أبو الغيط يحذّر من نقْل السفارة الأميركية إلى القدس

احتضان عربي متجدّد للبنان وعناية دولية بملف النازحين

u0639u0648u0646 u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627u064b u0623u0628u0648 u0627u0644u063au064au0637 u0641u064a u0627u0644u0642u0635u0631 u0627u0644u062cu0645u0647u0648u0631u064a u0623u0645u0633                  (u062f u0628 u0627)
عون مستقبلاً أبو الغيط في القصر الجمهوري أمس (د ب ا)
تصغير
تكبير
شخصتْ أنظار بيروت امس، على مراسم تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي شغلتْ العالم الذي يترّقب سلوك سيّد «البيت الأبيض» بعد تولّيه مهماته رسمياً واذا كان سيعتمد «الديبلوماسية الهائجة» كما أوحتْ تصريحاته في مرحلة الانتخاب وما قبل قسَم اليمين، أم أن «ترامب الرئيس» سيرتدّ الى خطوط «السياسات الهادئة» لا سيما في الملفات الخارجيّة ذات الصلة بـ «الساحات اللاهبة» وبلاعبين إقليميين ودوليين من شأن أيّ خطوة «انفراجية» او «انفجارية» في اتجاه أحدهم او الآخر ان تؤثّر في مسار التوازنات في أكثر من بقعة وحتى في تحديد وجه هذا البلد او ذاك و... «وجهته».

ويبدو لبنان كما غيره من البلدان معنياً بـ «أميركا الجديدة» لما لأيّ مقاربةٍ سيعتمدها ترامب حيال المنطقة من تأثيراتٍ مباشرة على واقعه، هو الواقع على «خط الزلازل» والذي يحتضن في تركيبته السياسية والطائفية مكوّناً هو «حزب الله» الذي يُعتبر من «أذرع» ايران الرئيسة في مشروعها الاستراتيجي التمدُّدي.


ورغم التأثير الكبير لأدوار «الجبابرة» في تحديد المعادلات في المنطقة ومواقع القوة فيها، فإن إشاراتٍ عدّة برزت في بيروت، منذ إنهاء الشغور الرئاسي وتشكيل الحكومة، الى عملية «تحصينٍ» للمظلّة الاقليمية التي ترعى الوضع اللبناني والتي تشكّل السعودية وايران نقطتي الارتكاز فيها، سواء لاعتباراتٍ تتّصل بشعور أحدهما بأن «وهج» ما تَحقّق في سورية مكّنه من استدراج الآخرين الى خياراته ليفاوض انطلاقاً منها على «تسويات بالموازين» نفسها في ساحات أخرى، او لاقتناع الآخر بأن عملية «الحدّ من الأضرار» ونقْل الصراع السياسي ليصبح تحت سقف النظام وليس «على النظام» يشكّل خط «الدفاع الأول» بوجه أيّ محاولةٍ لـ «تسييل» فائض القوة والنفوذ في السلطة، وهو ما يُعتبر المعيار الفعلي لأيّ «انتصار».

وترى دوائر سياسية ان الهواجس التي تنتاب ايران من السياسة التي سيتبعها ترامب حيالها كما من مآل الحرب السورية في ضوء إعلان موسكو «الأمر لي» في مسار الحلّ، يرجّح ان يدفعها لمحاولة مدّ الجسور مع السعودية وهو ما عبّر عنه كلام وزير خارجيتها الأخير حول «الحوار الناجح» بينهما في لبنان والدعوة الى «تعميمه» على سورية، ما يعني ان العناوين الإشكالية في المشهد الداخلي، ولا سيما قانون الانتخاب، ستكون محكومة في النهاية بخواتيم «مضبوطة» تحت سقف مقتضيات «تصفيح» التسوية السياسية التي أتتْ بالعماد ميشال عون رئيساً للجمهورية وزعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري رئيساً للحكومة.

وتتواصل في بيروت مؤشرات احتضان هذه التسوية عربياً في موازاة حرص دولي على حضّ لبنان على استكمال عملية بناء مؤسساته بإجراء الانتخابات في مواعيدها (مايو المقبل)، وسط رصْد لما اذا كان المجتمع الدولي سيلاقيه في تحمُّل عبء النزوح السوري ولا سيما بعد إطلاق الرئيس الحريري «خطة لبنان الاستجابة لأزمة النزوح السوري» في حضور «أصدقاء لبنان» والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ ورؤساء البعثات والمنظمات الدولية وسفراء عرب وأجانب.

وكانت بارزة أمس زيارة الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابو الغيط بيروت حيث التقى عون وهنّأه بانتخابه واجتمع برئيس البرلمان نبيه بري والحريري، وكانت محادثات تطرّقت الى الوضع العربي والتحضيرات للقمّة العربية في عمان في 29 مارس المقبل الى جانب ملف النازحين، دون ان تغيب عنها «تصريحات الرئيس دونالد ترامب في ما خص القدس الشرقية (نقل السفارة الأميركية)»، حيث حذّر ابو الغيط من «عواقب وخطورة أي قرار بهذا الشأن». علماً أن تقارير تحدّثت عن زيارة سيقوم بها وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري للبنان اليوم، وعن ان «أجندة» الزيارات لبيروت تتضمّن محطة لاحقة لمبعوث أميريّ كويتي ناقلاً رسالة شخصية من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى عون تُهنّئه بانتخابه وتدعوه إلى زيارة الكويت.

وفي موازاة ذلك، وفي حين خطفت الأنظار أمس إشارة الانطلاق الرسمية لانجاز ترتيبات اجراء الانتخابات النيابية التي أطلقها وزير الداخلية نهاد المشنوق بتوجيهه كتاباً الى المحافظين دعاهم فيه الى إعطاء تعليماتهم للكشف على مراكز الاقتراع والتثبت من قدرة استيعابها لاجراء الانتخابات والاسراع في انجاز هذه المهمة في مهلة لا تتجاوز عشرين يوماً، لاقت الخطة التي أطلقها الحريري حول أزمة النزوح ارتياحاً كبيراً عكس الحرص الرسمي على متابعة هذا الملف مع المجتمع الدولي وفق خريطة طريق واضحة.

وأعلن رئيس الحكومة في حفل إطلاق هذه الخطة أن لبنان «يحتاج في السنوات الثلاث المقبلة إلى استثمارات جديدة لا تقل عن 8 - 10 مليارات دولار في البنية التحتية»، داعياً المجتمع الدولي الى مساعدة لبنان في المهمة الكبيرة التي يضطلع بها لتوفير ما يلزم لهؤلاء النازحين، ومشيراً إلى ان الأزمة السورية اضحت اليوم واحدة من أقسى الأزمات التي يواجهها لبنان، واصفاً إياها «بالأزمة المعقدة والمدمرة». وتوقّف عند بيانات البنك الدولي التي تُشير في تقديرات اولية إلى أن خسائر لبنان بلغت منذ العام 2012 حوالى 13.1 مليار دولار، منها 5.6 مليار دولار عام 2015.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي