فالون يحذّر: بوتين ليس صديقاً لنا

قلق بريطاني من مواقف ترامب حول اسكوتلندا وروسيا

تصغير
تكبير
كشف التحذير الذي وجهه وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وطاقم إدارته، الذي ما زال في طور التشكيل، بسبب توجهاتهم الجديدة نحو روسيا أن «هناك خلافاً جدياً في العلاقات بين بريطانيا والإدارة الجديدة للحكم في الولايات المتحدة»، فيما يرى مراقبون سياسيون أن الخلاف بينهما أوسع بكثير من الموقف من روسيا الذي ينذر بتحولات كبيرة في العلاقات الدولية ويهدد استمرار السياسة الصدامية التي تنتهجها الحكومة البريطانية تجاه موسكو وغيرها على الساحة الدولية.

ففي لقاء تلفزيوني له، اول من امس، أبدى فالون قلقه من توجه ترامب نحو روسيا ورغبته في إعادة بناء علاقات جديدة مع موسكو، وقال: «بوتين ليس صديقاً لنا»، وأعرب عن رغبته في مواصلة العمل مع شركاء بريطانيا في الحلف الأطلسي «على مواجهة» ما سمّاه «العدوان الروسي» وأضاف، أن هذا الأمر يعني أنه «لا يمكن معاملة روسيا على أساس أنها مساوية لنا. فروسيا هي منافس استراتيجي لنا في الغرب وعلينا أن نفهم هذا جيداً». وأكد أنه «لا يمكن أن نتعامل مع روسيا في شكل طبيعي، أو نزيد من حجم تعاملنا التجاري معها». فالتوجه الأميركي الجديد يُزعج لندن التي تنتهج سياسة صدامية شديدة تجاه موسكو ويجعل بريطانيا مكشوفة أمام روسيا.


وكان عسكريون بريطانيون متقاعدون أعربوا عقب فوز ترامب في الانتخابات الشهر الماضي عن مخاوفهم تجاه مستقبل الحلف الأطلسي على أثر تصريحات أطلقها ترامب أوحت بأنه لا يريد استمرار الحلف، لكن ما قاله فالون الأحد هو أول مرة يتحدث فيها مسؤول رسمي بريطاني برتبة وزير دفاع بهذه اللهجة.

وأثار التوقيت الذي صدرت به تصريحات فالون تساؤولات عدة، خصوصاً وأنها جاءت غداة الكشف عن أمرين مهمين، الأول هو الاتصال الهاتفي الذي أجراه ترامب الجمعة مع نيكولا ستيرجون، الوزيرة الأولى للحكومة المحلية في إقليم اسكوتلندا، في لفتة لها مغزى سياسياً كبيراً وتثير قلقاً شديداً لدى الحكومة البريطانية من أن تكون لدى ترامب نوايا لدعم انفصال اسكوتلاندا عن بريطانيا.

والثاني أن ترامب برّأ موسكو السبت الماضي من تهمة التدخل في الانتخابات الأميركية، وأعلن أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إي» هي التي تقف وراء تسريب الرسائل الإلكترونية ضد هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة، وسحب بذلك ورقة مهمة من يد بريطانيا كانت تستخدمها في صدامها مع روسيا واتهامها موسكو بأنها تشن حرباً إلكترونية على الغرب، ما زاد في مخاوف البريطانيين من توجهات ترامب نحو روسيا.

لكن يبدو أن الاتصال المفاجئ لترامب مع ستيرجون هو الأكثر إزعجاً للمسؤولين في لندن، وأعاد إلى الأذهان العلاقة القوية بين ترامب واسكوتلندا، حيث أن والده ألماني ووالدته ماري آن ماكليود، التي توفيت عام 2000 عن 88 عاماً، كانت اسكوتلندية، ما عزز روابط ترامب مع هذا الإقليم الذي يسيطر على حكومته المحلية الحزب القومي الاسكوتلندي الذي يواصل المطالبة بانفصال الإقليم عن بريطانيا، رغم تصويت الاسكوتلنديين بغالبية ضئيلة لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة في الاستفتاء الشعبي الذي أجري في الإقليم العام 2014.

وما يقلق الحكومة البريطانية أنه رغم وقوف ترامب على الحياد أثناء حملة الاستفتاء الشعبي على مستقبل اسكوتلندا، إلا أنه لم يتوقف عن الإعراب عن حبه للاسكوتلنديين وقال عقب الاستفتاء أنه بسبب هذا الحب أقدم على بناء ميدانين للعبة الغولف في اسكتلاندا، وقال: «تعرّفت على الشعب الاسكوتلندي من أمي. فالشعب الاسكوتلندي مثير للدهشة، وكان من المفروض طرح مسألة الانفصال على الشعب ليقرر فيها». وكشف أنه كان موجوداً في اسكوتلندا في اليوم الذي جرى فيه الاستفتاء. وأوضح: «لكنني لم أقف إلى جانب أي طرف، إذ كانت تلك فترة مقيتة، ولا أعتقد أن الاسكوتلنديين سيخوضون هذه التجربة مرة أخرى، لكن من المحتمل أن يقول الشعب الاسكوتلندي شيئاً آخر».

فهذه الجملة الأخيرة التي لفظها ترامب تكشف عن موقف غير حازم من جانبه تجاه محاولات الحزب القومي الاسكوتلندي إعادة الكرّة وإجراء استفتاء جديد حول الانفصال عن بريطانيا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي