حضّ أعضاء المجلس على وضع مصلحة الكويت نصب أعينهم وجعلها المعيار الأول
الأمير: اتخاذ إجراءات فعّالة لمعالجة عجز الموازنة والحرص على التخفيف عن كاهل محدودي الدخل

الأمير محيياً الحضور في الجلسة الافتتاحية (تصوير نايف العقلة)

سمو الأمير وولي العهد يتوسطان أعضاء مجلسي الأمة والوزراء في صورة تذكارية




ما أفرزته الانتخابات من وجوه شابة طموحة تثير مشاعر الأمل والتفاؤل وتعزز الطاقة المتجددة لبناء وطننا
أدعو إخواني وأبنائي المواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة وشق الصف
للقطاع الخاص دور فاعل في برنامج الإصلاح الاقتصادي
ملتزمون بنهجنا المعتدل المعهود كجسر سلام ومحبة من أجل التقدم البشري وخير الإنسانية
آن الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي
زيارة خادم الحرمين تعكس عمق روابط الأخوة والمودة والتضامن الوثيق في مواجهة المصاعب والمحن
ضرورة زيادة الاهتمام برعاية الشباب وتحصينهم ضد التطرف والفكر المنحرف
تعزيز روح العمل الجماعي وفتح أبواب المستقبل أمام الشباب
تطوير خدمات الصحة والإسكان والبنى التحتية وضرورة تحديث مناهج وأساليب التعليم
أدعو إخواني وأبنائي المواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة وشق الصف
للقطاع الخاص دور فاعل في برنامج الإصلاح الاقتصادي
ملتزمون بنهجنا المعتدل المعهود كجسر سلام ومحبة من أجل التقدم البشري وخير الإنسانية
آن الأوان للانتقال إلى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي
زيارة خادم الحرمين تعكس عمق روابط الأخوة والمودة والتضامن الوثيق في مواجهة المصاعب والمحن
ضرورة زيادة الاهتمام برعاية الشباب وتحصينهم ضد التطرف والفكر المنحرف
تعزيز روح العمل الجماعي وفتح أبواب المستقبل أمام الشباب
تطوير خدمات الصحة والإسكان والبنى التحتية وضرورة تحديث مناهج وأساليب التعليم
كونا- فيما رسم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، خريطة طريق للحاضر والمستقبل، محدداً خطر الإرهاب الهمجي من جهة، والعجز في الموازنة العامة من جهة أخرى، كأبرز تحديين تواجههما الكويت، حض سموه أعضاء مجلس الأمة على أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الكويت، وجعلها المعيار الأول لكل مايصدر عنهم، بمعزل عن الاعتبارات الشخصية والعائلية والفئوية والطائفية والقبلية والطبقية.
وأكد سمو الأمير خلال كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة أمس، ضرورة تحمل المواطنين مسؤولياتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة، وشق الصف والتعاون التام مع الجهات المختصة لحفظ أمن الوطن واستقراره.
وشدد سموه على أنه آن الاوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ترتقي الى مستويات التحديات على مختلف الصعد، وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء، وتعزز تلاحمهم، فيما يحقق التنمية الشاملة لشعوب الدول ويحفظ امنها واستقرارها.
وفي ما يلي نص كلمة سموه:
«بسم الله الرحمن الرحيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخواني وابنائي رئيس وأعضاء مجلس الامة المحترمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحييكم بأطيب تحية ويسرني ان نلتقي اليوم لافتتاح دور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي الخامس عشر، وباسم الله وعلى بركته وهديه، نفتتح أعمال هذا الدور، ونسأله تعالى ان يلهمنا السداد ويأخذ بأيدينا جميعا لما فيه خير ورفعة وطننا وشعبنا وأمتنا إنه سميع مجيب.
وفي فاتحة هذا الفصل التشريعي اتوجه لكم بخالص التهنئة على ثقة الشعب الغالية، معربا عن عميق ارتياحي وسروري لما افرزته النتائج من وجوه شابة طموحة تثير مشاعر الامل والتفاؤل وتعزز الطاقة المتجددة لبناء وطننا الغالي ولايفوتني في هذا الصدد ان انوه بالدور البناء الذي قامت به وسائل الاعلام الرسمية والخاصة في تجسيد الممارسة الديموقراطية وتشجيع المواطنين على اداء واجبهم الوطني وتعزيز الطرح الايجابي لقضايانا الجوهرية، وفي رحاب مرحلة جديدة من العمل الوطني، اجد لزاما كوالد للجميع ورأس السلطات الثلاث تذكيركم... فالذكرى تنفع المؤمنين.
لقد حملكم الوطن أمانة ثقيلة واولاكم اهل الكويت ثقتهم، فاحرصوا غاية الحرص على اداء الامانة والارتقاء الى مستوى الثقة، وان تضعوا نصب اعينكم دائما مصلحة الكويت، وتجعلوها المعيار الاول لكل مايصدر عنكم من قول او عمل في الشأن العام، بمعزل عن اي اعتبارات اخرى شخصية او عائلية او فئوية او طائفية او قبلية او طبقية او مناطقية.
الاخوة الاعضاء...المحترمين،
لقد أشرت مرارا ومن على هذا المنبر الى الاخطار المحدقة بنا من كل جانب، كما نبهت مرارا الى ضخامة التحديات التي تعترض مسيرتنا، وتعرقل سعينا الدائم لحماية امن الوطن واستقراره واسعاد المواطنين وحفظ كرامتهم، وضمان مستقبل كريم لهم ولأجيالهم القادمة.
وانه لمن بواعث القلق الشديد ان هذه الاخطار قد تصاعدت وهذه التحديات قد تزايدت، فالارهاب الهمجي عرف طريقه الى ديرتنا الوادعة المسالمة الآمنة، مستهدفا اشعال نار الفتنة وشق الصف والنيل من وحدتنا الوطنية.
وان الحمد والفضل لله، الذي حالت عنايته ويقظة العيون الساهرة على امن الوطن، وجهودهم المشهودة دون وقوع المزيد من الجرائم الارهابية، ومع ذلك يبقى الحذر واليقظة واجبا وطنيا عاما، ادعو اخواني وابنائي المواطنين الى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة وشق الصف، والتعاون التام مع الجهات المختصة، لحفظ امن الوطن واستقراره، وان وحدتنا الوطنية من اهم نعم الله وافضاله على هذا البلد الطيب واهله، وهي السور المنيع الذي يحمي مجتمعنا، نعمل جميعا على التمسك بها ونحرص على دعمها وصيانتها.
اما التحدي الاخر الذي يهدد مسيرتنا، فهو الانخفاض الهائل في ايرادات الدولة جراء انهيار اسعار النفط في العالم، ما اوقع عجزا كبيرا في الموازنة العامة للدولة، لا مفر من المبادرة الى اتخاذ اجراءات فعالة لمعالجته والتخفيف من اثاره.
وانني على ثقة بان مجلسكم الموقر واخواني وابنائي المواطنين جميعا، تدركون بأن خيار تخفيض الانفاق العام اصبح امرا حتميا، من خلال تدابير مدروسة لاصلاح الخلل في الموازنة العامة، ووقف الهدر واستنزاف مواردنا الوطنية وتوجيهها نحو غايتها الصحيحة، مع الحرص على التخفيف عن كاهل محدودي الدخل ومراعاة العدالة الاجتماعية، و بالمراجعة الدورية لهذه الإجراءات وتقويمها تبعا لوضع إيرادات الدولة. وهي جزء من برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يكون للقطاع الخاص فيه دوره الحيوي الفاعل يلتزمه به الجميع، وتقوم الحكومة بإعداد كافة أدواته وتفاصيله العملية الزمنية، يعرف فيه المواطن دوره، وما يمكن أن يحققه هذا البرنامج له للأجيال القادمة، ويضمن مشاركته الإيجابية وتحمل مسؤوليته الوطنية.
إخواني وأبنائي وأحبائي المواطنين،
ما كان بودي أن يأتي يوم أطلب منكم فيه التخلي عن شيء من الوفرة، التي حرصت دوما أن تظل لكم، ولكنني واثق بأنكم لا تقلون عن آبائكم وأجدادكم حبا للكويت ووفاء لها واستعدادا للتضحية من أجلها.
إخواني... وأبنائي،
في ظل الأوضاع الراهنة عالميا وإقليميا من حولنا على وجه الخصوص، وما تنطوي عليه من مخاطر مصيرية، وما تحمله من نذرهناك تطورات مفاجئة قد لاتخطر على بال، وما يجري حاليا من تشريد وتهجير الملايين، وبعد اتساع مخططات العبث والتخريب وتنوع ادواته وتعدد اطرافه وانغماس قوى كبرى في هذه المعمعة، لذلك ينبغي التزام الاولويات وتقديم الاهم على المهم، ويجب ان يدرك الجميع ان هذا ليس وقت الترف السياسي او التكسب على حساب مصلحة الكويت العليا.
واذا كان قدرنا ايها الاخوة ان نتحمل مسؤوليتنا الوطنية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، فاننا على ثوابتنا الراسخة في التعامل مع محيطنا وهذا العالم في بعديها العربي والاسلامي واطارها الاقليمي والدولي، ملتزمين بنهجنا المعتدل المعهود جسر سلام ومحبة، من اجل التقدم البشري وخير الانسانية جمعاء، وقد آن الأوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ترتقي الى مستوى التحديات على مختلف الاصعدة وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء وتعزز تلاحمهم فيما يحققق التنمية الشاملة لشعوب هذه الدول ويحفظ سيادتها وامنها واستقرارها.
وفي هذا الصدد يطيب لي ان اعبر عن عظيم السرور والاعتزاز بزيارة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود والوفد المرافق له لبلده الكويت، بما تعكسه من عمق روابط الأخوة والمودة بين البلدين الشقيقين، قيادة وشعبا، على مدى التاريخ وتضامنهما الوثيق في مواجهة مختلف المصاعب والمحن، مستذكرا بكل التقدير والعرفان الدور التاريخي الذي قامت به المملكة من أجل نصرة الحق الكويتي، ومؤكدا على الدور المشهود الذي تضطلع به بقيادة الملك سلمان في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتكريس الأمن والسلام والازدهار في المنطقة.
الاخوة رئيس وأعضاء المجلس.. المحترمين،
لا شك بأن التنمية المستدامة هي هدفنا الأول وغايتنا الأسمى في الحاضر والمستقبل، وهي التحدي الدائم الذي يقرر مصير بلدنا ومجتمعنا. إن أولوية قضايا الأمن والاصلاح المالي الاقتصادي ومواجهة آفة الفساد بلا هوادة، لا يعني أبدا نسيان أو إغفال ما يعانيه وطننا من علل وما يوهن مجتمعنا من أمراض مزمنة، مما يستدعي وضع برامج وخطط علمية مدروسة بعيدة المدى لعلاجها والقضاء عليها، وإنقاذ الوطن والمجتمع من شرورها، وفي مقدمة ذلك ضرورة تطوير وزيادة الاهتمام برعاية الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم وتربيتهم على الاعتدال وتحصينهم ضد التطرف والفكر المنحرف وتثقيفهم على قبول الاختلاف والرأي الآخر وتعدد وجهات النظر وتعزيز روح التعاون والعمل الجماعي ويجب فتح أبواب المستقبل أمام الشباب وإيجاد فرص عمل حقيقية لعشرات الآلاف الذين يدخلون سوق العمل كل عام.
وهناك أيضا تطوير وتحسين الخدمات العامة كالصحة والإسكان والبنى التحتية وقبل كل ذلك ضرورة مراجعة مناهج وأساليب التعليم وتحديثها بما يواكب التطورات التي يشهدها العالم.
إخواني... أبنائي،
إننا على إيمان ثابت بأن الكويت التي تجاوزت المحن والشدائد على مر الزمن، قادرة بعون الله وفزعة أهلها الأوفياء على مواجهة كل التحديات والمخاطر، وقيادة المسيرة إلى بر الأمان.
سيروا على بركة الله متعاونين متآزرين لخدمة وطنكم، فمنه العون والقوة، ونسأله تعالى أن يكتب لنا النجاح والتوفيق، وأن يحفظ بلدنا ويديم عليه نعمة الأمن والأمان، ويدرأ عنا شرور الفتنة والفرقة، لتظل كويتنا الغالية دائما دار عز وأمان ورفاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
وأكد سمو الأمير خلال كلمته في افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة أمس، ضرورة تحمل المواطنين مسؤولياتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة، وشق الصف والتعاون التام مع الجهات المختصة لحفظ أمن الوطن واستقراره.
وشدد سموه على أنه آن الاوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي، ترتقي الى مستويات التحديات على مختلف الصعد، وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء، وتعزز تلاحمهم، فيما يحقق التنمية الشاملة لشعوب الدول ويحفظ امنها واستقرارها.
وفي ما يلي نص كلمة سموه:
«بسم الله الرحمن الرحيم (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العظيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخواني وابنائي رئيس وأعضاء مجلس الامة المحترمين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أحييكم بأطيب تحية ويسرني ان نلتقي اليوم لافتتاح دور الانعقاد العادي الاول من الفصل التشريعي الخامس عشر، وباسم الله وعلى بركته وهديه، نفتتح أعمال هذا الدور، ونسأله تعالى ان يلهمنا السداد ويأخذ بأيدينا جميعا لما فيه خير ورفعة وطننا وشعبنا وأمتنا إنه سميع مجيب.
