محاسبة النفس


في الحديث الذي رواه الترمذي في سننه عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن رَسُولِ اللهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال -: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأماني». دَانَ نَفْسَهُ: أي حَاسَبَها.
وذكر الإمامُ أَحْمَدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وزنُوهَا قبل أنْ تُوزَنوا، فَإِنَّه أَهونُ عَليكُم في الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ اليوم، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ يومئذٍ تُعرضونَ لا تَخْفَى مِنْكَمْ خَافِية عَلى اللهِ».
وَلِهَذَا قِيلَ: النَّفْسُ كالشَّرِيكِ الْخَوَّانِ إِنْ لَمْ تُحَاسبُه ذَهَبَ بِمَالِكَ.
وَفِي مُحَاسَبةِ النفسِ الاطلاعُ عَلى عُيوبها. ومحاسبة النفس تَحُث الإِنْسَانَ عَلى الأَعْمالَ الصَّالِحةِ. ومحاسبة النفس تُخلِّصُ النَّفْسَ مِن العُجْب بالعَملِ، ومحاسبة النفس تَفْتحُ للإِنْسَانِ بَابَ الذُّلِ والانْكِسَارِ والْخُضُوعِ للهِ، ومحاسبة النفس تَدْعُو الإنسانَ إلى أَنْ يَنْظُرَ فِي حَقَّ الله عليه. وفي محاسبة النفس يَعرفُ العبد أنَّ النَّجاةَ لا تَحْصُلُ إلا بِعَفوِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ.
وَيَنْبَغِي للإنسان أنَّه إذَا حَاسَبَ نَفْسه فَرَآهَا قَدْ ارتكبت مَعْصيةً أَنْ يَتوبَ تَوْبَةً نَصُوحًا، وَيُتْبعُ السَّيئةَ بالْحَسَناتِ التِي تَمْحُوهَا، فقدْ وَرَدَ عَن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «وأَتْبعْ السَّيئَةَ الْحَسَنةَ تَمْحُها».
وقال تعالى -: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر: 19].
قال بعض العلماء عن هَذِهِ الآية: إنَّ مَن غَفلَ عن تَذكُّر الله فَنَسِيَهُ وأَلْهتهُ دُنياهُ عن العملِ للدّارِ الآخرةِ أنساهُ الله نفَسَه التي بينَ جنبيهِ، فلا يَسعىَ لما فيه نَفُعها، ولا يأخُذُ في أسْبابِ سَعَادِتِهَا وإصْلاحِهَا، وهذا مِنْ أعظمِ العُقوبةِ لِلْعَامَةِ وَالخَاصَّةِ.
إنَّ أحوالَ المسلمين توجب التفكُّرَ والتدبُّر والمراجعة والإصلاح، فقد اجتمع عليهم أعداءُ الإسلام، وتفرّقت كلمة المسلمين، وتشتّت آراؤهم، وانتشرت بينهم البدع، وصار بعضُهم يكيد لبعض، وصار بأسُهم بينهم، وكلُّ مسلم يعلم أنَّ سببَ ذلك كلِّه هو تفريطهم في دينهم، فإذا أصلَح المسلمون ما بينهم وبين ربهم أصلح اللهُ ما بينهم وبين الناس وأصلح ذاتَ بينهم، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ) [الرعد: 11].
* دكتوراه في الفقه المقارن وأصول الفقه
وذكر الإمامُ أَحْمَدُ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وزنُوهَا قبل أنْ تُوزَنوا، فَإِنَّه أَهونُ عَليكُم في الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ اليوم، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ يومئذٍ تُعرضونَ لا تَخْفَى مِنْكَمْ خَافِية عَلى اللهِ».
وَلِهَذَا قِيلَ: النَّفْسُ كالشَّرِيكِ الْخَوَّانِ إِنْ لَمْ تُحَاسبُه ذَهَبَ بِمَالِكَ.
وَفِي مُحَاسَبةِ النفسِ الاطلاعُ عَلى عُيوبها. ومحاسبة النفس تَحُث الإِنْسَانَ عَلى الأَعْمالَ الصَّالِحةِ. ومحاسبة النفس تُخلِّصُ النَّفْسَ مِن العُجْب بالعَملِ، ومحاسبة النفس تَفْتحُ للإِنْسَانِ بَابَ الذُّلِ والانْكِسَارِ والْخُضُوعِ للهِ، ومحاسبة النفس تَدْعُو الإنسانَ إلى أَنْ يَنْظُرَ فِي حَقَّ الله عليه. وفي محاسبة النفس يَعرفُ العبد أنَّ النَّجاةَ لا تَحْصُلُ إلا بِعَفوِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ.
وَيَنْبَغِي للإنسان أنَّه إذَا حَاسَبَ نَفْسه فَرَآهَا قَدْ ارتكبت مَعْصيةً أَنْ يَتوبَ تَوْبَةً نَصُوحًا، وَيُتْبعُ السَّيئةَ بالْحَسَناتِ التِي تَمْحُوهَا، فقدْ وَرَدَ عَن النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: «وأَتْبعْ السَّيئَةَ الْحَسَنةَ تَمْحُها».
وقال تعالى -: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر: 19].
قال بعض العلماء عن هَذِهِ الآية: إنَّ مَن غَفلَ عن تَذكُّر الله فَنَسِيَهُ وأَلْهتهُ دُنياهُ عن العملِ للدّارِ الآخرةِ أنساهُ الله نفَسَه التي بينَ جنبيهِ، فلا يَسعىَ لما فيه نَفُعها، ولا يأخُذُ في أسْبابِ سَعَادِتِهَا وإصْلاحِهَا، وهذا مِنْ أعظمِ العُقوبةِ لِلْعَامَةِ وَالخَاصَّةِ.
إنَّ أحوالَ المسلمين توجب التفكُّرَ والتدبُّر والمراجعة والإصلاح، فقد اجتمع عليهم أعداءُ الإسلام، وتفرّقت كلمة المسلمين، وتشتّت آراؤهم، وانتشرت بينهم البدع، وصار بعضُهم يكيد لبعض، وصار بأسُهم بينهم، وكلُّ مسلم يعلم أنَّ سببَ ذلك كلِّه هو تفريطهم في دينهم، فإذا أصلَح المسلمون ما بينهم وبين ربهم أصلح اللهُ ما بينهم وبين الناس وأصلح ذاتَ بينهم، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مّن دُونِهِ مِن وَالٍ) [الرعد: 11].
* دكتوراه في الفقه المقارن وأصول الفقه