تأبين / غاصت في أعماقنا لتلتقط لحظاتها بحميمية / مثقفون مصريون: نعمات البحيري لم تحصل على حقها النقدي

نعمات البحيري


| القاهرة - من دعاء فتوح |
أصيبت الساحة الثقافية المصرية بحالة من الحزن والأسى - قبل أيام - على رحيل القاصة، والروائية المصرية نعمات البحيري عن عمر يناهز الـ 53 عاما، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، الذي أصابها منذ نحو 4 سنوات، حاولت خلالها الصمود أمامه، والمقاومة وعدم الاستسلام.. من خلال أعمالها مثل روايتها «يوميات امرأة مشعة»، وعدد من القصص القصيرة، التي تتحدث فيها عن تجربتها مع المرض، وكيف أنها ترفض الاستسلام له على الرغم من التغيرات الشكلية التي أصابتها نتيجة جرعات العلاج الكيماوي، وأنها قررت الاحتفاظ بصورتها القديمة الجميلة داخل عقلها لكي يمكنها المقاومة.
المثففون المصريون... وهم يأبنون البحيري في تصريحات لـ«الراي» قالوا: كانت الراحلة من أهم كاتبات جيل الثمانينات في مصر... ومن المثقفين المناضلين أصحاب الدور البارز في الحياة الفكرية والسياسية المصرية، عن قيمتها الأدبية والفكرية ومواقفها السياسية، تحدث بعض الكُتَّاب والنقاد المصريين.
الناقدة الروائية سحر الموجي، أكدت أن الراحلة كانت كتاباتها تتسم بالرهافة وتخلو من الأبواق والصوت العالي، وقالت: إنها استطاعت الخروج من تجربتها المرضية بتجربة روائية غاية في الجودة في روايتها الشهيرة «يوميات امرأة مشعة»، التي رصدت فيها آلامها ومعاناتها مع مرض سرطان الثدي، ولكن مع الأسف على الرغم من أهمية نعمات البحيري إلا أنها لم تأخذ حقها الإعلامي والنقدي، وقيمتها الأدبية أعلى بكثير مما نالته.
الروائي فتحي إمبابي قال: إن نعمات البحيري لم تكن مميزة فقط على المستوى الإبداعي، بل كانت شديدة التميز أيضا على المستوى الإنساني، فكانت نموذجا مختلفا عن الكثير من الأديبات والمثقفات اللاتي كن يلجأن إلى الحلول السريعة، فهي لم تتنازل على الرغم مما واجهته من صعوبات مادية واجتماعية وصحية.
ورصد إمبابي مدى خصوصية، وأهمية التجربة الإبداعية لنعمات البحيري في تصويرها لعالم مختلف من أدب الهجرة في روايتها الأولى «أشجار قليلة عند المنحنى»، وقال: إن الرواية كانت بعيدة تماما عن أدب الهجرة السائد في تلك الفترة، والذي يعتمد على الصراعات التي يقابلها الكاتب في البلاد العربية التي يهاجر إليها، فنعمات رصدت بشفافية وعمق تجربتها الخاصة في الزواج من كاتب عراقي وإقامتها معه في العراق تحت وطأت الحكم الصدامي، والتي من خلالها قامت برصد وتقديم رؤية مستقبلية لما آلت عليه الآن أحوال العراق، وهذا النوع من الأدب يستمد أهميته من رصد الواقع الإنساني لفكرة التقاء الثقافات المختلفة بما تحمله من إيجابيات وسلبيات.
وأضاف: إن تفرد عالم نعمات البحيري الروائي جاء عن طريق اعتمادها على أدب الاعتراف والمذكرات بشكل صادق... على عكس الكثير من الكتاب العرب والمصريين الذين إذا قدموا هذا النوع من الكتابة غلفوه بالادعاء.
وأشار إمبابي... إلى أن البحيري تعد نموذجا حقيقيا للمثقف الحر، الذي لا يجرؤ أحد على المساس بنزاهته، وأنها كانت إنسانة متفائلة... على الرغم من جميع الظروف الصعبة التي مرت بها إلا أنها كانت تعبر عن واقعها المرير في أعمالها الأدبية، بسخرية شديدة ورغبة في التغيير... لذا جاءت جميع شخوصها في حالة نضال مستمر للحصول على ظروف حياتية أفضل مثلها تماما.
أما الكاتبة صافيناز كاظم فقالت: لقد كانت كاتبة عصامية تمتلك حساسية فائقة وترصد الحدث ببراءة وطفولة وعمق، وأنها لاتزال ترى في روايتها «أشجار قليلة عند المنحنى» رواية رائدة... لأنها تعد أول الأعمال الأدبية التي رصدت النظام القمعي لحكم صدام حسين في إنسانية وأمانة.
وأشارت كاظم... إلى أنها اعتمدت على الرواية أثناء تأليفها لكتاب «صورة صدام» حتى إنها استشهدت بأجزاء كبيرة منها.
الناقد الدكتور سيد البحراوي، قال: إن الدراسات التي قدمتها نعمات البحيري في مجال الأدب العربي من الدراسات القيمة، ولكن الأهم من ذلك - على الأقل بالنسبة لي - هو مواقفها الوطنية ودفاعها الشديد عن مصر، واستشهد: لذلك أعتقد أننا فقدنا قيمة وطنية كبيرة بعد أن أصبح حب الوطن في هذا الزمن شحيحا.
الناقدة الدكتورة سناء صليحة، قالت: إن نعمات البحيري كانت إنسانة قوية، وتحاول على الرغم من جميع الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والنفسية أن تقاوم ذلك المرض، لكن الموت انتصر في النهاية.
وأضافت: كانت كاتبة أسلوبها القصصي مميز يعتمد على الوصف السردي لمواقف إنسانية ترصدها من حياتنا، وتحاول الغوص في أعماقنا لتلتقط لحظاتها وتصوراتها بحميمية شديدة، وقد استطاعت الاقتراب من نفس المرأة المصرية التي تعيش في الطبقة المتوسطة، فعالمها كان عالما إنسانيا شديد الرحابة، ومع اختيارها الابتعاد والسكن في منطقة نائية بعيدة عن الناس... استولت عليها فكرة روح المكان لتقدم منها أدبا مستقى من روح المدينة.
أصيبت الساحة الثقافية المصرية بحالة من الحزن والأسى - قبل أيام - على رحيل القاصة، والروائية المصرية نعمات البحيري عن عمر يناهز الـ 53 عاما، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، الذي أصابها منذ نحو 4 سنوات، حاولت خلالها الصمود أمامه، والمقاومة وعدم الاستسلام.. من خلال أعمالها مثل روايتها «يوميات امرأة مشعة»، وعدد من القصص القصيرة، التي تتحدث فيها عن تجربتها مع المرض، وكيف أنها ترفض الاستسلام له على الرغم من التغيرات الشكلية التي أصابتها نتيجة جرعات العلاج الكيماوي، وأنها قررت الاحتفاظ بصورتها القديمة الجميلة داخل عقلها لكي يمكنها المقاومة.
المثففون المصريون... وهم يأبنون البحيري في تصريحات لـ«الراي» قالوا: كانت الراحلة من أهم كاتبات جيل الثمانينات في مصر... ومن المثقفين المناضلين أصحاب الدور البارز في الحياة الفكرية والسياسية المصرية، عن قيمتها الأدبية والفكرية ومواقفها السياسية، تحدث بعض الكُتَّاب والنقاد المصريين.
الناقدة الروائية سحر الموجي، أكدت أن الراحلة كانت كتاباتها تتسم بالرهافة وتخلو من الأبواق والصوت العالي، وقالت: إنها استطاعت الخروج من تجربتها المرضية بتجربة روائية غاية في الجودة في روايتها الشهيرة «يوميات امرأة مشعة»، التي رصدت فيها آلامها ومعاناتها مع مرض سرطان الثدي، ولكن مع الأسف على الرغم من أهمية نعمات البحيري إلا أنها لم تأخذ حقها الإعلامي والنقدي، وقيمتها الأدبية أعلى بكثير مما نالته.
الروائي فتحي إمبابي قال: إن نعمات البحيري لم تكن مميزة فقط على المستوى الإبداعي، بل كانت شديدة التميز أيضا على المستوى الإنساني، فكانت نموذجا مختلفا عن الكثير من الأديبات والمثقفات اللاتي كن يلجأن إلى الحلول السريعة، فهي لم تتنازل على الرغم مما واجهته من صعوبات مادية واجتماعية وصحية.
ورصد إمبابي مدى خصوصية، وأهمية التجربة الإبداعية لنعمات البحيري في تصويرها لعالم مختلف من أدب الهجرة في روايتها الأولى «أشجار قليلة عند المنحنى»، وقال: إن الرواية كانت بعيدة تماما عن أدب الهجرة السائد في تلك الفترة، والذي يعتمد على الصراعات التي يقابلها الكاتب في البلاد العربية التي يهاجر إليها، فنعمات رصدت بشفافية وعمق تجربتها الخاصة في الزواج من كاتب عراقي وإقامتها معه في العراق تحت وطأت الحكم الصدامي، والتي من خلالها قامت برصد وتقديم رؤية مستقبلية لما آلت عليه الآن أحوال العراق، وهذا النوع من الأدب يستمد أهميته من رصد الواقع الإنساني لفكرة التقاء الثقافات المختلفة بما تحمله من إيجابيات وسلبيات.
وأضاف: إن تفرد عالم نعمات البحيري الروائي جاء عن طريق اعتمادها على أدب الاعتراف والمذكرات بشكل صادق... على عكس الكثير من الكتاب العرب والمصريين الذين إذا قدموا هذا النوع من الكتابة غلفوه بالادعاء.
وأشار إمبابي... إلى أن البحيري تعد نموذجا حقيقيا للمثقف الحر، الذي لا يجرؤ أحد على المساس بنزاهته، وأنها كانت إنسانة متفائلة... على الرغم من جميع الظروف الصعبة التي مرت بها إلا أنها كانت تعبر عن واقعها المرير في أعمالها الأدبية، بسخرية شديدة ورغبة في التغيير... لذا جاءت جميع شخوصها في حالة نضال مستمر للحصول على ظروف حياتية أفضل مثلها تماما.
أما الكاتبة صافيناز كاظم فقالت: لقد كانت كاتبة عصامية تمتلك حساسية فائقة وترصد الحدث ببراءة وطفولة وعمق، وأنها لاتزال ترى في روايتها «أشجار قليلة عند المنحنى» رواية رائدة... لأنها تعد أول الأعمال الأدبية التي رصدت النظام القمعي لحكم صدام حسين في إنسانية وأمانة.
وأشارت كاظم... إلى أنها اعتمدت على الرواية أثناء تأليفها لكتاب «صورة صدام» حتى إنها استشهدت بأجزاء كبيرة منها.
الناقد الدكتور سيد البحراوي، قال: إن الدراسات التي قدمتها نعمات البحيري في مجال الأدب العربي من الدراسات القيمة، ولكن الأهم من ذلك - على الأقل بالنسبة لي - هو مواقفها الوطنية ودفاعها الشديد عن مصر، واستشهد: لذلك أعتقد أننا فقدنا قيمة وطنية كبيرة بعد أن أصبح حب الوطن في هذا الزمن شحيحا.
الناقدة الدكتورة سناء صليحة، قالت: إن نعمات البحيري كانت إنسانة قوية، وتحاول على الرغم من جميع الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، والنفسية أن تقاوم ذلك المرض، لكن الموت انتصر في النهاية.
وأضافت: كانت كاتبة أسلوبها القصصي مميز يعتمد على الوصف السردي لمواقف إنسانية ترصدها من حياتنا، وتحاول الغوص في أعماقنا لتلتقط لحظاتها وتصوراتها بحميمية شديدة، وقد استطاعت الاقتراب من نفس المرأة المصرية التي تعيش في الطبقة المتوسطة، فعالمها كان عالما إنسانيا شديد الرحابة، ومع اختيارها الابتعاد والسكن في منطقة نائية بعيدة عن الناس... استولت عليها فكرة روح المكان لتقدم منها أدبا مستقى من روح المدينة.