المحيلبي: الكويت ترى في القرآن سببا من أسباب قوتها ومنهلا لأبنائها






أكد وزير المواصلات وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالله المحيلبي ان «الكويت ترى في القرآن الكريم سببا من أسباب قوتها ومنهلا طاهرا لأبنائها وبناتها انطلاقا من مفهوم المشاركة والاعتدال والوسطية».
وقال المحيلبي في كلمة ألقاها نيابة عن صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، صباح أمس في افتتاح الملتقى العالمي الرابع لحفاظ القرآن الكريم الذي تقيمه وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية بالتعاون مع الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم في فندق الشيراتون ان «هذا الملتقى يهدف الى وضع الخطط الكفيلة لاعادة توجيه الامة الاسلامية والشباب بصفة خاصة للالتفات إلى كتاب الله وحفظه وفهمه والعمل به والدعوة إليه لتكوين جيل قرآني تسوده أخلاق التسامح والعدل والانصاف والكرامة».
واضاف «القرآن الكريم كلام الله ووحيه الصادق الى خاتم رسله وهو كتاب البشرية في العصور كافة منه تبدأ الهداية وفي رحابه ينبت العدل ويزدهر وفوق أرضه تسمو البشرية وتتطور واليه يحتكم في كل خصومة وخلاف لا غنى لاحد عنه أبدا ولا طاقة لمعارضته مطلقا».
وأفاد ان «هذا الملتقى يهدف إلى تطوير المؤسسات القرآنية وأساليبها في حفظ كتاب الله عبر النقاش والتنسيق المتبادل ليتم تذليل كل الصعوبات ولازالة كل ما من شأنه ان يعوق او يؤخر مسيرة حفظ القرآن الكريم لدى الشباب والمهتمين».
ورأى ان «اختيار الكويت لاقامة فعاليات ملتقى الحفاظ العالمي الرابع ينبع من ثقة الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم بقدرات الكويت وكفاءتها لاقامة مثل هذه الانشطة المهمة».
الأمن القرآني
من جانبه، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح ان «العمل الخيري من الأعمال التي قامت بتأسيسها الكويت لانه أصل وسمة من سمات الشعب الكويتي مما ساعد على خروج العمل الخيري من النطاق المحلي ليترجم الى واقع علمي تطبيقي لمسه القريب والبعيد».
وأضاف ان «استراتيجية الوزارة جاءت تحت شعار «الأمة الوسط» التي جعلت الإنسان أي الفرد محور اهتمامها سواء في الداخل او الخارج لذلك حرصت على غرس الفكر الاسلامي الوسطي الصحيح في العقول كما عنيت بالعمل على تأمين حياة إنسانية آدمية باغاثة كل ملهوف واعانة كل محتاج».
وذكر الفلاح ان «الوزارة جعلت من الشراكة المؤسسية مبدأ لها في الداخل والخارج لايمانها بأهمية الاتحاد والتعاون الذي يؤدي الى تماذج الأفكار والخبرات فكانت الشراكة مع المؤسسات الدولية في الخارج ومنها ما نجتمع اليوم لأجله وهو الشراكة بين الوزارة والهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم».
وقال ان «هذا الملتقى يعبر عن التواصل والاستمرار لما قامت به الوزارة متمثلة في دور القرآن الكريم من جهود وأنشطة في سبيل تعليم وتعلم كتاب الله وحفظه منذ عهد بعيد حتى وصل عدد حلقات القرآن الكريم الى ما يقارب 100 حلقة يدرس بها حوالي 10 آلاف دارس ودارسة وانه لمحل فخر واعتزاز».
وبين الدكتور الفلاح «اننا نجتمع حول كلام العزيز الحميد تلاوة له وذكراً لآياته وتكريما لحفاظه ومدارسه ولقضاياه كيف لا والقرآن دستور المسلمين وقد ختم الله به الرسالات وجعله مهيمنا على كل ما سبقه من الكتب وهو الذي غير حياة المسلمين ونظم معايشهم ونور طريقهم ونقلهم من الظلام الدامس والتقاليد البالية إلى النور المضيء الوهاج الذي بدل الأوضاع وارغم العالم على ان يفتح عهدا سعيدا لا يزال إلى الآن غرة في جبين التاريخ».
وأوضح أهمية الملتقى في «تناول أهم الجوانب التي جاء بها القرآن لتحقيق الأمن الشامل الذي يحقق الاستقرار الكامل ويرسخ معاني السكينة والهدوء والراحة المطلقة للافراد والمجتمع وحماية الأمة الاسلامية من كل ما يعكر أمنها واستقرارها وسلامة سيرها نحو تحقيق اهدافها بنجاح كامل وهذا يؤكد على ان القرآن الكريم زخر بالكثير من أساسيات المنهجية الامنية الشاملة ومفاهيمها».
وأكد الدكتور الفلاح ان «الجانب الأمني للقرآن يؤكد على ثلاث قضايا هي: أن تجاهل فكر القرآن الأمني للأمم والشعوب يؤدي إلى ما يعرف بالسقوط الحضاري وهو الانهيار الداخلي للمجتمعات وذهاب قوة الأمم وعزته وهوانها على الأمم الاخرى مثلما حدث في حياة الأمم التي سقطت حضاراتها لغياب تأثيرها المباشر في مسرح الحياة الاجتماعي والسياسي والاقتصادي».
وتابع الفلاح «أما بالنسبة للأمن الفكري فيقوم على وسطية الاعتقاد والفكر والسلوك بعيداً عن الغلو الذي أهلك الأمم السابقة» مؤكداً ان «سمات الأمن الفكري علامة وسمة متميزة وسياج أمن في تاريخ الكويت القديم والمعاصر فهي الأساس في حفظ الكويت من الفتن على مر التاريخ».
وقال ان «الكويت حرصت على الاهتمام بنشر الوسطية والتعاليم الاسلامية وحفظ القرآن الكريم وتجويده وقد جاء هذا الاهتمام البالغ من قبل سمو أمير البلاد من خلال نشر دور القرآن الكريم في جميع انحاء الكويت ليتلقى الدارسون العلوم المتعلقة بالقرآن وحلقات تحفيظ القرآن ذكوراً واناثاً بمستوياتها المختلفة والتي تقام تحت اشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية».
من ناحيته، قال الأمين العام للهيئة العالمية لحافظ القرآن الكريم عبدالله بصفر ان «الهيئة العالمية سعيدة جداً بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في خدمة كتاب الله عز وجل وحفاظ القرآن الكريم».
وبين دور الكويت في «تحقيق الكثير من الإبداعات المتميزة والتي اصبحت مثالاً يحتذى به في العالم الإسلامي بنشر الوسطية في الوقت الذي كانت فيه الأمة الإسلامية في حاجة ملحة إلى اشاعة الاعتدال ووسطية الفكر».