Off Side / أوامر الإدارة ... وأولويّات شوستر
لا يبدو ان الالماني شوستر، مدرب فريق ريال مدريد الاسباني، كان صاحياً تماماً عندما أعلن «صراحةً» أن دوري ابطال اوروبا يشكل الهدف الأسمى الذي يسعى «الملكي» الى تحقيقه في الموسم الحالي.
حتى الآن، لا يبدو أن ثمة هذياناً في تصريح المدرب الاشقر إلا ان «الشطر الثاني من بيت الشعر» يدعو فعلاً الى الحيرة.
شوستر نفسه أضاف ان فريقه قد يجبَر في فترة من فترات الموسم الحالي على التضحية بالدوري المحلي ... على مذبح دوري الابطال.
لا شك في ان من حق شوستر ان يحلم، ومن حق «نادي القرن» التخطيط لتحقيق أهداف كبيرة، إلا ان لا مفر من التسليم بأن الدوري الاسباني هو من انقذ ريال في الموسمين الماضيين، وهو من أبقى على الصورة اللمّاعة للمدرب الايطالي كابيللو رغم العروض الباهتة التي ادّاها رجاله في الموسم قبل الماضي، وهو من أبقى شوستر حيث هو الآن.
لقب «لا ليغا» كان بمثابة «المَرْهَم» الذي داوى جروح ريال مدريد، كان بمثابة خشبة الخلاص بالنسبة الى ناد مُطالب دائماً وأبداً بتحقيق الانتصارات.
لا يخفى على أحد ان مسابقة الدوري تختلف استراتيجياً عن دوري الابطال، لا بل تتمايز عنها بالجوانب كافة.
ففي الدوري، يبقى باب التعويض قائماً، ولا يمكن الاستسلام فيه لخسارة عابرة طالما ان ثمة مجالاً لتضميد الجراح.
اما دوري الابطال فهو مسابقة تشتمل على ادوار اقصائية (ابتداء من ربع النهائي وصولا الى النهائي)، وهنا لا مجال للتعويض، واي خطأ قد يتحول خطيئة في المحصلة النهائية لأي مشارك في البطولة الاوروبية الأم.
ريال مدريد كان مرشحاً على تجاوز روما في دوري ابطال الموسم الماضي، الا انه لم يفعل بل ودع المسابقة من ربع النهائي بعد ان كان واثقاً من الذهاب بعيداً فيها، ولم يأت الخلاص إلا من باب الاحتفاظ بكأس الدوري التي حافظت على ماء وجه رجال استاد «سانتياغو برنابيو».
لا شك في ان ادارة ريال مدريد - المتمثلة في رئيس النادي كالديرون ومدير كرة القدم الصربي ميياتوفيتش - هي التي أمْلت على شوستر «فرمان ضرورة الفوز بكأس اوروبا مهما تطلب ذلك من أثمان وتضحيات».
وربما اقدمت الادارة نفسها على تهديد شوستر، وإن بطريقة محترمة، بضرورة الفوز بكأس اوروبا كشرط لاستمراره في منصبه، خصوصا ان الفوز بالدوري لم يعد يشبع نهم «البيت الابيض»، وقد لا يكون كافياً لمشاريع كالديرون بالبقاء على رأس هرم الصرح الرياضي الكبير.
شوستر وضع اولويات للموسم الحالي وفق قناعات الادارة وضرورات الاستمرار في المنصب، فهل تكون التضحية بالدوري كافية لتذوق طعم المجد الاوروبي؟
* بالإمكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت: www.alraimedia.com
سهيل الحويك
[email protected]
حتى الآن، لا يبدو أن ثمة هذياناً في تصريح المدرب الاشقر إلا ان «الشطر الثاني من بيت الشعر» يدعو فعلاً الى الحيرة.
شوستر نفسه أضاف ان فريقه قد يجبَر في فترة من فترات الموسم الحالي على التضحية بالدوري المحلي ... على مذبح دوري الابطال.
لا شك في ان من حق شوستر ان يحلم، ومن حق «نادي القرن» التخطيط لتحقيق أهداف كبيرة، إلا ان لا مفر من التسليم بأن الدوري الاسباني هو من انقذ ريال في الموسمين الماضيين، وهو من أبقى على الصورة اللمّاعة للمدرب الايطالي كابيللو رغم العروض الباهتة التي ادّاها رجاله في الموسم قبل الماضي، وهو من أبقى شوستر حيث هو الآن.
لقب «لا ليغا» كان بمثابة «المَرْهَم» الذي داوى جروح ريال مدريد، كان بمثابة خشبة الخلاص بالنسبة الى ناد مُطالب دائماً وأبداً بتحقيق الانتصارات.
لا يخفى على أحد ان مسابقة الدوري تختلف استراتيجياً عن دوري الابطال، لا بل تتمايز عنها بالجوانب كافة.
ففي الدوري، يبقى باب التعويض قائماً، ولا يمكن الاستسلام فيه لخسارة عابرة طالما ان ثمة مجالاً لتضميد الجراح.
اما دوري الابطال فهو مسابقة تشتمل على ادوار اقصائية (ابتداء من ربع النهائي وصولا الى النهائي)، وهنا لا مجال للتعويض، واي خطأ قد يتحول خطيئة في المحصلة النهائية لأي مشارك في البطولة الاوروبية الأم.
ريال مدريد كان مرشحاً على تجاوز روما في دوري ابطال الموسم الماضي، الا انه لم يفعل بل ودع المسابقة من ربع النهائي بعد ان كان واثقاً من الذهاب بعيداً فيها، ولم يأت الخلاص إلا من باب الاحتفاظ بكأس الدوري التي حافظت على ماء وجه رجال استاد «سانتياغو برنابيو».
لا شك في ان ادارة ريال مدريد - المتمثلة في رئيس النادي كالديرون ومدير كرة القدم الصربي ميياتوفيتش - هي التي أمْلت على شوستر «فرمان ضرورة الفوز بكأس اوروبا مهما تطلب ذلك من أثمان وتضحيات».
وربما اقدمت الادارة نفسها على تهديد شوستر، وإن بطريقة محترمة، بضرورة الفوز بكأس اوروبا كشرط لاستمراره في منصبه، خصوصا ان الفوز بالدوري لم يعد يشبع نهم «البيت الابيض»، وقد لا يكون كافياً لمشاريع كالديرون بالبقاء على رأس هرم الصرح الرياضي الكبير.
شوستر وضع اولويات للموسم الحالي وفق قناعات الادارة وضرورات الاستمرار في المنصب، فهل تكون التضحية بالدوري كافية لتذوق طعم المجد الاوروبي؟
* بالإمكان التعليق على المقال في موقع «الراي» على شبكة الانترنت: www.alraimedia.com
سهيل الحويك
[email protected]
