خواطر تقرع الأجراس
قل و... قل



قول اليوم أقوال، عن النسبة إلى المفرد أو الجمع وهي إشكالية حائرة، محيِّرة.
- صَحَفي وصُحُفي:
يعيبون على من ينسب إلى مَن له صلة بالصُّحُف على أنه صُحُفي، والصواب «عند النحويين البصريين»النسبة إلى واحدة الصُّحُف؛ أي الصحيفة. نقول: أجرى معه حديثاً صَحَفياً مثل حنيفة: حَنَفي. واستُثنيَ من ذلك النسبة إلى (الجمع العلم) مثل هوازن، هوازني. وأنبار، أنباري وأنصاري، وأبابيلي... لأنه: «شذ عن أصله» ! والمفروض النسبة إلى المفرد.
لكنْ لماذا شذّ عن أصله ؟ شذَّ لأن الذوق اللغوي الفطري؛ والإحساس الجمالي بوقع الكلمة وخفتها ورشاقتها... فوق القاعدة الثقيلة الوقع.
ماذا عن صُحُف النبي إبراهيم ؟ هل نقول: هذا تراث إبراهيمي صَحَفي أم صُحُفي ؟ نحن نتحدث عن صُحُف إبراهيم وليس عن صحيفة واحدة !
وهاك مثالاً آخر حائراً بين النسبة إلى المفرد أو إلى الجمع:
- دَوْلي ودُوَلي
نقول: زرتُ معرض الكتاب الدَّوْلي – الدُّوَلي. فهل المعرض الذي زرته هنا أقامته دولة بعينها أم دُوَل متعددة ؟ الصواب عندهم «للحالتين- للمعرضَين» أن نقول الدَّوْلي، بالنسبة إلى المفرد «الدولة». هناك مجلس الأمن «الدَّوْلي» وهو دول عدة، تقرر مصير العالم فيه خمس دُوَل. فهو مجلس الأمن «الدُوَلي». وفي كل دولة منفردة لها مجلس دَوْلة خاص بها، وقراراته هي قرارات «دَولية» نسبة إلى تلك الدّولة، لا دُوَلية لعدد من الدُّوَل. وحتى يهربوا من هذه الإشكالية قالوا: هذا قرار صادر عن مجلس الدولة! وهكذا تكون أحياناً اللغة في وادٍ، والناس بألسنتها وأقلامها في وادٍ آخر.
- بِنْيِيٌّ وبِنْيَوِيٌّ
واحبسْ أنفاسك الآن فقد تشعر بالاختناق اللفظي كما حدث معي!
فلدينا اليوم النقد البِنْيَوي والنظرية البِنيَوِيَّة. أنت مخطئ عند المتشددين؛ فعليك أن تقول: النظرية البِنْيِيَّة والنقد البِنْيِيّ نسبة إلى المفرد: البِنْية! ألم تشعر، مثلي، بالاختناق اللفظي والتلعثم ؟ ألم تصبح عَيِيّاً ؟
لحل هذه المشكلة اجتمعت لجنة الأصول، التابعة لمجمع اللغة العربية في القاهرة في دورة المؤتمر الثالثة والأربعين، 7 آذار- مارس 1977، وقررت ما يلي: «إن النسبة إلى بِنْية هي بِنْيِيّ، ويستعمل كثير من المحْدثين في الميادين العلمية» بِنْيَوِيّ، وترى اللجنة جواز قبولها على أساس أنها منسوبة إلى بِنْيات جمعاً. وبعد المناقشة وافقت (الأكثرية) على قرار لجنة الأصول».
وهكذا وافقوا على النسبة إلى الجمع»؟!«. إذن اللغة يقررها المبدعون من الكُتّاب، ثم تخضع المعاجم والمجامع لإبداعاتهم. هكذا دوَّن العرب القدماء لغتنا بالسماع والقياس معاً. وأحيانا كان السماع المشهور الجميل الرشيق ينتصر... مخلّفاً وراءه القياس المهجور!».
وإلى قول آخر.
* شاعر وناقد سوري
- صَحَفي وصُحُفي:
يعيبون على من ينسب إلى مَن له صلة بالصُّحُف على أنه صُحُفي، والصواب «عند النحويين البصريين»النسبة إلى واحدة الصُّحُف؛ أي الصحيفة. نقول: أجرى معه حديثاً صَحَفياً مثل حنيفة: حَنَفي. واستُثنيَ من ذلك النسبة إلى (الجمع العلم) مثل هوازن، هوازني. وأنبار، أنباري وأنصاري، وأبابيلي... لأنه: «شذ عن أصله» ! والمفروض النسبة إلى المفرد.
لكنْ لماذا شذّ عن أصله ؟ شذَّ لأن الذوق اللغوي الفطري؛ والإحساس الجمالي بوقع الكلمة وخفتها ورشاقتها... فوق القاعدة الثقيلة الوقع.
ماذا عن صُحُف النبي إبراهيم ؟ هل نقول: هذا تراث إبراهيمي صَحَفي أم صُحُفي ؟ نحن نتحدث عن صُحُف إبراهيم وليس عن صحيفة واحدة !
وهاك مثالاً آخر حائراً بين النسبة إلى المفرد أو إلى الجمع:
- دَوْلي ودُوَلي
نقول: زرتُ معرض الكتاب الدَّوْلي – الدُّوَلي. فهل المعرض الذي زرته هنا أقامته دولة بعينها أم دُوَل متعددة ؟ الصواب عندهم «للحالتين- للمعرضَين» أن نقول الدَّوْلي، بالنسبة إلى المفرد «الدولة». هناك مجلس الأمن «الدَّوْلي» وهو دول عدة، تقرر مصير العالم فيه خمس دُوَل. فهو مجلس الأمن «الدُوَلي». وفي كل دولة منفردة لها مجلس دَوْلة خاص بها، وقراراته هي قرارات «دَولية» نسبة إلى تلك الدّولة، لا دُوَلية لعدد من الدُّوَل. وحتى يهربوا من هذه الإشكالية قالوا: هذا قرار صادر عن مجلس الدولة! وهكذا تكون أحياناً اللغة في وادٍ، والناس بألسنتها وأقلامها في وادٍ آخر.
- بِنْيِيٌّ وبِنْيَوِيٌّ
واحبسْ أنفاسك الآن فقد تشعر بالاختناق اللفظي كما حدث معي!
فلدينا اليوم النقد البِنْيَوي والنظرية البِنيَوِيَّة. أنت مخطئ عند المتشددين؛ فعليك أن تقول: النظرية البِنْيِيَّة والنقد البِنْيِيّ نسبة إلى المفرد: البِنْية! ألم تشعر، مثلي، بالاختناق اللفظي والتلعثم ؟ ألم تصبح عَيِيّاً ؟
لحل هذه المشكلة اجتمعت لجنة الأصول، التابعة لمجمع اللغة العربية في القاهرة في دورة المؤتمر الثالثة والأربعين، 7 آذار- مارس 1977، وقررت ما يلي: «إن النسبة إلى بِنْية هي بِنْيِيّ، ويستعمل كثير من المحْدثين في الميادين العلمية» بِنْيَوِيّ، وترى اللجنة جواز قبولها على أساس أنها منسوبة إلى بِنْيات جمعاً. وبعد المناقشة وافقت (الأكثرية) على قرار لجنة الأصول».
وهكذا وافقوا على النسبة إلى الجمع»؟!«. إذن اللغة يقررها المبدعون من الكُتّاب، ثم تخضع المعاجم والمجامع لإبداعاتهم. هكذا دوَّن العرب القدماء لغتنا بالسماع والقياس معاً. وأحيانا كان السماع المشهور الجميل الرشيق ينتصر... مخلّفاً وراءه القياس المهجور!».
وإلى قول آخر.
* شاعر وناقد سوري