وفي فاتحة هذا الفصل التشريعي اتوجه لكم بخالص التهنئة على ثقة الشعب الغالية، معربا عن عميق ارتياحي وسروري لما افرزته النتائج من وجوه شابة طموحة تثير مشاعر الامل والتفاؤل وتعزز الطاقة المتجددة لبناء وطننا الغالي ولايفوتني في هذا الصدد ان انوه بالدور البناء الذي قامت به وسائل الاعلام الرسمية والخاصة في تجسيد الممارسة الديموقراطية وتشجيع المواطنين على اداء واجبهم الوطني وتعزيز الطرح الايجابي لقضايانا الجوهرية، وفي رحاب مرحلة جديدة من العمل الوطني، اجد لزاما كوالد للجميع ورأس السلطات الثلاث تذكيركم... فالذكرى تنفع المؤمنين.
لقد حملكم الوطن أمانة ثقيلة واولاكم اهل الكويت ثقتهم، فاحرصوا غاية الحرص على اداء الامانة والارتقاء الى مستوى الثقة، وان تضعوا نصب اعينكم دائما مصلحة الكويت، وتجعلوها المعيار الاول لكل مايصدر عنكم من قول او عمل في الشأن العام، بمعزل عن اي اعتبارات اخرى شخصية او عائلية او فئوية او طائفية او قبلية او طبقية او مناطقية.
الاخوة الاعضاء...المحترمين،
لقد أشرت مرارا ومن على هذا المنبر الى الاخطار المحدقة بنا من كل جانب، كما نبهت مرارا الى ضخامة التحديات التي تعترض مسيرتنا، وتعرقل سعينا الدائم لحماية امن الوطن واستقراره واسعاد المواطنين وحفظ كرامتهم، وضمان مستقبل كريم لهم ولأجيالهم القادمة.
وانه لمن بواعث القلق الشديد ان هذه الاخطار قد تصاعدت وهذه التحديات قد تزايدت، فالارهاب الهمجي عرف طريقه الى ديرتنا الوادعة المسالمة الآمنة، مستهدفا اشعال نار الفتنة وشق الصف والنيل من وحدتنا الوطنية.
وان الحمد والفضل لله، الذي حالت عنايته ويقظة العيون الساهرة على امن الوطن، وجهودهم المشهودة دون وقوع المزيد من الجرائم الارهابية، ومع ذلك يبقى الحذر واليقظة واجبا وطنيا عاما، ادعو اخواني وابنائي المواطنين الى تحمل مسؤوليتهم الوطنية في رفض دعوات الفتنة البغيضة وشق الصف، والتعاون التام مع الجهات المختصة، لحفظ امن الوطن واستقراره، وان وحدتنا الوطنية من اهم نعم الله وافضاله على هذا البلد الطيب واهله، وهي السور المنيع الذي يحمي مجتمعنا، نعمل جميعا على التمسك بها ونحرص على دعمها وصيانتها.
اما التحدي الاخر الذي يهدد مسيرتنا، فهو الانخفاض الهائل في ايرادات الدولة جراء انهيار اسعار النفط في العالم، ما اوقع عجزا كبيرا في الموازنة العامة للدولة، لا مفر من المبادرة الى اتخاذ اجراءات فعالة لمعالجته والتخفيف من اثاره.
وانني على ثقة بان مجلسكم الموقر واخواني وابنائي المواطنين جميعا، تدركون بأن خيار تخفيض الانفاق العام اصبح امرا حتميا، من خلال تدابير مدروسة لاصلاح الخلل في الموازنة العامة، ووقف الهدر واستنزاف مواردنا الوطنية وتوجيهها نحو غايتها الصحيحة، مع الحرص على التخفيف عن كاهل محدودي الدخل ومراعاة العدالة الاجتماعية، و بالمراجعة الدورية لهذه الإجراءات وتقويمها تبعا لوضع إيرادات الدولة. وهي جزء من برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي يكون للقطاع الخاص فيه دوره الحيوي الفاعل يلتزمه به الجميع، وتقوم الحكومة بإعداد كافة أدواته وتفاصيله العملية الزمنية، يعرف فيه المواطن دوره، وما يمكن أن يحققه هذا البرنامج له للأجيال القادمة، ويضمن مشاركته الإيجابية وتحمل مسؤوليته الوطنية.
إخواني وأبنائي وأحبائي المواطنين،
ما كان بودي أن يأتي يوم أطلب منكم فيه التخلي عن شيء من الوفرة، التي حرصت دوما أن تظل لكم، ولكنني واثق بأنكم لا تقلون عن آبائكم وأجدادكم حبا للكويت ووفاء لها واستعدادا للتضحية من أجلها.
إخواني... وأبنائي،
في ظل الأوضاع الراهنة عالميا وإقليميا من حولنا على وجه الخصوص، وما تنطوي عليه من مخاطر مصيرية، وما تحمله من نذرهناك تطورات مفاجئة قد لاتخطر على بال، وما يجري حاليا من تشريد وتهجير الملايين، وبعد اتساع مخططات العبث والتخريب وتنوع ادواته وتعدد اطرافه وانغماس قوى كبرى في هذه المعمعة، لذلك ينبغي التزام الاولويات وتقديم الاهم على المهم، ويجب ان يدرك الجميع ان هذا ليس وقت الترف السياسي او التكسب على حساب مصلحة الكويت العليا.
واذا كان قدرنا ايها الاخوة ان نتحمل مسؤوليتنا الوطنية في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، فاننا على ثوابتنا الراسخة في التعامل مع محيطنا وهذا العالم في بعديها العربي والاسلامي واطارها الاقليمي والدولي، ملتزمين بنهجنا المعتدل المعهود جسر سلام ومحبة، من اجل التقدم البشري وخير الانسانية جمعاء، وقد آن الأوان للانتقال الى مرحلة جديدة من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ترتقي الى مستوى التحديات على مختلف الاصعدة وتجسد وحدة الهدف والمصير بين الاشقاء وتعزز تلاحمهم فيما يحققق التنمية الشاملة لشعوب هذه الدول ويحفظ سيادتها وامنها واستقرارها.
وفي هذا الصدد يطيب لي ان اعبر عن عظيم السرور والاعتزاز بزيارة اخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود والوفد المرافق له لبلده الكويت، بما تعكسه من عمق روابط الأخوة والمودة بين البلدين الشقيقين، قيادة وشعبا، على مدى التاريخ وتضامنهما الوثيق في مواجهة مختلف المصاعب والمحن، مستذكرا بكل التقدير والعرفان الدور التاريخي الذي قامت به المملكة من أجل نصرة الحق الكويتي، ومؤكدا على الدور المشهود الذي تضطلع به بقيادة الملك سلمان في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتكريس الأمن والسلام والازدهار في المنطقة.
الاخوة رئيس وأعضاء المجلس.. المحترمين،
لا شك بأن التنمية المستدامة هي هدفنا الأول وغايتنا الأسمى في الحاضر والمستقبل، وهي التحدي الدائم الذي يقرر مصير بلدنا ومجتمعنا. إن أولوية قضايا الأمن والاصلاح المالي الاقتصادي ومواجهة آفة الفساد بلا هوادة، لا يعني أبدا نسيان أو إغفال ما يعانيه وطننا من علل وما يوهن مجتمعنا من أمراض مزمنة، مما يستدعي وضع برامج وخطط علمية مدروسة بعيدة المدى لعلاجها والقضاء عليها، وإنقاذ الوطن والمجتمع من شرورها، وفي مقدمة ذلك ضرورة تطوير وزيادة الاهتمام برعاية الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم وتربيتهم على الاعتدال وتحصينهم ضد التطرف والفكر المنحرف وتثقيفهم على قبول الاختلاف والرأي الآخر وتعدد وجهات النظر وتعزيز روح التعاون والعمل الجماعي ويجب فتح أبواب المستقبل أمام الشباب وإيجاد فرص عمل حقيقية لعشرات الآلاف الذين يدخلون سوق العمل كل عام.
وهناك أيضا تطوير وتحسين الخدمات العامة كالصحة والإسكان والبنى التحتية وقبل كل ذلك ضرورة مراجعة مناهج وأساليب التعليم وتحديثها بما يواكب التطورات التي يشهدها العالم.
إخواني... أبنائي،
إننا على إيمان ثابت بأن الكويت التي تجاوزت المحن والشدائد على مر الزمن، قادرة بعون الله وفزعة أهلها الأوفياء على مواجهة كل التحديات والمخاطر، وقيادة المسيرة إلى بر الأمان.
سيروا على بركة الله متعاونين متآزرين لخدمة وطنكم، فمنه العون والقوة، ونسأله تعالى أن يكتب لنا النجاح والتوفيق، وأن يحفظ بلدنا ويديم عليه نعمة الأمن والأمان، ويدرأ عنا شرور الفتنة والفرقة، لتظل كويتنا الغالية دائما دار عز وأمان ورفاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».