حديث القلم

أردوغان... وهولندا!

تصغير
تكبير
مرت القارة العجوز بمنعطفات تاريخية خطيرة، كانت تمثل انتقالاً من عصر إلى عصر أكثر انفتاحاً وتطوراً. وبعيداً عن الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الحكومة الهولندية تجاه بعض أبناء الجالية التركية، فإن معظم الأوروبيين يرون أن الرئيس رجب طيب أردوغان هو ديكتاتور، لأنهم يركزون على الإجراءات الصارمة التي اتخذتها حكومته على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة، وبالمقابل يغمضون العين الأخرى عن الإنجازات الكبيرة التي حققها في الداخل التركي.

معظم أرجاء أوروبا تعيش تحت وطأة عقدة كبيرة وممتدة متعلقة بالحكم المطلق، والذي كان يميز بعض الدول الأوروبية قبل أكثر من 70 عاما، وقد تخلصوا من هذه المصيبة بعد أن تسببت الحرب العالمية الثانية بقتل عشرات الملايين من البشر، حيث انطلقت شرارتها بدوافع عنصرية بحتة وعلى يد نظام ديكتاتوري، وبالتالي فهم حاليا لن يقبلوا بغير الأنظمة الجمهورية أو الملكيات الدستورية.


الإجراءات التي اتخذتها هولندا، تأتي في إطار حماية النظام العام، ولكن الشراسة المفرطة والحدة في التعامل مع الأحداث هناك، يجعل الأمر برأيي يتخطى حدود حماية الدولة، ويصل إلى حد وجود شيء من البغض المتراكم والقابع في النفوس على مدى سنوات، قد يكون بسبب تكدس الجالية التركية في هولندا ومختلف أرجاء أوروبا، أو قد يكون الأمر على صلة بقطع الطريق أمام تركيا الحديثة الطامحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

رغم طغيان الحداثة والتطور والتغيرات الكبيرة التي مر بها العالم بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، لا تزال الشراسة والقوة والاستهانة بأرواح البشر حاضرة وإن كانت أقل من الماضي، وبالتالي لا يجب أن يتم إقحام الإجراءات التركية الداخلية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في أي خلاف أو توتر مع تركيا، لأنها إجراءات داخلية وشأن داخلي تركي، قد يكون له شبيه في أي دولة من دول العالم الكبرى!

وخزة القلم

البعض لديه الاستعداد لدفع مئات الدنانير مقابل الدخول لحفل غنائي، لكنه يبحث عن أقل عملة ورقية في محفظته ليعطيها فقيراً أو سائلاً... قمة الإنسانية !

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي