13 أكتوبر 2008
12:00 ص
363
لايمكن ان يتحفز المجتمع للنهوض إلى الامام إلا اذا نبض فيه الشعور بالنقص والحنين إلى الكمال لأن الحياة تعطي كل انسان ماشاء ولا تعطيه ما لايريد، فمن سع في طلب العزة ينل العزة، ومن احب الهوان يعش الهوان، ومن حاول اكتساب المال ينل المال وهكذا... فالعواطف الاجتماعية يوجد من لا يؤمن بها، ومن النماذج نذكر ما تيسر لنا مثل الموظف الذي إذا أؤتمن على عمله لم يقم به على اتم وجه، والطبيب الذي يتعهد بإدارة مستشفى ومباشرة المرضى اهمل كثيرا من شؤونهم الصحية ليقضي اوقاته بالتسلية والخمول، والمسؤول الذي اذا راجعته امرأة خصوصا اذا كانت على شيء من الجمال وفي ازمة لا تجد عنها محيصا حاول استغلال حاجتها للمساومة على عفافها إزاء معونة قد تكون بسيطة بالنسبة اليه، وبعض التجار واصحاب المخازن والمتاجر والمؤسسات الذين يغشون في بضائعهم التي يعرضونها على المستهلكين، والمدرسون الذين لايربون الطلبة التربية التي تنفعهم وتنفع وطنهم انما ينتهزون فرص الدراسة لزجهم في القضايا الجانبية التي لا تنتهي في مصلحتهم وبعض الكتاب الذين لا يكتبون ما ينفع القراء، بل يكتبون ما يضيع الوقت ويفسد العقول ويثبط الهمم.
ولأن حوادث الحياة التي تتراكض على مسرح الزمن حافلة بالعبر والدروس بحيث يُتاح لكل فرد ان ينظر الى السعداء والاشقياء ويرى سبل السعادة وعوامل الشقاء، ثم يفكر قليلا ريثما يقرر مصيره في الانضمام إلى قائمة السعداء او الاشقياء، اذ انك تقدر بالتكفير على ان تستعرض حياتك وتحاسبها يوما بعد يوم، ثم تتساءل: هل ان حياتك صحيحة ام تحتاج إلى التعديل؟ وهل إنك انسان كامل ام فيك نواقص؟ واذا كانت فيك نواقص فهل تروم اصلاح حياتك ام تريد ابقاءها كما هي الان؟ وان كنت عازما على الاصلاح فهل المبادرة افضل ام التسويف؟
وبعد هذا وذاك وغير هذا وذاك لنراجع انفسنا لعلنا اخطأنا ومازلنا نخطئ بحق هذا الوطن، وهذه الارض الطيبة سواء من قبل عوام الناس، او من الحكومة والحكومات ام من اعضاء المجالس المختلفة، فإياكم والضياع والدخول في المهاترات والانفاق المظلمة.
وعلى كل حال، نريد ان نهمس بشيء للنائب المحترم فيصل مسلم بأن تصريحاتك باستجواب وزيرة التربية لا تنطلي على احد من هذا المجتمع لأنك معروف بدعمك لها وكفى تصريحات وهجوما على الدكتورة رشا الصباح وكيلة التعليم العالي، وكفى دفاعا عن مدير الجامعة، فأين لجان التحقيق التي شكلت في المجلس السابق الذي انت كنت عضوا فيها وفي المجلس الحالي كما انك انت رئيس اللجنة، وانت الذي طلبت من الحكومة تشكيل لجنة عن الجامعة الجديدة، والآن انت تهاجم مجلس الوزراء من جانب وتلقي اللوم على مجلس الوزراء، ثم من المفترض ان تقف مع اعضاء هيئة التدريس ضد مدير الجامعة فهؤلاء نخبة وكوكبة من ابناء المجتمع، وهم ادرى بمديرهم.
اليك مثلا صغيرا فالدكتور عبدالله سهر دائما يهاجم مدير الجامعة، وهو على خلاف مع هذا المدير وليس خلافا شخصيا، بل هو المتحدث لمجموعة من الدكاترة وحصل في انتخابات اعضاء هيئة التدريس الاخيرة على المركز الاول وعمل على اسقاطه واسقاط قائمته فطاحل في الجامعة وخارجها... والذي كان دائما يدافع عن المدير ويمدح فيه ويثني عليه حصل على المركز الاخير، وهذا خير دليل على ان لا احد يريد لهذا المدير ان يبقى في مكانه.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي