جعفر رجب / تحت الحزام / عباس وفرطاس

تصغير
تكبير
عباس مواطن حافي، وفرطاس تاجر، ومن خلال قصتهما سنكشف لكم وضع البورصة!
فرطاس التاجر، عنده فلوس فأسس شركة بينه وبين ابنه بميزانية «الف دينار» - مثلا - مقسمة على عشرة آلاف سهم كل سهم بمئة فلس سعر تأسيس باسم فرطاس للاستثمار!
بعد سنة الشركة تتداول أسهمها في البورصة، وبقدرة قادر، وبحيلة محتال، يصبح سعر السهم دينارا، الالف دينار اصبح عشرة الاف، وفرطاس نائم في بيته، سبب شركته التي لا يعرف أحد في السوق «شنو شغلته» كحال تسعة وتسعين بالمئة من الشركات، ولكنه أشاع انه يستثمر في مجال السمبوسة!
عباس يدخل البورصة بعد أن يستلف عشرة الاف من البنك بفوائد مئتين بالمئة، فيشتري عشرة آلاف سهم من فرطاس، هنا فرطاس ربح تسعة الاف دينار...
ينزل سعر السهم ويصبح سعره تسعمئة فلس، عباس يخاف على أمواله، فيبيع اسهمه على من؟ على فرطاس طبعا، الذي يشتريه منه، وهذا يعني ان عباس خسر ألفا وفرطاس ربح ألفا واسهمه بجيبه!
فرطاس يبيع الأسهم بتسعمئة على عباس مرة أخرى، بعد أن يقنعه بأنه سيرتفع، عباس يشتري فينزل السهم إلى ثمانمئة فيبيع عباس السهم خوفا على حلاله على فرطاس فيخسر ألفا أخرى والتاجر فرطاس يربح ألفا!
يكرر فرطاس نفس الحيلة ويصدقه عباس في كل مرة،في النهاية وبعد عام فرطاس يربح عشرة آلاف من لاشيء وعباس يخسر عشرة آلافه ويبقى دينه على ظهره!
فرطاس يربح بعد خمس سنوات خمسين ألف دينار من شركته «بو ألف» دينار! من شركته الفرطاسية بنفس الطريقة، وعباس وربعه يخسرون أموالهم بنفس الطريقة... في المرة الأخيرة، خسر عباس وربعه كل ما يملكون، لصالح فرطاس وأصدقائه، وفي النهاية تدخلت الحكومة على طريقة الأفلام العربية، اي بعد ان يموت الضحية، ويبقى المجرم فرطاس الذي تقوم الحكومة بمساعدته حتى يجتاز أزمته النفسية بسبب موت عباس، وعلاجه طبعا بالملايين وليس بخمسين دينارا! ويرجع فرطاس ببيع أسهم شركته التي لا تساوي ورق التواليت على أبناء عباس!
العبرة من القصة:
> التجار لا يخسرون أبدا، والحفاي لا يربحون ابدا!
> الحكومة تحب التجار، والتجار يحبونها!
> عباس «غصب» بيصير تاجر!
> التجار يكذبون دائما، والحكومة تكذب، والحفاي دائما يصدقون، وهذه هي المصيبة!
> ماذا لو سكرنا البورصة سنة، ماذا سيحصل؟ لا شيء، هل تظنون حقا بان السوق حقيقة سوق... انه كازينو!

جعفر رجب
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي