فضل الله حذّر من فتنة تشرب من دماء اللبنانيين وتأكل من لحومهم


| بيروت - «الراي» |
اعتبر المرجع الشيعي العلامة السيد محمد حسين فضل الله «ان الفراغ الذي حصل على مستوى رئاسة الجمهورية لا يصيب طائفة بعينها، ولا تنعكس نتائجه على فريق سياسي معين، بل يصيب اللبنانيين جميعا، ويترك آثاره السلبية على الحياة السياسية اللبنانية برمتها، والتي لم يعد خافيا على أحد أنها دخلت في متاهة صعبة منذ أن طغى التشنج السياسي وحب الاستئثار وروح المغالبة والمشاكسة على روح الحوار وأجواء المصارحة الداخلية، ومنذ أن عملت محاور خارجية متعددة على تشجيع الانقسام الداخلي والضغط المستمر حتى لا تكون المشاركة سبيلا للعودة بالبلد الى جادة الصواب».
وقال فضل الله في نداء وجّهه امس: «المطلوب أن يعود الجميع، وخصوصا المسؤولون السياسيون في هذا الموقع أو ذاك الى ذواتهم ليتساءلوا عن النتيجة، وليفكروا بعقل بارد بعيدا عن كل المراهنات على وعود قد تأتي من هذه الجهة الدولية أو تلك الجهة الاقليمية، وقد عرف اللبنانيون أن هذه الوعود لا دور لها الا أن تثير الفتنة في داخلهم لتشرب من دمائهم وتأكل من لحومهم وتسرق أمنهم السياسي والاقتصادي، ولتذرهم في قبضة الفوضى والدمار».
ودعا «الشخصيات الروحية الى أن تتحمل مسؤولياتها الكبرى في هذا الظرف العصيب، وألا تسمح للحساسيات المذهبية أو عمليات التثقيف الفئوية بأن تجد لها موقعا داخل هذا المذهب أو ذاك».
ودعا «اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وتنوعاتهم السياسية، ألا يستمعوا الى كل من يريد اثارة الفتنة في واقعهم، أو من يدفعهم الى التقاتل والتنازع، لأن الأمر يصل اليهم ولأن الفتنة سوف تسقط الهيكل على رؤوس الجميع». وختم: «السلم الأهلي هو أمانة الله عندكم، فحذار الانزلاق في أي متاهة سياسية قد تقود لمتاهة أمنية».