أعمدة أو سياج... أو ربما شجر


اليوم في ذكر الشجر وعلى إثره، تُسرع كالضوء المُروّض، تحيل الأعمدة إلى سياج، والسياج إلى رصيف، والرصيف إلى محطة، والمحطة إلى فكرة، والفكرة إلى احتمال!
أنت ترى، ذلك الشاهق المنتصب المرقم، فتفخر بلاشيء، تفخر أنك رقم ما، تأمل، ترجو، وتخاف من نفسك كثيرا، لكنك ترتعش، ترى الشاهق مرة أخرى، عمودا في عين الشمس المهشمة، أو ربما شجرة لبخ وردي تزهر بالحمرة!
ليست أعمدة وحسب، ليست أعمدة مجردة، ليست أعمدة بالتأكيد، كأنها محامل البيارق، كأنها... أقوام حزانى فرغوا من مراسمهم ووقفوا لتحية المُشاة، كأنها... ملائكة شهود!
وكأنك...
ساعٍ قديم، لا يتقن- بينها- فن العبور، لا يعرف كيف يجتاز أوطانا بطعم التمر ورائحة الحنين، كأنك صرت هنا من ألف عام، كأنك باق هنا ألف عام، كأنك حصاة تقبل سعي الأقدام!
فها... تجتاز السياج، تطرق، تنظر للأعمدة مليا، تغطس في الصورة، تقول لعمود المسار الأخير:
عمّدني في ماء الدمعة الأولى.
أنت ترى، ذلك الشاهق المنتصب المرقم، فتفخر بلاشيء، تفخر أنك رقم ما، تأمل، ترجو، وتخاف من نفسك كثيرا، لكنك ترتعش، ترى الشاهق مرة أخرى، عمودا في عين الشمس المهشمة، أو ربما شجرة لبخ وردي تزهر بالحمرة!
ليست أعمدة وحسب، ليست أعمدة مجردة، ليست أعمدة بالتأكيد، كأنها محامل البيارق، كأنها... أقوام حزانى فرغوا من مراسمهم ووقفوا لتحية المُشاة، كأنها... ملائكة شهود!
وكأنك...
ساعٍ قديم، لا يتقن- بينها- فن العبور، لا يعرف كيف يجتاز أوطانا بطعم التمر ورائحة الحنين، كأنك صرت هنا من ألف عام، كأنك باق هنا ألف عام، كأنك حصاة تقبل سعي الأقدام!
فها... تجتاز السياج، تطرق، تنظر للأعمدة مليا، تغطس في الصورة، تقول لعمود المسار الأخير:
عمّدني في ماء الدمعة الأولى.