انطلاق المحادثات على وقع معارك دمشق وحماة

«تفاوض بالنار» في «جنيف 5»

u0645u0642u0627u062au0644u0648u0646 u0645u0646 u00abu0647u064au0626u0629 u062au062du0631u064au0631 u0627u0644u0634u0627u0645u00bb u0641u064a u0631u064au0641 u062du0645u0627u0629  (u0627 u0641 u0628)
مقاتلون من «هيئة تحرير الشام» في ريف حماة (ا ف ب)
تصغير
تكبير
الأمم المتحدة: 300 ألف مهددون بالمجاعة بسبب القتال حول دمشق

المعارضة تواصل تقدمها في ريف حماة وتسيطر على 40 موقعاً للنظام
عواصم - وكالات - بتوقعات منخفضة وسط أجواء تشاؤمية، انطلقت محادثات «جنيف 5»، بين النظام السوري والمعارضة، رسمياً أمس، برعاية الأمم المتحدة، للتفاوض بناء على جدول الأعمال الذي تم التوصل إليه في «جنيف 4» مطلع الشهر الجاري، على وقع استمرار المعارك العنيفة في دمشق وحماة.

وأفاد مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات انطلقت بلقاءات بين نائب المبعوث الدولي الخاص إلى سورية رمزي عز الدين والوفود المشاركة في الجولة الجديدة في مقار إقامتهم.


ومن المقرر أن يلتقي وفدا النظام والمعارضة بصورة منفصلة مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا اليوم في مقر الأمم المتحدة، بعد عودته من جولة اقليمية.

وانتهت جولة المفاوضات الاخيرة في الثالث من الشهر الجاري بإعلان دي ميستورا الاتفاق، للمرة الأولى، على جدول أعمال «طموح» من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها «في شكل متواز»، هي الحكم والدستور والانتخابات و«مكافحة الارهاب».

وقال الناطق باسم وفد الهيئة العليا السورية للمفاوضات سالم المسلط، أنهم كوفد للمعارضة يصرون على عقد مفاوضات مباشرة مع النظام توفيراً للوقت، وأنهم حضروا للمشاركة بكل جدية في المحادثات.

وأكد عضو الوفد الاستشاري المواكب للهيئة العليا يحيى العريضي «الاصرار على أولوية الانتقال السياسي»، موضحاً في الوقت ذاته «نحن ملتزمون ببحث السلال الاربع، لكن مسألة محاربة الارهاب متعلقة بالانتقال السياسي».

وتختلف الجولة الجديدة من المفاوضات عن سابقاتها، بأنها تعقد في ظل تقدّم المعارضة ميدانياً في ريفي حماة ودمشق، على عكس الجولات الماضية التي كان فيها النظام متقدماً على الأرض.

ويرى النظام في التصعيد الميداني محاولة لـ«تقويض» مساعي الحل السياسي، فيما تضع المعارضة ما يجري على الارض في إطار «الدفاع عن النفس» تجاه «استمرار النظام في خرق وقف اطلاق النار واستراتيجية التجويع او التركيع»، ومن جانب آخر، «هي رسالة للنظام بأنه لن يستقر وان ادعاءه بأن الامور انتهت وهم».

وأكد الباحث في «مركز كارنيغي للشرق الأوسط» يزيد صايغ، أن المعارك مجرد شكل من «التفاوض بالنار» في وقت يسعى فيه النظام إلى إخضاع المعارضة عبر ما يسمى باتفاقات «المصالحة».

وأضاف: «ربما تكون أيضاً وسيلة لدعم هامش المناورة لدى المعارضة في ظل الديبلوماسية المعقدة المحيطة بمحادثات جنيف»، لافتا في الوقت ذاته إلى «افتقار الفصائل للقدرة على مواصلة الهجوم في دمشق وتحقيق مكاسب إستراتيجية».

واعتبر أن «مفاوضات جنيف أشبه ببديل في الوقت الضائع».

في غضون ذلك، كشف مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يان إيغلاند، أمس، أن القتال حول دمشق منع وصول المساعدات الإنسانية إلى نحو 300 ألف شخص.

وقال بعد ترؤسه الاجتماع الأسبوعي في شأن المساعدات الإنسانية لسورية في جنيف، «هم (المحاصرون) يعتمدون كلياً على إمداداتنا. وستصبح المجاعة وشيكة إذا لم نتمكن من الدخول خلال الأسابيع المقبلة».

وعلى الأرض، تصاعدت الاشتباكات، أمس، حول المنطقة الصناعية في جوبر، على مشارف شرق العاصمة، فيما كثف النظام قصفه الجوي والمدفعي على مواقع المعارضة.

وعلى جبهة حماة، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فصائل المعارضة أحرزت تقدماً ضد قوات النظام، في إطار الهجوم الواسع الذي بدأته الثلاثاء الماضي.

وأوضح أن المعارضة المسلحة (التي تضم «هيئة تحرير الشام» وفصائل من «الجيش الحر») استولت، منذ بداية الهجوم، على نحو 40 موقعاً من الجيش، منها ما لا يقل عن 11 قرية وبلدة شمال حماة، وباتت على بعد أربعة كيلومترات من مدينة حماة، مركز المحافظة، من الجهة الشمالية الشرقية.

ويأتي تقدم الفصائل، وفق «المرصد»، رغم التعزيزات العسكرية التي استقدمتها قوات النظام في المنطقة لصد الهجوم الذي لجأت فيه «هيئة تحرير الشام» إلى تفجير عربات مفخخة.

وأفاد المسؤول في جماعة «جيش النصر» التي تقاتل قرب حماة، سامر عليوي، أن الهجوم يهدف إلى تخفيف الضغط على المعارضة في أماكن أخرى، وإلى منع الطائرات الحربية من استخدام قاعدة جوية قريبة.

وأضاف عليوي: «بعد فشل المؤتمرات السياسية، فإن الحل والعمل العسكري ضرورة ملحة».

ولمحافظة حماة أهمية كبيرة، خصوصا أنها محاذية لخمس محافظات أخرى، وهي تفصل بين محافظة ادلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام»، ومناطق سيطرة قوات النظام في غرب البلاد.

وفرّ من المعارك الدائرة في حماة خلال الـ24 ساعة الماضية عشرة آلاف شخص على الاقل، وفق منظمة «انقذوا الاطفال» (سايف ذي شيلدرن).
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي