نصرالله «غير منزعج» من علاقات العهد الخليجية
لبنان: اكتمال النصاب السياسي يعطي «الضوء الأخضر» لولادة الحكومة


الجيش ينفذ حملة دهم واسعة لمخيمات النازحين السوريين في مشاريع القاع
تصاعدتْ في بيروت المؤشرات الى أنّ الحكومة الجديدة في لبنان باتتْ أقرب من اي وقت الى دخول «غرفة الولادة» بعد شبه اكتمال مسار إزالة العراقيل من أمام إبصارها النور الذي لا يُستبعد ان يحصل في الأسبوع الطالع بما يجعل عيديْ الميلاد ورأس السنة يحلّان على وهج انفراجٍ سياسي - مؤسساتي سيكون كفيلاً بجعل البلاد «تتنفّس الصعداء» استعداداً لـ «أمّ المنازلات» التي سيشكّلها وضع قانون جديد للانتخابات النيابية (مايو 2017) التي ستفرز برلماناً يحدّد التوازنات البوليتيكو - طائفية داخل السلطة.
وشكّل الحِراك الذي ميّز الأيام الأخيرة إشارة واضحة الى اكتمال النصاب السياسي الضروري لاستيلاد حكومة الرئيس سعد الحريري، في انتظار اللمسات الأخيرة على تركيب «بازل» الحقائب وإسقاط الأسماء عليها، الى جانب تأمين كسْر الجفاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية سواء من خلال اتصال هاتفي او زيارة يمكن ان يقوم بها الأخير لقصر بعبدا.
وتوّجت كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء اول من أمس، مساراً ايجابياً أوحى تباعاً بأن ثمة قراراً اتُخذ بالإفراج عن حكومة العهد الاولى بعدما أدّت فترة الأيام الأربعين الماضية غرضها في رسْم حدود اللعبة السياسية وتوازناتها في المرحلة المقبلة، وبات لزاماً وضع حدّ لاستنزاف رصيد التفاؤل الذي ساد البلاد في أعقاب إنهاء شغور الـ 29 شهراً في رئاسة الجمهورية.
فمن لقاء الحريري مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ومن ثم استقبال الحريري النائب فرنجية، وبعدها زيارة الرئيس المكلف لرئيس البرلمان نبيه بري، المفوّض من «حزب الله» وحلفائه التفاوض في الملف الحكومي، وصولاً الى إطلالة نصرالله التلفزيونية، بدا واضحاً ان الطريق بات سالكاً أمام تشكيل الحكومة، وإن كانت بعض الدوائر تُبقي على هامش ضيّق جداً من الحذر ربطاً بمناخات سابقة أوحتْ بايجابيات سرعان ما تبدّدت كما بالخشية من آخر «شياطين التفاصيل» المرتبطة بتدوير الحقائب على «مثلث» بري - جعجع - فرنجية وكيفية توزيع حقائب الأشغال والصحة والتربية عليه.
وفيما يُنتظر ان يزور الحريري رئيس الجمهورية لوضْع اللمسات الأخيرة على التركيبة الحكومية، ووسط قنواتٍ مفتوحة مع الأطراف المعنية بتبديد آخر العقبات، بدا الرئيس المكلف مرتاحاً الى مآل الاتصالات وهو ما عبّر عنه بوضوح بعد لقائه بري عصر أول من أمس، اذ قال رداً على سؤال حول إمكان لولادة الحكومة قبل الأعياد، أجاب «إن شاء الله، وفي رأيي فإنّ الرئيس عون حريص على تشكيل الحكومة، واليوم وجدنا الرئيس بري حريصاً جداً على الانتهاء من تشكيلها، وإن شاء الله يقدّم الجميع التسهيلات ونرى قريباً الامور في نهايتها. تَحدّثنا في كلّ شيء، والامور إيجابية».
وقد لاقى رئيس البرلمان هذا الموقف مؤكداً «ان رئيس الحكومة المكلّف كان معبراً عن مضمون اللقاء، والأجواء إيجابية».
ولم يكن انتهى لقاء الحريري - بري حتى أطلّ نصرالله بخطابٍ احتوائي بدّد من خلاله كل الالتباسات التي رافقت مسار التأليف وأوحت باستقطاب ماروني - شيعي عبّرت عنه وسائل إعلام قريبة من الثنائي الشيعي (حزب الله - بري)، مطلقاً إشارات لا لبس فيها الى متانة العلاقة «التي لا تشوبها شائبة» بين «حزب الله» ورئيس الجمهورية وتياره السياسي، ومتبرئاً من المقالات والتقارير التي نُشرت وتضمّنت تارةً «إطلاق نار» على العهد وطوراً «تصويباً قاسياً» على بري.
واذ اكد ان الجميع في لبنان يريدون تشكيل الحكومة في أقرب وقت، نافياً اي نية لإبقاء الحريري رئيساً مكلفاً حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، ردّ على «من يقول إن (حزب الله) لديه مخاوف من علاقات العهد الخليجية وإنه عندما زاره (للرئيس عون) موفد سعودي نحن انزعجنا»، قائلاً: «هذا غير صحيح؛ نحن مرتاحون، ونحن لا نضع فيتو على زيارة العماد عون للسعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على زيارة الرئيس الى سورية وإيران».
ولم يوفّر نصرالله مناسبة إطلالته من دون ان يتناول قانون الانتخاب الذي بدا ان «حزب الله» وحلفاءه يقاربونه من باب اعتباره المدخل الفعلي لمعاودة تحديد التوازنات والإمساك بمفاصل السلطة، اذ اكد على مطلب «(نظام الاقتراع) النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة أو توسيع الدوائر، وليس القانون المختلط»، وهو ما اعتُبر رفعاً لسقف التفاوض المقبل أقلّه لجعلِ الدوائر التي ستُعتمد في القانون المختلط أقرب ما تكون الى ما يخدم توقعات «حزب الله» بوصول برلمانٍ «تحت السيطرة».
وفي موازاة ذلك، وبعد ضبْط الأجهزة الامنية خلية إرهابية داعشية في شمال لبنان كانت تخطط لاستهداف مراكز للجيش، نفذ الجيش فجر أمس حملة دهم واسعة لمخيمات النازحين في مشاريع القاع (البقاع) بحثاً عن أسلحة ومطلوبين. وتم توقيف العشرات، ومصادرة اسلحة حربية وصيد وذخيرة إضافة إلى دراجات مخالفة، علماً ان هذه «المشاريع» متاخمة لبلدة القاع التي فجّر فيها 8 انتحاريين أنفسهم في يونيو الماضي.
وشكّل الحِراك الذي ميّز الأيام الأخيرة إشارة واضحة الى اكتمال النصاب السياسي الضروري لاستيلاد حكومة الرئيس سعد الحريري، في انتظار اللمسات الأخيرة على تركيب «بازل» الحقائب وإسقاط الأسماء عليها، الى جانب تأمين كسْر الجفاء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزعيم «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية سواء من خلال اتصال هاتفي او زيارة يمكن ان يقوم بها الأخير لقصر بعبدا.
وتوّجت كلمة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء اول من أمس، مساراً ايجابياً أوحى تباعاً بأن ثمة قراراً اتُخذ بالإفراج عن حكومة العهد الاولى بعدما أدّت فترة الأيام الأربعين الماضية غرضها في رسْم حدود اللعبة السياسية وتوازناتها في المرحلة المقبلة، وبات لزاماً وضع حدّ لاستنزاف رصيد التفاؤل الذي ساد البلاد في أعقاب إنهاء شغور الـ 29 شهراً في رئاسة الجمهورية.
فمن لقاء الحريري مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ومن ثم استقبال الحريري النائب فرنجية، وبعدها زيارة الرئيس المكلف لرئيس البرلمان نبيه بري، المفوّض من «حزب الله» وحلفائه التفاوض في الملف الحكومي، وصولاً الى إطلالة نصرالله التلفزيونية، بدا واضحاً ان الطريق بات سالكاً أمام تشكيل الحكومة، وإن كانت بعض الدوائر تُبقي على هامش ضيّق جداً من الحذر ربطاً بمناخات سابقة أوحتْ بايجابيات سرعان ما تبدّدت كما بالخشية من آخر «شياطين التفاصيل» المرتبطة بتدوير الحقائب على «مثلث» بري - جعجع - فرنجية وكيفية توزيع حقائب الأشغال والصحة والتربية عليه.
وفيما يُنتظر ان يزور الحريري رئيس الجمهورية لوضْع اللمسات الأخيرة على التركيبة الحكومية، ووسط قنواتٍ مفتوحة مع الأطراف المعنية بتبديد آخر العقبات، بدا الرئيس المكلف مرتاحاً الى مآل الاتصالات وهو ما عبّر عنه بوضوح بعد لقائه بري عصر أول من أمس، اذ قال رداً على سؤال حول إمكان لولادة الحكومة قبل الأعياد، أجاب «إن شاء الله، وفي رأيي فإنّ الرئيس عون حريص على تشكيل الحكومة، واليوم وجدنا الرئيس بري حريصاً جداً على الانتهاء من تشكيلها، وإن شاء الله يقدّم الجميع التسهيلات ونرى قريباً الامور في نهايتها. تَحدّثنا في كلّ شيء، والامور إيجابية».
وقد لاقى رئيس البرلمان هذا الموقف مؤكداً «ان رئيس الحكومة المكلّف كان معبراً عن مضمون اللقاء، والأجواء إيجابية».
ولم يكن انتهى لقاء الحريري - بري حتى أطلّ نصرالله بخطابٍ احتوائي بدّد من خلاله كل الالتباسات التي رافقت مسار التأليف وأوحت باستقطاب ماروني - شيعي عبّرت عنه وسائل إعلام قريبة من الثنائي الشيعي (حزب الله - بري)، مطلقاً إشارات لا لبس فيها الى متانة العلاقة «التي لا تشوبها شائبة» بين «حزب الله» ورئيس الجمهورية وتياره السياسي، ومتبرئاً من المقالات والتقارير التي نُشرت وتضمّنت تارةً «إطلاق نار» على العهد وطوراً «تصويباً قاسياً» على بري.
واذ اكد ان الجميع في لبنان يريدون تشكيل الحكومة في أقرب وقت، نافياً اي نية لإبقاء الحريري رئيساً مكلفاً حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، ردّ على «من يقول إن (حزب الله) لديه مخاوف من علاقات العهد الخليجية وإنه عندما زاره (للرئيس عون) موفد سعودي نحن انزعجنا»، قائلاً: «هذا غير صحيح؛ نحن مرتاحون، ونحن لا نضع فيتو على زيارة العماد عون للسعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على زيارة الرئيس الى سورية وإيران».
ولم يوفّر نصرالله مناسبة إطلالته من دون ان يتناول قانون الانتخاب الذي بدا ان «حزب الله» وحلفاءه يقاربونه من باب اعتباره المدخل الفعلي لمعاودة تحديد التوازنات والإمساك بمفاصل السلطة، اذ اكد على مطلب «(نظام الاقتراع) النسبية الكاملة مع لبنان دائرة واحدة أو توسيع الدوائر، وليس القانون المختلط»، وهو ما اعتُبر رفعاً لسقف التفاوض المقبل أقلّه لجعلِ الدوائر التي ستُعتمد في القانون المختلط أقرب ما تكون الى ما يخدم توقعات «حزب الله» بوصول برلمانٍ «تحت السيطرة».
وفي موازاة ذلك، وبعد ضبْط الأجهزة الامنية خلية إرهابية داعشية في شمال لبنان كانت تخطط لاستهداف مراكز للجيش، نفذ الجيش فجر أمس حملة دهم واسعة لمخيمات النازحين في مشاريع القاع (البقاع) بحثاً عن أسلحة ومطلوبين. وتم توقيف العشرات، ومصادرة اسلحة حربية وصيد وذخيرة إضافة إلى دراجات مخالفة، علماً ان هذه «المشاريع» متاخمة لبلدة القاع التي فجّر فيها 8 انتحاريين أنفسهم في يونيو الماضي.