حوار / «مشاركة عتيج في مهرجان القاهرة السينمائي... أسعدتني»

أحمد الخلف لـ «الراي»: مهرجان الكويت حلم كل السينمائيين

تصغير
تكبير
الجمهور الكويتي هدفنا الأول ... بعد ذلك تأتي المشاركة في المهرجانات الدولية

شرف لنا عرض «عتيج» وسط أكثر من 200 فيلم من 61 دولة في مهرجان القاهرة

الأفلام الوثائقية والقصيرة مرحلة تجريب تمهيدية للوصول إلى الفيلم الروائي الطويل

نفتخر بأن الريادة الخليجية للسينما جاءت من خلال الكويت

تجربة خالد الصديق ملهمة وسيبقى لها سحرها وتأثيرها الإيجابي على كل مخرج كويتي
«مهرجان الكويت للسينما حلم ينتظره كل السينمائيين الكويتيين».

هكذا أعرب المخرج أحمد الخلف عن ترحيبه بمهرجان الكويت السينمائي والمزمع تنظيمه في مارس المقبل، كأول مهرجان للسينما في الكويت، مثمّناً مبادرة تولي تنظيمه ودعمه من جانب المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومشيراً إلى أن المهرجان يختص بالأفلام الروائية القصيرة والوثائقية، ومعتبراً أن وجود مهرجان سينمائي في الكويت كان حلماً لكل من عمل في هذا المجال.

الخلف الذي لا يزال يعيش نشوة نجاح فيلمه الروائي الثاني «عتيج» في دور العرض السينمائي، عبّر عن سعادته بمشاركة الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، معتبراً المشاركة في أكبر مهرجان سينمائي عربي بمنزلة دعم وحافز له على أن يقدم الجديد خلال الأيام المقبلة، وموضحاً أن هذه مشاركته الثانية في مهرجان القاهرة السينمائي، حيث سبق أن شارك في الدورة الـ 36 للمهرجان من خلال فيلمه الأول «كان رفيجي».

وفي حواره مع «الراي»، تحدث الخلف عن المشاكل التي تواجه السينما الكويتية، وظروف تقديمه لفيلم «عتيج» وأسباب اختياره لهذا التوقيت لعرض الفيلم، وقضايا أخرى عديدة.

• في البداية، حدثنا عن مشاركتك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بفيلم «عتيج»؟

- كانت هذه المشاركة هي الثانية لي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتحديداً في قسم «آفاق السينما العربية» الذي شاركت فيه أيضاً قبل عامين من خلال الدورة 36 للمهرجان بفيلم «كان رفيجي»، وهذا العام شاركت بفيلم «عتيج»، الذي يعرض الآن في دور العرض الكويتية ويحقق نجاحاً كبيراً.

• وهل سبق وشارك الفيلم من قبل في مهرجانات سينمائية؟

- نعم، سبق لنا المشاركة به في مهرجان دول مجلس التعاون الخليجي للسينما، الذي أقيم في أبوظبي تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي، لكن المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي تعد المشاركة الرسمية الأولى للفيلم في مهرجان دولي وأنا سعيد جداً بها.

• وكيف استقبلت ردود الفعل حول عرض الفيلم في مهرجان القاهرة؟

- لا شك أن مجرد قبول مشاركتنا في المهرجان يعني أن الفيلم يستوفي شروط المهرجان، وهو مهرجان عريق يدقق في اختياراته ويحرص على سمعته الدولية، وهذا في حد ذاته شرف لنا، خصوصاً أن الفيلم تم عرضه وسط أكثر من 200 فيلم من 61 دولة شاركت في فعاليات المهرجان، وعملية ترتيب العروض هي عملية شاقة، لكن الجميل فيها هو إعادة عرض الأفلام في اليوم التالي، حتى يتمكن الجمهور من مشاهدة الفيلم إذا كان الموعد الأول غير مناسب له.

• وما تقييمك لمستوى الأفلام التي شاهدتها في الدورة 38 لمهرجان القاهرة؟

- المهرجان هذا العام، وبالمقارنة مع الدورة التي سبق وشاركت بها وهي الدورة 36، لاحظت أن هناك ترتيباً أكبر وتنظيماً أفضل، خصوصاً في ما يخص حجز التذاكر وتوزيع أماكن العروض للأفلام، هذا فضلاً عن جودة العروض.

• نلاحظ أنك تحرص على تسليط الضوء على الجانب الإنساني في أفلامك؟

- الأفلام التي قدمتها حتى الآن تنوعت بين الروائية القصيرة والطويلة، حيث قدمت أربعة أفلام قصيرة وفيلمين طويلين حتى الآن إلى جانب أفلام وثائقية أخرى. لكن بالنسبة إليّ كمخرج، فإنني أعتبر أن بداياتي الحقيقية هي من خلال الأفلام الروائية الطويلة، والتي من خلالها خرجت للجمهور بشكل حقيقي. أما بالنسبة إلى الأفلام الوثائقية والقصيرة، فإنني أعتبرها مرحلة تجريب تمهيدية، الهدف منها الوصول إلى مرحلة الفيلم الروائي الطويل، وبالفعل الأفلام التي قدمتها حتى الآن يغلب عليها الجانب الإنساني بشكل كبير.

• حدثنا أكثر عن ظروف إنتاج فيلم «عتيج»؟

- ونحن نصنع فيلم «عتيج»، كان هدفنا الأساسي هو أن يُعرض في دور السينما الكويتية، وأعتبر أن هذه مسؤولية كبيرة أخذناها على عاتقنا لتقديم أفلام بتمويل خاص وليس بدعم حكومي، والفيلم ثمرة اجتهاد مجموعة من السينمائيين الشباب. وقد حرصنا على أن يشاركنا الجمهور أولاً في تجاربنا، من خلال عرضها في دور العرض السينمائية وبعدها تأتي قضية المشاركة في المهرجانات.

فالجمهور الكويتي هو هدفنا في المقام الأول، والفيلم إنتاج مشترك بين يعرب بورحمة مؤلف الفيلم وبيني، وقد سبق وتعاونا معاً من قبل في فيلم «كان رفيجي» وتربطنا صداقة 14 سنة في المجال التلفزيوني.

• ولماذا اخترتم «عتيج» اسماً للفيلم؟

- «عتيج» تعني كل ما هو قديم وعتيق، وفي الوقت نفسه هو اسم شخصية من شخصيات الفيلم الذي يركز على قيم الحب والعطاء، من خلال جولة في أرجاء الكويت نشاهد فيها عادات وقيماً مختلفة، والرابط في ما بينها المسبحة.

• فكرة الأفيش جاءت أقرب إلى الرسوم الكاريكاتورية. فهل كان هذا مقصوداً؟

- بالطبع، فنحن حاولنا الخروج عن المألوف ورأينا أن فكرة الأفيش تناسب موضوع الفيلم، الذي يعالج الأفكار والعادات العتيقة، وفي الماضي كانت أفيشات الأفلام يتم تقديمها بهذا الشكل.

• ما الصعوبات التي واجهتكم في سبيل خروج الفيلم للنور؟

- لا شك أن أي عمل فني لا يخلو من صعوبات، لكن الخبرة كفيلة بالتغلب على أي صعوبات، وقد فرضت ظروف ميزانية الإنتاج تصوير فيلم «عتيج» في 11 يوماً فقط، وهذه المدة بالطبع لم تكن كافية، لكننا في المقابل حاولنا الحفاظ على جودة الفيلم وعدم التنازل عن ذلك.

• وهل اختيار التوقيت الحالي لعرض الفيلم في دور السينما كان مقصوداً؟

- بالتأكيد، فقد حرصنا على اختيار وقت بعيد عن موسم الأعياد، لتكريس ثقافة أن الأفلام لا تُعرض فقط في الأعياد.

• هل تعاني صناعة السينما في الكويت من أزمة، خصوصاً في ما يتعلق بأفلام الشباب؟

- السينما الكويتية كلها مستقلة وتقوم على الإنتاج الخاص وليس الدعم الحكومي. وعموماً، فإننا لا نعتبر أن السينما لدينا وصلت إلى مرحلة من النضج، فالانتاج متقطع منذ العام 1971 في ما يخص الأفلام الروائية الطويلة، وهو العام الذي شهد ولادة أول فيلم طويل «بس يا بحر»، الذي يُعتبر البداية الحقيقية للسينما الكويتية، والذي شارك في العديد من المهرجانات. فعلى مدار فترات متقطعة، كان يظهر إلى النور فيلم أو فيلمان، لكن في آخر عامين صارت هناك كثافة في إنتاج الأفلام الروائية الطويلة بجهود ذاتية.

• وماذا عن دور العرض السينمائي وهل ترى أنها كافية لقيام صناعة حقيقية؟

- كتواجد لدور العرض في الكويت، فقد تجاوز تاريخ حضور الصالات السينمائية لدينا 60 عاماً، ونفتخر أن الريادة الخليجية للسينما جاءت من خلال الكويت، لكنني أعتقد شخصياً أن هناك حاجة إلى زيادة عدد دور العرض التي تشجع الشباب السينمائيين على الإنتاج، لأن هذه الزيادة تعد حافزاً مهماً على خوض تجارب جديدة يضمن أصحابها تحقيق عائد يشجعهم على الاستمرار، خصوصاً أن الجمهور الكويتي متعطش للسينما المحلية ويقبل عليها عندما يجدها، لكن للأسف فإن المعادلة ما زالت تعاني اختلالاً واضحاً، حيث السينما الأجنبية تسيطر على دور العرض الكويتية وتحتل المرتبة الأولى، تليها في المرتبة الثانية الأفلام المصرية، وتحل في المرتبة الثالثة السينما الهندية بحكم الأعداد الكبيرة لأبناء الجالية الهندية في الكويت. وهذه المعادلة تدفعنا إلى التواجد على الساحة السينمائية العربية. صحيح أننا لن ننافس الأفلام الأجنبية أو المصرية، لكن مجرد التواجد نعتبره أمراً مهماً في الوقت الراهن.

• قدمت تجارب مختلفة ما بين أفلام وثائقية وروائية طويلة وقصيرة، أيها أقرب لك كمخرج؟

- العمل في مجال الإعلانات التلفزيونية، ثم تجربة الأفلام الوثائقية أو الروائية القصيرة، تؤكد أن كل مرحلة من هذه المراحل كانت بمثابة تجربة، حتى أصل إلى مرحلة الفيلم الروائي الطويل التي أعتبر أنها مرحلة التواصل الحقيقي مع الجمهور ودور العرض السينمائية.

• وما المدرسة السينمائية التي تحبها وإن لم تكن سرت على دربها؟

- أى مخرج في بدايته السينمائية لا يحب أن يتأثر بنهج سينمائي معيّن، وقد تجاوزنا فكرة اتباع خط سينمائي واحد، لكن يبقى أن هناك أسماء مخرجين ملهمين تشجع تجاربهم على الإبداع، ومن هؤلاء تجربة المخرج الكويتي خالد الصديق الذي قدم أول فيلم كويتي روائي طويل العام 1971، وسيبقى لهذه التجربة سحرها وتأثيرها الإيجابي على كل مخرج كويتي.

• أخيراً، هل هناك عمل جديد تتحضر له؟

- ما زلت منشغلاً بتبعات تجربة فيلم «عتيج» ومتابعة ردود الفعل حوله، حيث تم طرحه أخيراً في دور العرض السينمائي وشارك في مهرجان القاهرة، لذلك فإن خطوتي المقبلة لم تتحدد وجهتها بعد، وقد يشارك «عتيج» في مهرجانات سينمائية أخرى مقبلة. وهناك خبر سار لنا كسينمائيين كويتيين، وهو الاستعدادات لانطلاق الدورة الأولى من مهرجان الكويت السينمائي في مارس المقبل، كأول مهرجان للسينما في الكويت، وسيتولى تنظيمه ودعمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويختص المهرجان بالأفلام الروائية القصيرة والوثائقية. وأعتقد أن وجود مهرجان سينمائي في الكويت كان حلماً لكل من عمل في هذا المجال.?
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي