رواق

بثينة... وشرف

تصغير
تكبير
وسط ضجيج الحملات الانتخابية المتعاركة كنشاز مزعج تعجز عن تبين الغث من السمين فيه سطع صوتان متناغمان شجنهما نغم وطربهما ألم استطاعا إعادتنا إلى جادة الفن في زمن السياسة.

الأول: للروائية بثينة العيسى في ندوة «ساهم في التشريع عزلة المبدعين وهجرة الكفاءات» طرحت فيها الكثير من التساؤلات عن إشكالية التفكير الحر في مجتمع مقيد يقيدك فيه من يتغنى بالدفاع عن حريتك.


الثاني: للفنان المبدع محمد شرف الذي قاد حملة توعوية تجريبية على حد وصفه بصور وصفت، فكشفت ففضحت وآلمت وأكدت أن الصورة تغني عن ألف كلمة.

محمد وبثينة نموذجان لفكر متقدم يحارب بواسطة فكر متخلف تهمته عدم القدرة على فهمه.

مشكلة بثينة ومحمد أنهما ليسا مع الجماعة الموالية ولا مع الجماعة المعارضة، بل يقفان في المنتصف والوقوف في المنتصف يعرض أكثر للاصابة بالرصاص الطائش من الطرفين.

في الصراع الحكومي البرلماني لم يلتفت أحد للقضايا التي طرحتها بثينة، لم يدافع أحد عن حق الكاتب الكويتي في النشر عندما تم منع إبداعات كويتية بالجملة كان من باب أولى الاستعانة بها لحل مشكلات كثيرة أولاها المناهج الحكومية المتهالكة التي دفعت بغالبية الشعب إلى اللجوء للتعليم الأجنبي فهلكت لغتنا وخلقت لنا جيلاً يعجز عن ربط التاء!

أما التناقض الأكبر فهو بين لوحات محمد التي ملأت الشوارع إضافة إلى الإعلانات الأخرى بل ولافتات أسماء الشوارع، فالفرق شاسع بين أعمال محمد وتصاميم الشعارات الحكومية في وطن محمد، وأظن هذا أكثر ما يحرجه في مشاركاته الخارجية خصوصاً مع تزايد الحملات المسروقة للجهات الحكومية وتقدمها على المشاركين في مناقصات ومسابقات نجهل لجان تحكيمها ولو تقدم لها محمد بتصميم لرفضته لأنه دون المستوى.

لقد تعبنا من طرح إعلامي يعيدنا إلى العصور الوسطى، ونحن نمضي في القرن الحادي والعشرين وزهقنا من قراءة بيانات ستالينية تكاد تنتهي بعبارة فليخسأ الخاسئون وشعبنا نصفه يبدع في التغريد على «تويتر» على مستوى العالم بأسلوب ساخر ساحر ونصفه يبدع في التصوير على «الانستغرام» و«سناب تشات» بإمكانات محدودة وروائيونا يتصدرون العالم بإبداعاتهم ووطنهم لا يملك فيه مرشحوه إلا الصراخ، وناخبوه إلا المقاطعة، وبقية الشعب متفرج على الفريقين المتناقضين في زمن التناقضات

... ألم يحن الوقت أن تتم الاستعانة بصديق مثل بثينة ومحمد لإعادة الفن والفكر إلى صدارته لعلهم يعقلون؟

ختاماً: يقول زياد رحباني «هلق بطَّل في فن بطَّل في حب بطَّل في غنا، السياسة سرقتنا من كل شيء...».

شكراً بثينة شكراً محمد لأنكما سرقتمونا من السياسة قليلاً، ولو كُنتُم سرقتمونا من السياسة إلى السياسة لكن بفن يشبه قول خالد الفيصل «سرقني وما دريت إنه سرقني».`

reemalmee@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي