الأسد يشدد أمام سولانا على أهمية الدور الأوروبي ويلتقي مستشار براون

الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ترى أن نوايا سورية للسلام جدية... و«الموساد» يشكك

تصغير
تكبير
| القدس - «الراي» |
تشير تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، الى أن نوايا سورية في ما يتعلق بعملية السلام، «جدية تحت رعاية الادارة الأميركية المقبلة، والتي سيواكبها تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل».
وذكرت صحيفة «معاريف»، أمس، (ا ف ب، رويترز، يو بي اي، د ب ا، كونا) ان اجتماعا عقد في وزارة الدفاع بمشاركة الوزير ايهود باراك ورؤساء أجهزة الأمن بحث في هذه التقديرات كجزء من التقييم السنوي للوضع للعام 2009».
ويرى رئيس جهاز «الموساد» مائير داغان، أنه «لا توجد لدى سورية نوايا حقيقية للسلام مع اسرائيل»، لكن تقارير صحافية أشارت في السابق الى أن «موقف داغان نابع من معارضته للانسحاب من هضبة الجولان».
في المقابل، يرى قادة شعبة الاستخبارات العسكرية، الأمور في شكل مختلف. ورغم وجود خلافات داخل الشعبة حول مدى جدية سورية، الا أن رئيس دائرة الدراسات الجنرال يوسي بايداتس، يرى أن «السوريين يريدون فعلا التوصل الى سلام حقيقي». كما ان هناك مسؤولين في الشعبة، يرون الأمور بصورة مشابهة.
وذكرت «معاريف» انه «رغم أن رئيس شعبة الاستخبارات اللواء عاموس يدلين يشكك في نوايا السوريين، لكن مع اقتراب موعد المداولات في وزارة الدفاع حول تقييم الوضع للعام 2009، تعززت التقديرات في الشعبة بان ثمة احتمالا للتوصل الى سلام حقيقي».
وتؤكد هذه التقديرات، ان «السوريين سيكونون على استعداد للتوقيع على اتفاق سلام، لكنهم لن يوافقوا على توقيع اتفاق من دون موافقة اسرائيل على عودة السوريين الى الخطوط التي كانوا فيها عشية حرب الأيام الستة في العام 1967، أي الانسحاب من كل هضبة الجولان».
وتتوقع تقديرات الجيش أن «سورية بصدد فتح صفحة جديدة مع الادارة الأميركية الجديدة، كما أنها في انتظار رؤية ما اذا كانت تسيبي ليفني ستنجح في تشكيل حكومة مستقرة».
وتشير تقديرات الاستخبارات الى أن «سورية حصدت ثمار تحويل محادثات السلام التي تجريها مع اسرائيل من خلال ازالة العزلة الدولية عنها». ورأت أن «سورية ستكون مستعدة لدفع ثمن تبريد علاقاتها مع ايران في حال تم طرح اتفاق سلام مع اسرائيل يستجيب لمطالب دمشق». وتابعت ان «سورية قلقة من تزايد قوة الجهات الارهابية المرتبطة بالجهاد العالمي وتنشط في سورية بهدف ضرب استقرار الحكم فيها الذي يستند على أبناء الطائفة العلوية». وفي دمشق، وصف الرئيس بشار الاسد، أمس، دور الاتحاد الاوروبي في عملية السلام بـ «المهم والاساسي»، خلال لقائه الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
ونقلت «وكالة سانا للانباء». عن الاسد ان «الدور الاوروبي في عملية السلام مهم واساسي وسورية تعلق اهمية كبيرة عليه»، مشددا على ان «السلام يضمن الامن والاستقرار لشعوب المنطقة الامر الذي ينعكس ايجابا على اوروبا والعالم».
كما نقلت الوكالة عن سولانا ان «الاتحاد الاوروبي يدعم بقوة عملية السلام ويسعى الى لعب دور بناء فيها»، مؤكدة اشادته «بالجهود التي تبذلها سورية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة».
وعن الشراكة الأوروبية - السورية وامكانية توقيعها في العام 2009، قال سولانا: «أتمنى ذلك».
واضافت ان الاسد «رحب بالدور الاوروبي النشيط بقيادة فرنسا» التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي. وبحث الاسد وسولانا في «التطور المتنامي للعلاقات السورية الاوروبية وآفاق تعزيز التعاون بين سورية والاتحاد الاوروبي على الصعد كافة»، واتفقا على «ضرورة تبادل وجهات النظر واستمرار التشاور في شأن القضايا المحورية في المنطقة والعالم».
كما التقى سولانا، وزير الخارجية وليد المعلم ونائب الرئيس فاروق الشرع.
وكان سولانا أكد في تصريح عقب وصوله الى دمشق أن زيارته هي «متابعة لما تم انجازه على صعيد العلاقات السورية - الأوروبية»، وأعرب عن ارتياحه للمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل عبر الوساطة التركية.
كما بحث الأسد مع سايمون ماكدونالد، مستشار رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، أمس، العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها.
وذكرت «سانا» ان «الحديث تطرق الى المتغيرات التي يشهدها العالم اليوم والأخطار التي تواجهها منطقتنا وأوروبا».
وفي طهران (يو بي أي)، شكك رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني، في حسن نوايا اسرائيل في مفاوضاتها مع سورية، مؤكدا لدى استقباله عضو الحزب الحاكم في سورية احمد الحسن، الاربعاء، ضرورة توخي دمشق الحذر لاحباط ما اعتبره «المآرب المشؤومة» لتل أبيب، في اشارة الى الأحداث «الارهابية» الأخيرة التي حصلت في الأراضي السورية.

موسى: الوضع في لبنان لايزال مخيفا
والحوار العربي ـ الإيراني آتٍ لا ريب فيه


القاهرة - من ربيع حمدان


حذر الأمين العام للجامعة العربية من «مستقبل مظلم وتغييرات شاملة في المنطقة». وقال في الصالون السياسي للسفير السعودي في القاهرة هشام ناظر، مساء أول من أمس، «إما أن يكون العرب أو لا يكونون»، داعيا إلى خطة عمل واستراتيجية عربية شاملة تعكس العمل الجماعي في مختلف المجالات.
وأشار موسى إلى تصريحات الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس في شأن مبادرة السلام العربية، وقال: «هي محل دراسة ومناقشة من الجانب العربي لمدى توافقها مع المطالب والاستحقاقات الفلسطينية، خصوصا حول الدولة وماهية تلك الدولة واللاجئين والمستوطنات ومصير القدس».
وأشار إلى التطورات «المهمة والجيدة» التي شهدتها الازمة اللبنانية، إثر اتفاق الدوحة الذي أثمر عن انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة وانطلاق الحوار الوطني والعلاقات الديبلوماسية بين سورية ولبنان.
غير أنه عبر عن مخاوفه من انفراط ما تحقق من إنجازات، قائلا: «الوضع في لبنان لا يزال مخيفا، فلبنان تنعكس عليه كل مشاكل المنطقة، وهو أول مسرح سياسي سيتأثر كثيرا بأي صدام يقع بهذه المنطقة، وسيكون أول مجتمع يتأثر بسبب هشاشة بنائه، كما أنه لم يتم إصلاح ذات البين بصورة كاملة، سواء في ما بين الطوائف مع بعضها البعض أو حتى داخلها».
وعتبر أن إتمام هذه الخطوة من شأنه أن يقوي نسيجه الوطني، وهو الأمر الذي تراهن قوى خارجيه على إجهاضه وإفشاله.
وعن العلاقات العربية - الإيرانية والمخاوف من نمو النفوذ الايراني، اكد «هذا يحتاج إلى الحوار وليس الصدام. الحوار هو الحل وانه آت لا ريب فيه لكنه سيكون من الأفضل لو أننا عجلنا به».


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي