«ألم يكفهم الاستيلاء على أراضينا وها هم الآن يحاولون الاستيلاء على عاداتنا وأطباقنا». هذا المانشيت ليس له علاقة بغزو الفضاء، ولا بالأطباق الطائرة، ولا بالكواكب الأخرى. إنه إعلان حملة في قناة «فتافيت» المتخصصة في عالم المطبخ والأطعمة. وتقصد بتلك الجملة الأطباق العربية. تخيلوا أن هناك نوعية من الناس تستنصر للدفاع عن أكلاتها الشعبية، وعن عادات الطعام، وتحارب من يريد أن ينسبها لنفسه إعلامياً. لقد وجدت «الفلافل والمجدرة والتبولة» من يدافع عنها، ونحن في الكويت سُرقت رواتبنا ولم نفعل شيئاً، وسُرق الفحم المكلسن واكتفينا بسواد وجوهنا، وسُتسرق المصفاة الرابعة وسيكفينا أن نتبخر بغازاتها السامة في ما يتنفس المنتفعون منها بالهواء النقي في جبال الألب السويسرية، وسيذهب احتياطي الأجيال القادمة إلى جيوب كبار المضاربين في البورصة، بحجة إنعاشها وإنقاذ الاقتصاد الوطني، وسنكتفي بأن نقول للأحفاد إنه كان هناك لكم صندوق، ولكن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية قد تقاسمتاه بينهما في بداية تسعينات القرن الماضي، ونفذتا ما تمناه الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية «باي باي لندن»، حين تمنى إعطاء النفط للغرب والاكتفاء بغالونين حق «الطراريد» وسياكل بيع «البنك والنقل». أدام الله من دافع عن «القرص العقيلي» الكويتي، ولا دام من سيسرق «جدور الموش» الكويتية.
سعد المعطش
كاتب كويتي
[email protected]