المعارضة نجحت في هجومها الجديد بتجاوز «كراجات العباسيين» إلى مناطق أكثر عمقاً

معارك «كر وفر» على تخوم دمشق الشرقية

تصغير
تكبير
«فيلق الرحمن» نشر فيديو تم تصويره عبر طائرة استطلاع من دون طيار
بعد ليلة شعر فيها الدمشقيون بشيء من الراحة على خلفية استعادة الجيش السوري السيطرة على نقاط كان خسرها الأحد الماضي على تخوم العاصمة الشرقية الشمالية، نجحت فصائل المعارضة المسلحة، خصوصاً «فيلق الرحمن» و«هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة سابقا)، في استعادة المبادرة، فجر أمس، مع إطلاق المرحلة الثانية من «معركة يا عباد الله اثبتوا».

وتمكن مقاتلو المعارضة من تحقيق تقدم ربما يكون أكبر من التقدم الذي حققوه في هجومهم الأول، لكن الجيش السوري، بمؤازرة سلاحي الطيران والدبابات، عاد وسيطر على الأوضاع مع ساعات الظهيرة.


شهود عيان يقيمون في الأحياء التي تدور حولها المعارك، سيما في محيط «كراجات العباسيين»، أكدوا لـ«الراي» أن معارك الأمس يصح تسميتها بمعارك «الكر والفر»، وهي ربما كانت أشد وأخطر من معارك الأحد الماضي، وأصوات تبادل إطلاق الرصاص كانت أقرب وضمن الأبنية.

يشار إلى أن «كراجات العباسيين» هي عبارة عن موقف للسيارات والحافلات على أطراف الحي الواقع في وسط دمشق، ويحاذيه حي جوبر من جهة الشرق.

وحسب روايات الشهود، فإن مقاتلي المعارضة عادوا وكرروا ذات السيناريو الذي لجأوا إليه في هجومهم الأول، حيث دوى انفجار كبير نحو الخامسة من فجر أمس، وكان بسيارة مفخخة ضربت إحدى نقاط الجيش المتقدمة، ومن ثم بدأ الهجوم.

ونحو الثامنة صباحا كان عناصر المعارضة قد دخلوا هذه المرة «كراجات العباسيين» وربما أيضاً تجاوزوها لمناطق أكثر عمقاً، وهو ما لم يستطيعوا القيام به أول مرة، فيما اختفت عناصر الجيش السوري الذين كانوا بين أبنية شارع فارس الخوري.

وقالت مصادر «الراي»، التي فضلت عدم ذكر اسمها، «قبل ذلك كانت دبابات الجيش تتحرك على الطريق من مساكن برزة باتجاه فارس الخوري وتطلق قذائفها نحو منقطة المعامل ومجمع شركة كهرباء الريف ومبنى كراش، ثم تراجعت هذه الدبابات لينفذ سلاح الجو غارتين، هدأت المعارك بعدها لدقائق لكنها سرعان ما عادت بزخم أكبر، حتى ساعات الظهيرة حين انقلبت الموازين مرة أخرى وعادت دبابات وعناصر الجيش السوري لمواقعها مع تراجع عناصر المعارضة المسلحة، تزامناً مع نشاط أكثر زخماً لغارات سلاح الطيران».

وعلى «الساحة الإعلامية» لم تكن المواجهات أقل ضراوة، إذ نشر «فيلق الرحمن» مقطعي فيديو، الأول تم تصويره عبر طائرة استطلاع من دون طيار، في تطور يظهر مدى التقنية التي تستخدمها المعارضة في معاركها، وأظهرت سحب الدخان المتصاعد من مناطق الاشتباك في محيط كراجات العباسيين وعقدة الطرق القريبة منها على مدخل العاصمة الشمالي الشرقي، وأجزاء من حي القابون وبداية شارع فارس الخوري، وبدت جميع خاوية تماماً من أي حركة.

أما الفيديو الثاني لـ«فيلق الرحمن» فكان من داخل «كراجات العباسيين» ويظهر عناصر الفيلق وهم يركضون وحولهم عدد من الحافلات المحترقة باتجاه بداية شارع فارس الخوري.

وعلى المقلب الآخر، قطعت قناتا «الفضائية السورية» و«الأخبارية السورية» الرسميتان بثهما العادي وراحت تنقل على الهواء مباشرة لقاءات وبرامج سياسية على خلفية صور من ساحة العباسيين باتجاه شارع فارس الخوري الذي كانت المعارضة قد أعلنت السيطرة عليه، بما ينفي هذا الخبر ويؤكد تواصل الحركة وإن بشكل خجول في ساحة العباسيين، وانقطاعه فقط في شارع فارس الخوري.

ونقلت وكالة «سانا» الرسمية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن «مجموعات الاقتحام وبإسناد من مختلف الوسائط النارية واصلت سحق من تبقى من المجموعات الإرهابية التي تسللت إلى محيط معمل الغزل شمال جوبر وألقت القبض على عدد من الإرهابيين».

وكان مصدر آخر ذكر في وقت سابق أنه «تم تضييق الخناق على إرهابيي جبهة النصرة الذين تسللوا صباحاً إلى محيط منطقة المغازل شمال جوبر على الأطراف الشرقية لمدينة دمشق».

وذكرت «سانا» أن «المجموعات الإرهابية أطلقت قذائف صاروخية على منطقة مساكن برزة وحي الشاغور ما تسبب بإصابة 15 شخصا بجروح متفاوتة».

وحسب مصادر «الراي» فإن معظم الأحياء السكنية القريبة من منطقة الاشتباكات تعيش حالة من الترقب والخوف والحركة فيها قليلة، ويمتد هذا الوضع لأحياء مساكن برزة والعدوي والتجارة وفارس الخوري ومحيط العباسيين وحتى الزبلطاني وباب توما، مع الإشارة إلى أن معظم هذه الأحياء هي منطقة إقامة المسيحيين التاريخية في العاصمة السورية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي