حوار / طلب العون من الجميع فـ«بعض القضايا تهدد الأمن القومي»

عمر الطبطبائي لـ«الراي»: تجهّزوا لقنابل في ملف المال العام

تصغير
تكبير
«انقلاب سلمي داخل صناديق الاقتراع» ردة فعل الناخب إزاء المجلس المنحل

الحكومة لم ترد تحية الشعب الكويتي وهناك وزراء ممتازون أتمنى ألاّ يتلوثوا

نحلم بوطن أفضل وجاء الوقت لتحقيق هذا الأمر

كشاب عانيت نفسياً وأنا أرى الجميع يتقدم بينما بلدي يتراجع

ديموقراطياً نحن متقدمون في المنطقة... لأننا دولة مؤسسات

تعديل قانون الجنسية محل توافق نيابي وصدام مرتقب مع الحكومة

هناك من يظن أن المواطن يجب أن يعيش مهموماً... لأنه إذا ارتاح فسيلتفت «لهم»

الحريات تراجعت وبعض القوانين تحتاج إلى نسف... فالسجن ليس ثمناً للكلمة
النقابي السابق في الحركة الطلابية إبان دراسته في الولايات المتحدة ثم بريطانيا، والنائب الحالي لمجلس الأمة عمر الطبطبائي يؤكد أنه، وان كان وافداً جديداً على السلطة التشريعية، لم يكن بعيداً جداً، حيث شارك في الشأن السياسي من خلال السلطة الرابعة، ككاتب عمود في الصحافة المحلية.

ويقول عمر الطبطبائي عن ذلك «درست في الولايات المتحدة، وكنت أحد مؤسسي قائمة الوحدة الطلابية التي استطاعت انتزاع اتحاد طلبة أميركا من هيمنة احدى القوائم ذات التوجه الإسلامي طوال 17 عاماً، ثم نفس الأمر حدث عندما ذهبت إلى بريطانيا، حيث ساهمت ومن معي من طلبة في كسر احتكار هيمنة قائمة على اتحاد الطلبة هناك، وبعدها رجعت الى الكويت، وكنت منخرطاً في الشأن المحلي السياسي والتطوعي من خلال منبر الصحافة».

ويسترسل الطبطبائي حول قرار ترشحه الذي لم يكن وليد اللحظة بل وفق خطة عمل منظمة ومدروسة فيقول: «عملت وفق استراتيجية معينة مع مجموعة من المخلصين وهذه الاستراتيجية مستمرة وسنعمل وفق تلك الروح داخل قبة البرلمان لنخرج بشكل غير مألوف عما كان سائداً في العمل البرلماني»، مردفاً: «نحن قادمون للتفكير بحلول وبناء ثقافة ايجابية للتعاطي مع بيت الشعب».

وللطبطبائي زاوية مغايرة ينظر بها نحو المجلس السابق، فهو ينتقده لافتقاده للجانب الرقابي معيباً عليه ذلك بقوله: «المجلس المنحل افتقد للجانب الرقابي ودفع الناس نحو الشعور بعدم الثقة بالبرلمان، ولا ألومهم في ذلك لكن ذلك خلق ردة فعل وهو أمر ايجابي حيث يمكن القول ان المجلس الماضي قدم لنا خدمة كبيرة، قدم لنا (سواد الوجه) بحيث جعل الناس تردد هذا المكان لا يمكن أن نتركه يضيع هكذا».

ردة فعل ايجابية يراها الطبطبائي بقيام الناخبين بدورهم وتغيير النماذج التي لم يعجبهم الاداء البرلماني لهم مشبها الأمر «بالانقلاب السلمي داخل صناديق الاقتراع»، اوصلت مجموعة جيدة للبرلمان.

الطبطبائي النائب

يرى النائب الطبطبائي ان العمل البرلماني يساهم في الفردية و«الفردية لا تسهم في بناء مجتمع ذلك ان العمل البرلماني يحتاج الى عمل جماعي اما ما نملكه فهو عمل قائم على الشخصانية والفردية ونحاول تجاوز ذلك من خلال التعاون على جملة من القضايا المشتركة كأولويات»، ولتغيير ذلك يعتقد هو ان ثقافة الاحزاب قد لا تكون راسخة بعد في المجتمع لكن المضي خطوة في ذلك الاتجاه مطلب وقد يتحقق ذلك من خلال نظام انتخابي قائم على القوائم النسبية وهو الامر الذي يلقى تأييدا لدى شريحة كبيرة من النواب لا سيما الشباب منهم.

وحول مشروع القوائم النسبية الذي يتبناه الطبطبائي ويحظى بتأييد نيابي شبابي يقول «تطور العمل الديموقراطي بات ضرورة، ومشروع القوائم النسبية سيقضي على العمل الفردي، وستوصلنا الى نتيجة التوافق البرلماني وذلك من خلال قيام التشكيل الحكومي على اساس القائمة التي تحظى بأكثرية المقاعد سيتم اختيار الوزراء منها - سواء نواب او غير نواب- وبذلك تصبح خطة الحكومة هي ذاتها برنامج النواب فيما تتحول الاقليات الى معارضة»، ويستدرك «هناك لبس في مفهوم المعارضة لدينا، فالمعارضة هدفها التقويم والاصلاح لا المعارضة من اجل المعارضة فحسب كما لا يوجد شخص معارض دائم، في الديموقراطيات التي تسبقنا نرى الحزب الخامس يتحول الى معارض بشكل تلقائي الى ان يخوض الانتخابات وينجح فيتحول المقابل له الى معارض وهكذا».

إسلامي... ليبرالي

صلة القرابة التي تربط النائب عمر الطبطبائي بابن عمه الدكتور وليد الطبطبائي يراها البعض ايجابية من زاوية كسب تأييد قواعد الدكتور وليد ذات التوجه المحافظ، اما على الجانب الاخر قد تنعكس اراء الدكتور وليد ذات الطابع الجدلي احيانا وتلقي بظلالها على مواقف وآراء النائب عمر الطبطبائي الاقرب الى الليبرالية، حول تلك المفارقة للبس المتوقع يجيب عمر الطبطبائي عن ذلك: «الدكتور وليد ابن عمي وتجمعني به صلة دم وقرابة وهذا مدعاة فخر لي بلا شك، والناخب الكويتي ناخب واع وسيعرف ان للدكتور وليد شخصيته وفكره ولي انا فكري المستقل وشخصيتي، ربما نلتقي بأفكار كثيرة وقد نختلف، وسنعمل وفق قناعاتنا، ولذا فالربط بيننا غير صحيح هنا هو النائب وليد الطبطبائي وانا النائب عمر الطبطبائي، اعمل بروح التعاون مع الجميع مع كل نائب عن اي تيار كان او طائفة».

الطبطبائي المنتمي لجيل الثمانينيات يرى كونه نائباً شاباً بان ذلك لايعني أنه منسلخ عن بقية الشرائح، فهو يرى انه ممثل عن الأمة بأسرها، وكونه شاباً يعطيه امتيازات تتلخص بمروره بما يمر به الشباب من عراقيل ومعوقات واحباطات ويقول عن ذلك: «لابد ان نكون واضحين بهذا الشأن، فكوني نائباً شاباً فإن ذلك لايعني انني بمعزل عن الشرائح الأخرى، فأنا نائب عن الامة بأسرها وامثل الجميع».

«تلك الروح الشبابية التي طغت على البرلمان مع دخول مجموعة كبيرة من النواب الشباب للمقاعد البرلمانية يقابله حكومة هرمة لم تختلف كثيراً عن سابقاتها» حول هذا الامر يقول الطبطبائي: «لا اعتقد ان الحكومة بداية قد ردت التحية للشعب الكويتي، ورغم ان هناك اسماء تغيرت وهناك وزراء نتوسم فيهم خيراً، فإن الفيصل بيننا وبين الحكومة المادة 98 من الدستور بعدما يقدمون رؤيتهم التي ستصل إلينا بعد شهر لنحكم بعدها».

ويكمل: «لا استطيع القول ان الحكومة جاءت مخيبة للآمال لان هناك اسماء ممتازة أتمنى ألا تتلوث».

الطبطبائي الذي اخترق لجنتي التعليم والدفاع عن المال العام في مجلس الامة دوناً عن بقية اللجان يرى ان التعليم يشغل اولوياته كركيزة اساسية رغم انها - كلجنة - لا تحقق «مردوداً انتخابياً» وفق وجهة نظر كثير من النواب ويقول عن ذلك: «قضية التعليم شغلت حيزاً مهماً من اهتمامي لا سيما أن اللجان التعليمية السابقة مخيبة لآمالي وعلى الرغم من انني كان باستطاعتي اختيار لجنة اخرى تخدمني انتخابياً اكثر من التعليمية خصوصاً ان التعليم وحلوله امر لن نجني ثماره الا بعد اعوام وهذا هو صدقي في الموضوع فأنا جئت لأعمل» ويردف: «انا اعمل ضمن فريق وفريقي الحقيقي هو خارج مجلس الامة مع مجموعة من اصحاب الخبرة والكفاءات الوطنية وكلنا نرى التعليم كأولوية لانه لا اصلاح من دون اصلاح التعليم رغم انه موضوع شائك ومعقد».

اما اللجنة الاخرى والتي كانت مثار ازمات متتالية فيراها الطبطبائي - أي لجنة الدفاع عن المال العام - اهم اللجان واكثرها تعقيداً: «هناك الكثير من المواضيع الدسمة وكلها مدعمة بالأدلة والبراهين واكرر نحن اقسمنا بالدفاع عن المال العام في اي قضية وهناك الكثير من اعضاء اللجنة صادقون وجاؤوا بنفس اصلاحي وللعمل واحب ان اقول من خلال (الراي) تجهزوا للقنابل الآتية ونريدكم عوناً لناً، فهناك الكثير من التحقيقات والأمور الشائكة وبعضها يهدد الأمن القومي!».

الوثيقة الاقتصادية وجيب المواطن

تساءل الطبطبائي عن الهوية الاقتصادية للكويت مطالباً الحكومة بالاجابة مؤكداً ان الحكومة لو أنها بحثت عن حلول حقيقية اقتصادية لما لجأت لجيب المواطن بالاساس وقال: «الاعتماد على النفط كمورد هذا ليس اقتصادا».

واردف: «الوثيقة الاقتصادية احدى الأولويات التي سنناقشها برلمانيا خصوصا ان الحكومة امامها حلول وخيارات كثيرة وسهلة وبسيطة دون اللجوء الى جيب المواطن ومسه».

«الجناسي»... توافق نيابي وصدام حكومي

أوضح النائب عمر الطبطبائي أن موضوع «الجناسي» وما يتعلق بها يلقى توافقاً نيابياً كبيرا في حين قد يشكل نقطة صدام مع الحكومة، مبينا أن هناك توجها نيابياً لتعديل قانون الجنسية.

وعن معاناة الشباب قال «كشاب قبل دخولي البرلمانياً عانيت كما عانى ويعاني الشباب من امور كثيرة اهمها العامل النفسي، عندما ارى بلدي يتراجع في شتى المجالات في حين يتقدم الآخرون! عندما ارى انه لا برلمان حقيقياً عندنا، هذا الأمر خلق حالة من الاحباط ودمر العديد من الشباب وساهم في هجرة الكفاءات خارج البلد لاسيما في ظل وجود عروض لهم من الخارج للمبدعين في حين يعانون الاهمال ببلدهم»، مضيفا «عندما اسافر اتحسر على بلدي لانني اعرف ان الكويت بإمكانها ان تكون افضل ولديها الامكانات والكفاءات التي تجعلها الأفضل لكن على ارض الواقع لا شيء من هذا ينجز!».

ولفت إلى أن «الدورة المستندية الطويلة لتأسيس شركة في حين يستغرق الأمر 45 دقيقة في دولة مجاورة كلها امور يريدون بها للشعب الكويتي ان يعيش في هم ظنا منهم ان المواطن لو ارتاح سيلتفت لهم».

وبهذه العبارات لخص الطبطبائي همومه كشاب ضمن الكثير من الشباب الكويتي، معتبرا ان حلم بناء وطن اجمل امر يمكن تحقيقه وسيسعى لذلك.

ورغم جملة الانتقادات والهموم التي قالها الطبطبائي استدرك «من الظلم مقارنة الكويت بغيرها من الدول المجاورة سياسياً، لاننا متفوقون في هذا الجانب، نحن دولة مؤسسات.ويكمل: «ربما الأمر محبط الآن، لكن كويت السبعينيات عندما كانت عروساً للخليج تم بناؤها عبر المؤسسات وهذا هو الأساس الذي نرتكز عليه، اساس قائم على مؤسسات المجتمع المدني وثقافة الكويت المؤسسية، نحن لا نعيش وفق رغبة شخص فتنتهي دولتنا بانتهاء رغبة وعزيمة ذلك الشخص وتنتظر من يأتي بعده، بل نحن دولة قائمة على نظام قانوني ديموقراطي مؤسسي، من هذا الاساس ننطلق وهو اساس صلب، ونستطيع من خلال العمل الجماعي لا الفردي القيام بما هو أفضل».

الحريات تتراجع

في مجال الحريات وتراجعها يؤكد الطبطبائي ان هناك جملة من القوانين بعضها يحتاج الى «نسف» وبعضها الآخر الى «تعديل» معتبرا ان «الاخلاق يجب ان تكون الرادع الحقيقي لأي شخص» فيما رفض ان يكون «السجن ثمنا للكلمة» وان يقوم «القانون بتحييد الحريات مقابل كلمات» مؤكدا انه مع «الحريات ضمن رادع اخلاقي».

وختم اللقاء بقوله: «نحن دائما نردد بأننا نحلم بوطن افضل والآن حان وقت تحقيق هذا الحلم على ارض الواقع.. نحققه بالعمل والاخلاص والتعاون»، معتبرا كرسيه كرسياً لكل صاحب فكر او عمل يريد الخير للبلد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي