«أميرة أسلمت».. تشعل «الأقصر»

تصغير
تكبير
أشعلت تدوينة لشاب من قرية المهيدات التابعة للعديسات قبلي في الأقصر يدعى إبراهيم محمد عمر طالب فيها بإنقاذ فتاة قبطية تدعى أميرة جرجس من التعذيب على يد أهلها بعد اعتناقها الإسلام، إذ وبعد ساعات قليلة من التدوينة كان عدد كبير من الشباب يتجمهر ويتظاهر أمام منازل أهل الفتاة مطالبين بتسليمها لهم.

أهل الفتاة التزموا منازلهم ولم يخرجوا منها، لذا ألقى عليهم المتظاهرون الحجارة، وبعدها وصلت قوات الأمن لتفريقهم فنشبت اشتباكات بين المحتشدين وقوات الأمن، أسفرت عن إصابة العشرات بينهم 11 مجندا وضابط واحد، وتم القبض على 27 شخصا من المتورطين في الأحداث، وأمرت النيابة المصرية بحبس 11 منهم، بينهم الشاب صاحب التدوينة.


جرجس خليل والد الفتاة أكد لـ«العربية.نت» أن ابنته لم تعتنق الإسلام ولم تقم الأسرة بتعذيبها كما تردد، مؤكدا أنها متواجدة في القاهرة لتكريمها باعتبارها من المتفوقات دراسيا وليست مختفية وتقيم عند أقارب لها في القاهرة.

أميرة طالبة في الثانوية العامة مدرسة عبد المنعم العديسي من مواليد يناير 1999 من عائلة بسيطة من قرية المهيدات العديسات التي تتبع محافظة الأقصر، متفوقة دراسيا، وأعجب بها أحد الشباب ويدعى إبراهيم، وهو الذي حاول الارتباط بها، وادعى اعتناقها الإسلام لكي يجبر أهلها على تزويجها له.

الخميس الماضي وبعد عشرة أيام من عدم حضورها المدرسة نتيجة لوجودها في القاهرة للتكريم، ادعى الشاب أنها أسلمت، وأن أهلها أخفوها أو قتلوها، وأثار الشباب في القرية عبر تدوينة له على فيسبوك، ومن هنا بدأت الأمور في الاشتعال وحصار منازل أقارب الفتاة، وطالب المتجمهرون أهل الفتاة بتسليمها لهم والحصول على اعتراف منها بأنها لم تعتنق الإسلام، لكن الأسرة أكدت أن الفتاة غير موجودة، ما زاد الأمر اشتعالا وجعل المحتجين يعتقدون بصدق رواية الشاب إبراهيم.

وفي اليوم التالي وهو يوم الجمعة وعقب الانتهاء من الصلاة حدثت مواجهات عنيفة بين الأمن ومن يريدون اقتحام منازل الأقباط للحصول على الفتاة على الرغم من عدم تواجدها، وانتهت المواجهات بإصابة العشرات والقبض على المتورطين ومنهم الشاب إبراهيم.

على صعيد آخر، تقدمت النائبة مارجريت عازر، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب ببيان عاجل للمهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في شأن الواقعة، مؤكدة في بيانها أنها تتابع الواقعة منذ بدايتها، وأن الفتاة صاحبة الواقعة هي أميرة جرجس قاصر وفي المرحلة الثانوية ولا يجوز زواجها أو إشهار إسلامها، ولم تعتنق الإسلام أو تتزوج حسب ما أشيع من شاب مسلم عاطل يدعى إبراهيم محمد".

وذكرت في البيان أنه بناء على تهديدات وصلت إلى أسرة الفتاة بقتل والدها في حالة رفضها الزواج، ومنعاً للمشكلات خرج بها والداها من القرية.

وقالت عازر إن هناك من استغل الواقعة ويعبث بأيادٍ خفية لبث الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط داخل القرية واندلاع أعمال عنف وتحريض ما زالت مستمرة من المتشددين بالقرية ومن القرى المجاورة.

وطالبت النائبة الحكومة بمواجهة هذه الأزمة بكل حسم ضد من يشعل الفتنة بين المسلمين والأقباط، وسن تشريع لرفع سن الزواج، وعودة جلسات النصح والإرشاد الخاصة بالمعتقدات الدينية، ووجود ردع أمني حتى لا يحدث أي نوع من الفتن الطائفية مرة أخرى.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي