حوار / «هناك انحدار كبير في الكلمة واللحن على حدّ سواء»

عبود خواجة لـ «الراي»: من يتوهَّم نفسه على القمة... سيهوي سريعاً!

u0639u0628u0648u062f u062eu0648u0627u062cu0629
عبود خواجة
تصغير
تكبير
رغم تراجعه يبقى الفن الكويتي مدرسة رائعة ومتربعاً على عرش الأغنية الخليجية

هناك من يستمع إلى الأغنية للمتعة والبعض للرقص... وآخرون يبحثون عن الكلمة

لا أُصنِّف نفسي مطرب اليمن الأول... بل أرى أنني لا أزال في بداياتي

أرفض المشاركة عضواً في لجنة تحكيم... لأنني لستُ أكاديمياً ولا مُخولاً تقييم غيري
التواضع المحسوب... هو الوجه الآخر للفن الحقيقي!

والمطرب اليمني عبود خواجة يجمع - بتوازن يُحسَد عليه - بين مسيرة إبداعية تمتد على مدى ثلاثين عاماً وتواضع جمٍّ يجعل منه مثلاً يُحتذَى للفنانين الشباب!


«لا أزال بعد مسيرتي الطويلة أرى أنني في البدايات»، يقول خواجة: «كما لا أصنف نفسي بأنني المطرب الأول في اليمن»!

«الراي» تحاورت مع خواجة، الملقَّب بـ «ربان الجنوب»، ليعرب عن اعتقاده «أن الفنان الذين يعتقد أنه وصل إلى القمة سيهوي عاجلاً لا محالة»، مفصحاً عن جديده المقبل، «المتمثل في أغنيتين: الأولى ستكون (دويتو) مع الفنان حسن الحسن، والأخرى ذات لون حضري»، ومؤكداً أهمية المواقع الإعلامية في الانتشار، ومشيراً إلى أنه سيعتمد عليها في الخطة الآتية لترويج أعماله الجديدة، وكاشفاً النقاب عن امتلاكه حساباتٍ في تلك المواقع، لكنه لا يديرها بشكل شخصي، موكلاً المهمة إلى صديق له يخبره بكل استفسارات وأسئلة المعجبين والصحافة.

وتطرّق خواجة إلى حزمة من القضايا الأخرى عديدة، منها ميله الحالي إلى تقديم الأغاني «السنغل» بعيداً عن أجواء الألبومات التي يرى «أنها لم تعد تجدي نفعاً كما كانت في السابق بسبب (القرصنة) التي تتعرض لها الألبومات التي تُسرَّب إلى الشبكة العنكبوتية، مما يؤدي إلى خسارة شركات الإنتاج»، واصفاً الأصوات الشبابية التي تنتشر بكثرة على الساحة بأن «أغلبها أصوات جميلة وتستحق الظهور في السوق»، ومُصراً على استثناء قرابة 3 في المئة يحاولون فرض أنفسهم بغير وجه حق، وعزا إلى هؤلاء ما وصفه بـ «الانحدار على صعيدي الكلمة واللحن»... إلى جانب مواقف أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور:

• فلنبدأ من المستقبل، ما جديدك الغنائي الآتي؟

- هناك أغنيتان ستُطرحان مع نهاية العام، الأولى ستكون عبارة عن «دويتو» مع الفنان حسن الحسن بعنوان «سحر موسى»، أما الثانية فهي بعنوان «يا بخت من هو» ذات لون حضرمي، لكن بفكرة جديدة ومقامات مختلفة ولعبة جميلة من ألحان حسن الحسن، وعندما سمعتُها للمرة الأولى نالت إعجابي فطلبتها منه.

• الأغاني «السنغل» والألبومات... لأي منها الصدارة اليوم من وجهة نظرك؟

- هذه الأيام هي سوق الأغاني «السنغل»، ولم تعد الصدارة للألبوم كما كانت في السابق، حيث إن أغلب الفنانين يطرحون ألبوماً غنائياً من أجل أن يتعاونوا مع عدد من الشعراء المخضرمين والملحنين أيضاً، فبقاء الألبوم مرتبط ببقاء الدعم المقدم له من شركات الإنتاج، أما الأغنية «السنغل» فجهدها أقل وتركيزها أعمق، وبالتالي فرصة نجاحها وانتشارها أكبر، وفي الواقع هناك العديد من الفنانين الشباب ممن حققوا شهرة كبيرة فقط من خلال أغانيهم «السنغل» التي يطلقونها بين الحين والآخر.

• هل تصنّف نفسك مطرب اليمن الأول؟

- كلا أبداً، لا أصنف نفسي مطرب اليمن الأول، بل أرى نفسي، رغم مسيرتي الطويلة في الفن، لا أزال في بداياتي، ولعلمك أنا شعاري أن من يعتقد من الفنانين أنه وصل إلى القمة لا شك أنه سيهوي عاجلاً، وبأسرع مما يتصور، مهما كانت إمكانياته عالية، وأنه كذلك سيواجه مشكلة في الحفاظ على القمة التي يعيش فيها.

• كثرة ظهور المغنين في الساحة الغنانية كل يوم... هل تراه أمراً إيجابياً؟

- أرى أن أغلب الأصوات الموجودة في الساحة الغنائية جميلة وتستحق الظهور في السوق، لكنني أرى ضرورة أن أستثني بعضهم، وهم لا يتجاوزون نسبة 3 في المئة، وهؤلاء يحاولون فرض أنفسهم من دون أن يمتلكوا أصواتاً جميلة أو إمكانات إبداعية تؤهلهم للظهور على الساحة. لكن المشكلة الحاصلة هي في سوء اختيار الأعمال على صعيد اللحن والكلمة، حيث أصبح هناك انحدار كبير في مستوى الكلمة واللحن على حدّ سواء، فترى المغني الشاب يبحث عن أي كلام ولحن فقط للوصول إلى النجومية التي يطمح إليها من دون اكتراث بمعايير الفن الأصيل والحقيقي، وهذه ثقافة خاطئة يعيشها الكثيرون.

• هل تعتقد بوجود مجاملات في برامج المسابقات الغنائية المنتشرة في الآونة الأخيرة؟

- للتوضيح جميع هذه البرامج إنما هي برامج تجارية تديرها شركات تبحث عن الربحية، ولذلك تبني خططها على كيفية أن تغسل عقول المشاهدين دافعةً إياهم إلى المشاركة في التصويت لمشترك ما، لكن في المقابل لا أنكر أنها قدمت العديد من الأصوات الجميلة في الساحة الغنائية، برغم وجود نوع من المجاملات في مرحلة من المراحل التي قد تمنح فرصة لأصوات لا تستحق النجاح بسبب محسوبيات معينة مثل اختيارات سياسية أو دعم لدولة معينة في أيام أزمة، على حساب أصوات أخرى كانت تستحق الفوز وبجدارة، ومن وجهة نظري هذا هو الظلم بعينه.

• لو عرض عليك أن تكون عضواً في لجنة تحكيم أحد تلك البرامج، فهل توافق أم ترفض؟

- أرفض المشاركة، لأنني لستُ أكاديمياً أو مخولاً تقييم غيري من المواهب الشابة، برغم مسيرتي الفنية طوال ثلاثين عاماً، بل هناك أناس أكاديميون متخصصون في عالم الموسيقى والصوت هم الأجدر والأحق بالحضور في تلك اللجان لاختيار الأفضل والأنسب بصورة صحيحة. كما أنني لا أقتنع مطلقاً بمسألة حضور مطرب ما كعضو لجنة تحكييم - مع احترامي وتقديري لكل زملائي الذين لهم تجربة سابقة أو حالية - فهل لأنه نجم ويمتلك صوتاً جميلاً أصبح بإمكانه التقييم؟! لكن كما ذكرت سلفاً بما أن تلك البرامج تعتبر تجارية بالدرجة الأولى فيجب عليها اختيار نجوم ضمن لجان التحكيم من أجل إبهار المشاهد وإثراء البرنامج بشكل عام، فأقترح عليهم أن يضيفوا إلى اللجنة على الأقل اثنين من الأكاديميين المتخصصين في الموسيقى ليكون هناك إنصاف في الاختيار من دون أي ظلم.

• لم نشهد أن لك أي مشكلة داخل المجال الغنائي أبداً... هل لهذه الدرجة أنت مسالم؟

- أعتبر نفسي صديقاً لكل المجال الفني والغنائي، والجميع أحبابي وإخواني، لذلك أنأى بنفسي عن المشاكل وأحاول ألا أزج اسمي في أي أمر مثير للمتاعب، أو أن أجرح أحداً بكلمة، ولهذا أجد المعاملة الجميلة ممن حولي.

• ما الذي يعنيه لك الفن الكويتي؟

- الفن الكويتي مدرسة رائعة، وهو متربع على عرش الأغنية الخليجية بلا شك، غير أنه في الآونة الأخيرة بات يتراجع إلى الوراء لو قارناه بعهد الثمانينات. ولو أخذناه بالمنظور العام فترى أن الإعلام الكويتي بأكمله قد تراجع مقارنة بجيل الثمانينات، حيث إنني أذكر كيف كان تلفزيون الكويت متربعاً في القمة على مستوى الخليج العربي كله، فلم نكن نعرف أي برامج فنية وموسيقية وأكاديمية إلا من خلال شاشته، لكن اليوم ومع وجود القنوات الخاصة المنافسة التي وصلت إلى القمة بجدارة، بقي تلفزيون الكويت جالساً في مكانه من دون أي تقدّم، ما جعله في الوراء يعيش في هاجس الثمانينات بلا أي محاولة للتطوير من نفسه، وهذه هي حال الموسيقى والفن الكويتيين أيضاً بشكل عام. نعم، مع الأسف أصبح يعاني وعكة صحية خطيرة وانحداراً في مستوى الكلمة واللحن.

• هل يمكن أن نلوم المستمع لأنه شريك في إنجاح من لا يستحقون النجاح؟

- في النهاية الجمهور ينقسم إلى عدّة أقسام، إذ هو ليس شريحةً واحدة من الناس يستمعون إلى الأغنية لكي تؤثر في وجدانهم، فهناك جانب من الجمهور يستمع للأغنية بهدف الاستمتاع، بينما آخرون يستمعون من أجل الرقص على إيقاعها، في حين يسعى البعض إلى الاستمتاع بالكلمة، وبهذا ترى كل واحد منهم يمتلك ذوقاً خاصاً به ومغايراً للآخرين، ومن ثم لا يمكننا لومهم في الحال التي وصل إليها الفن، لأننا لو امتلكنا إشرافاً على ما يطرح في السوق، لما كنّا وصلنا إلى هذه المرحلة من الأساس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي