انتقد «الاتفاق السري» بين لندن و«جيش المهدي»

المالكي لم يعد بحاجة القوات البريطانية في العراق: تركت البصرة لمنحرفين قطعوا أعناق النساء والأطفال

u0639u0631u0627u0642u064au0648u0646 u064au0631u0641u0639u0648u0646 u0646u0639u0634 u0642u062au064au0644 u0633u0642u0637 u0641u064a u0625u062du062fu0649 u0636u0648u0627u062du064a u0628u063au062fu0627u062f u0627u0644u0634u064au0639u064au0629 u0623u0645u0633ttt (u0627 u0628)r
عراقيون يرفعون نعش قتيل سقط في إحدى ضواحي بغداد الشيعية أمس (ا ب)
تصغير
تكبير
| لندن - من الياس نصر الله |
وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، انتقادات عنيفة للقوات البريطانية المنتشرة في الجنوب، معتبرا ان وجود هذه القوات البالغ نحو 4100 جندي - لم يعد ضروريا بالنسبة الى الامن في العراق.
من ناحية ثانية، دانت الامم المتحدة «في شدة» الهجمات على المسيحيين في الموصل، حيث انتشرت قوات الامن بكثافة، غداة نزوح الاف المسيحيين
وفي مقابلة مع صحيفة «التايمز» نشرت، أمس، قال المالكي: «نشكرها على دورها، لكنني اعتقد ان وجودها في العراق لم يعد ضروريا لحفظ الامن والسيطرة». واضاف: «يمكن ان تكون هناك حاجة لخبرتها في التدريب او بعض المسائل التكنولوجية. لكن كقوة مقاتلة، لا اعتقد ان وجودها ضروري».
وانتقد المالكي قرار سحب القوة البريطانية من احد القصور في وسط البصرة اواخر العام الماضي بعد ما كان تحت سيطرتها منذ الاجتياح، ونقلها الى قاعدة في المطار خارج المدينة. وقال «ان البصرة في حينها لم تكن خاضعة لسيطرة الحكومة المحلية وانما للعصابات والميليشيات (...) نأت القوات البريطانية بنفسها عن المواجهات ما اعطى فرصة للعصابات والميليشيات للسيطرة على المدينة».
واضاف ان «الاوضاع تدهورت في شكل مريع الى درجة ان شبانا منحرفين حملوا السيوف ليقطعوا بها اعناق النساء والاطفال. استنجد سكان البصرة بنا (...) فتحركنا لاستعادتها».
وعما اذا كان قرار الانسحاب من وسط البصرة سابقا لاوانه، اجاب رئيس الوزراء العراقي «جدا».
كما انتقد الاتفاق السري بين القوات البريطانية و«جيش المهدي» بزعامة مقتدى الصدر لوقف هجماته واطلاق الصواريخ. واوضح: «طبعا، لم نكن مرتاحين لذلك وأبلغنا عن قلقنا وانزعاجنا لاننا اعتبرنا ما حدث بداية لكارثة ما». وتابع: «لو قالوا لنا انهم يريدون القيام بذلك، كنا اجرينا مشاورات معهم للتوصل الى افضل نتيجة ممكنة. لكن عندما تصرفوا في شكل منفرد، وقعت المشكلة».
وكان المالكي امر الجيش العراقي بشن عملية امنية في 25 مارس الماضي، في البصرة ضد الميليشيات الشيعية التي تم طردها من المدينة بعد اسبوعين من المعارك العنيفة.
ومع ذلك، اقر بان قوات التحالف «قدمت المساعدة وكان هذا امرا مهما». وقال «إن الصفحة طويت ونتطلع إلى علاقة ودية مثمرة مع لندن تقوم على التعاون الإيجابي في مجالي العلم والتعليم بعد فتح الحلبة العراقية أمام الشركات البريطانية والصداقة البريطانية، ونحن نشكر البريطانيين على الدور الذي لعبوه لكني اعتقد أن بقاءهم لم يعد ضرورياً للمحافظة على الأمن».
ومن المتوقع أن تخفّض بريطانيا عدد قواتها في العراق إلى معدل النصف تقريباً في العام المقبل وحصر مهمة القوات التي ستحتفظ بها هناك في مجالي التدريب والإسناد، غير أن المالكي شكك في وضع القوات البريطانية غير القتالية «لأن المفاوضات في شأن وجودها في العراق بعد العام الحالي لم تبدأ بعد» لأسباب، قال إنه لا يعرفها، لكنه رجّح احتمال أن تكون الأزمة المالية حوّلت تركيز البريطانيين عن هذا الجانب.
وأمل أن تبدأ المفاوضات بين الجانبين في القريب العاجل «لتجنب الوصول إلى موعد نهائي حاسم وإقرار حجم القوة التي ستحتفظ بها لندن في العراق والمهام التي ستُكلّف بها»، محذراً من احتمال «أن تفقد القوات البريطانية الغطاء القانوني وتضطر للانسحاب من العراق إذا لم يتم التوصل لاتفاق في شأنها ولم تصدر الأمم المتحدة تفويضاً جديداً» بعد انتهاء التفويض الذي منحته للقوات متعددة الجنسية في العراق في 31 ديسمبر المقبل.
كما أمل رئيس الوزراء أن يصادق البرلمان على المعاهدة الأمنية مع الولايات المتحدة في نهاية العام الحالي، محذراً من أن الفشل «سيجبره على الطلب من الأمم المتحدة تمديد تفويضها لجميع القوات الأجنبية للبقاء في العراق».
من ناحية أخرى، (ا ف ب، رويترز، يو.بي اي، دب ا)، أوضحت صحيفة «الصباح» الرسمية أن المالكي سيقوم خلال الأيام المقبلة بزيارة لأستراليا بهدف تطوير العلاقات.
ميدانياً، أفادت مصادر أمنية بأن مدنيا قتل امس، وجرح اثنان في انفجار عبوة ناسفة استهدف احد مقار «حزب الدعوة الإسلامية» في مكان محصن بكتل أسمنتية وسط بعقوبة.
وذكر ضابط اعلام مديرية شرطة محافظة ديالى الرائد غالب الكرخي، أن قواته اعتقلت امس «امرأة انتحارية تدعى وداد علي حسين من مواليد 1959 في حي المصطفى وسط بعقوبة، كانت تستعد لتنفيذ عملية انتحارية في المدينة».
كما اعتقلت قوات الامن، أربعة من «القاعدة» وضبطت كميات من الاعتدة في عمليتين أمنيتين منفصلتين، في غرب بعقوبة وشمالها.
واصيب 5 اشخاص بينهم اثنان من الشرطة، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في حي اور قرب نادي النفط، شمال شرقي بغداد.
على صعيد آخر، كشف وكيل وزارة الداخلية عدنان الأسدي، أن اللجنة المكلفة التحقيق في مقتل النائب صالح العكيلي، عضو التيار الصدري، في مجلس النواب الذي اغتيل الخميس الماضي، توصلت إلى خيوط العملية، مشيرا إلى أنه سيتم عرض النتائج على المالكي.
ودعا التيار الصدري الى تظاهرة «مليونية» في بغداد في 18 من الجاري، ضد «الاحتلال الاميركي» مؤكدا موافقة الحكومة على اجرائها بعد الحصول على ترخيص.
وأعلن الجيش الاميركي، «اعتقال 6 متمردين يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة (...) بينهم ثلاثة اوقفوا خلال عملية تستهدف مسلحين مرتبطين بخلية اجنبية»، في الموصل واضاف: «هناك اعتقاد بان احد المطلوبين مرتبط بخلية اجنبية ارهابية مسؤولة عن شن هجمات ضد القوات العراقية والاميركية»,.
وتأتي الاعتقالات، غداة نزوح نحو الف عائلة مسيحية من الموصل اثر عمليات قتل شملت 12 شخصا منهم خلال الايام الماضية وتفجير 3 منازل وتهديدات بالقتل اذا لم يرحلوا عن المدينة الشمالية.
ودان الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق ستيفان دي ميستورا، امس، «باشد العبارات مقتل المدنيين الابرياء» معبرا عن «قلقه» ازاء ارتفاع وتيرة اعمال العنف ضد المسيحيين في الموصل.
وافاد بيان بان دي ميستورا حذر من ان الهجمات هدفها «اذكاء التوتر وتفاقم عدم الاستقرار في هذه المرحلة الحرجة». وتابع ان «الامم المتحدة وشركاءها يراقبون الاوضاع بقلق» مشيرا الى ان «اعدادا كبيرة من العائلات فرت من ديارها بعدما كان عدد منها غادر بغداد الى الموصل خلال السنوات الماضية».
وافاد مراسل «فرانس برس»، ان القوات العراقية من جيش وشرطة انتشرت امس، في شكل كثيف في الموصل.
وانتشرت قوات الجيش والشرطة في كل الاحياء وليس في مناطق المسيحيين فقط واقامت نقاط تفتيش للتدقيق في الهويات.

مصالحة بين الجيش الاميركي ومسلحين في سامراء

سامراء - ا ف ب - قال احد شيوخ عشائر سامراء، ان نظراءه في المدينة لعبوا دورا في مصالحة الجيش الاميركي مع مجموعة المسلحين الذين قاتلوا القوات الاميركية والعراقية سابقا.
واضاف قائد مجلس اسناد سامراء خالد فليح، ان «قيادة الاسناد وشيوخ العشائر كان لهم الدور الفعال في المصالحة مع المسلحين الذين ينتمون الى مجموعات عدة ولم تلطخ ايديهم بدماء العراقيين والقوات الاميركية».
يشار الى ان مجلس اسناد سامراء يضم نحو خمسة الاف مقاتل من ابناء العشائر البالغ عددها 22 عشيرة في المدينة ومحيطها.
من جهته، نقل مصدر شارك في جلسة المصالحة في مبنى قائم مقامية سامراء عن ضابط اميركي ان «المصالحة تشمل المقاتلين من تنظيم القاعدة ايضا».
وكان المسلحون وعددهم نحو الـ 50 ينشطون في مناطق المعتصم جنوب شرقي سامراء في اتجاه الضلوعية، والجلام المحاذية لنهر العظيم، والجزيرة المجاورة لبحيرة الثرثار غرب سامراء.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي