رسالتي

لماذا تُحاربون الدين؟

تصغير
تكبير
قبل أن تُحارب الدين والشريعة الإسلامية، هل نظرت إلى أثر هذا الدين على الأفراد والجماعات والأمم التي اعتنقته؟

لقد حوّل الإسلام أهل الجاهلية من رعاة غنم إلى سادة الأمم.


ونقل البشرية من الجري وراء شهوات دنيوية زائلة إلى التطلع إلى النعيم الدائم المقيم.

جاء الإسلام فنشر العدل والمساواة، فأصبح الحبشي والفارسي والرومي يتساوى مع العربي ذي النسب في الحقوق والواجبات، ولا فضل لأحدهم على الآخر إلا بالتقوى.

جاء الإسلام بشريعته الغراء، فحفظ للناس حقوقهم، وأمّنهم على دمائهم وأعراضهم وأموالهم «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».

جاء الإسلام ليعالج القضايا الاقتصادية ومشاكلها، فأحل البيع وحرم الربا، ودعا إلى الصدق والأمانة وحرم الغدر والغش والخيانة.

جاء الإسلام ليحفظ للأسرة استقرارها، فأمر ببر الوالدين، وفي المقابل دعا إلى رعاية الأبناء، حثّ المرأة على طاعة زوجها «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، ودعا في الجهة المقابلة الرجل إلى إكرام المرأة وإحسان معاملتها «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».

لم يكن الإسلام دين جهل وظلام وإنما كان وما زال دين علم ومعرفة فقد رفع الإسلام منزلة العلماء «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» وكان أول ما نزل من القرآن «اقرأ».

ولم يكن الإسلام دين خمول وكسل وإنما دين تعمير وعمل، لدرجة أنه لو قامت القيامة وبيد أحدنا فسيلة نخل ثم كان بمقدوره أن يغرسها قبل أن تقوم الساعة فإن الإسلام يأمره بغرسها!!

لقد بين الإسلام حقوق وواجبات كل فرد في المجتمع بدءاً بالحاكم وانتهاءً بالخادم وجعل الجميع تحت المساءلة الربانية «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته».

حارب الإسلام الفساد بمختلف صوره، وطالب بمحاسبة المفسد أياً كانت منزلته، وأصبح الجميع بمنزلة واحدة في تطبيق الأحكام الشرعية، وصلى الله تعالى على نبينا الكريم القائل «وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها».

الإسلام أعطى المسلم العزة والكرامة، ولم يرضَ له الذلة والخنوع، ولذلك أمره أن يدافع عن نفسه وماله وعرضه، ولو مات دون إحداها فهو شهيد.

الإسلام والدين حياة للفرد والمجتمع والأمة وليس كما حاول الشيوعيون الماركسيون تشويهه بقولهم «الدين أفيون الشعوب».

لذلك نقول لمن يحارب الدين والمناهج الإسلامية، لا تهاجم عزك وفخرك ومجدك.

فرِّقْ بين الإسلام والدّين، وبين ممارسات بعض «الإسلاميين» إن صحّت التسمية.

فخطأ المتديّن أو سوء تطبيقه لمفهوم الشريعة يُحسب ضد صاحبه، لا أن يُنسب للدين والشريعة.

من المؤسف أن يحمل كُره بعض الأفراد والأحزاب للمتديّنين أو الجماعات الإسلامية إلى تأييد الظُلم، ومناصرة الظالم، وتبرير جرائمه!

يتشدق البعض اليوم بالديموقراطية والعدالة والمساواة، فإذا فاز في الانتخابات الحرة النزيهة من يحملون منهج الشريعة وتطبيقها، تمت مهاجمتهم وإقصاؤهم والانقلاب عليهم.

أقول لكل العرب والمسلمين لن تعرفوا طعم العزة والكرامة والنصر إلا بالرجوع إلى منهج الإسلام وشريعته، ورضي الله تعالى عن الفاروق عمر بن الخطاب القائل «نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلّنا الله»

Twitter:@abdulaziz2002
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي