كيف يفكر... كونتي؟

تصغير
تكبير
يبدو أن الإيطالي أنطونيو كونتي مدرب نادي تشلسي الإنكليزي لكرة القدم يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق لقب الدوري وفقاً للأرقام والمعطيات التي جرت في 22 جولة من الـ «بريمير ليغ»، إذ يتصدر الـ «بلوز» الترتيب برصيد 55 نقطة مبتعداً عن الثاني توتنهام بفارق 7 نقاط.

ويتحصن النادي اللندني من الناحية الدفاعية بالفكر الإيطالي، حيث لم تتلق شباكه أي هدف في 13 مباراة من أصل 22 جولة وفاز في 18 مناسبة وتعادل في واحدة وخسر في 3 مناسبات.

ولعل واقعية كونتي في التعامل مع أجواء الدوري الإنكليزي جعلت تشلسي الأكثر انسجاماً بين أندية المقدمة، فبعد مرور أسابيع قليلة من بداية الموسم لجأ هذا المدرب إلى رسم 3-4-3 المتحول بطبيعته التكتيكية إلى 5-3-2 من أجل التأمين الدفاعي، وحصد من خلاله أرقاما تشير الى نجاح هذه المنظومة التكتيكية.

فحتى الجولة 22 لم يدخل في مرمى الفريق إلا 15 هدفا وبهذا يكون تشلسي الأقوى دفاعيا في الدوري، كذلك سجل 47 هدفاً جعلته صاحب ثالث أقوى هجوم.

وبين التأمين الدفاعي والمباغتة الهجومية يسير النادي اللندني مع كونتي بشكل متوازن يساعده في ذلك بناء عمود فقري لهيكل الفريق التكتيكي مرتكزا على الثلاثي الفرنسي نغولو كانتي والبلجيكي ايدين هازار وفي المقدمة رأس الحربة الإسباني دييغو كوستا.

من الضروري أن يكون للاعبين كافة في منظومة تشلسي أدوار مهمة في تفوق الفريق غير أنه من الطبيعي أن تكون هناك محطات رئيسية من الواجب الوقوف عندها لتحديد أسباب التفوق ومن أهمها المثلث التكتيكي المتكون من لاعب الارتكاز كانتي ومن أمامه صانع الألعاب هازار ومن فوقه المهاجم كوستا.

فهذا النسق التصاعدي هو أساس ثبات الهيكل التكتيكي للـ «بلوز».

لنبدأ بالفرنسي كانتي، فمن الواضح جداً أن كونتي يعوّل كثيرا على هذا اللاعب في عملية التأمين الدفاعي في المناطق الخلفية والتحرك العرضي في الملعب مع تفعيل الزيادة العددية داخل منطقة جزاء تشلسي.

فقد أبعد كانتي 12 كرة رأسية من منطقة جزاء الفريق، كما تمكن من افتكاك 64 كرة من الخصم ولعب 1313 تمريرة كان معظمها إلى الخلف وفي عرض الملعب.

ويقوم كانتي بأدوار دفاعية بحتة اذ لم يصنع الفرنسي أي هدف كما أنه لم يسجل سوى هدف واحد مع الفريق وذلك لأنه ملتزم بأدوار تكتيكية دفاعية وفق منظومة كونتي.

ويقوم هازار بدور مهم جداً في المنظومة التكتيكية، إذ يمثل هذا النجم الرابط ما بين خطوط الفريق لما يتمتع به من قدرة على الاحتفاظ بالكرة وتمريرها وتسلمها في الأماكن الضيقة داخل المستطيل الأخضر.

كما أن هذا النجم يتمتع بحاسة تهديفية كبيرة، فقد سجل 9 أهداف ولعب 3 تمريرات حاسمة، والأهم من تلك الأرقام أنه يمثل عنصر التفوق الحقيقي في الفريق من جهة نقل مجموعة اللاعبين من الحالة الهجومية إلى الحالة الدفاعية والتحكم في إيقاع اللعب، فقد لعب 1047 تمريرة كان في معظمها يؤدي مهمة التحكم بأداء الفريق وتفعيل مفهوم الاستحواذ وهذا ما يمنح البلجيكي ميزة عن كانتي الذي كانت أغلب تمريراته إلى الخلف.

كما يتمتع هازار بإجادة اللعب تحت المهاجم بالإضافة إلى مركزه كجناح.

وكما تشير الأرقام فقد رفع 54 كرة عرضية تفعيلا لدوره في أطراف الملعب كما سدد 49 كرة نحو المرمى من خلال تواجده تحت المهاجم، ولعل الفضل الأكبر في تفوق تشلسي يعود إلى هذا اللاعب.

رأس المثلث يتمثل في المهاجم الاسباني كوستا الذي يترجم فاعلية خطوط الفريق إلى أهداف تمنح تشلسي في النهاية نقاط المباراة.

وحقيقة أن المهاجم الإسباني يلعب موسماً استثنائياً مع «البلوز» فهو يتصدر قائمة الهدافين بـ 15 هدفا، كما أنه يقوم مع كونتي بأدوار جديدة منها المساهمة في صناعة الأهداف حيث استطاع أن يلعب 5 تمريرات حاسمة وهذا معدل جيد حتى الجولة 22 من عمر بطولة الدوري.

وإذا استمر الفريق بهذا النهج فمن الطبيعي أن يحرز تشلسي اللقب قبل نهاية الجولة الأخيرة لكن السؤال القائم في حال إصابة كوستا: من هو المهاجم البديل عند كونتي؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي