نحن في الكويت محسودون على نعمة الأمن والأمان، ولهذا علينا جميعاً أن نتكاتف لحفظ بلدنا من الفتن والإشاعات وأن يقف الجميع صفاً واحداً، وهذا لا يكون الإ بعد أن ننصهر في غالب الوطنية من دون مراعاة لطائفة أو قبيلة أو عائلة... الحالة السياسية لعبت دوراً كبيراً في تأخرنا على كل المستويات وصارت ثقافتنا في الغالب، إما مع أو ضد من دون الاهتمام للمصلحة الوطنية.
ولا أخفيكم من يتحمل ذلك، هي الحكومة التي دائماً ما تلعب دور المتفرج، وبعد ذلك تتخذ قرارات كردات فعل لا أكثر. فلا التعليم قادر على تعزيز الوحدة الوطنية وحمايتها، ولا الصحة لديها خطط صحية لبناء أجيال خالية من الأمراض النفسية على وجه الخصوص، ولا «الإعلام» قادرة على بث برامج تثقيفية وتوعية بأهمية المواطنة...
كنا نحتاج لفترة زمنية طويلة حتى ينتهي هذا الاحتقان السياسي الذي خيّم على كل شيء، ولكنها حكمة صاحب السمو حفظه الله ورعاه، فالمكرمة الأميرية بعودة الجناسي لأصحابها لاقت قبول الجميع، وهي بادرة خير بإذن الله لإنهاء كل الملفات السياسية العالقة حتى تتفرغ السلطتان التشريعية والتنفيذية لوضع خارطة طريق يتم تطوير البلد من خلالها.
كما أتمنى من جميع النواب أن يبتعدوا عن الطرح الطائفي، فنحن في بلد دستور ليست للطائفة أي دور فيه ومن يتغن بحب الكويت فعليه أن يترجم ذلك على أرض الواقع وعلى الحكومة أن تقوم بدورها على أكمل وجه، ومسألة التمسك ببعض النواب لحمايتها هي سياسة فاشلة ومكلفة في الوقت نفسه، واليوم على جميع أفراد السلطة التنفيذية أن يعملوا وفق القانون عن طريق خطة واضحة المعالم محددة بفترة زمنية بدلاً من هذا التوهان التي تعيشه مؤسسات البلد من جهة ومن جهة أخرى تكون تلك المؤسسات رهينة للأهواء الشخصية لمزاج الوزير الجديد وهكذا ندور في حلقة مفرغة من دون نتيجة تذكر مع هدر عشرات الملايين.
إضاءة:
إذا لم تقدم الحكومة خطة تنمية واقعية التطبيق ومحددة بفترة زمنية، وإذا استمرت حكومتنا في تخبطها تجاه المتجاوزين، فلا طبنا ولا غدا الشر... باختصار نحن نريد رجال دولة ولا نريد دولة رجال في مجلس الوزراء.
[email protected]