خبر سوء الهضم... مشكلة تطارد الجميع من «المهد إلى اللحد»، قد نشر في «الراي» عدد السبت الماضي، وأوجد انعكاساً له على الأخبار المنشورة في العدد نفسه، وهي:
ـ ملف الجناسي المسحوبة يتضخم.
ـ الحكومة تتحفظ على تعديلات «مكافحة الفساد».
ـ دائرة تأييد (البلسوت الأزرق) تتسع... ليس هناك مهنة وضيعة!
ـ الوزير العزب: «لن نترك لأي مطلوب البقاء في بريطانيا».
ـ جهاز حماية المنافسة يحقق مع عدد من مستوردي الأغنام.
ـ عمر الطبطبائي أمطر «الشوون» بأسئلة حول «ذوي الإعاقة».
ـ عادت الحياة إلى المباركية!
أعتقد أن سوء الهضم ليس مقصورا على الجسد... فما يدور ويثار ويقال و«يشوه تويتريا» هو الذي يحتاج إلى «هضم». فمن صلاح العقول نستطيع أن نصلح «البطون»!
إنه سوء الهضم الاجتماعي الذي نبحث عنه. فالبعض عندما يتحدث عن موضوع غير مقنع تجد المستمع أو القارئ يرد كتعليق بينه وبين نفسه «لا كلش صعب ينهضم»، في إشارة إلى عدم تقبل الفرد لما قيل أو نشر.
يعني عندما نقرأ خبر «لن نترك لأي مطلوب البقاء في بريطانيا»، فالجميع يتساءل عن المطلوبين هنا في الكويت، أين هم عن المساءلة وتنفيذ العقوبة؟ وعندما نقرأ اقتراح النائب صفاء الهاشم حول وظيفة «سباك» لكويتي، وأسئلة عن «ذوي الإعاقة»? وتكتيكات «مستوردي الأغنام»? وعودة الحياة إلى المباركية، نشعر بأن «هضم» المواضيع قد شابه ما شابه.
ولن أتحدث عن ملف الجناسي المسحوبة الذي تضخم... فالملف بحاجة لعلاج بـ «الخلايا الجذعية» كي نفهم جوانبه وترك الخوض فيه أفضل.
الشاهد أننا في السنوات العشر الماضية عايشت الكويت، سوء هضم اجتماعياً لم يسبق له مثيل منذ تاريخ استقلال الكويت باستثناء تراكمات عام 1986 وما بعد التحرير. لكن وضع العشر سنوات الأخيرة نسبة وتناسبا جاء فيه معدل حالات سوء الهضم الاجتماعي للقضايا المحلية كبير جدا، ولهذا السبب أخذت الأخبار أعلاه كنموذج ليوم واحد، وقس عليها أخبار أيام السنوات العشر الأخيرة وما ستخرج لنا من أخبار في الأيام القادمة.
هذا لا يعني أن العلاج غير موجود لحالات سوء الهضم، لكن قد يكون تحفظ الحكومة على «مكافحة الفساد» أحد العوائق التي حالت بيننا وبين الطرق العلاجية المثالية، هذا في حال أن مكافحة الفساد قد خرجت بتعديلات احترافية نزيهة.
وللتدليل، فقد جاء في مداخلة النائب عمر الطبطبائي خلال جلسة مجلس الأمة (الراي 8 مارس 2017): «كل اثنين فيهم عنده أجندة... وكثير من النواب لهم سعر»، وهو ما يعني أن الأولويات تحتاج إلى حسن هضم بين النواب أنفسهم.
والسؤال هنا: ما هو العلاج... ومتى يبدأ؟
العلاج في تطبيق القانون وتنفيذ المشاريع وتحسين التعليم وترك مهنته هو والصحة لمن يتصف بالجدارة واجتماعيا تبدأ من اختيار نواب على قدر من المسؤولية و«بسعر» اجتماعي يعتمد على الكفاءة والنزاهة.
أما التوقيت... فعلمه عند الله عز شأنه. ولهذا السبب أتمنى أن نرى لو حلاً واحداً ومقنعاً للقضايا العالقة، وعندئذ نستطيع أن نشعر بالأمل في بزوغ شمس الإصلاح السياسي? الاجتماعي والقيادي و... «يا ليل ما أطولك»! الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi