصة في أعمالك الوثائقية؟
- إلى حد ما نعم، لكنها لا تنعكس بشكل مباشر على العمل، وإنما بحكم مهنتي في الإعلام والإعداد والكتابة أحاول الدخول في النص والحبكة الدرامية بطريقة غير مباشرة، ودخولي في النصوص يعكس رؤيتي. فعلى سبيل المثال، فالاسم الذي اختاره الكاتب إيهاب فتحي في البداية لفيلم «الموريسكيون» كان بعنوان «الأصل عربي»، لكنني اقترحت عليه تغيير الاسم إلى «الموريسكيون»، وهم العرب والمسلمون الذين بقوا في الأندلس بعد سقوط غرناطة.
• ما أهم المقابلات التلفزيونية التي أجريتها في مشوارك؟
- لا شك عندما شرُفتُ بمقابلة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على متن الطائرة في العام 2005، حيث كان سموه وقتذاك رئيساً لمجلس الوزراء. كما أن طبيعة الحوار ومادته والمكان الذي جرى فيه، كل ذلك كان مختلفاً ومميزاً، لاسيما أنه تناول الجانب الآخر من حياة سموه.
• هل سبق أن أجريت مقابلات أخرى مع بعض الزعماء؟
- لم أُجر مقابلات مع أي من الزعماء، لكنني أتوجه في الوقت الحالي لمقابلة كبار المسؤولين الخليجيين، ليس بغرض مقابلتهم فحسب، بل لكي أستقي من رؤاهم في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة، وما تشهده من غليان سياسي خطير.
• هل لك أن تحدثنا قليلاً عن «رحلة الأمل»، لأنك الرئيس التنفيذي في مجلس الأمناء لهذه الرحلة؟
- هي رحلة أسطورية رعاها وتبناها أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد، ولاقت الدعم من الهيئات الحكومية والأهلية، حيث انطلقت في شهر أغسطس في العام 2014 عبر ضفاف الخليج العربي، بقارب خاص. واستغرقت الرحلة 210 أيام، مررنا خلالها بـ 20 دولة و44 ميناء، حاملين رسالة محبة وإخاء، وناقلين شكر بلادنا وأبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنية، الذين استفادوا من برامج الأولمبياد الخاص، والتي انعكست بصورة إيجابية على تطوير القدرات الذهنية والبدنية والنفسية لأبنائنا.
• لا يخفى أن لديك حساً إنسانياً كبيراً ومرهفاً، فمن أين لك هذا؟
- أنا، الحمد لله، نشأتُ في كنف أسرة متلاحمة، وعشتُ في بيت مستقر مع زوجتي وأولادي، فليست لديّ خصومة أو ضغينة مع أحد على الإطلاق. كما أن الجانب الإنساني هو فطرة مزروعة في النفس البشرية، ومن تخلَّ عن إنسانيته وقيمه ومبادئه، لا يمكن أن يكون إنساناً ناجحاً في عمله.
• من الأشخاص الذين تركوا أثراً كبيراً في وجدانك؟
- هناك الكثير من الأصدقاء ورفقاء الدرب، الذين تأثرت بهم من الناحية الفكرية، منهم الدكتور أحمد الربعي (رحمه الله)، إلى جانب عميد الإعلام محمد السنعوسي الذي أعتبره قدوتي في هذا المجال، وغيرهما الكثير.
• هل وصل يوسف الجاسم إلى قمة الهرم في العمل الإعلامي؟
- أشعر بأنه فاتني الشيء الكثير، فما زلتُ أتعلم الجديد من الآخرين، ومن يقل إنه وصل إلى القمة في أي موقع كان فسوف يظلم نفسه بكل تأكيد.
• ولكنك في نهاية الأمر حظيت بالكثير من التكريم وشهادات التقدير... أليس كذلك؟
- أعتبر أن حواري مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو تاج مسيرتي الإعلامية، وهو أكبر تقدير أحصل عليه في حياتي، كما لا أغفل عن حب الناس الذي يغمرني بالسعادة، سواء داخل الكويت أو خارجها.
هذا ما أكده الإعلامي القدير يوسف الجاسم، كاشفاً عن أنه يفكر جدياً في تدوين الملاحم البطولية التي سطرها الشهداء إبان الاحتلال الغاشم، من خلال أحد الأعمال الوثائقية التي سيجتهد لصنعها لاحقاً.
الجاسم، كشف، في هذا الحوار الذي أجرته معه «الراي»، عن باكورة الإنتاج لشركة «ستة على ستة» التي يرأسها، بالتعاون مع شركة «بيكسل فريم» المصرية، وهو الفيلم الوثائقي «الموريسكيون»، الذي يروي حكاية «خروج العرب من بلاد الأندلس في القرن الخامس عشر، بعدما كانوا بناة للحضارة الإسلامية على شواطئ أوروبا، ليعودوا إلى الشواطئ ذاتها الآن لاجئين ومشردين»، معرباً عن أسفه لأن الكثيرين يجهلون تاريخ وأمجاد العرب في بلاد الأندلس في تلك الفترة... إلى جانب نقاط كثيرة أخرى تنقل بينها الإعلامي الكبير تأتي تفاصيلها في هذه السطور:
• في البداية، نود التعرف على تفاصيل الفيلم الوثائقي «الموريسكيون»، الذي أنتجته شركة «ستة على ستة» التي تترأسها، بالتعاون مع شركة «بيكسل فريم» المصرية؟
- يعتبر الفيلم أول إنتاج مشترك بين شركة «ستة على ستة» وشركة «بيكسل فريم» المصرية، حيث تولى الكاتب والسيناريست إيهاب فتحي مهمة كتابة القصة والسيناريو للفيلم، في حين أخرجه المخرج الشاب حسام الجوهري، ويروي حكاية خروج العرب من بلاد الأندلس في القرن الخامس عشر كبناة للحضارة الإسلامية على شواطئ أوروبا، حيث كانت تلك الفترة أشبه بإغلاق ستار حديدي بين العرب والقارة الأوروبية، ثم عودة العرب في الوقت الحالي إلى تلك الشواطئ لاجئين ومشردين وهاربين من جحيم الأوضاع في بلدانهم.
• لماذا وقع اختيارك على هذه القضية بالذات؟
- لأنني شغوف بالقضايا التاريخية والثقافية عامة، وهذا ما كنتُ أسعى حثيثاً إلى طرحه في برامجي التلفزيونية وعبر كتاباتي، لكي يتعرف الجيل الحالي على الحضارة الإسلامية، لأن الكثيرين منهم يجهلون تاريخ وأمجاد العرب في بلاد الأندلس. فالعرب ذهبوا إلى هناك فاتحين وقاموا ببناء حضارة على مدى أكثر من 800 عام، لكنهم طُردوا منها في العام 1492 وطُوردوا وقتذاك في محاكم التفتيش، والمقاربة التي دفعتني لاختيار هذا العمل هو عودة العرب مرة أخرى إلى شواطئ البحر المتوسط في أوروبا، لكنهم جاؤوا هذه المرة يطلبون اللجوء بعدما ابتلع البحر من فرّ منهم على قوارب الموت. كما أردنا من خلال هذا الفيلم أن نستكشف أحوال من تبقى من أحفاد المسلمين في إسبانيا، والتعرف على نظرة المجتمع الإسباني إليهم وكيفية التعامل معهم هناك في الوقت الحالي، لاسيما أننا وبعد البحث الدؤوب التقينا أحد المستشرقين المحدثين، وهو شاب إسباني من «الموريسكيين» مقيم في مصر منذ أكثر من 30 سنة يُدعى بيدرو، إذ يروي هذا الشاب في الفيلم حكاية «الموريسكيين» الذين عادوا من إسبانيا وعاشوا في مصر تحديداً، عطفاً على استضافة إحدى العائلات التي تروي هي الأخرى بعض الأحداث التي مر بها المسلمون في بلاد الأندلس.
• كم استغرقت فترة التحضير للفيلم؟
- منذ أكثر من عامين وأنا أشتغل على هذا الموضوع، ولكن استغرقت مدة التصنيع الفني للفيلم قرابة 7 أشهر، من تحرير نص وتصوير ومونتاج وغيرها من الأمور الفنية والتقنية، عطفاً على تصميم الموسيقى التصويرية، والترجمة إلى اللغة الإنكليزية.
• هل لديكم النية للمنافسة من خلال هذا العمل الوثائقي في مهرجانات عربية أو عالمية؟
- إلى الآن لا نزال في مرحلة الولادة الأولى، ومرحلة تسلُّم الفيلم. فبالرغم من أننا أنتجنا في السابق بعض البرامج التلفزيونية والأعمال الإنسانية على غرار «رحلة الأمل»، غير أن فيلم «الموريسكيون» يعد باكورة أعمالنا الوثائقية، حيث سنسعى أولاً إلى تسويقه في القنوات التلفزيونية، ثم سنفكر إذا ما كنا سنخوض من خلاله غمار المنافسة عبر المشاركة في أحد المهرجانات السينمائية المرموقة أم لا، ولكن لغاية الآن لا نستطيع التأكيد على شيء، ما لم تتضح الرؤية بصورة كاملة في الآتي من الأيام.
• بالرغم من غزارة الأحداث التي شهدها المسلمون في بلاد الأندلس، إلا أن مدة الفيلم لا تتجاوز 46 دقيقة فقط، فهل هي كافية لسرد أحداث بهذا الحجم؟
- حاولنا قدر المستطاع أن نقدم ملخصاً شاملاً ومختصراً في هذا العمل من دون المط فيه، لكي لا يشعر المشاهد بالملل، علماً بأن الفيلم قد يجزَّأ إلى جزأين أو أربعة أجزاء، وفقاً لشروط القناة التي ستتولى بثه.
