الفروق كثيرة بين الأفراد والمجاميع وحتى على مستوى الدول، لكن الثابت ان غياب الحس الإنساني هو العامل المشترك الذي نجده حاضرا بين الجميع... الكل من دون استثناء.
هناك أسباب قد تكون الظروف عاملاً مساعداً في تأصل بعض الخصال لدى الأفراد أو المجاميع، لكن حب الاستحواذ في السنوات القليلة الماضية هدف رسمته الأغلبية على المستوى المحلي والعالمي كذلك. وبما إن الخارطة السياسية مزعجة ولا أرغب في الولوج إليها لسبب بسيط وهو إنها مبنية على الكذب وتصوير الكذب على إنه حقيقة ولا سيما في الجوانب الإنسانية التي راحت ضحيتها شعوب لم تمتلك حق تقرير مصيرها أو حتى إبداء الرأي في المجريات ومن هو أحق في قيادة زمام الأمور.
لذلك فالتركيز على جانب الأفراد في مجتمعنا يعتبر الأساس لأن صلاحهم هو صلاح للشعوب في المستقبل... إنها رؤية تهدف إلى تغيير الثقافة التي تفتح الباب على مصراعيه لإحداث نقلة نوعية في طريقة إدارتنا لذواتنا ومؤسساتنا.
خذ عندك التعليم على سبيل المثال، وهو الأهم على الإطلاق لإحداث أي تغيير في المجتمع? فوزير التربية د. محمد الفارس أعطى الأولوية لإعادة الثقة في المؤسسة التعليمية? والتركيز على المعلم والبحث في استخدام أجهزة التشويش الحديثة... أين هي المناهج وكيف نبني الثقة في المؤسسة التعليمية ونركز على المعلم وبعض البرامج لا يعلم عنها كثير من الأساتذة المعنيين بالأمر؟
ومن هذا المثال? في مثل هذا اليوم بحثت وزارة التربية وضع الكاميرات? الفلاش ميموري? الأي باد? التابلت والفصول النموذجية ورأي المعلم من أصحاب الخبرة الطويلة قلما نجد له مكانا... ولن تصلح الحال ما دمنا في دوامة التجربة الغير مبنية على أسس علمية وأطر وأهداف تفهم ثقافتنا من أبناء جلدتنا إلا إذا كان «مزمار الحي لا يطرب» كما يقولون!
وفي مثل هذا اليوم... قد يكون الإسبوع القادم، الشهر القادم، العام المقبل أو بعد سنوات? سنؤكد للجميع ان تحسين مستوى التعليم وتطبيق المناهج المتطورة هو الأساس في تحديث الإصلاح المراد بلوغه في الأفراد ومؤسسات الدولة، وأعني هنا تغييرا بعيدا عن البنك الدولي وغيره من المؤسسات التي لا تفهم ثقافة شعوبنا.
التغيير يبدأ من إعادة الثقة في المعلم والمؤسسة التعليمية، بحيث تأتي الاقتراحات من أسفل الهرم لا أن تسقط من أعلاه عبر البنك الدولي أو غيره من الجهات. عودوا إلى المعلم وأصحاب الخبرة ومن المتقاعدين من المجال التربوي (الذين أجبروهم على التقاعد ) فهم يعرفون الأسباب الحقيقية وراء تدني مستوى التعليم ومؤسساتنا التعليمية.
النهوض بالتعليم هو المفتاح للتغيير... وهناك برامج تربوية محترمة: فلماذا لا نقوم بتطبيقها؟
وهناك معلمون من الكفاءات تستدعي الضرورة الاستعانة بهم. أما المعلم الذي ينظر للتعليم كوظيفة فهذه النوعية يجب أن تستبعد لأن لها تأثيرا مباشرا في تدني مستوى التعليم.
إن التغيير يبدأ من التعليم وهو برنامج يجب أن ترعاه الدولة وأن لا يتأثر برؤية وزير خصوصا وان الوزراء لدينا كثر بحكم التقلبات السياسية والتشكيلات الوزارية المستمرة.
نريد عملا مؤسسيا? نريد اهتماما بالمعلم والمؤسسة التعليمية مع التركيز على خصوصية ثقافتنا وحاجة الأفراد إلى التثقيف الصالح الذي وإن أوجدناه عبر برامج/مناهج تعليمية متطورة فإننا سننعم بمجتمع فيه الإنتاجية معيار للقياس والمردود الثقافي محصلة نلمس جوانبها عند مناقشة الطالب بدءا بمرحلة رياض الأطفال إلى ما بعد المرحلة الجامعية مرورا بالابتدائية والمتوسطة والمرحلة الثانوية.
فمتى يأتي اليوم الذي نقول فيه... في مثل هذا اليوم كان التعليم محل تجارب وقضينا على سلبياته برسم إستراتيجية دولة للتعليم ثابتة تهتم بالنشء والمراهق وفيها المعلم والبرامج المتطورة والمؤسسات التعليمية أركان لا تمس ولا يسمح لأي طرف خارجي في رسم مستقبله وإن تغير الوزير.
من هنا تبدأ عملية إصلاح الأفراد وثقافة الجموع التي ستقود كويت الغد... والله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi