ماي تأمل في رقصة «تانغو» مع ترامب ... مثلما رقصت ثاتشر وريغان؟

رقصة ريغان وثاتشر


اضطرت الحكومة البريطانية أمس، إلى إصدار بيان رسمي نفت فيه أنها ستستخدم نايجل فراج، زعيم حزب المملكة المتحدة المستقل (يوكيب) المعارض، وسيطاً بينها وبين الرئيس الأميركي الجمهوري المنتخب دونالد ترامب، وذلك وسط فوضى إعلامية تجتاح وسائل الإعلام البريطانية التي شاركت مع الدوائر السياسية المختلفة في بريطانيا في تخريب العلاقة بين بريطانيا وترامب الذي فاز في الانتخابات بوقوفها علانية ضده وتأييدها لمنافسته هيلاري كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطي.
وحاولت صحيفة «دايلي ميل» أمس، إصلاح الضرر الذي ألحقته هي وغيرها من الصحف البريطانية بالعلاقة مع ترامب فخرجت بعنوان جديد لخبرها الرئيس عن الاتصال الهاتفي بين ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي يقول «الرئيس المنتخب دونالد ترامب يتصل بماي ليقول لها: تريزا بالنسبة لي مثل ماغي» أي مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، وألحقت العنوان الرئيس بعنوان فرعي آخر عن أن ترامب «قال في هجوم ساحر أنه يريد إحياء العلاقة الوثيقة التي تمتعت بها مارغريت ثاتشر مع رونالد ريغان». وجاء هذان العنوانان بعدما كانت «دايلي ميل» صدرت قبل ساعات بخبر عن المكالمة الهاتفية بين ماي وترامب ظهر فيه العتب واضحاً من خلال لهجته التشاؤمية تجاه العلاقة بين البلدين، إذ قالت فيه أن «ترامب تحدث مع ماي للمرة الأولى بعدما تحدث مع تركيا وأستراليا والهند وإيرلندا»، معتبرة أن الأمر دلالة على قلة احترام ترامب لبريطانيا. وعددت الصحيفة داخل الخبر أسماء قادة الدول الذين تحدث معهم ترامب قبل ماي كما يلي «رئيس الوزراء الإيرلندي إندا كيني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس كوريا الجنوبية بارك جوين هاي، ورئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول، والرئيس المكسيكي أنريكه بينا نييتو، ورئيس الوزراء الهندي نيراندا مودي، ورئيس الوزراء الياباني شينز آبي».
لكن فجأة تغيّرت اللهجة ليس فقط في صحيفة «دايلي ميل»، بل في غالبية وسائل الإعلام البريطانية، خصوصاً بعدما صدرت صحيفة «دايلي تلغراف» بعنوان رئيسي يتحدث عن استعداد نايجل فراج للقيام بدور الوسيط بين ماي وترامب، ما أوحى أن العلاقة بين ترامب وماي سيئة وتحتاج إلى وساطة. فسارعت رئاسة الوزراء إلى التدخل لنفي هذا الخبر وحاولت وضع حد للتسيُّب الضار بالمصالح البريطانية الذي ساد في التغطية الإخبارية التي تقدمها وسائل الإعلام البريطانية لتطورات الوضع في الولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب وتداعياتها على الساحة الدولية. حيث جرى التركيز حتى مساء أمس، في وسائل الإعلام البريطانية على حركة الاحتجاج الأميركية ضد فوز ترامب، وقدّمت القنوات التلفزيونية المختلفة ومن ضمنها قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) تغطيات توحي بوجود تعاطف من جانب هذه القنوات مع المحتجين.
وتتحمل تريزا ماي مسؤولية كبيرة عن هذه الفوضى، فمنذ أن تسلمت رئاسة الوزراء، عقب تنحي سلفها ديفيد كاميرون في الصيف الماضي عن رئاسة الوزراء، لزمت الصمت تجاه الحملة الانتخابية الأميركية على أساس أنه لا يجوز التدخل في شأن داخلي أميركي، وذلك بعد أن كانت في السابق من موقعها وزيرة للداخلية هاجمت ترامب على تصريحاته المعادية للشرطة وأجهزة الأمن البريطانية، ما ترك الانطباع أن ماي التي ما زالت تحمل نفس الأفكار المعادية لترامب، وتركت الساحة لآخرين من حزب المحافظين الذي تتزعمه وللسياسيين الآخرين أن يصولوا ويجولوا تأييداً لهيلاري كلينتون.
فكانت النتيجة أن ترامب شعر نفسه منبوذاً على الساحة البريطانية التي طالب 1.5 مليون مواطن فيها بمنعه من دخول بريطانيا، فلم يجد على الساحة البريطانية مؤيداً له سوى نايجل فراج، فاستدعاه إلى الولايات المتحدة وعيّنه مستشاراً له خلال حملته الانتخابية.
فالحاصل حالياً أن تيرزا ماي تدفع ثمن خطئها في التعامل مع ترامب، حيث بدأت جوقة من المحللين السياسيين البريطانيين المرتبطين بماي في تلميع صورة ترامب في شكل مفاجئ وتقديم تفسيرات لا أول ولا آخر لها لكل كلمة قالها في المكالمة الهاتفية مع ماي، وقالوا أنه يأمل أن يعيد العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا إلى عصرها الذهبي في فترة حكم ريغان وثاتشر، ما فسّروه على أنه يُبشر بالخير في شأن رغبة بريطانيا في أن تسبق الاتحاد الأوروبي، الذي صوتت على الانسحاب منه، بتوقيع اتفاق تبادل تجاري مع الولايات المتحدة، وتفسيرات أخرى عن مستقبل التعاون العسكري بين البلدين والمحافظة على حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا أحد يعرف مدى واقعيتها.
وحاولت صحيفة «دايلي ميل» أمس، إصلاح الضرر الذي ألحقته هي وغيرها من الصحف البريطانية بالعلاقة مع ترامب فخرجت بعنوان جديد لخبرها الرئيس عن الاتصال الهاتفي بين ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي يقول «الرئيس المنتخب دونالد ترامب يتصل بماي ليقول لها: تريزا بالنسبة لي مثل ماغي» أي مارغريت ثاتشر، رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، وألحقت العنوان الرئيس بعنوان فرعي آخر عن أن ترامب «قال في هجوم ساحر أنه يريد إحياء العلاقة الوثيقة التي تمتعت بها مارغريت ثاتشر مع رونالد ريغان». وجاء هذان العنوانان بعدما كانت «دايلي ميل» صدرت قبل ساعات بخبر عن المكالمة الهاتفية بين ماي وترامب ظهر فيه العتب واضحاً من خلال لهجته التشاؤمية تجاه العلاقة بين البلدين، إذ قالت فيه أن «ترامب تحدث مع ماي للمرة الأولى بعدما تحدث مع تركيا وأستراليا والهند وإيرلندا»، معتبرة أن الأمر دلالة على قلة احترام ترامب لبريطانيا. وعددت الصحيفة داخل الخبر أسماء قادة الدول الذين تحدث معهم ترامب قبل ماي كما يلي «رئيس الوزراء الإيرلندي إندا كيني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس كوريا الجنوبية بارك جوين هاي، ورئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول، والرئيس المكسيكي أنريكه بينا نييتو، ورئيس الوزراء الهندي نيراندا مودي، ورئيس الوزراء الياباني شينز آبي».
لكن فجأة تغيّرت اللهجة ليس فقط في صحيفة «دايلي ميل»، بل في غالبية وسائل الإعلام البريطانية، خصوصاً بعدما صدرت صحيفة «دايلي تلغراف» بعنوان رئيسي يتحدث عن استعداد نايجل فراج للقيام بدور الوسيط بين ماي وترامب، ما أوحى أن العلاقة بين ترامب وماي سيئة وتحتاج إلى وساطة. فسارعت رئاسة الوزراء إلى التدخل لنفي هذا الخبر وحاولت وضع حد للتسيُّب الضار بالمصالح البريطانية الذي ساد في التغطية الإخبارية التي تقدمها وسائل الإعلام البريطانية لتطورات الوضع في الولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب وتداعياتها على الساحة الدولية. حيث جرى التركيز حتى مساء أمس، في وسائل الإعلام البريطانية على حركة الاحتجاج الأميركية ضد فوز ترامب، وقدّمت القنوات التلفزيونية المختلفة ومن ضمنها قنوات هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) تغطيات توحي بوجود تعاطف من جانب هذه القنوات مع المحتجين.
وتتحمل تريزا ماي مسؤولية كبيرة عن هذه الفوضى، فمنذ أن تسلمت رئاسة الوزراء، عقب تنحي سلفها ديفيد كاميرون في الصيف الماضي عن رئاسة الوزراء، لزمت الصمت تجاه الحملة الانتخابية الأميركية على أساس أنه لا يجوز التدخل في شأن داخلي أميركي، وذلك بعد أن كانت في السابق من موقعها وزيرة للداخلية هاجمت ترامب على تصريحاته المعادية للشرطة وأجهزة الأمن البريطانية، ما ترك الانطباع أن ماي التي ما زالت تحمل نفس الأفكار المعادية لترامب، وتركت الساحة لآخرين من حزب المحافظين الذي تتزعمه وللسياسيين الآخرين أن يصولوا ويجولوا تأييداً لهيلاري كلينتون.
فكانت النتيجة أن ترامب شعر نفسه منبوذاً على الساحة البريطانية التي طالب 1.5 مليون مواطن فيها بمنعه من دخول بريطانيا، فلم يجد على الساحة البريطانية مؤيداً له سوى نايجل فراج، فاستدعاه إلى الولايات المتحدة وعيّنه مستشاراً له خلال حملته الانتخابية.
فالحاصل حالياً أن تيرزا ماي تدفع ثمن خطئها في التعامل مع ترامب، حيث بدأت جوقة من المحللين السياسيين البريطانيين المرتبطين بماي في تلميع صورة ترامب في شكل مفاجئ وتقديم تفسيرات لا أول ولا آخر لها لكل كلمة قالها في المكالمة الهاتفية مع ماي، وقالوا أنه يأمل أن يعيد العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا إلى عصرها الذهبي في فترة حكم ريغان وثاتشر، ما فسّروه على أنه يُبشر بالخير في شأن رغبة بريطانيا في أن تسبق الاتحاد الأوروبي، الذي صوتت على الانسحاب منه، بتوقيع اتفاق تبادل تجاري مع الولايات المتحدة، وتفسيرات أخرى عن مستقبل التعاون العسكري بين البلدين والمحافظة على حلف شمال الأطلسي (ناتو) لا أحد يعرف مدى واقعيتها.