• ما القضايا الأخرى التي تفكر في إنتاجها وصناعتها في الفترة المقبلة؟
- تشغلني بعض القضايا التاريخية التي تحتاج إلى التدوين في أعمال وثائقية، بعضها عالمي وبعضها الآخر مرتبط بالشأن المحلي، منها قضية شهداء الكويت، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن إبان الاحتلال، فلا يزال الجهد الوطني تجاه هؤلاء الأبطال غير وافٍ، كما أعمل على توثيق بعض الأمور في الوطن العربي في مجالي الثقافة والموسيقى وغيرهما.
• هل تحرص على وضع رؤيتك الخاصة في أعمالك الوثائقية؟
- إلى حد ما نعم، لكنها لا تنعكس بشكل مباشر على العمل، وإنما بحكم مهنتي في الإعلام والإعداد والكتابة أحاول الدخول في النص والحبكة الدرامية بطريقة غير مباشرة، ودخولي في النصوص يعكس رؤيتي. فعلى سبيل المثال، فالاسم الذي اختاره الكاتب إيهاب فتحي في البداية لفيلم «الموريسكيون» كان بعنوان «الأصل عربي»، لكنني اقترحت عليه تغيير الاسم إلى «الموريسكيون»، وهم العرب والمسلمون الذين بقوا في الأندلس بعد سقوط غرناطة.
• ما أهم المقابلات التلفزيونية التي أجريتها في مشوارك؟
- لا شك عندما شرُفتُ بمقابلة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على متن الطائرة في العام 2005، حيث كان سموه وقتذاك رئيساً لمجلس الوزراء. كما أن طبيعة الحوار ومادته والمكان الذي جرى فيه، كل ذلك كان مختلفاً ومميزاً، لاسيما أنه تناول الجانب الآخر من حياة سموه.
• هل سبق أن أجريت مقابلات أخرى مع بعض الزعماء؟
- لم أُجر مقابلات مع أي من الزعماء، لكنني أتوجه في الوقت الحالي لمقابلة كبار المسؤولين الخليجيين، ليس بغرض مقابلتهم فحسب، بل لكي أستقي من رؤاهم في هذه المرحلة التي تمر بها المنطقة، وما تشهده من غليان سياسي خطير.
• هل لك أن تحدثنا قليلاً عن «رحلة الأمل»، لأنك الرئيس التنفيذي في مجلس الأمناء لهذه الرحلة؟
- هي رحلة أسطورية رعاها وتبناها أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد، ولاقت الدعم من الهيئات الحكومية والأهلية، حيث انطلقت في شهر أغسطس في العام 2014 عبر ضفاف الخليج العربي، بقارب خاص. واستغرقت الرحلة 210 أيام، مررنا خلالها بـ 20 دولة و44 ميناء، حاملين رسالة محبة وإخاء، وناقلين شكر بلادنا وأبنائنا من ذوي الإعاقة الذهنية، الذين استفادوا من برامج الأولمبياد الخاص، والتي انعكست بصورة إيجابية على تطوير القدرات الذهنية والبدنية والنفسية لأبنائنا.
• لا يخفى أن لديك حساً إنسانياً كبيراً ومرهفاً، فمن أين لك هذا؟
- أنا، الحمد لله، نشأتُ في كنف أسرة متلاحمة، وعشتُ في بيت مستقر مع زوجتي وأولادي، فليست لديّ خصومة أو ضغينة مع أحد على الإطلاق. كما أن الجانب الإنساني هو فطرة مزروعة في النفس البشرية، ومن تخلَّ عن إنسانيته وقيمه ومبادئه، لا يمكن أن يكون إنساناً ناجحاً في عمله.
• من الأشخاص الذين تركوا أثراً كبيراً في وجدانك؟
- هناك الكثير من الأصدقاء ورفقاء الدرب، الذين تأثرت بهم من الناحية الفكرية، منهم الدكتور أحمد الربعي (رحمه الله)، إلى جانب عميد الإعلام محمد السنعوسي الذي أعتبره قدوتي في هذا المجال، وغيرهما الكثير.
• هل وصل يوسف الجاسم إلى قمة الهرم في العمل الإعلامي؟
- أشعر بأنه فاتني الشيء الكثير، فما زلتُ أتعلم الجديد من الآخرين، ومن يقل إنه وصل إلى القمة في أي موقع كان فسوف يظلم نفسه بكل تأكيد.
• ولكنك في نهاية الأمر حظيت بالكثير من التكريم وشهادات التقدير... أليس كذلك؟
- أعتبر أن حواري مع سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد هو تاج مسيرتي الإعلامية، وهو أكبر تقدير أحصل عليه في حياتي، كما لا أغفل عن حب الناس الذي يغمرني بالسعادة، سواء داخل الكويت أو خارجها.