لندن تجري تحقيقا حول «مؤامرة إرهابية كبيرة»

أول «استشهادي» إنكليزي يعترف بأنه خطط لقتل أكبر عدد ممكن من الناس

تصغير
تكبير
| لندن - من إلياس نصرالله |
أثار أول «استشهادي» انكليزي، نك رايلي (22 عاماً)، ضجة واسعة لدى اعترافه أمس، أمام الأولد بيلي، المحكمة الجنائية الكبرى، بأنه كان ينوي تفجير نفسه وقتل أكبر عدد ممكن من الناس في الهجوم الفاشل الذي نفذه في مطعم «الزرافة» في مدينة اكزيتر الساحلية جنوب بريطانيا واصابته بجروح بليغة في وجهه ويديه أثناء معالجته للعبوة الناسفة داخل حمام المطعم في مايو الماضي.
وكانت تقارير تحدثت في الماضي، عن أن رايلي الذي اعتنق الاسلام أخيراً «مختل عقلياً»، الأمر الذي كان من شأنه أن يعفيه من المحاكمة على أساس أن القانون لا يجيز محاكمة المختلين عقلياً ويوصي بمعالجتهم في المصحات الخاصة بالأمراض العقلية.
لكن هذا الادعاء سقط أمام الفحوصات التي أجريت على رايلي الذي غيّر اسمه في العام الماضي ليصبح محمد عبدالعزيز رشيد سعيد عالم، بعد اعتناقه الاسلام قبل خمس سنوات، وفاجأ المحكمة والادعاء العام باعترافاته أنه استخدم شبكة الانترنت من أجل الحصول على معلومات عن كيفية تركيب المتفجرات من مواد متوافرة في الأسواق، وأنه خطط لتفجير العبوات الثلاث التي ركّبها بنفسه بعد خروجه من حمام المطعم وسط الزبائن الذين كانوا يتناولون وجباتهم في المكان.
ووفقاً لخبراء في المتفجرات استشهد الادعاء العام بأقوالهم في لائحة الاتهام، فان العبوات المتفجرة التي أعدها رايلي كانت من القوة لدرجة أنها لو انفجرت، كما كان مخطط لها، لأحدثت ضرراً كبيراً وحطمت زجاج المحلات التجارية والمباني في محيط المطعم.
ومع أن المحكمة انعقدت في مقر اولد بيلي وسط لندن، الا أن رايلي لم يمثل أمامها مباشرة، بل عبر شاشة تلفزيونية في نقل حي من سجن بيلمارش لعتاة المجرمين، الواقع جنوب شرقي لندن. ووفقاً لوكيل الدفاع، أجرى المتهم صفقة مع الادعاء العام اعترف رايلي بموجبها بتهمتين رئيسيتين مقابل موافقة الادعاء على اسقاط تهمتين أخريين عنه. وباعتراف رايلي بالتهم، انتفت الحاجة لسماع الشهود من الطرفين، الادعاء والدفاع، ومن المنتظر أن تصدر المحكمة قرارها وحكمها عليه في نوفمبر المقبل.
ومع أن رايلي اكتسب شهرة واسعة كأول استشهادي انكليزي مسلم في تاريخ بريطانيا، الا أنه كان معروفاً في شكل واسع، وفقاً للمواطنين في مدينة بلايموث، مسقط رأسه، بقامته الطويلة وبنيته المتينة التي يتذكرها الجميع. وكان مقيماً في شقة صغيرة مع والدته لوحدهما بعد تورط أخيه لوق (20 عاماً) بأعمال عنف أدخلته السجن.
ووفقاً لجيران في الحي الذي كان يقيم فيه، ارتاد رايلي مقهى للانترنت، تعتقد الشرطة أن من خلاله أقام علاقات صداقة مع مجموعة من الأصوليين المتطرفين. ووفقاً للائحة الادعاء لم يثبت وجود صلة بين رايلي وأي من أبناء الجالية الاسلامية في مدينة بلايموث، في ما يتعلق بمخططه الاستشهادي. اذ ساد الاعتقاد أنه اعتنق الاسلام بتأثير من أصوليين مقيمين في الحي الذي كان يقيم فيه في بلايموث. لكنه في التحقيق اعترف رايلي أن كراهية شديدة للغرب نمت في نفسه من خلال الحوارات التي أجراها مع أشخاص لم يلتق بهم أبداً سوى على شاشة الكمبيوتر.
ووفقاً لأحد الجيران بلغ التطرف لدى رايلي حداً جعل معه صورة برجي مركز التجارة العالمي وهما يحترقان في هجمات 119 المنظر الدائم على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص به. كما بدا تأثر رايلي بالفكر الأصولي واضحاً من خلال الرسالة التي تركها لوالدته في الشقة والتي أبلغها فيها أنه ذاهب لتنفيذ عملية انتحارية. في تلك الرسالة، أثنى رايلي على «الشيخ أسامة» بن لادن، زعيم تنظيم «القاعدة»، ودعا فيها الحكومتين البريطانية والأميركية لسحب قواتهما من البلدان الاسلامية، وقال إنه ينبغي بالدول الغربية أن تسحب دعمها لاسرائيل، محذراً من أن الناس ستواصل أعمال العنف الى أن يتم «اصلاح الخلل».
وختم الرسالة بمقولة «اننا نحب الموت مثلما تحبون الحياة» التي اشتهرت بأنها لبن لادن ويتداولها الأصوليون كثيراً.
ووفقاً للائحة الادعاء، أصيب المحققون الذين استجوبوا رايلي وهو على فراشه في المستشفى الذي نقل اليه، بعد اصابته في التفجير، بصدمة شديدة وهم يستمعون اليه وهو يتحدث بثقة وهدوء عن سبب قيامه بهذا العمل الارهابي.
واستشهد الادعاء العام بأقوال أحد ضباط التحقيق الذي قال «أبلغنا أنه ينوي الاستشهاد وقتل الآخرين الذين كانوا موجودين في المطعم. وحسب أقواله، فعل ذلك رداً على قمع المسلمين في جميع أنحاء العالم، ورداً على الأحداث العالمية في السنوات الأخيرة».
من ناحية ثانية، (ا ف ب)، اعلن وزير الدولة البريطاني لشؤون مكافحة الارهاب لورد الان وست، الثلاثاء، ان اجهزة الاستخبارات تحقق في «مؤامرة ارهابية كبيرة». وقال خلال نقاش حول قانون مكافحة الارهاب في مجلس اللوردات، «هناك مؤامرة جديدة كبيرة جارية ونحن نراقبها»، من دون ان يعطي تفاصيل اضافية.
واضاف ان «بعض التدابير التي اتخذناها خلال الاشهر الـ 15 الاخيرة اعطتنا امنا، الا ان هذا لا يعني اننا في امان». وتابع، «التهديد كبير. تراجع بعض الشيء، الا انه ارتفع مجددا».
وذكر ان التهديد الارهابي حاليا في بريطانيا يصنف «خطرا»، اي درجة واحدة فقط اقل من المستوى الاعلى.
وعلقت ناطقة باسم وزارة الداخلية على كلام الوزير، «قلنا بوضوح وباستمرار ان هناك مؤامرات كثيرة واننا نحقق في مجموعات وافراد. لكننا لا نعطي تفاصيل حول مؤامرات محددة او حول افراد».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي